أوضحت الدراسة بما لا يدع مجالا للشك أن تعبأة الفول المدمس وهو ساخن على درجة 100 درجة مئوية في أكياس من البلاستيك خفيف الكثافة لمدة 30 دقيقة قد أدى إلى حدوث انتقال العديد من المركبات الكيميائية العضوية المعروفة بتأثيراتها السامة من جدر الأكياس إلى داخل عينات الفول المدمس المعبأة بداخلها. كذلك أثبتت نتائج الدراسة أن تخزين الفول المدمس معبأ داخل الأكياس البلاستيكية في الفريزر على درجة -20 درجة مئوية قد أدى إلى زيادة معدل انتقال العديد من المركبات الكيميائية السامة إلى داخل عينات الفول المدمس من جدر الأكياس نتيجة للتصدعات والتشققات التي حدثت لها وتم تصويرها بالميكروسكوبات عالية التقانة.
ولم تقف الدراسة عند هذا الحد بل تم من خلالها فصل مستخلصات من المركبات الكيميائية العضوية التي تم انتقالها من جدر أكياس البلاستيك إلى داخل الفول المدمس ودراسة تأثيراتها السامة باستخدام مزارع خلايا الكبد كنماذج بيولوجية معملية خارج الجسم ، وبفحص خلايا الكبد أتضح أن لهذه المركبات القدرة على إحداث العديد من التأثيرات السامة والخطيرة التي تمثلت في فشل بعض عضيات الخلية عن أداء وظائفها المنوطة بها مثل الميتوكوندريا (بيت الطاقة في الخلية) والليسوسومات (مخزن الإنزيمات بالخلية) والجدار الخلوي. كما أظهرت نتائج الدراسة أن استخدام بعض الإضافات الغذائية مثل الشطة والطحينة والليمون والكاتشب ومهروس البصل والثوم وإضافتها إلى الفول المدمس المعبأ في أكياس البلاستيك قد قلل من المخاطر السامة السابقة ولكن بدرجة صغيرة تتراوح بين 4-7%. هذا إضافة إلى أن هذا السلوك غير الصحيح والمتبع على نطاق واسع في نقل وتداول واحدا من أكثر الأغذية الشعبية انتشارا وهو الفول المدمس قد يؤدى حتميا إلى وجود متبقيات من مادة البلاستيك (أو نواتج تكسيرة) في دم الإنسان والتي قد تكون إحدى الأسباب الهامة في إصابته بأخطر الأمراض. لذلك تؤيد نتائج هذه الدراسة ما أثبتته العديد من الدراسات السابقة التي تتعلق بهذه المشكلة الخطيرة وهى أن استخدام أكياس البلاستيك في نقل الطعام الساخن وحفظه قد تكون أحد الأسباب التي تؤدى إلى زيادة عدد المصابين في الدول النامية بأخطر الأمراض وربما الأورام الخبيثة.
ساحة النقاش