هذا الكتاب (والفيديو المختصر أدناه) هو شهادة لأحد أولئك الرجال المحترفين الذين يرتدون ملابس فاخرة وينتقلون عبر العالم في رحلات فارهة ويتقاضون أجوراً فلكية من أجل نهب بلايين الدولارات من دول عديدة في سائر أنحاء العالم. يأخذ أولئك الرجال المال من البنك الدولي، وهيئة المعونة الأمريكية USAID وغيرها من مؤسسات المساعدة ويحولونها بطرق مراوغة إلى الشركات الكبرى، لتوجد عدداً من العائلات الثرية التي تسيطر على الموارد الطبيعية للكرة الأرضية.
المؤلف (جون بركنز)، هو واحد من أشهر الخبراء الاقتصاديين، والذي أمضى عمره في خدمة نظام الاغتيال الاقتصادي للشعوب كما جاء في كتابه، والكتاب صفحات من الاعترافات المفجعة والمخجلة. يصف المترجمان المؤلف في مقدمتهما بأنه شارك في خدمة ممارسات نخبة رجال الأعمال والسياسة في الولايات المتحدة لبناء إمبراطورية عالمية يسيطر عليها حكم منظومة الشركات الكبرى الأمريكية.
المثير في اعترافات بركنز فهو تأكيده أن مقياس نجاح الخبير يتناسب طردياً مع حجم القرض بحيث يجبر المدين على التعثر بعد بضعة سنوات، وعندئذ تبدأ عملية فرض شروط الدائن التي تتنوّع من الموافقة على تصويت ما في الأمم المتحدة، والسيطرة على موارد معينة في البلد المدين، أو قبول وجود عسكري به، وتبقى الدول النامية بعد ذلك كله مدينة بالأموال، ولكن في ظل الهرم الرأسمالي الذي تشكل أمريكا قمته حسب التلقين الذي يتلقاه الخبراء باعتباره واجباً وطنياً ومقدساً.
ويقول المؤلف (وصلت مديونية العالم الثالث إلى 2.5 تريليون دولار، وبلغت مصروفات خدمة هذه الديون 375 مليار دولار سنوياً في عام 2004، وهو رقم يفوق ما تنفقه كل دول العالم الثالث على التعليم والصحة، ويمثّل عشرين ضعفاً لما تقدّمه الدول المتقدمة سنوياً من مساعدات خارجية). ويتابع اعترافاته بأنه وزملاءه قد نجحوا في دفع الإكوادور نحو الإفلاس، فخلال ثلاثة عقود ارتفع حد الفقر من 50% إلى 70% من السكان، وازدادت نسبة البطالة من 15% إلى 70%، وارتفع الدين العام من 240 مليون دولار إلى 16 ملياراً، وتخصص الإكوادور قرابة نصف ميزانيتها لسداد الديون، ولم يبق أمام الإكوادور سوي بيع غابات الأمازون الغنية بالبترول لشركات البترول الأمريكية، والصفقة مخيفة من كل مائة دولار تحصل عليها الإكوادور من البترول تحصل الشركات الأمريكية على 75 دولاراً ويبقى 25 دولاراً تخصص 75% منها لسداد الديون، ويبقي الفتات لكل شيء.
** لذلك السبب نكره الشركات الأمريكية التي تعمل في العراق خلف واجهات عراقية، وندعوكم الى كشفها وفضحها ومقاطعتها لتعود خائبة من حيث أتت.. فما زال أمامنا وقت لنمنع استفحال هذه الظاهرة في عراقنا المنكوب..