دور المعلومات المحاسبية في تفعيل الإدارة الإستراتيجية الدكتور خلف عبدالله الوردات شهدت بيئة الأعمال على مدار السنوات الماضية تغيرات متلاحقة نتيجة للطفرة الهائلة في الإعتماد على نظم المعلومات وإستخدام وسائل الإتصالات الحديثة والإنفتاح على الأسواق العالمية. والتي أدت الى تزايد أهمية المعلومات المحاسبيه التي تشكل العصب الحيوي في عملية اتخاذ القرارات مما ترتب عليه الاهتمام بمفهوم المحاسبة الإستراتيجية على أساس أنها المجال الذي يوضح كيفية إنعكاس أساليب الإدارة الإستراتيجية على المعلومات التي تسعى المحاسبة لتوفيرها. وبدأت الأصوات تنادي بضرورة تغيير طبيعة المعلومات التي توفرها المحاسبة والمهارات التي يمتلكها المحاسب وتغيير الدور الذي يلعبه من أجل تحقيق المنظمات لميزة تنافسية مستدامة ، وظهرت العديد من المحاولات للربط بين تطورات مجال المحاسبة من جهة وبين الإدارة الإستراتيجية من جهة أخرى. وقد إشتمل الأدب المحاسبي على العديد من الإتجاهات بشأن تعريف المحاسبة الإدارية الإستراتيجية فقد اعتبر Roslender مصطلح المحاسبة الإدارية الإستراتيجية للإشارة إلى إجمالي التطورات التي حدثت في مجال المحاسبة الإدارية وكمرادف لمصطلح المحاسبة . ويعتبر Simmonds أول من أطلق مصطلح "المحاسبة الإدارية الإستراتيجية" عام1981 ، على مجموعة من أنشطة المحاسبة الإدارية التي أوصى بضمها إلى عمل المحاسب الإداري والذي يعمل على توفير المعلومات اللازمة لتطبيق الإدارة الإستراتيجية في المنظمات، والذي يقوم على تحليل الموقف التنافسي الذي يمثل خروجًا عن الإتجاه العام لموضوعات المحاسبة الإدارية المعاصرة في ذلك الوقت لأن قدر كبير من المعلومات التي تسعى المحاسبة الإدارية الإستراتيجية لتوفيرها - عن التكاليف وإستغلال الموارد . ويرى Cravens & Guilding انها إستكمالا لسلسلة من الموضوعات شملت محاسبة التكاليف ثم المحاسبة الإدارية، ويرون أنها إجمالي التطورات التي حدثت في مجال المحاسبة الإدارية بهدف توفير المعلومات المحاسبية التي تدعم تحقيق المنظمة لميزة تنافسية. ويعتقد Bromwich أن المحاسبة الإدارية الإستراتيجية هي محاسبة إدارية وبالتالي تهتم بتوفير معلومات تتعلق بسوق المنتجات النهائية وأنها نتاج دمج أدب الإستراتيجيات مع المحاسبة الإدارية. ويرى Grundy واخرون ان المحاسبة المالية الإستراتيجية بأنها عملية تحليل القوائم والتقارير المالية للمنظمة بإستخدام كل من الأساليب المالية والإستراتيجية ، وتركز على التفاعل بين المحاسبة الإدارية ووظيفة التسويق والإهتمام بعنصر المنافسة والنواحي الخارجية من أجل تحقيق المنظمة ميزة تنافسية. إن ظهور أساليب المحاسبة الإدارية الإستراتيجية قد جاء مواكباً للتطورات في بيئة الأعمال الحديثة ، حيث أدت هذه التطورات إلى زيادة اهتمام الإدارة والتركيز على مفاهيم محاسبة المسؤولية من أجل اكتشاف مواطن التحسين وإضافة القيمة لتطوير نظم محاسبة المسئولية ولدعم المزايا التنافسية. حيث تتضمن المحاسبة الإستراتيجية التحليلات الكافية للحصول على نتائج حقيقية . تتميز بإمكانية استخراج حسابات النتيجة في أي وقت دون الانتظار حتى نهاية العام، لتساعد في الحصول على نتائج فورية وتقارير الميزانية دون الحاجة إلى قيود إقفال . وبهدف تحديد مدى مساهمة الأنشطة أو العمليات أو المنتجات في تحقيق إستراتيجية المنظمة لا بد من الربط بين المحاسبة والادارة الاستراتيجية من خلال:- 1. ظهور الأساليب الحديثة في مجال المحاسبة الإدارية تركز على توفير معلومات عن الأداء الداخلي للمنظمة بما يساعد التأكيد على أهمية المحاسبة والمعلومات المحاسبية. 2. تطوير المداخل المترابطة بهدف تدعيم الموقف الإستراتيجي للمنظمة، والتي تركز على النشاط، او على التميز التشغيلي والربط بين مفاهيم المحاسبة الإدارية وإدارة الإنتاج وإدارة العمليات، وعلى النواحي الخارجية لأداء المنظمة وتربط بين مفاهيم المحاسبة الإدارية وإدارة التسويق. 3. تطوير الفلسفات الإدارية التي تهدف إلى تحقيق الميزة التنافسية للمنظمات وتحسين ألاداء. وعليه فان القوائم المالية التي يتم إعدادها في مجال المحاسبة المالية تتضمن معلومات مفيدة ماليًا وإستراتيجيًا، والإستفادة من اساليب التحليل والنسب التي تتيح نظرة أكثر عمقًا وشمولا عن أداء المنظمة وقياسها وتحليلها وموقفها ومستقبلها ليوضح التحسين المستمر التي تسعى اليه الادارة الاستراتيجية، وفي النواحي الاتية: 1. تفسير النتائج التي تم التوصل اليها والبحث عن اسبابها وذلك لاكتشاف نقاط الضعف والقوة في الخطط والسياسات المالية بالاضافة الى تقييم انظمة الرقابة ووضع الحلول والتوصيات اللازمة لذالك في الوقت المناسب. 2. صياغة أو تشكيل إستراتيجية المنظمة لدعم وإختبار تحليل نقاط القوة والضعف والفرص والتحديات لتحديد العلاقة بين نمط أداء المنظمة ونقاط القوة المالية التي تتمتع بها. 3. فهم إستراتيجية المنافسين الرئيسيين وتحديد نقاط قوتهم ونقاط ضعفهم والفرص المتاحة لهم والتحديات التي تواجههم، وأحيانًا نواياهم الإستراتيجية. 4. التعرف والحكم على مستوى اداء المنشات واتخاذ القرارات الخاصة بهدف التعرف على الاخطار. 5. فهم أعمق لموقف الزبائن الرئيسيين وإحتياجاتهم الحالية والمستقبلية. 6. تقييم الأساليب المختلفة التي يمكن أن تتبعها المنظمة لتحديد المسار المستقبلي لتنفيذ إستراتيجيتها طويلة الأجل ووضع تصور لاداء المنشأة المتوقع في المستقبل من خلال إعداد الموازنات التخطيطية والتي تساعد على تحقيق الأهداف. إن التغيرات والتطورات السريعة في بيئة الأعمال الحديثة قد أثرت على كمية ونوعية المعلومات التي تحتاج إليها المنشآت في قياس وتقييم الأداء لتحقيق الأهداف الاستراتيجية، وأن هناك حاجة ماسة لتطوير مقاييس الأداء المالية لمواكبة التغيرات السريعة والمتلاحقـة في بيئـة الأعمال الحديثة والاتجاهات المعاصـرة لقياس وتقييم الأداء، كما أن قياس الأداء يعتبر أمراً ضرورياً وأحد العناصر الرئيـسية لنجاح المنشأة في بيئة التصنيع الحديثة، ومن المفيد التركيز على مقاييس الأداء غير المالية بدلاً من الاقتصار على مقاييس الأداء الماليـة فقـط ، بل يجـب التكامل بينهما لإعطاء صورة شاملة عن أداء المنشـأة بشكل متكامل. ان المعلومات التي توفرها قوائم المحاسبة المالية غير كافية في حد ذاتها لتحقيق أهداف المحاسبة المالية الإستراتيجية، وبالتالي يجب ربطها بالمزيد من المعلومات التي تخدم أغراض التحليل الإستراتيجي والتي غالبًا يتم الحصول عليها من أطراف أخرى بالمنظمة مثل إدارة التسويق أو الإدارة الهندسية أو إدارة الإنتاج. أن بطاقة التقييم المتوازن للأداء تمكن المنظمة من تقييم الأداء على نحو متكامل عن طريق ربط الأهداف المتعددة التي تسعى المنظمة لتحقيقها وذلك بهدف تدعيم موقفها التنافسي، ويتم في البطاقة ترجمة رؤية المنظمة وإستراتيجيتها إلى أهداف ومقاييس يتم تبويبها في أربعة أبعاد يقوم كل منها بتقييم الأداء من منظور مختلف، فيتم تقييم الأداء من منظور المساهمين والزبائن والعمليات التشغيلية الداخلية والتعلم والنمو. وهي أداة يمكن أن تربط بين الأهداف الإستراتيجية طويلة الأجل للمنظمة من جهة وبين أعمالها قصيرة الأجل من جهة أخرى، وهي بمثابة وسيلة لترجمة إستراتيجية المنظمة إلى أعمال يتم إنجازها، ويجب النظر إلى بطاقة التقييم المتوازن للأداء على أنها مجرد وسيلة متعددة الجوانب لتقييم الأداء بل كحجر الأساس لنظام جديد للإدارة الإستراتيجية. نستخلص الى راي انه يمكن الربط بين المحاسبة والادارة الاستراتيجية من خلال الإستفادة بشكل كبير من استخدم الأسلوب التخطيطي في المجال الاقتصادي نبي الله يوسف عليه السلام عندما وضع خطة سبعيه (لسبع سنين) وتتمثل الخطة السبعيه الأولى للدولة في تخطيط البناء والتجهيز وقد حددت بسبع سنين وكانت خطة نبي الله يوسف عليه السلام لإنقاذ دولة مصر من المجاعة وهي خطة زراعية وقد استلزم تنفيذ خطة الدولة الزراعية في بناء المستودعات والتقسيم الإداري والمحاسبي للسنين القادمة وقد قام بتخزين جزء من الحبوب في سنين الرخاء لتستخدم لسنين القحط السبع القادمة. أما بالنسبة للقسم الثاني من الخطة المستقبلية للدولة حددت بسبع سنين (سنين القحط) وهي خطة تطبيقية ميدانية حسب الجدول الزمني للخطة العامة للدولة كما إن نبي الله يوسف عليه السلام قد بين لنا خطته السبعيه الثانية وفق تطبيق خطة تقسيم وتوزيع الحبوب على السنين السبع الثانية العجاف للدولة وفق جدول إداري تقني زمني دقيق. كما أنه وضع خطة التقني والمحاسبة لتوزيع الحبوب على السنين السبع القادة وفق منهجه للتعاون الإنساني مع تلك الشعوب والقبائل المجاورة.
عدد زيارات الموقع
58,205