جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
لقد جاء شهر رمضان المبارك
نهنىء العالم الأسلامى والأمة الأسلامية والعربية
كما نهنىء أنفسنا بقدوم الشهر المبارك
شهر الله المبارك شهر الرحمة شهر الغفران شهر العتق من النيران شهر القرآن شهر الحسنات وتكفير السيئات.
أرجو من الله تعالى أن تكون هذه النصيحة بداية انطلاقة لكل مسلم نحو الخير والعمل الصالح بدءاً من هذا الشهر الكريم وإلى الأبد بتوفيق من الله ...
قال تعالى: {فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} [البقرة: 185].
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا كانت أول ليلة من رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن
وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منه باب
ونادى مناد
يا باغى الخير أقبل وياباغى الشر أقصر
ولله عتقاء من النار وذلك فى كل ليلة
صححه الألبانى
فالغاية أيها المسلم من الصيام أن تسير في طريق الكمال الجسدي والروحي الذي يجب أن تصوم فيه الجوارح كلها عن معصية الله، لتحصل على التقوى والخشوع إلى الله خالق السموات والأرض داعية مبتهلة بخشوع وإيمان، لعل الله تعالى أن يغفر لنا ذنوبنا و أن يرحمنا و يعتق رقابنا من عذاب النار.
و مما لا شك فيه أن كل تشريع في الإسلام له من الحكم و الفوائد الكثيرة مما لا يحصيه العقل و لا يستوعبه العلم و لا يحيط بعلمه إلا الله العليم بأحوال الخلق و بما يصلحهم من أمر كما قال تعالى {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ }الملك14، و قال تعالى { أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}الأعراف54، و قوله تعالى {وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ }فاطر14.
و لكن الأصل في الحكمة من كل عبادة أن تكون هى التقرب إلى الله كما قال تعالى {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }الأنعام162، و قال تعالى {قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَّهُ دِينِي }الزمر14، و قال صلى الله عليه و سلم (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرىء ما نوى) البخاري، و لذا وجب على كل مسلم أن تكون غايته في كل عبادة إرضاء الله أولا و أخيراً و ليس تحصيل فائدة دنيوية قد تتحقق أو لا تتحقق.
أن الله تبارك و تعالى وضع لنا القاعدة الصحية العريضة (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) 31 الأعراف، فالغذاء في اعتبار القرآن وسيلة لا غاية، فهو وسيلة ضرورية لابد منها لحياة الإنسان، دعا إليها القرآن بقول الله (يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالاً طيباً ) 186 البقرة، و جعل الله في غريزة الإنسان أن يميل للطعام، وقضت حكمته أن يرافق هذا الميل لذة لتمتع الإنسان بطعامه ، فليست اللذة و التمتع في الطعام و الشرب هي الغاية فالذين يعيشون من أجل التلذذ بالطعام والشراب شبههم الله سبحانه بالأنعام ( و الذين كفروا يتمتعون و يأكلون كما تأكل الأنعام و النار مثوى لهم ) 12 محمد.
كما أن نبينا محمد صلى الله عليه و سلم هو الذي سبق العلم الحديث حين قال (ما ملأ آدمي وعاءً شراً من بطنه ، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه ، فإن كان لا بدَّ فاعلاً ، فثلث لطعامه ، و ثلث لشرابه و ثلث لنفسه ) رواه النسائي و ابن ماجة و صححه الألباني، و حين قال (المؤمن يأكل في معي واحد،والكافر يأكل في سبعة أمعاء) متفق عليه. ثم جاء العلم الحديث بعد ذلك ليثبت العلاقة الوطيدة بين الإفراط في الطعام و حدوث الكثير من الأمراض و التي يمكن للمسلم و غير المسلم تجنبها بسهولة من خلال تطبيق نظم التغذية الإسلامية المنصوص عليها في القرآن و السنة المطهرة.
وأن كثير من المسلمين نسوا نظم التغذية الإسلامية المنصوص عليها في القرآن و السنة المطهرة ثم أسرفوا في الطعام و الشراب في شهر رمضان، وقد يأكلون في الصيام أضعاف ما يأكلونه في الحياة العادية، فالإسلام هو دين الوسطية فلا إفراط و لا تفريط، و هذا ما نلحظه في قواعد صيام رمضان مع القواعد العامة للتغذية الإسلامية على مدار العام.
هذه هي وسطية الإسلام النافعة لكل البشرية و التى ظهرت جلية في قول الله تعالى {وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ }البقرة184،
وفقنا الله وإياكم لما فبه الخير
وكل عام وحضراتكم جميعا بخير وتقبل الله صيامنا وقيامنا جميعا
المصدر: رجب الأسيوطى
عـ رجب الأسيوطى ــاشق النحل
ساحة النقاش