محميــة بلحاف ( بير علي )
الموقع :محمية بلحاف - بروم واقعة على الساحل الجنوبي لليمن والممتدة من بلحاف بمحافظة شبوة وحتى شواطئ بروم في البحر العربي بمحافظة حضرموت ، هذا الامتداد قدّر بحوالي 75كم طولاً ، وهي من المحميات الساحلية المهمة على مستوى الوطن العربي ككل ، فهي تفرد بين ذراعيها الطويلتين قاموساً طبيعياً زاخراً بالمفردات الإحيائية ..

هناك جزر بحريه تقع قبالة هذه الشواطئ وقد طويت لتدخل نطاق المساحة الإجمالية المقدرة لهذه المحمية .. ولعل من ابرز هذه الجزر جزيرة صخة ، وبراقة ، وغضرين الكبرى والصغرى ، وجزيرة حلانية .

ثمة تقارب في الظروف البيئية والجغرافية للشواطئ اليمنية الغربية والجنوبية والشرقية تقرأ ذلك بوضوح من خلال الانتشار الملحوظ لأشجار المنجروف الساحلية ، وهو تقارب مدهش ، وذلك لأن مياه البحر الأحمر عالية الملوحة وتصل إلى 40 بمقياس الملوحة المتعارف علمياً وهو ما نجده مختلفاً في مياه خليج عدن والبحر العربي إذ إن أقصى الملوحة تصل إلى 35 وهذا يقودنا إلى فهم آلية التكيف لهذه المخلوقات كضرورة للبقاء والحفاظ على النوع ..

سياحة في قلب بركان :

ثمة بركان استوطن منطقة بلحاف منذ آلاف السنين أطلق كرات النار وسحائب الغبار البركاني حتى أرهقه هذا الفعل فإذا به يعاود السكون والنوم الطويل ليخلف وراءه بحيرة بركانية عظيمة يغلب عليها - في الوقت الحالي - طابعاً سياحياً فريداً .. ما تبقى من فتات هذا البركان انفردت به أشجار المنجروف فاحتلت المكان بلا هوادة لتشكل سوراً اخضراً لهذه البحيرة الأمر الذي جعلها في غاية الجمال والروعة فقد استفادت أشجار المنجروف من ذلك الثراء الغذائي الذي خلفته وتخلفه البراكين ، فهي – أي البراكين – من أخصب مناطق الأرض .. والغريب انه حتى يومنا هذا لم نسمع عن تحرك سياحي يستغل مثل هذه المواضع والتي كان آخرها جبل الطير في البحر الأحمر .

سياحة الغوص :

أثبتت المسوحات التصنيفية لشواطئ بلحاف وجزرها المتناثرة فوق صفحة الماء أن هناك حوالي 91 نوعاً و42 جنساً و 19 عائلة و 5 رتب من الشعاب المرجانية ذات الألوان الأخاذة بالغة الإعجاز والوصف .. المكان سيفتتح الشهية لمحبي سياحة الغوص وربما يتحول إلى ناد سياحي جميل لهذ النوع من السياحة شريطة أن يخضع لكل الضوابط البيئية والقانونية التي تسيــر أعمال الغوص دون إحداث أي خلل في المستعمرات الـمرجانية.

فالمراجين كائنات حساسة جداً وأي تغيرات جغرافيه تطرأ على المكان تؤدي إلى تلف العديد من المستعمرات ، ولكي نحصل على مستعمرات جديدة فإننا نحتاج مئات وربما آلاف السنين لتعويضها ، لأن السنتيمتر الواحد يحتاج إلى 15 سنة كي ينمو جيداً ويأخذ شكله الاعتيـادي .

الطيورالمهاجرة :

السبب الطبيعي الذي جعل من اليمن محطة مهمة لاستراحة الطيور المهاجرة إن موقع اليمن قد عزل المنطقة جغرافياً ( بحرياً وبرياً ) الأمر الذي جعل الطيور تتوقف بشكل إجباري للتزود بالطاقة ( الماء والغذاء ) .

ومحمية بلحاف واقعة في حدود هذا العزل الجغرافي وضمن الامتداد الطويل له .. الأمر الذي جعل منها مركزاً لتوقف الطيورالمهاجرة ، وهو أمر طبيعي إذ إن طبيعة المكان ونقاء أجوائه وجغرافيته ملائمة لحياة هذا الكائن الجميل وغيره من كائنات الطبيعة .

يلاحظ الزائر لذلك التوغل الصحراوي المخيف والامتداد الأخطبوطي لألسنة الكثبان الرملية إلا أنها ترفض الاقتراب من هذا المحيط الأخضر كأنها في سلام طويل .. شكلت الطيور في بلحاف مستعمرات نادرة أحيت المكان وجعلت منه موقعاً استراتيجياً للاصطياف ، والزائر للمكان لا تفوته فرصة التمتع بجمال تلك الطيور .

محمية بلحاف من تنوعها بالطيور تكاد تشبه محمية برع الطبيعية مع اختلاف أن طيور برع مستوطنة ونادرة بينما في بلحاف فالطيور مهاجرة تستقر حسب جدولها الزمني الذي أقرته مسبقاً لتمضي بعدها في رحلتها الطويلة نحو الجنـوب .

عروض الدلافين :

الدلفين هو الكائن الثاني وربما الأخير الذي يضرب به المثل في صداقاته ووفائه مع الإنسان بعد الكلب ، هذا المخلوق الوديع يعد من فصيلة الحيتان وقد شهد تناقصاً ملحوظاً في السنوات الأخيرة وخاصة بعد أن استطاع الإنسان توظيفه لأغراضه المتشعبة كما حدث في أمريكا إبان عاصفة الصحراء عندما استطاع ترويضه في نزع الألغام البحرية أو ما شابه من أعمال عسكرية أخرى .

الدلافين تحب الإنسان وتقدم له خدمات جليلة كالحماية من أسماك القرش والإنقاذ من الغرق ، وهو ما حدا بالمنظمات الدولية المعنية بحماية الحياة البرية إلى استصدار قانون دولي يفضي إلى حماية الأحياء البرية والبحرية من مخاطر الانقراض بالصيد العشوائي والجائر وذلك في العام 1989م .

الدلافين كائنات فولكلورية تتمتع بجسم انسيابي رشيق يمكنها من مقاومة التيارات البحرية والغوص إلى أعماق سحيقة بالإضافه إلى حركتها الاستعراضية التي تمارسها خارج الماء والتي تجعل لحظات التأمل إليها من قبل الإنسان من اللحظات التي تظل عالقة في الذاكرة ولا تكاد تبرحهــا .

في محمية بلحاف تخرج الدلافين ما بين الفينة والأخرى وبنفس أسلوبها الاستعراضي الجميل وقلة من الزوار هم من يظفرون بهذه اللحظات الخالدة .. والمكان صالح لسياحة الغوص بعيداً عن شبح اسمه القرش ، فالدلافين تشكل درعاً يحمي الإنسان من فتك أسنان القرش الحادة وذلك حسب ما جاء من شرح لسلوك الكائنات الحية إيجابها وسلبهــا .

إعداد/ أمانى إسماعيل

redsea5

أمانى إسماعيل

ساحة النقاش

taha14

اشكرك على هذا الطرح العلمي الرائع , بس حاب اسال سؤال هل انتي متخصصه في هذا المجال العلمي او هوايه , نرجوا المزيد عن البيئة اليمنية الرائعة والجميلة وبالذات المناطق الساحلية.......
تحياتي لك . تقبلوا خالص احترامي وتقديري.
taha

redsea5
موقع خاص لأمانى إسماعيل »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

469,849