جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
--------------------- ( الموساد .. والمعضلة المصرية .. وساويرس ) --------------------
____________________________________________________________
* " أخيل " كان فارسا لا يشق له غبار وكانت نقطة ضعفه فى كعبه إن ضرب
فيه مات .. هكذا تقول الاسطورة ، ومن هنا كان المثل "" كعب أخيل "" .
وايضا حدثتنا التوراة عن - شمشوم - ذو
القوة الاسطورية ، وكانت قوته فى شعر رأسه ، الذى حلقته له - دليلة -
بالتحايل فصار عبدا من العبيد ، فانتظر حتى نمى شعرة ، وهدم المعبد على من
فيه ، وهو يصرخ " على وعلى أعدائى يا رب " .
---------------------------------------------------
* ومصر لها - شنبات - رمزا للرجولة والشهامة والسيطرة على الأرض
وحماية العرض ، واسرائيل ترغب فى حلق هذا الشنب ، وتلك الحاجة فى نفسها
المريضة هى ما استدعت " عملية خلق آل ساويرس " وعلى قمة جبل الخيانة ،
كان المهندس - نجيب ساويرس - وان كان حجمه على كبره ، لا يتعدى قمة
جبل الخيانة المختفى تحت الماء ، ولا يستبين منه إلا الرأس .
----------------------------------------------------
* أتأمل مصر خلال العقود الاربعة الماضية ، ويدهشنى صبر الموساد وطول
باله ، وهو ينتهج أسلوب " الخطوة خطوة " يحبو كما الأفعى على طول
الأراضى المصرية وعرضها وذيله عند منابع النيل ، وان كان اعتماد تلك
الخطة لا يمنع قفزة مباغتة عند اللزوم إن كانت مضمونة العواقب ، فى سياق
ما حولها من تداعيات فى الداخل وفى المنطقة ككل .
-----------------------------------------------------
* والمحللون الاستراتيجيون لدى اسرائيل ، يعرفون أين كعب أخيل عند
المصريين ، فمصر فى قوة أهرامها ، ولهدمها أصول فى ظل علاقات القوى
التى تسود الأرض فى المرحلة الآنية . ولكن ظروف العالم تتغير ، ولن تظل
الولايات المتحدة الامريكية ، متربعة على عرش العالم فى حالة عزف منفرد
على الكمان ، بنغمات نشاذ يسمعها سكان الأرض فى غالب الأحيان متأففين
وعلى مضض . واسرائيل على فخذى أمها الظالمة المتحيزة تجلس متنمرة
لجيرانها برضى كامل من الأم الجافية لكل حقوق البشر ، وهى لا تدرى أن
اسرائيل ابنة حرام لا عهد لها ، ستنهش أمها إن ىلزم الأمر يوما .
------------------------------------------------------
* واسرائيل تدرك ابعاد تلك المعضلة التى تواجهه خطتها لإنهاء ليس فقط كل
دور محتمل لمصر فى الشرق الأوسط ، ولكن وبالأساس إنهاء الوجود
المصرى برمته ، كما حدث مع الآشوريين فى بلاد الرافدين قديما والذين قال
فيهم كتابهم ( أين شعبك يا آشور .. تشتت بين الجبال ولا من يجمع ) . ومن هنا
كان رؤيتهم للتركيز على انهيار مصر من الداخل ، وكان على الموساد ان
يضخم بالونة هذا العميل الأسطورى فى عالم " رجال الأعمال المصريين " ..
نجيب ساويرس .. على أن يظل جسد الخيانة دائما تحت الماء ، تحسبا لأن يطاح
بتلك الرأس ، فتظهر تلقائيا الرأس التالية ، ولعبة خلق الجواسيس الكبار ،
معروفة فى دنيا المخابرات من قديم الأزل .
---------------------------------------------------------
* ولكن كيف سيعمل رأس المال فى مجتمع تم افقاره عمدا مع سبق الاصرار ،
ليكون السكين الحاد والمسلول من غمده دائما ، وفى جاهزية مستمرة لذبح
مجتمع عاش آلاف السنين ، مرض خلالها فى اوقات عديدة ، لكنه لم يصل الى
حد الموت الذى يخبؤنه لنا الآن خلف الأكمة والتلال . والحق يقال أن خطة
اسرائيل كانت جيدة الصنع من الناحية النظرية ، ولكنها لن تكون قابلة للتطبيق
بشكل كامل - وهذا هو الشرط اللازم والحتمى لنجاحها - وكانت تلك هى
المعضلة التى تبحث عن حل فى داخل العقل الاسرائيلى .. فبدءوا فى تجنيد
الكثيرين جدا من المتميزين من ابناء مصر ، مستغلين أموالهم لدى آل ساويرس
، للتغطية والتمويه على اموال العملاء الجدد الذين يتم تجنيدهم بهدوء كامل منذ
عقود ، وأيضا أنجب - نجيب - مئات العملاء من رجال الاعمال الأصغر
حجما ليكونوا بؤرا وبلورات يترسب عليها آخرون ، وهكذا دواليك ..
----------------------------------------------------------
* ولتوفير الحماية الشعبية للخيانة ، كان لزاما على المخططين أن يقوموا بشيئين :
# أولا اختراق منظم وعنيف للاعلام المصرى ، وفيه الكثيرين من الفقراء بل
والمعدمين من الشباب الواعد والطموح، ومع صفر السن وقلة الخبرة كل شئ
جائز وممكن .
# والأخطر من هذا للأسف كانت تلك المحاولات المستميته مع الكيان الدينى
للكنيسة والتى لم تتوقف أبدا لجميع الطوائف والمذاهب ، تلك المحاولات التى
وجدت ممانعة ومقاومة من رجال شرفاء من مسيحيى مصر سواء من
المفكريين العلمانيين ، أو من رجال الإكليروس الشرفاء والوطنيين ، وقد لمست
هذا بنفسى حين التقيت العشرات منهم بدءا من مثلث الرحمات المتنيح - قداسة
الأنبا شنودة الثالث - وأساقفة عموميون ، ومطارنة لأبرشيات ،وحتى أبنائى من
الشمامسة والمكرسين والخدام ، وأيضا مسيحيى المهجر ومن يقومون على
خدمتهم الروحية هناك ، وكان آخر من التقيت قداسة الأسقف المستشار
الإعلامى لقداسة الانبا شنودة بمقر المطرانية بشبرا الخيمة ،قبيل تنيح البطرك ،
وكان الرجل كما نشرت فى أعقابها مثالا للوطنية والمحبة ، حتى أنه أرانى على
محموله الخاص تسجيلا كاملا للقرآن الكريم ، وكان بصحبتى صحفية من
صوت الأمة.
---------------------------------------------------------
* والحقيقة أن حصار الخيانة ليس بالشئ المستحيل ، وهناك الكثير من
المضادات الحيوية تجعلة ينكمش فى أضيق نطاق ممكن ، إن فشلت فى القضاء عليه .
والخطورة الآن أن المحللين فى الموساد قد يلجأون الى القفزة التى أشرت اليها
فى اول المقال ، وهم يرون ان خططهم بعد انتهاء العصر الذهبى لرجالهم فى
مصر ، باتت تناقش على العلن ، مما قد يعرضها للتحلل وفقدان الفاعلية مع
الوقت ، لذا قد يغامرون بتحريك معظم عملائهم علنا بالداخل،وبالتنسيق الكامل
مع عملاء الخارج فى موقف متعجل للحرب الأهلية ، على أمل ان تمتد
الشرارة لتتولى تحقيق أمانيهم ، مع دعمها بالنفخ المستمر فى النيران ، وهذا قد
يفسر جزئيا هذا التحرك المحموم فى الحشد السرى قبل العلنى ليوم 24 اغسطس
، الذى لن يقدر له النجاح الا بتحريك عملائهم المجهولين فى الأجهزة الرسمية
والسيادية للدولة ولو اضطروا للتضحية ببعضهم ، وهم يرون أن الأوان قد حان
ليرد الجميع جزءا من دينه للدولة العبرية .
................................................................. وللحديث بقية !
__________________________________________________________
*** ( منظمة قبول الآخر لحقوق الإنسان د / محمد البكرى )
__________________________________________________________
المصدر: sebertwky
المبدعــــون الشبــــاب//للشاعر صابر الطوخى