التوافق الوظيفي

ربط السمة اللونية للشخصية بالتفضيلات المهنية

"وظائف خالية .." "إن كنت محفزاً ونشيطاً وتستطيع العمل تحت الضغوط فأنت تصلح لوظيفة .." "إن كنت منظماً ودقيقاً، فأسرع بالتقدم لوظيفة .." "إن كنت منطلقاً وتهوى السفر والتنقل، فأنسب وظيفة لك هي ..".

تُرى ما هو أساس هذه الإعلانات؟ وما هي العلاقة بين صفات الإنسان أو نمط شخصيته وبين مستقبله المهني؟ وكيف تتوافق المهنة مع الشخصية؟ وهل هناك أبحاث علمية أو دراسات نفسية أثبتت أن للوظيفة علاقة بالشخصية؟. بينما يظن بعضنا أن الوظيفة لا تُعد سوى مورد لكسب المال ودفع النفقات وسداد الفواتير، يعتبرها آخرون مصدراً للرضا وتأكيد الذات بحكم توافقها مع ميولهم وشخصياتهم. ومن هذا المنطلق، تم وضع مبادئ "التوافق الوظيفي" لمساعدة الناس على اختيار أكثر المهن ملائمة لتفكيرهم ونوازعهم.

السمة اللونية للشخصية :

يرمز اللون إلى النزعة الطبيعية لدى جميع البشر لخلع صفات ومسميات على أنفسهم وغيرهم طيلة حياتهم، فيصفون فلاناً بالذكاء، وآخر بالحيوية، وثالثاً بالمهارة في إقامة المشروعات وغيرها باعتبار الصفة تساوي اللون. ومن هذا المنطلق يساعدنا اللون على تجميع انطباعاتنا عن نظرائنا من البشر وتخزينها في الوصلة العصبية المناسبة في المخ تمهيداً لاستخدامها في المستقبل (كأن يجري مدير الموارد البشرية مقابلة مع مرشح لوظيفة جديدة ويكَّون عنه بعض الانطباعات التي قد تؤدي إلى قبوله أو رفضه). كما يساعدنا مخزن الانطباعات المذكور على فك شفرة شخصيات رؤسائنا وأقراننا والمقربين لنا وتفسير ما قد يتبادر عنهم من سلوكيات غامضة في بعض الأحيان.

الفئة الزرقاء (الفلاسفة – مدير التخطيط) :

واضح وصريح ويبدأ بالشك حتى يصل إلى اليقين وغير عاطفي وذو عقلية تحليلية ويواجه الصراعات بصلابة وحازم وحيادي إلى حد ما ويتقبل النقد بموضوعية.

طريقة التعامل :

أقنعهم بأن المهام المطلوبة منهم ستكون ذات أثر كبير في المستقبل، بل وستكون لها أصداء عالمية، وضع لهم أهدافاً مُلِحة ومتوالية حتى لا يصابوا بالملل، كما أفسح صدرك لتفعيل ما يقترحونه من تغييرات مستقاة من آرائهم وأفكارهم، وأعطهم قسطاً وافراً من الاستقلالية وحرية اتخاذ القرارات دون تدخلك المباشر.

الفئة الخضراء (المعلمون – نصير الإنسانية) :

يعتمد على البصيرة ويصدق المشاعر والحدس ولا يهتم بالتفاصيل ومعقد ولا يهتم بالمستقبل وهو خايلي ويثق في حدسه الشخصي، وأيضاً لبق ومجامل ومرهف الحس ويتحاشى الصراعات قد المستطاع، وانفعالي، ويحكم على الأمور من منظور شخصي.

طريقة التعامل :

وفر لهم بيئة عمل متوازنة تتكامل فيها التحديات مع فرص النمو، وقلص الصراعات قدر المستطاع بينهم وبين أقرانهم لأنها تشتت انتباههم، كما قم بتوطيد علاقتك العملية بهم من خلال إضفاء الطابع الشخصي عليها؛ كأن تسألهم عن عائلاتهم أو صحتهم، وكن إيجابياً معهم.

الفئة الحمراء (الفرسان – الباحث عن السعادة والحرية) :

تعتمد على العقل والمنطق ويفضل الصراحة والوضوح وبسيط ويهتم بالحاضر وواقعي وعملي ويثق في الحقائق ويصدقها، كما أنه ينجز مهامه قبل موعدها ويضع خططاً محكمة لإتمامها ويحل المشكلات فور وقوعها ومنظم ويشعر بالاستقرار، كما يقوم بتنظيم وترتيب مكتبه وجاد ويستطيع تحديد أهدافه ويخطط لأموره ويدبرها.

طريقة التعامل :

عبر عن آرائك في تصرفاتهم وجهاً لوجه، فهذا أفضل من المذكرات والبريد الإلكتروني، ووفر لهم جواً من المرح والمرونة والاستقلالية كي يتمكنوا من العمل والإنجاز، كما قم بتوظيفهم لإدارة الأزمات متيحاً لهم فرصة استخدام حدسهم وغرائزهم.

الفئة الذهبية (القادة – الرئيس التنفيذي) :

ينفذ مهامه قبل اللحظات الأخيرة للموعد النهائي ويماطل ويتكاسل في حل المشكلات، كما هو تلقائي ويترك لكل شيء فسحة من الوقت ويشعر بالاضطراب ويتسم مكتبه بالفوضى ويترك أموره حسب الظروف.

طريقة التعامل :

ضع له خططاً قابلة للتنفيذ وتوقعات محددة قابلة للتحقيق، ووفر بيئة عمل مستقرة ذات قنوات اتصال مفتوحة، وأعطه مواعيد نهائية واضحة وثابتة، ولا تتدخل في عمله ودعه ينجز مهامه على خير وجه.

أخيراً ... لا يستطيع الإنسان تحقيق أهدافه وبلوغ غاياته دون أن يعرف نفسه، ولا يتمكن من اختيار المهن توافقاً مع مواهبه وميوله دون أن يدرك هذه وتلك جيداً، محاولاً أن يمتن مواطن قوته ويحيد الآثار السلبية لنقاط ضعفه. والجدير بالذكر أن معرفة الإنسان بنفسه ونمط شخصيته هي دليله لمعرفة شخصيات الآخرين على اختلاف أنماطها، وبالتالي القدرة على اختيار النمط الذي يساعده على العمل والإنجاز والسعادة في إطار من المودة والتعاون والتنافس الشريف.

 

 

المصدر: مقالات منشورة - رضا عبد الفتاح النمراوي
reda-alnemrawy

رضا عبد الفتاح النمراوي 00971507877993

  • Currently 45/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
15 تصويتات / 127 مشاهدة
نشرت فى 14 فبراير 2011 بواسطة reda-alnemrawy

ساحة النقاش

رضا النمراوي

reda-alnemrawy
رضا النمراوي رضا عبد الفتاح النمراوي سيف رضا النمراوي »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

23,137