جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
مرض الحمى القلاعـيـة
و بحث الجوانب الاقتصادية والقانونية والأخلاقية
كشف الانتشار الواسع لوباء الحمى القلاعية عند بداية ظهوره عام2007 في شتى أنحاء العالم النقاب عن مشكلة تهدد الثروة الحيوانية في العالم وتهدد الأمن الغذائي العالمي ولذلك كان لابد لنا من وقفة نتحدث خلالها عن هذا المرض الخطير ..
وكان من العسير وقتها تحديد مدى انتشار هذا المرض في أي وقت من الأوقات, وبالنظر إلى استحالة المكافحة الفعالة ضمن الموارد المتاحة فإن العديد من البلدان تحجم عن تحديد الحجم الكمي للمشكلة القائمة؛ وعوضاً عن ذلك فإنها تسعى إلى مواجهة العواقب فحسب.
وفيما يتعلق بكثير من البلدان فإن الجائحة التي واجهتها المملكة المتحدة على سبيل المثال والتي شملت قرابة 1500 حالة انتشار خلال أربعة أشهر فحسب، ليست أمراً يبعث على القلق الشديد بالنسبة للمزارعين فحسب ولكن حتى على المستوى الاقتصادي الأوربي !!
ومع اقتراب موسم الصيف يجدر بنا أن نعطى فكره مبسطة عن هذا المرض وأبعاده الاقتصادية وتقييم الإجراءات التى تم اتخاذها وهذا مادعانى للمشاركة بهذا المقال الذى أتمنى أن يحوز القبول ويحقق الهدف الذى ننشده جميعا
يتسم مرض الحمى القلاعية بالأهمية من حيث آثاره على التجارة الدولية بسبب ما يخلّفه من عواقب مالية، فالبلدان النامية تسعى جاهدة لمنع انتشار المرض فيها لأنه يؤدي إلى خفض إنتاج الألبان، وإلى تباطؤ معدل نمو قطعان الماشية، مما يعني إلحاق خسائر جسيمة بها.
وهكذا فإن البلدان توظِّف استثمارات ضخمة لتفادي جائحات المرض ذات التكاليف الباهظة، وهو ما يتجلى من التكلفة التقديرية لاستئصال المرض في المملكة المتحدة، والتي تتراوح بين 3 إلى 60 مليار دولار.
وبسبب الآثار الخطيرة لهذا المرض على جميع المستويات كان لابد من إعداد هذا البحث المبسط الذي يغطى بعض المعلومات عن هذا المرض وآثاره وطرق انتشاره ومخاطره واضعا تحليلاً مبسطاً لمشكلة الحمى القلاعية من الجانب الأخلاقي والاقتصادي والقانوني ..
وقد اعتمدت في تحليل بعض جوانب هذه القضية على بعض البيانات التى حصلت عليها من شبكة المعلومات ومنظمة الصحة العالمية
ما هو مرض الحمى القلاعية ؟
يسمى بالإنجليزية مرض (الظلف والفم) أو مرض (أفتوسا) وهو مرض فيروسي سريع الانتشار المرض يصيب الحيوانات ذات الظلف المشقوق مثل الأبقار والأغنام والماعز والخنازير، كما أنه يصيب الحيوانات البرية كالغزلان ، ويمكنه إصابة الحيوانات ذات الخف كالجمال والأفيال أما الخيول فلديها مناعة ضد هذا المرض!
من أعراضه تكون فقاعات مملوءة بسائل على اللسان والشفتين والفم والحلق والبلعوم والمناطق الرقيقة من الجلد كالضرع وبين الأظلاف أو أصابع الحيوان في الأقدام أو فوق الأخفاف ، وهناك نحو سبع سلالات مختلفة مناعياً من الفيروس المسبب للمرض، وكل سلالة تصيب فصيلة أو عدة فصائل مختلفة من الحيوانات ، وتختلف شدة أعراض المرض تبعاً لنوع السلالة الفيروسية المسببة له.
وينتقل الفيروس بواسطة العلف الملوث بالفيروس أو من خلال استنشاق الهواء في المناطق الموبوءة ،
الأعراض فى الحيوان:-
والفيروس يكون فقاعة مائية أولية خلال 24 إلى 48 ساعة في مكان دخوله الجسم ، بعدها ترتفع درجة حرارة الحيوان المصاب فترة تتراوح بين 24 و 36 ساعة، وفي هذه الفترة يكون الحيوان ناقلاً العدوى بدرجة كبيرة ، حيث يفرز الفيروس في اللعاب واللبن والبراز ، وتتورم شفتا الحيوان المصاب وكذلك يسيل اللعاب بشدة من فم الحيوانات المصابة ليصل إلى الأرض على هيئة خطوط فضية طويلة وتنتشر الفقاعات في الفم والبلعوم واللثة ، وعادة ما تنفجر وتترك قرحاً مؤلمة ملتهبة ، لدرجة أنها تمنع الحيوان من تناول العلائق ، كما تظهر الفقاعات نفسها على الأقدام ، التي تتقرح وتلتهب فتظهر الحويصلات بين الأظلاف مما يسبب للحيوانات المصابة بهذا المرض صعوبة في المشي والحركة
وقد أكد الأطباء على أن مرض الحمى القلاعية الذي يتفشى بين الحيوانات ذات الحوافر المزدوجة يصيب الإنسان أحياناً وخاصة الأطفال مسبباً الحمى والقيء وظهور فقاقيع صغيرة على الشفتين واللسان وداخل الفم وفيروس الحمى القلاعية من الفيروسات الضعيفة ومع ذلك نستطيع أن نقول بأنه نادراً ما يصيب الإنسان ..
انتشار المرض
يمكن إرجاع سهولة انتشار فيروس الحمى القلاعية إلى ثلاثة عواملة مهمة هي مقاومة الفيروس القوية لكل اللقاحات وقابليته للتطاير بالإضافة إلى ازدياد عدد مزارع التربية وارتفاع الكثافة فيها ، وسهولة حركة الحيوانات من مكان إلى آخر… وهذا كله يجعل مرض الحمى القلاعية ينتشر بشكل أسرع ويصيب حيوانات أكثر
ويستطيع الفيروس العيش بضعة أيام في الهواء الخارجي، ثم ينتقل من حيوان إلى آخر أوبالاحتكاك المباشر، أو عن طريق الهواء ، أو أرجل الحيوانات الملوثة التي تضعها في الطين ، وأيضاً عن طريق الأحذية وإطارات السيارات والعمال المكلفين برعاية الحيوانات وتغذيتها .
وتوجد عوامل بيئية واجتماعية واقتصادية أخرى تساعد على سرعة انتقال العدوى وعلى رأسها انتشار تربية الحيوانات على نطاق واسع وبشكل مكثف ، بعد أن كانت مقصورة على بعض المزارع المعزولة ومن ثم فإن تكدس هذه الحيوانات في مصانع اللحوم يسهل عملية انتقال الفيروس ، إضافة إلى سائر الفيروسات المعدية كما يلعب تبادل الحيوانات، وهو أسلوب متبع في تربيتها دوراً حيوياً في العدوى، فلم تعد الحيوانات تقضي عمرها بالكامل في مزرعة واحدة بل تنتقل من وحدة متخصصة في التكاثر إلى وحدة أخرى متخصصة في التسمين.. إلخ .. وهكذا يجد الفيروس نفسه محمولاً من ضحية إلى أخرى مجاناً وبسهولة كبيرة.
بداية ظهور الفيروس
مرض الحمى القلاعية مرض قديم ظهر في إيطاليا عام 1514 وما أن حل القرن التاسع عشر حتى شمل الوباء كل قارات العالم ، ولك يكن بمقدور المزارعين ومربي الأبقار معرفة الخطورة الحقيقية لهذا المرض لقصر مدة طوره الحاد ولقلة الأعداد النافقة من الماشية ، وكان السبب المباشر وراء ظهور فيروس الحمى القلاعية مؤخراً مزارعاً بريطانياً مهملاً استخدم علفاً يحتوي على مخلفات المطاعم لتغذية خنازيره، على الرغم من الحظر الشديد الذي تفرضه القوانين الأوروبية على مثل هذه الحالة كما أنه ارتكب خطأ آخراً، وهو عدم تسخين هذا العلف بالقدر الكافي لقتل الفيروس، مما أدى إلى انتشاره وقد أرسلت الخنازير المريضة إلى مسلخ في (إيسيكس) على بعد 500 كيلومتر جنوبي بريطانيا ، هناك تم اكتشاف الفيروس ، إلا أن الوقت كان قد تأخر إذ كانت العدوى قد أصابت فعلاً الخراف في المزرعة المجاورة لمزرعة الخنازير ثم وصلت مراكز العدوى في بريطانيا إلى 70 بؤرة في بداية هذا العام ، وانتقلت عبر بحر المانش إلى الدول الأوروبية الأخرى ، مما دفع بالجهات البيطرية المسئولة فيها إلى إعلان حالة الطوارئ في جميع بقاع القارة الأوروبية ولكن المرض مازال في الانتشار لينتقل إلى آسيا وأفريقيا
فترة الحضانة والعلاج
تتراوح مدة الحضانة في مرض الحمى القلاعية من أربعة أيام إلى عشرين يوماً حسب ضراوة الفيروس ومقاومة الحيوان ولا يكتسب الحيوان بعد الإصابة بمرض الحمى القلاعية لأول مرة مناعة تستمر مدى الحياة ولكنه يكتسب مناعة لمدة حوالي سنة وضد نفس الفترة التي أصيب بها، كما يكتسب النتاج حديث الولادة مناعة سلبية عن طريق السرسوب إذا كانت الأم ذات مناعة ناشئة من عدوى طبيعية أو عن طريق التحصين.
وفي الدول المتقدمة التي لا يتوطن فيها الفيروس يتم استئصال المرض والسيطرة عليه عن طريق التخلص من الحيوانات المصابة وما يخالطها من حيوانات قابلة للعدوى، بالذبح والإعدام مع اتخاذ الإجراءات الصحية اللازمة كما يحدث في إنجلترا الآن. ونظراً لأن الإمكانات المحلية لا تساعد على إتباع مثل هذا الأسلوب لذا تتلخص الإجراءات المحلية في مقاومة المرض بعدم استيراد ماشية أو أغنام حية أو لحومها أو الألبان ومنتجاتها إلا من المناطق الخالية تماماً من الحمى القلاعية لمدة ستة شهور سابقة على التصدير على الأقل وذلك منعاً لتسرب عشرات أخرى للفيروس إلى البلاد وطبقاً لتعليمات مكتب الأوبئة الدولي بباريس (OIE).
كما تتخذ إجراءات بيطرية صحية تهدف إلى القضاء على الفيروس في الموقع المصاب ومنع انتشار التلوث خارجه
بالوسائل الآتية:
§ عزل الحالات المصابة في مكان بعيد ومنع اختلاطها مع الحيوانات القابلة للعدوى، وعدم انتقال الأفراد المكلفين رعايتها إلى حظائر الحيوانات السليمة.
§ قطع الأرضيات الترابية والتخلص الصحي من علائق ومخلفات الحيوانات المصابة بالتطهير والحرق والدفن.
§ التطهير بالمطهرات المناسبة بمجرد الاشتباه لسرعة التحكم في مصدر العدوى ومنع انتشاره.
§ عدم إدخال حيوانات جديدة في موقع سبق تعرضه للعدوى إلا بعد إخلائه وتنظيفه وتطهيره وتدخل الحيوانات بالتدريج.
وتتخذ السلطات البيطرية عدداً من الإجراءات من بينها تحصين جميع الحيوانات (أبقار، جاموس ، أغنام ، ماعز) على مستوى الدولة دورياً (كل 6 شهور ) ثم جمع عينات سيرم من الحيوانات المحصنة قبل التحصين وبعده للاطمئنان على المستوى المناعي.
دراســة للجانب الأخلاقي
س - ما هي العلاقة بين ظهور المرض وإهمال الجانب الأخلاقي ؟
س - هل التخلص من المواشي المصابة بالمرض حرقاً أو دفنها حية يعد عملاً إنسانياً ؟
س - ما هو رأيكم في عملية إحراق الأبقار الغير مصابة بالمرض خوفاً من إصابتها ؟
س - ماذا ينتج عن عملية إخفاء الحقائق المتعلقة بأمراض الحيوان ؟
س - ما هي الإجراءات التي قامت بها الدول
س - هل يعد إدخال حيوانات مصابة بالمرض إلى أحد البلدان التي لا يوجد فيها المرض عملاً أخلاقياً ؟
كان ظهور المرض من جديد سببه إهمال أحد المزارعين البريطانيين والذي أطعم خنازيره مخلفات الأطعمة من أحد المطاعم بالرغم من القوانين البريطانية الصارمة التي تمنع ذلك ولذلك نقول بأن ما فعله لم يكن عملاً أخلاقياً على الإطلاق حيث أنه خالف القوانين التي تمنع ذلك وخالف الأعراف التي تدعو إلى إطعام الحيوانات طعاماً يخالف طبيعتها التي خلقها الله عليها وخالف النصوص الغربية الصارمة فيما يتعلق بحقوق الحيوان .
ومن الغير أخلاقي كذلك ما تفعله بعض الدول في عملية التخلص من الحيوانات المصابة بالحمى القلاعية بحرق هذه الحيوانات وإعدامها حيث أن دفنها كاف لاتقاء شر نشرها للعدوى لأن الرفق بالحيوان أمر أخلاقي وكذلك دعانا الإسلام إليه وأعتقد أن الحرق مبالغة في الإساءة للحيوان !!
ومن الأعمال الغير أخلاقية كذلك ما قامت به بريطانيا وغيرها من الدول عندما سارعت بالقضاء على آلاف الماشية التي لم تظهر عليها أعراض مرض الحمى القلاعية في محاولة احتياطية منها لاتقاء انتشار هذا المرض وفي ذلك إهدار للثروة الحيوانية وقتل لآلاف الحيوانات لمجرد الاشتباه في إصابتها مما يؤدي أيضاً إلى إهدار في الاقتصاد الوطني فكان المفروض على بريطانيا وغيرها أن تفحص على جميع الحيوانات المشتبه في إصابتها وتطلق سراح الحيوانات التي لا تشكو من أي أعراض تتعلق بهذا المرض ولا أعتقد أنه من الأخلاق في شيء قتل حيوانات غير مريضة لمجرد الرغبة في درء الخطر فقد قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم في ذلك : (إن الله كتب الإحسان في كل شيء ، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة ، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح ، وليحد أحدكم شفرته فليرح ذبيحته.(
ومن غير الأخلاقي كذلك سياسة إخفاء الحقائق المتعلقة بانتشار المرض وخاصة في بلادنا العربية حيث أنكرت الكثير من الدول وجود أثر للحمى القلاعية في أراضيها بالرغم من وجوده واستفحاله فيها ومن غير الأخلاقي كذلك ما يفعله بعض وزراء الزراعة والثروة الحيوانية عندما يخرجون إلى الرأي العام ويقولون : لا شيء يدعو للخطر .. لا توجد حمى قلاعية في البلد .. الوضع تحت السيطرة … و ….. والكثير من العبارات الزائفة بالرغم من استفحال المرض وانتشاره الذي أدى إلى هلع المواطنين ونفوق المئات من الماشية .
وتتمثل هذه الإجراءات الوقائية التى تم اتخاذها فيما يلي :
§ الانتقال إلى كل المزارع الحيوانية في الدولة وإجراء فحوصات على كل المواشي ومعاينتها .
§ المتابعة المستمرة للأبقار والمواشي والرقابة الدائمة عليها للتأكد من من أنها في وضع سليم وجيد.
§ إجراء فحوصات لكل الماشية المستوردة وتعقيمها وتطهيرها في كل الموانىء بالدولة.
§ الموافقة المسبقة من قبل السلطات العليا قبل استيراد الماشية من أي دولة !
§ القيام بعمل ندوات لتوعية المواطنين في شتى أنحاء الدولة.
كما قامت بعض الدول بوضع مواد مطهرة في الموانىء والمطارات وأيضاً على الحدود للسياح والوافدين القادمين من الدول الأخرى وخاصة الدول التي اشتهرت بانتشار المرض فيها للتأكد من عدم إدخال الحمى القلاعية معهم إلى الدولة.
كما أن العمل التي قامت به بعض دول الشرق الأوسط يعد عملاً أخلاقي بحت فقد قامت بشراء أو إنتاج الملايين من اللقاحات وتوزيعها على المزارعين بدون مقابل لمقاومة المرض.
وختاماً ليس من الأخلاق في شيء إدخال حيوانات مريضة إلى البلد عن طريق الواسطة أو الرشوة أو حتى التهاون في عملية فحص المواشي التي تصل إلى موانىء الدول فعلى سبيل المثال نذكر بأن السبب في انتشار الحمى القلاعية في بعض الدول هى الأبقار والخرفان المستوردة من استراليا فأين هي الرقابة وأين هم هؤلاء أصحاب الضمير؟ ألا يعلمون أن أرواح الملايين وسلامتهم أمانة في أيديهم؟
دراســة للجانب الاقتصادي
الحقيقة أن وسائل الإعلام لعبت دورا رئيسيا في توسيع رقعة الفزع إثر ظهور هذا الوباء وتفشيه بين قطعان الأغنام والماشية الإنجليزية ، الذي زاد من مخاوف الناس وبالتالي انعكس ذلك على الاستهلاك.
فالسؤال الذي يطرح نفسه هو ما حجم الخسائر التي تكبدتها الدول المنتجة من جراء هذا المرض؟
بلغ عدد الخسائر الزراعية في بريطانيا 30 مليار دولار،ونتيجة لانتشار الوباء فقد حظرت وزارة الزراعة الأمريكية منذ فترة وارداتها من اللحوم من الاتحاد الأوروبي مما أثر على تجارة يقدر حجمها بنحو 278 مليون دولار، وكانت أكثر البلدان المتضررة هي بريطانيا نتيجة زيادة عدد الدول التي فرضت حضر على المنتجات الحيوانية لها ، فهل سوف يؤثر ذلك على المنتجات الأخرى؟
نتيجة انتشار المرض أدى ذلك إلى التقليل من استهلاك لحوم المواشي والأبقار (بسبب جنون البقر والحمى القلاعية) والتوجه نحو المنتجات الأخرى فبعض المنتجات تضرر وبعضها زاد استهلاكه ، زادت معدلات استهلاك السمك ، وبعض أنواع من الطيور وذلك لتفادي المرض ،ويقل الخبراء أن تفشي أمراض الحيوانات يشكل خطرا كبيرا على التجارة الزراعية ، وقد يكون له آثار طويلة الأمد وكذلك انخفض سعر بيع المواشي عن السعر الطبيعي، وعلى الجانب الأخر من إنتاج اللحوم فقد ارتفعت مبيعات الصادرات لحوم الكانجارو بمعدل 20 في المائة في الأشهر القليلة الأولى من هذا العام بعد أن انتشر مرض الحمى القلاعية من بريطانيا إلى أوروبا (مصائب قوم عند قوم فوائد)!!
ولكن هل يؤثر ذلك بالسلب على حيوان الكانجارو ويعرضه لتهديد الانقراض ؟
آثار ارتفاع الطلب الأوروبي على لحوم الكانجارو مخاوف جماعات حماية الحيوان بشأن الكانجارو الذي يعيش في المناطق العشبية في نيوساوث والولايات الأخرى في جنوب استراليا وبالرغم من أن قتل هذا الحيوان محصور بحصص حكومية وأن صيده مقصور على أشخاص يحملون تصاريح حكومية إلا أن جماعة حماية الحيوان تعتقد أن ارتفاع الطلب عليه سوف يخرج صيده من دائرة السيطرة.
ومع الزيادة في استهلاك اللحوم الأخرى زاد استهلاك لحم التماسيح وخاصة في بلاد شرق آسيا.
بعد كل هذه الأضرار والتي نتج عنها منافع أخرى .. إذا من هو المستفيد من هذا الوضع الحالي ، من الصعب تحديد المستفيد الحقيقي من هذا الوضع ، وأن الآثار بعيدة المدى قد تلاحق الأسواق لفترة طويلة ولا أحد يعلم في نهاية الأمر ما إذا كانت التجارة الزراعية العالمية ستكون هي الخاسر بسبب لعبة قرارات الحظر الاستيراد ، ولكن هناك دلائل بالفعل تمتد بعيدا تدل على أن الفزع الذي يسود العالم له عواقب غير مقصودة خارج نطاق أوروبا ، ومن شأن ذلك أن يؤثر على علاقات الدول بعضها ببعض ، والسؤال المهم هو ما إذا كان أثر تفشي الأمراض سينتهي سريعا في أوروبا أم سيكون له تداعيات طويلة الأجل ، وقد تظهر تلميحات مقلقة للإجابة على هذا السؤال في حالة تايوان التي عانت من انتشار واسع النطاق للحمى القلاعية في عام 1997 وتم ذبح ربع ثروتها من الخنازير التي تبلغ 14 مليون رأس ودمرت صادراتها التي تبلغ قيمتها نحو 1،55 مليار دولار سنويا من لحم الخنازير ولم تعلن تايوان بعد خلوها من الحمى القلاعية . وأدى انتشار المرض إلى تحول مسار التجارة فدخلت الولايات المتحدة محل تايوان في تصدير لحوم الخنازير لليابان ، وفي حين أن انتشار الأمراض في أوروبا قد يكون بمثابة نعمة مؤقتة للمصدرين من الدول الخالية منها ،إلا أن هذه المكاسب ستتبدد ،فقد بدأ مستهلكو اللحوم في أوروبا يحجمون عن تناولها .
وقد قالت شركت ماكدونالدز أحد الشركات الرائدة في صناعة الهامبورجر على مستوى العالم أن مبيعاتها في أوروبا قد تضررت بسبب الخوف من الأمراض ، وإن حرق وذبح أعداد المتزايدة من رؤوس الماشية لمنع انتشار المرض يترك القليل منها لتستهلك حبوبا وأعلافا أقل وقد تقل الواردات من الحبوب والبذور الزيتية ومنتجاتها.
وبعد تفشي المرض في العديد من الدول العربية والأوروبية كان لابد من ظهور قرارات للحد من انتشار هذا المرض ، إذا ما هي طرق الوقاية من هذا المرض وسبل تقليل انتشاره والإجراءات التي اتبعتها الدول لتقليل رقعة الإصابة ؟
من بين الإجراءات التي اتبعتها بريطانيا هي أولا القيام بعمليات التخلص من الماشية في جميع المزارع التي ظهرت بها إصابات لمرض الحمى القلاعية إضافة إلى تطهير محيط ثلاثة كيلومترات حول تلك المزارع ، وقد أعلنت بريطانيا استخدام قوات الجيش وذلك لاحتواء أزمة انتشار مرض الحمى القلاعية ، وقد خصصت حكومة بريطانيا مائة وسبعة وستين مليون جنيه إسترليني لتعويض المزارعين لمساعدتهم في التخلص من القطعان المصابة، أما في الدول غير المصابة فبادرت في إجراءات الحظر جميع المنتجات الحيوانية ومشتقاتها ومنع استيرادها من الدول الموبوءة .
وفى مصر حيث أصبح المرض متوطنا فيتم الآتى:-
• التحصين الدورى مرتين سنويا على مستوى الجمهورية
• منع استيراد الماشية من البلدان الموبوءة بالمرض
• الاستيراد يتم بتصريح من الهيئة العامة للخدمات البيطرية بعد التأكد من الموقف الوبائى لدولة المنشأ
أما في البرتغال فقد طالبت السياح البريطانيين بتنظيف أقدامهم بالمواد المطهرة ، والمسافرين الذين يصلون براً وجواً من بريطانيا يجب أن يسلموا جميع المواد الغذائية التي بحوزتهم .
أما في إيران فإنها سوف تستورد 2،5 مليون جرعة من لقاح الحمى القلاعية وسوف توزعه مجانا على المزارعين.
قالت منظمة الأغذية والزراعة الدولية "فاو" أنه بالإمكان استخدام التلقيح الدائري حول منطقة الإصابة للمساعدة في العملية التي يكون فيها عدد موجات اندلاع المرض أو عدد الحيوانات المتأثرة به كبيرة جدا مشيرة إلى أن التلقيح ليس بديلا للاستئصال فالبر غم من أن الحيوانات الملقحة تعتبر محمية ضد مرض الحمى القلاعية إلا أنها لا تقاوم الفيروس بصورة تامة وما تزال عرضة للإصابة .
ولكن ما هي دورا لسلطات المسئولة لطمأنة الجمهور ؟
وفي إطار الجهود التي تبذل للقضاء على المرض و الحيلولة دون دخول أي مستوردات من الأبقار و اللحوم المصابة بمرض الحمى القلاعية عقدت اللجنة الشرعية الصحية التابعة للأمانة العامة للبلديات اجتماعات عديدة بحضور ممثلين من جميع الجهات المعينة في الدولة. وعملت اللجنة خلال اجتماعها على دراسة الموضوع من مختلف جوانبه و الخطوات التي يجب اتخاذها خلال المراحل القادمة للمحافظة على الثروة في الدولة من مرض الحمى القلاعية وتم استعراض جميع الإجراءات التي تم اتخاذها لمكافحة المرض على وجه الخصوص عمليات التحصين للأبقار و الماشية غير المصابة لوقايتها من المرض . و إجراء مراجعة شاملة لعمليات استيراد اللحوم و الحيوانات الحية من الخارج ، حيث ستشمل المراجعة الدولة التي يسمح بالاستيراد منها أو تلك التي فرض عليها حظر في وقت سابق.
ما هى الاجراءات التى تم اتخاذها في الدولة للحفاظ على الصحة العامة والحفاظ على الثروة الحيوانية ؟
" يتم الحصول على إذن الاستيراد مسبقا من الهيئة العامة للخدمات البيطرية
وكذلك الأمر بالنسبة لاستيراد اللحوم المجمدة ، ويشترط وجود طبيب بيطرى واحد على الأقل من الأطباء التابعين للهيئة العامة للخدمات البيطرية لفحص اللحوم بمجازر بلد المنشأ للتأكد من تنفيذ المواصفات والمعايير المصرية الخاصة باللحوم المزمع تصديرها إلى مصر بالإضافة إلى سفر لجان من الأطباء البيطريين التابعين للهيئة العامة للخدمات البيطرية لمعاينة هذه المجازر للتأكد من تنفيذها الاشتراطات الصحية وبالنسبة للحيوانات الحية الواردة من الخارج توجد رقابة عند وصول الحيوانات إلى مطارات و موانئ الدولة ، ويتم إجراء الكشف عليها و مراجعة الشهادات المرفقة . و عندما تذهب المواشي إلى "المجازر " توجد إجراءات أخرى من قبل أطباء المجازر ، حيث يتم حجز الحيوانات مدة 24 ساعة قبل الذبح " داخل المجزر " . ثم يتم ذبح الحيوانات بعد التأكد من عدم وجود أية أعراض مرضية .
و المرحلة الثالثة يقوم بها الطبيب البيطري داخل عنبر الذبح ، حيث يتم الكشف على جميع أجزاء الحيوان الداخلية و الخارجية " . لكنه يدعو المستهلك إلى طهو اللحم جيداً ، للقضاء على الميكروبات .
و لكن تتعدد الجهات المسئولة عن الرقابة ، و تختلف المسؤوليات من جهة إلى أخرى ، ويبقى لجمعيات حماية المستهلك دورها التنويري والارشادى والرقابى لحماية المستهلك , الذي من أجله أنشئت ، و لكنه لا يشعر بوجودها .
على الصعيد نفسه دعت منظمة الأغذية و الزراعة الدولية " فاو" المجتمع الدولي وقت انتشار المرض إلى اتخاذ إجراء دولي عاجل لمواجهة موجات انتشار وباء الحمى القلاعية في العالم .
وذكرت المنظمة في بيان أن الانتشار السريع لأحد الجذور الوبائية لمرض الحمى القلاعية يكشف بوضوح قدرة هذا على التغلغل في مساحة جغرافية واسعة وتفشيه في الدول التي تخلو منه . و قالت أن سياسة إبادة المواشي هي طريقة المثلى للقضاء عليه مع أنها تثير مشاكل اقتصادية و اجتماعية لأصحاب الحيوانات و المستهلكين .
و أضافت أنه بالإمكان استخدام التلقيح الدائري حول منطقة الإصابة للمساعدة في العملية التي يكون فيها عدد موجات اندلاع المرض أو عدد الحيوانات المتأثرة به كبيرة جداً مشيرة إلى أن التلقيح ليس بديلا للاستئصال فبالرغم من أن الحيوانات الملقحة تعتبر محمية ضد مرض الحمى القلاعية إلا أنها لا تقاوم الفيروس بصورة تامة و ما تزال عرضة للإصابة أو فرز الفيروس .
و أوصت المنظمة الدول الأكثر عرضة لمخاطر انتقال هذا الوباء إلى تشديد إجراءات الرقابة عن طريق حملات التوعية للبيطريين مشيرة إلى ضرورة تشديد إجراءات السيطرة عند الحدود لا سيما ما يتعلق باحتمال دخول المرض بوساطة المركبات و خاصة سيارات الشحن الكبيرة العائدة من المناطق المصابة .
ما هي الإجراءات التي قام بها قسم الخدمات البيطرية لحماية المستهلك ؟
ما هي الإجراءات الصارمة التي فرضتها الدولة للحيلولة دون وقوع أي خطر ؟
فرضت مصر حظراً على وارداتها من الماشية من الدول الموبوءة بالمرض كما أن السلطات البيطرية قامت ببرنامج وقاتئ للتحصين دون تفشي المرض مع علاج الحالات المصابة ، وكما أن استيراد الماشية الآن يتطلب موافقة مسبقة المصابة ووضع العينات قد المعاينة، وكما أن الدولة أسوة ببقية دول الشرق الأوسط ودول العالم استخدمت طريقة التحصين وقد كانت تستخدمها مسبقا باعتبار إن الحمى القلاعية مرضا مستوطنا في المنطقة وقد عملت الدولة برنامج تحصيني بالنسبة لجميع المزارع الخاصة ،خاصة مزارع الأبقار والأغنام
المصدر :
د/رمضان السيد عبد الفتاح
مدير عام المجازر والتفتيش على اللحوم
بجنوب سيناء
المصدر: المصدر :
د/رمضان السيد عبد الفتاح
مدير عام المجازر والتفتيش على اللحوم
بجنوب سيناء
ساحة النقاش