الأفكار الناجحة التي تثمر سعادة للشعوب ورخاء لأبنائها ليست إلا نتيجة حتمية لقوة القلوب الذكية والعقول النيّرة التي ظفرت بالحكمة والرؤية الثاقبة، بسبب كثرة تجاربها وطول خبرتها في مزاولة الأعمال الناجحة، وهي في كل أوقاتها تحرص على الإخلاص وجودة الأداء.
ولا أجد هذه المعادلة مكتملة إلا في حكومتنا الرشيدة حكومة دولة الإمارات، التي عوّدتنا منذ نشأتها على التميّز والريادة في شتى المجالات، حتى صارت مضرباً للأمثال ومهوى أفئدة الناس من كل حدبٍ وصوبٍ.
لقد أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، مبادرة اتحادية جديدة للنهوض، من شأنها أن تعزز مكانة الإمارات وكفاءة إداراتها على المستوى العالمي، وأن تفعل الخدمات المقدمة لمختلف شرائح المجتمع، وتخفض تكاليفها وتعزز سرعتها.. إنها مبادرة الحكومة الذكية.
إنّ إطلاق الحكومة الذكية في هذا الوقت الذي يشهد انتعاشاً عالمياً بعد الأزمة الاقتصادية، يعدّ سبقاً فريداً لحكومة الإمارات على جميع العالم، وما ذلك إلا لأنّ الدول لا تزال تتنافس على الارتقاء بالخدمات الإلكترونية عبر أجهزة الحاسب الآلي، أما حكومتنا الرشيدة فتريد أن تجعل خدماتها في أيدي الناس خلال عامين ليستفيدوا منها بطريقة ذكية في أي مكان وفي أي وقت ولا يحتاجون إلى خدمة الانترنت، لأنّ الهواتف الذكية توجد بها الخدمة تلقائياً.
إن التحديات الجديدة تحفز القيادات والمؤسسات على حد سواء، فيكون الذهاب إلى الإبداع هو الخيار الأوحد في الإمارات، ومن خلال حكومة وقيادة نشطة وديناميكية، يترسخ ذلك، ويتحول إلى نهج، لأن السباق مع المستقبل يتجاوز في الإمارات عنوان المواكبة، وصولاً إلى التجاوز من جهة، ثم التحقيق على الأرض أبكر وأسرع من الجميع، لكن مع التركيز على الإنتاج المتقن.
ففي الوقت الذي مازالت فيه دول قريبة وبعيدة، حتى في العالم المتقدم، تطرح شعارات الحكومة الإلكترونية، فتستطيع جزئياً أو لا تستطيع، يعلن سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد تجاوز الإمارات هذه المرحلة، الهدف هو الحكومة الذكية بكل مقدماتها وآلياتها ونتائجها، وبكل ما تتطلبه من ثقافة إدارية وفنية، وتدريب عناصر بشرية، وبنية تقنية في مستوى الطموح، هذا الوطن ذكي بقيادة ذكية وشعب ذكي، لذلك فإن طريقه المستقبل الذكي.
مثل هذه الخطوات والمبادرات تجعل الحلم المعلن بأن نكون ضمن أفضل خمس حكومات في العالم بحلول عام 2021 الذي نحتفل فيه بمرور نصف قرن على تأسيس الدولة وانطلاق الاتحاد، حلماً قريباً وممكناً.
ساحة النقاش