الشاعر المسرحي الأزهري الدكتور محمد عبدالمنعم العربي

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وأَغَرَّ يَنجابُ الظَلامُ بلفظِهِ                          وَبِهِ النُفوسَ يَقَعنَ كُلَّ قَرارِ
هو الدكتور محمد عبدالمنعم عبدالكريم، المعروف بالدكتور محمد عبدالمنعم العربي، وقد لقب بهذا اللقب بسبب غيرته الشديدة على العروبة تراثًا ولغة ودينًا؛ إذ يشهد له كل رفاقه وطلابه بالجدة والصرامة والأصالة، حيث يكاد يكون مدرسة خاصة، فيها مهابة الأستاذ الكبير، وأصالته عاش حياته لله, ونذر نفسه ومواهبه وملكاته لله تعالى, ولنصرة دينه, والنهوض بأمته، إذ حرص على بث القيم النبيلة والخلال الجليلة في كل مشهد من مشاهد حياته، داخل كل مجتمع يجتمعه، وجاهد في سبيل إحياء الجزل والرصين من أدبنا العربي في كل أعصاره وأمصاره.

وقد عاشرته –في رحاب قسم الأدب والنقد بكلية اللغة العربية بالزقازيق-أكثر من عقدين من الزمان: طالبًا علمَه، مترسمًا خطاه، متوسمًا سمته، ثم زميلاً تابعًا: أسأله فيجيبني، وأحاوره فيفيدني، وأناقشه فيثبتني، وأطلب منه كل نفع فيعطيني، فكان نعم الأساتيذ، وخير المرشدين، في رؤيته كل أمل وكل رجاء، وكل ثبات وكل نصر، وكل حياة وكل إحياء لشخصي وأمثالي من معاشريه في ظلال جامعتنا الغراء، وغيرها من منتديات الأصالة والفصحى، رحمه الله رحمة واسعة.

ومن ثم كانت هذه الترجمة الغيرية بقلمي متناولة مكونات شخصيته، وجهوده التعليمية والعلمية، وآثاره الإبداعية على النهج التالي:  

أولاً: مُكوِّنات التربية والتعلم:

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لم يكن أستاذنا(العربي) بهذه السمات والجهود من فراغ، بل كان نتيجة عدة عوامل كونته وطورته، وحددت معالم شخصيته الإنسانية، هي:

 

المكون الأول: صعيدية الأصل والنشأة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ولد المترجم عام 1345هـ الموافق 30/3/ 1927م لأبوين ينتميان إلى بلدة (أبى يعقوب) إحدى قرى إقليم (منية ابن خصيب) بصعيد مصر الأوسط، وكان والده قد ترك هذه القرية  في أعقاب أدائه الخدمة الوطنية  في الجيش، سعيا إلى حياة أفضل، واستقر به المطاف مع زوجه  في إقليم (بني سويف) القريب، ونجح  في الحصول على وظيفة صغيرة تكفل له ولأسرته العيش الكريم، وفي مدينة (الواسطة) الصغيرة ولد له ابنه (محمد عبدالمنعم) ـ وهو اسم مركب ـ وكان ترتيبه الخامس بين إخوته السبعة، وفي سن العاشرة استقرت الأسرة  في مدينة (بني سويف) عاصمة الإقليم، وفيها أكمل الطفل تعليمه الأولى، وقضى أجمل مراحل حياته، وكان قد التحق منذ الخامسة من عمره (بالكتاب) إلى جانب المدرسة الأولية، حيث أتم حفظ القرآن الكريم مع إتمام مرحلة التعليم الأولى  في سن الثانية عشرة.

المكون الثاني: التعلُّم القاهري:

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 وهنا تطلع أستاذنا (العربي) إلى إكمال دراسته  في الأزهر الشريف بالقاهرة؛ إذ كان إقليم (بني سويف) آنذاك خاليًا من المعاهد الأزهرية، ونظرًا لتعلقه بعلماء الأزهر من الوعاظ كأبيه، تم إلحاقه بالمعهد الابتدائى الثانوى الأزهرى بالقاهرة عام 1940م؛ فكان يقضى شهور الدراسة فيها، وأشهر الإجازة الصيفية مع أهله  في (بني سويف) وقبيل دراسته بالقاهرة.

المكون الثالث: التثقف الذاتي:

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

 منذ سن العاشرة كان الأب يصحب ابنه(أستاذنا العربي) مع إخوته إلى المساجد حيث يحضر حلقات الدروس الدينية هناك عقب صلاة المغرب إلى ما بعد صلاة العشاء مستمعًا إلى نخبة من الأئمة النابهين، والوعاظ المتميزين، فظفر بقاعدة طيبة من العلوم الدينية، والثقافة الإسلامية، كما كان يقرأ بعض المجلات الإسلامية والأدبية التى تتاح له(<!--)، ويقرأ  في المنزل الكتب المقررة  في اللغة العربية على أخويه الأكبرين (محمد العارف) و(محمود) الطالبين بالمدارس الثانوية العامة حينئذ، ومنها كتاب (المنتخب من أدب العرب) وكتب المطالعة الثانوية، وبعض القصص، كما بدأ يتردد على (مكتبة البلدية)  في (بني سويف) ويتعرف على بعض الكتب  في الشعر والنثر، كديوان الحماسة (لأبى تمام)، والعبرات والنظرات (للمنفلوطى)، وقصص وتمثيليات (توفيق الحكيم) و(على أحمد باكثير)، فبدأت تتفتح ميوله الأدبية، ولما رحل إلى القاهرة ازداد التفتح بكثرة تردده على المحافل الأدبية والدينية(<!--)، وإدمانه الذهاب إلى (دار الكتب الكبرى) ولهذا كانت دراسته  في الأزهر ميسرة وشائقة له، ومضى فيها بتفوق ملحوظ، فحصل على الشهادة الابتدائية عام 1944م، وعلى الشهادة الثانوية عام 1949م.

المكون الرابع: التخصص اللغوي

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

التحق أستاذنا (العربي) بكلية اللغة العربية ونال إجازتها العالية عام 1953م وفي العام نفسه التحق بمعهد التربية العالى للمعلمين بجامعة (عين شمس)، ونال دبلومته العامة  في التربية عام 1954م؛ ليتأهل بذلك للعمل في حقل تدريس اللغة العربية والمواد الإسلامية  في مدارس وزارة التربية والتعليم0

<!--[if !supportFootnotes]-->

<!--[endif]-->

(<!--) كمجلة (الإسلام) و(نور الإسلام) و(لواء الإسلام) ومجلتي (الرسالة) و(الثقافة) 0

(<!--) كدار الحكمة التى كان يحاضر فيها نخبة من كبار العلماء كالأساتذة محمد شلتوت وعبدالوهاب خلاف وعبدالوهاب حمودة0

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 69 مشاهدة
نشرت فى 29 سبتمبر 2019 بواسطة sabryfatma

الأستاذ الدكتور صبري فوزي عبدالله أبوحسين

sabryfatma
موقع لنشر بحوثي ومقالاتي وخواطري، وتوجيه الباحثين في بحوثهم في حدود الطاقة والمتاح. والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

297,185