رجب الأسيوطى للنهوض بمربى وتربية نحل العسل

موقع متخصص فى النهوض بمربى وتربية نحل العسل


يحدث الداء السكري نتيجة قصور في غدة المعثكلة حيث أنها لا تنتج كفاية البدن من الأنسولين -الهرمون  الضروري لحرق السكريات وتخزينها- مما يؤدي إلى عدم استفادة البدن من السكر  بشكل كامل ويطرح الفائض منها مع البول، لذا فبول السكريين حلوٌ غالباً. ويرى كل من بيك Beekوسمدلي Smedley [40] أن الداء ينجم عن تصلب المعثكلة والتهابها نتيجة الإفراط في تناول السكر العادي وملح الطعام.

ويعتبر نقص الغلوكوجين من أهم مظاهر الاضطراب في الداء السكري. ويختزن الغلوكوجين في الكبد عادة ثم يستعمله البدن كأهم مصدر للطاقة على شكل سكر عنب. لكن المصاب بالسكري يعجز عن حرق السكريات، كما يضطرب عنده استقلاب الدهن ويؤدي إلى عدم احتراقها الكامل وإلى تشكل  الأحماض الأمينية غير المؤكسدة الخلون Aceton.

واستعمال الأنسولين وهو هرمون المعثكلة يصلح الوضع المرضي ويحول السكر إلى غلوكوجين كما يعمل على حرق سكر العنب في الأنسجة. فالأنسولين ملحق في معالجة الداء السكري وليس وسيطاً للشفاء.

واستعماله عملية شاقة. إذ يتحتم حقنه في أوقات معينة وبمقادير يجب أن تتناسب ونوعية الطعام ومقدار سكر العنب في الدم. ولذا فإن أي مادة يمكن أن تستعمل عن طريق الفم بدلاً عن حقن الأنسولين لا تقدر بثمن. كما أن الحمية التي تمنع المصابين بالسكري عن تناول السكريات طيلة عمرهم أمر لا يحتمل أيضاً.

فإذا كان المريض المصاب بالسكري يستطيع استعمال العسل لتحويله إلى غلوكوجين لتمويل الجسم بمورد للطاقة يحتاجه كثيراً  فإن ذلك يكون ذا قيمة كبرى، وهناك أدلة ثابتة تشير إلى إمكانية ذلك. فالعسل والسكر العادي يختلفان كثيراً في تركيبهما الكيماوي وفي تأثيرهما الغريزي وخاصة بالنسبة للمصاب بالسكري. إن السكر العادي يتحول في البدن إلى سكر عنب، أما العسل فيتكون من سكر عنب وسكر فواكه، وهناك اختلاف كبير بين سكر العنب وسكر الفواكه، والذي يشكل كما رأينا السكر الرئيسي في العسل يشكل أكثر من 40 % من تركيب العسل.

ولقد تمكن منكوفسكي 000بتجاربه على الكلاب بعد استئصال معثكلتها أن يبرهن أن كبد هذه الحيوانات تستطيع تكوين الغلوكوجين من سكر الفواكه، بالرغم من عدم تمكنها من بنائه من سكر العنب، وبرهن كريج 000أن حقن سكر الفواكه في وريد السكريين لا يرفع سكر الدم عندهم إلا قليلاً إذ أنهم تمكنوا من تغييبه في الكبد. كما تمكن سايجي 000أن يبرهن أن تمثل سكر الفواكه حرقه + تكوين الغلوكوجين سهل في العضوية ولو كانت مصابة بالسكري.

كما أن تجارب كثيرة أجراها أموس Amossوروت Ruteوبفزنر وغيرهم 000أثبتت أن تحمل سكر الفواكه واستقلابه في عضوية السكريين أفضل من تحمل غيره من السكر وخاصة سكر العنب. ومن أجل هذا ينصح ريزغا السكريين أن يتناولوا العسل عوضاً عن كافة ما ورد في حميتهم من ماءات فحم.

وأكد كل من كوخ 000وبوم غارتن أن حقن سكر الفواكه في الوريد لا يرفع سكر الدم إلا بمقدار ضئيل أقل بكثير من ارتفاعه بعد إعطـاء سكر العنب، وعند إعطاء محاليل العسل وريدياً فإن مستوى سكر الدم يهبط أيضاً. وقد قام العالمان كيليان وتوبياش من جامعة فرانكفورت بتجارب هدفها إثبات إمكانية استعمال العسل كمادة للتحلية لدى السكريين فأعطيا كمية متعادلة من العسل وسكر العنب لأشخاص أصحاء وآخرين مصابين بالسكري. فتبين أن ارتفاع سكر الدم بعد إعطاء سكر العنب يكون أكثر وأطول أمداً من ارتفاعه بعد إعطاء العسل، وأن اختلاف تغير سكر الدم هو اختلاف واضح جلي وبعيد عن خطأ التجربة بما لا يقبل الجدل.

وعند المصابين بالسكري الذي يطرحون في بولهم كميات متعادلة من السكر يومياً فإن هذه الكميات لا تزيد مطلقاً بعد إعطاء العسل لهم. وهناك حالات هبطت كمية السكر المطروحة في البول بعد إعطاء العسل. كما أثبتت المؤلفان أن إعطاء السكريين 20 غ من العسل صباحاً و20غ بعد الظهر دون أن تغيير في كمية الأنسولين أو نوعية الحمية لا تؤثر على مستوى سكر الدم عندهم.

ويؤكد هذان العالمان أن العسل الصافى الذى ينتج عن رحيق الأزهار ، هو عسل ممتاز للسكريين، أما العسل الناتج من عملية التغذية بالمحاليل السكرية حيث تتغذى النحلةعلى السكر العادي فهو  عسل لا يناسب السكريين.

ويؤكد ستراوس وروزنفلد 000أن سكر الفواكه وكل السكريات التي تعطي بعد تحللها سكر الفواكه كالدكسترين والملزيتوز يعطي ذرتين سكر فواكه + ذرة سكر عنب يتحملها السكريون أكثر من سكر العنب ولها نفس التأثير الحسن عندهم، ولقد توصل منكوفسكي 000بتجاربه على الكلاب بأن للعسل فائدة كبرى كمداواة داعمة لأحماض الدم الذي يصادف كاختلاط خطير للداء السكري. وكان العالم فون نوردن قد أوحى في كتابه منذ عام 1898 بإعطاء سكر الفواكه لمعالجة تخلون الدم وما يرافقه من سبات أحياناً.

ولعل أقدم مشاهدة عن معالجة الداء السكري بالعسل تعود إلى الطبيب الروسي أ.دافيدوف 15 عام 1915 حيث يقول: "إن العسل يمكن أن يكون ضرورياً للمصابين بداء السكري في كثير من الأحوال، فهو  كمادة حلوة لذيذة يمكنه إذا ما أضيف إلى جدول الحمية الخاص بالسكريين أن يفي برغباتهم نحو المادة السكرية دون أن يحتاجون إلى تناولها بأشكالها الضارة لهم، كما ثبت أن العسل يمنع تخلون الدم وينقص إفراغ سكر العنب في بول المصابين".

وقد درس البر فسور 00فاتيف تأثير العسل على الأطفال المصابين بالداء السكري وبين له بشكل لا يقبل الجدل حسن تأثير العسل على سير الداء عندهم. فقد عالج 36 طفلاً مصابين بالسكري بإعطاء الطفل ملعقة شاي من العسل قبل كل طعام 3 ملاعق يومي.

ومن أمريكيا000اشتهر كل من الدكتور مريك من أوهايو وغوس من Middel Perryبمعالجة الداء السكري بالعسل بنجاح. أما البر فسور جيورجي مكتشف الفيتامين ج فقد نشر بحثاً عن استعمال حمض العنبر Succinic acidلمعالجة السكريين. وهذه الملاحظة تبين دور الأحماض العضوية الموجودة في العسل إلى جانب حمض العنبر كحمض اللبن والتفاح وغيرها في الداء السكري، ويبدو أنها تعدل من تشكل مادة الخلون  عند المصابين.

واعتماداً على ما اكتشف حديثاً من أن العسل يحتوي على مواد تعادل بتأثيرها الأنسولين وأن سكره هو سكر الفواكه فإن إيوريش000 ينصح السكريين بتناول العسل وخصوصاً العسل الفيتاميني الذي حضر في معهد الفيتامينات للأبحاث في موسكو. وهو عسل طبيعي مضاف إليه الفيتامين ب1 و ب و ج، التي ثبت أن لها تأثيراً حسناً على استقلاب السكريات في عضوية المصابين بالسكري.

ونحن نرى أن المصابين بالسكري يمكنهم أن يجربوا ما ورد على لسان مشاهير الأطباء من تناول العسل بشرط أن يتحروا العسل الصافي الخالي من الغش وأن يتأكدوا من أن النحل نفسه لم يتغذى على السكر العادي، وأن تجرى المعالجة تحت إشراف طبيب اختصاصي

 

ragabalasuotie

عـ رجب الأسيوطى ــاشق النحل

  • Currently 243/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
83 تصويتات / 1134 مشاهدة
نشرت فى 21 يناير 2009 بواسطة ragabalasuotie

ساحة النقاش

رجب الأسيوطى / ragabalasuotie

ragabalasuotie
من أجل النهوض بمربى وتربية نحل العسل For the Advancement of jam breeding honey bees »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

864,950