جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
قصة مؤثرة من أروع ما قرأت عن الصدقة :
قال الحافظ ابن رجب الحنبلي في شرح حديث "يتبع الميت ثلاث":
دخلت امرأة على عائشة قد شلت يدها فقالت:
يا أم المؤمنين، بت البارحة صحيحة اليد فأصبحت شلاء
قالت عائشة: وما ذاك؟!
قالت: كان لي أبوان موسران، كان أبي يعطي الزكاة ويقري الضيف ويعطي السائل ولا
يحقر من الخير شيئا إلا فعله،
وكانت أمي امرأة بخيلة ممسكة، لا تصنع في مالها خيرا،
فمات أبي ثم ماتت أمي بعده بشهرين، فرأيت البارحة في منامي أبي وعليه ثوبان
أصفران، بين يديه نهر جار،
قلت : يا أبه ما هذا؟
قال : يا بنية، من يعمل في هذه الدنيا خيرا يره، هذا أعطانيه الله تعالى.
قلت: فما فعلت أمي؟
قال: وقد ماتت أمك؟
قلت: نعم،
قا ل: هيهات! عدلت عنا، فاذهبي فالتمسيها ذات الشمال
فملت عن شمالي، فإذا أنا بأمي قائمة عريانة متزرة بخرقة، بيدها شحيمة تنادي:
والهفا، واحسرتاه، واعطشاه. فإذا بلغها الجهد دلكت تلك الشحيمة براحتها ثم لحستها،
وإذا بين يديها نهر جار،
قلت: يا أماه ما لك تنادين العطش، وبين يديك نهر جار؟
قالت : لا أترك أن أشرب منه.
قلت : أفلا أسقيك؟
قالت: وددت أنك فعلت، فغرفت لها غرفة فسقيتها، فلما شربت
نادى مناد من ذات اليمين:
ألا من سقى هذه المرأة شلت يمينه -مرتين – فأصبحت شلاء اليمين، لا أستطيع أن
أعمل بيميني. قالت لها عائشة: وعرفت الخرقة؟
قالت: نعم يا أم المؤمنين، وهي التي رأيتها عليها، ما رأيت أمي تصدقت بشيء قط، إلا أن
أبي نحر ذات يوم ثورا، فجاء سائل فعمدت أمي إلى عظم عليه شحيمة فناولته إياه، وما
رأيتها تصدقت بشيء إلا أن سائلا جاء يسأل، فعمدت أمي إلى خرقة فناولتها إياه.
فكبرت عائشة –رضى الله عنها– وقالت:
صدق الله وبلغ رسوله صلى الله عليه وسلم
{{فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره. ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره}}