نظرية التعلم بالملاحظة
بندورا عرف بتأكيده على عملية التعلم عن طريق الملاحظة او بالقدوة فهو يشير الى ان معظم السلوك الانساني متعلم باتباع نموذج او مثال حي واقعي وليس من خلال عمليات الإشتراط الكلاسيكي او الإجرائي
فمن خلال ملاحظتنا للآخرين نطور فكرتنا عن كيفية تكوين سلوك ما وكيف ان المعلومات تساعدنا وتعمل كدليل او كموجه لتصرفاتنا الخاصة وان المحكاة او القدوة تقلل المدة او الوقت المطلوب لتحقيق عملية التعلم وتساعد في ازالة النتائج غير السارة لتلك الاستجابات غير المناسبة
فنحن نتعلم عن طريق ملاحظة الآخرين ونستطيع تجنب عمل أخطاء فادحة اما لو اعتمدنا على التعزيز المباشر فقط فمعنى ذلك اننا سنعيش في عالم خطير ويرى بندورا ان معظم سلوك البشر متعلم من خلال الملاحظة سواء بالصدفة او بالقصد فالاطفال الصغار يتعلمون كيف يؤدون مهام معينة وذلك بمشاهدة الآخرين وهم يقومون بها وبعد ذلك اعادة تطبيقها على انفسهم
والطفل الصغير يتعلم الحديث وذلك باستماعه لكلام الآخرين وتقليدهم فلو ان تعلم اللغة كان معتمداً بالكامل على التطويع او الإشتراط الكلاسيكي او الإجرائي فمعنى ذلك اننا لن نحقق هذا التعلم مادام الطفل لن يحصل على التعزيز المطلوب حتى بعد ان يكون
فالتعلم من خلال الملاحظة قد يتضمن سلوكيات جديدة التعلم الذي يتم عن طريق الملاحظة يتجاوز مجرد التقليد فالملاحظ يتعلم من نجاحاته وايجابياته ويمكن ان يشتمل التعلم من خلال الملاحظة على سلوكيات ابداعية جديدة
بندورا يرى ان الملاحظين يستنتجون سمات متشابهة من استجابات مختلفة
وقد برهن بندورا وزملاؤه على وجود ثلاثة عوامل تؤثر في عملية الاقتداء والمحاكاة وهي:
1- خصائص القدوة 2- صفات الملاحظ 3- آثار المكافآت المرتبطة بالسلوك ونتائج المكافآت المرتبطة بالسلوك
1- خصائص النموذج او القدوة:
تؤثر الخصائص او القدوة في عملية المحاكاة او التقليد فنحن نتأثر بشخص يتمتع بخصائص مشابهة لنا ولكن ليس اولئك المختلفين عنا كثيراً فسلوك الابن نفس سلوك الاب تلقائياً
وهناك احتمال كبير ان يتأثر المفحوصين بمحاكاتهم للنماذج التي تماثلهم في العمر والجنس أيضاً هؤلاء قد يتأثرون بالقدوة الذي يشبههم في المركز الاجتماعي والوظيفة والكفاءة والسلطة
والسلوكيات العدوانية تأتي منسوخة وتحتذي بشكل دقيق خصوصاً بواسطة الاطفال الصغار
2- خصائص الملاحظ:
الناس الذين ينقصهم الأحترام الذاتي وغير المؤهلين يكونون على وجه الخصوص عرضه واكثر قابلية لتقليد القدوة او النموذج كذلك اولئك الاتكاليين او من سبق لهم الحصول على مكافأة نتيجة مطابقة سلوكهم لسلوك اخر واضاف بندورا تطويورياً جديداً لتظريته حيث يرى ان مايتعلمه الشخص ويؤديه بعد ملاحظة القدوة يتغير مع العمر
3- آثار الثواب:
النتائج المرتبطة بالسلوك تؤثر في فعالية المحكاة فالمفحوصون تكون احتمالية محاكاتهم للسلوك كبيرة اذا اعتقدوا ان مثل هذه التصرفات يتفضي الى نتائج ايجابية
ويعتقد بندورا ان هذا المتغير قوى من المتغيرين الآحرين فالفرد يمكن ان يتوقف عن محاكاة النموذج او القدوة الذي يماثله في المستوى والخصائص فيما لو كانت آثار او نتائج الثواب غير كافية
عمليات التعلم بالملاحظة:
1- عمليات الانتباه :
الواحد منا لن يتعلم كثيراً بالملاحظة اذا لم ينتبه او يهتم بسلوك القدوة فالمفحوص او الشخص يجب ان ينتبه للقدوة ويدرك الأنشطة المقلدة حتى يمكن الحصول على المعلومات المطلوبة
عدد من المتغيرات يؤثر في عمليات الانتباه وبعض من هذه المتغيرات يتعلق بطبيعة النشاط وجزء آحر مرتبط بالشخص نفسه ونماذج اخرى تتم ملاحظتها اكثر من غيرها ولذا فهي اسهل في النسخ والتطبيق
ويشير بندورا الى ان الناس الذين يرتبط بهم الفرد يحددون الانواع السلوكية الت يلاحظها الواحد
وطبيعة السلوكيات المقلدة تؤثر في حجم الاهتمام او الانتباه الذي نواجهه لها فالتغيرات الحركية والسريعة تفرض مثيرات تتحكم في مستوى ودرجة الانتباه
ويشير بندورا الى ان هذه الانواع من الانشطة والنماذج (الرقص الفلوكلوري) غالباً ماتظهر على شاشات التلفزيون فهو يرى ان التلفزيون قد وسع مجال النماذج التاحة للناس
اخيراً الخصائص الشخصية مثل ميولنا وحاجاتنا ورغباتنا تحدد الاشياء التي نعيرها اهتماماً وتلقي لها بال
2- عمليات التذكر:
من اجل ان نتأثر بملاحظة نموذج ما يجب علينا ان نتذكر اعمال واقوال النموذج عندما يلاحظ سلوكيات شخص ما بدون الاستجابة في نفس الوقت
هنالك شكلان اساسيان من الرموز التي تسهل عملية التعلم بالملاحظة هما: (اللفظي والتخيلي)
بالنسبة للراشدين معظم العمليات المعرفية التي تتحكم في السلوك تعتبلا لفظية لابصرية ؛ ومهارة الحفظ تعتمد على القدوة في تطوير ردود افعال من خلال علامات لفظية متأنية للمثيرات المقلدة والروفة تعتبر عامل مساعد وهام للتذكر ؛ ويظهر المستوى الاعلى للتعلم بالملاحظة عندما يطبق السلوك المقلد رمزيا" وبعد ذلك يقوم بتقليده فعلياً
3- عمليات التكاثر الحركية:
من اجل ان نحاكي نموذج معين يجب ان نحول التمثيل الرمزي للسلوك الى تصرفات مناسبة
4- العمليات الدافعية:
نظرية التعلم الاجتماعي تعمل بين الاكتساب (ماتعلمه الشخص ويستطيع القيام به) والاداء زهو مايستطيع الشخص القيام به والناس لايقومون بكل شيء يتعلمونه
وهناك احتمال كبير بأن ندخل في سلوك مقلد اذا كان ذلك السلوك يؤدي الى نتائج قيمة والاحتمال ضعيف في تقليد هذا السلوك اذا كانت النتائج عقابية
لايظهر اي سلوك بدون باعث فالدافع الصحي ليس فقط لنرى او نقوم بالاداء الفعلي للسلوك لكن ايضاً يقوم بالتأثير في العمليات الاخرى التي تدخل في التعلم بالملاحظة فالحوافز تظهر كعنصر رئيسي في التعلم بالملاحظة
التعزيز في التعلم بالملاحظة:
يرى بندورا ان اي سلوك يقوم به الفرد يمكن تعلمه بدون تجربة مباشرة للتعزيز ؛ ويرى بندورا ان التعلم بالملاحظة يظهر من خلال عمليات رمزية عندما يكون الواحد منا عرضة للأنشطة المقلدة وقبل صدور اي استجابة لذا فهو لا يعتمد على تعزيز خارجي ؛ وتؤثر توقعات تافرد وتخميناته للعقاب او الثواب على كيفية سلوكه
تطرح نظرية التعلم الاجتماعي عدد من التعزيزات مثل:
أولاً - التعزيز العرضي:
وهو تعزيز خارجي وعلاقته بالسلوك علاقة اعتباطية وليس نتيجة طبيعية للسلوك مثل انتفاخ اليد عند لمس فرن ساخن ؛ التعزيز الخارجي فعال في خلق السلوك وله دور في النمو المبكر
ويرى بندورا انه بناء الانشطة والطريقة التي تستخدم بها المكافآت يمكن القول بأن البواعث العرضية ترفع من مستوى الميول والرغبات في ممارسة الانشطة او تخفيضها
ثانياً - التعزيز الجوهري:
يظهر في ثلاثة اشكال محتلفة:
1- بعضها تظهر في علاقتها بالسلوك عن طريق التأثير الحسي مثل لمس الطفل لفرن ساخن
2 - سلوكيات اخرى تولد تأثير فسيولوجي مثل تمارين الاسترخاء
3 - احساسنا ومشاعرنا نحو الموقف مثل قيام شخص بعزف مقطوعة صعبة تجعلنا نشعر بانجاز وتحقيق شيء هام فالرضا الذاتي يعزز من تطبيق السلوك
ثالثاً - التعزيز البديل:
يظهر عندما نتعلم سلوك مناسب من نجاحات واخطاء في الحياة اليومية والتعزيز البديل ممكن ان يأخذ شكل الثواب او العقاب
والتعزيزات البديلة تعدل افكارنا ومشاعرنا وتصرفاتنا في خمس طرق هي:
1-التعزيزات لها وظيفة اعلامية تقول لنا ماذا سيحدث للآخرين
2- التعزيزات لها وظيفة دافعية او حافزية وذلك بإثارة التوقعات فينا
3- التعزيزات لها وظيفة تعلمية انفعالية فالنموذج في العادة تعبير عن رد فعل افعالي
4-التعزيزات البديلة لها وظيفة تقييمية تؤثر في كيفية تقييمنا للانشطة المختلفة ونتائجها
5- التعزيزات البديلة لها وظيفة تأثيرية فنحن نتأثر بالطريقة الت يستجيب فيها النموذج للمعاملة التي يتلقاها
رابعاً التعزيز الذاتي:
ينسب الى حقيقة ان الناس لديهم استعدادات لردود فعل ذاتية تتيح لهم السيطرة على اعتقاداتهم ومشاعرهم وتصرفاتهم وينظر بندورا للكتاية على انها مثال عام لسلوك يعتبر منظم
والكائنات البشرية لاتعتمد بالكامل على دعم خارجي عند قيامها ببعض السلوكيات وذلك لوجود قدرة على رد الفعل الذاتي والتعزيز الذاتي يزيد من الاداء من خلال وظيفته الدافعية فالافراد يحفزون ويدفعون انفسهم لكي يعيشوا على مستوى معين
المعايير التي تحكم الاستجابات التعزيزات الذاتية كونت بواسطة التدريس او النموذج والمعيير العالية دائماً تحاكى لانها تهذب وتتعدل من خلال المكافأت الاجتماعية
أخيراً يعتقد بندورا ان معظم سلوكنا كراشدين منظم بالعملية المستمرة للتعزيز الذاتي.
الحقيقة ليست سوى وهم، لكنه وهم ثابت سر الإبداع هو أن تعرف كيف تخفي مصادرك العلم بدون علم أعرج, والدين بدون علم أعمى هناء عباس www.ritaj-eg.com http://kenanaonline.com/ritajtranslatio مترجمة,باحثة,مدربة الترجمة ومناهج وطرق تدريس اللغة الإنجليزية
نشرت فى 22 مايو 2011
بواسطة ritajtranslatio
ساحة النقاش