authentication required

<!--

<!--<!--

التأليه .. إرادة شعب !!

 

بدءا من عصر ملك مصر والسودان "فاروق الأول" الذي شهد (شهوود) من أهلها، أنه لم يكن عصرا سيئا و مسترقا للشعب كهذا الحد الذي صور لنا فى أفلام ما بعد ثورة يوليو مباشرة ، والتى قامت لتخلص الشعب المصري الذى كان منقسم بين أثرياء باشاوات و بكاوات و أمراء مغيبين سياسيا ، إلى أناس راضين سعداء فقراء مغيبين سياسيا !! فقد كانت الحاشية الملكية مؤلهة معظمة لجلالته إما حبا فيه ، إما ابتغاء فى تسييسه و ترويضه ليكون طوع إرادتهم مثلما فعل به "الطلاينة" أصدقائه..                                                                                                                                وكانت الثورة كما سميت من قبل الضباط الأحرار، أو الإنقلاب كما يسميه النخبة و المثقفين والمؤرخين الذين ظهروا على الساحة ، كان الإنقلاب العسكر الذي يتحدث باسم الشعب المغيب ، الذي لم يكن أحد يفقه فيه السياسة سوى بعض من الأحزاب أبرزهم حزب الوفد ، حتى أن كل هذه الأحزاب قوضت بعد ذلك حتى تصبح القوة المطلقة في يد مجلس قيادة الثورة بقيادة "الريس" كما كانوا ينادونه زملاؤه أو الزعيم جمال عبد الناصر.. ..                                                                                  ولكن قبل أن يعلن زعيما أو "يؤله" ، فكانت فى البداية حملات هذا التزعيم أو التأليه، من أغاني عبد الحليم حافظ و محمد عبد الوهاب (الذي غنى للملك فاروق و ذكر اسمه تدليلا وإعجابا فى أغنية الفن و لكن لا مانع ) و أم كلثوم التى أيضا غنت فى كل العهود – و هذا لا يعتبر تقليصا من شخصيتيهما ولكن فقط لفت انتباه و سيظل محمد عبد الوهاب موسيقار الأجيال و أم كلثوم هي كوكب الشرق من باب التأليه أيضا – و إلى الآن تظل هذه الأغاني معلقة فى أذهاننا و نجزم بروعتها و مسها للمشاعر الوطنية ، و غير ذلك من عمليات التأليه الفطرية لدى الشعب المصري .                                                                                         لا أجرؤ أيضا على إنكار جمال عبد الناصر زعيما سياسيا محنكا ، ونهض بالإقتصاد المصري والعروبة المصرية نهضة غير مسبوقة ولا ملحوقة !! ولكن .. قبل كل هذه الحملات من ترقية الزعيم جمال عبد الناصر إلي الإله الذي لا يخطأ ، ألم يفكرأحد فى ظلم مجلس قيادة الثورة الذي أعلن عن ذلاته بعد ذلك فى عدة أفلام مثل "الكرنك" و "احنا بتوع الأوتوبيس" و "البرئ" و المسلسلات مثل "سوق العصر" ، ألم يفكر أحد فى (حمزة البسيوني) أو جلاد سجن الباستيل أو الأوبرج كما كانوا يسمون السجن الحربى ؟ ألم يسمع أحد عن أساطيره هو وصلاح نصر رئيس جهاز المخابرات آنذاك ؟ فهم لم يكونوا بمنأى عن الحكم آنذاك ، فكم من خالد سعيد استشهد فى ذلك الوقت علي يد السجانين و الجلادين فى هذا السجن ، وكم من سيدة تعرضت للإغتصاب و التعذيب ، و كل هذا موثق فى كتب مثل سنة أولى سجن و سنة ثالثة سجن لمصطفى أمين ، وكتاب أيام من حياتى لزينب الغزالى ، وكتاب حوار وراء الأسوار لجلال الدين الحمامصي ،  و غيرهم العديد من الوثائق على الجرائم التي ارتكبت ، و مع ذلك .. كان عبد الناصر فوق الشبهات ، بسبب التأليه والجهل السياسي والتفويض الأعمى الذي يعطى السلطة المطلقة والحكم المطلق للحاكم دون أخذ رأى شعبه فيظن أن كل ما يفعله هو الصواب كما لو كان موحى إليه من القدير و أنه نصب نبي على شعبه !! ولكن أكرر هذا كله لا ينفى نجاح نظام الإشتراكية الذى أنعش الإقتصاد المصري ، وغير ذلك من إيجابيات ذاك العصر ..                                                                                        ويأتى عصر السادات ، و خطأه الفادح "الإنفتاح" التى أدخلت سياسة التقشف مصر ،فظل المواطن المصري البسيط يعانى من الجوع ، و ظهرت انتفاضة الخبز الذى خطأ مرة أخرى وأسماها "انتفاضة حرامية" ، فالسارق لا يقام عليه حد السرقة طالما يتواجد فى دولة غير عادلة اقتصاديا ! فقد كانت هذه الإنتفاضة رد فعل طبيعي ومتوقع بعد إعلانه رفع الدعم عن بعض السلع الأساسية مثل الزيت والسكر والخبز ! ، كما أنه أطلق على نفسه الرئيس المؤمن ، كما لو كان يعلن أن عبد الناصر كان ماركسيا ملحدا طالما يتبع المبدأ الإشتراكى الذي تبناه الملحد الروسي كارل ماركس ، وذلك لدراسته طبيعة الشعب الطيب ، ولعبا على الجانب الديني لديه ... وذلك أيضا لا ينفى ذكاءه الإستراتيجى الذى لم يتمتع به أحد من حكام الجمهورية المصرية ، وبراعته فى الإعداد لحرب 1973 ، و ذكاءه فى خطاباته مع إسرائيل ، و اتفاقية كامب ديفيد التى جنبتنا مواجهة العدو مرة أخرى ..                    

 وحدث ولاحرج عن عهد مبارك ، والإخوان المسلمين ، وقد رأينا الجرائم فى العهدين تتتابع و تتسابق ورأيناها رؤى العين ، وكل ذلك لم يكن بسبب طبيعتهم الفاسدة فقط ، بل هي بسبب طبيعة الشعب المحكوم الذى إذا وثق ، يثق ثقة عمياء ، و يفكر بقلبه لا بعقله .. يا اخواننا .. حرص ولا تخون ، و النفس أمارة بالسوء ، لا مانع من شئ من الحيطة ، حتى لا تسمحوا للحكام ب"البرطعة" فى الدولة و تغييب الشعب ، والحديث بالنيابة عنه دون أن يشارك كما لو كان شعبا قاصرا ، عاجزا عن التفكير ..

   قبل أن نحاكم الحكام ، نحاكم أنفسنا ، ونبدأ عملية التثقيف الذاتى السياسى من جديد ، و نروض هذه العاطفة الجياشة التى نتمتع بها تجاه من ننصبهم زعماء .. و نتوقف عن صنع الآلهة ، ونعامل الساسة والقادة على أنهم أشخاص خطاءون وليسوا أنبياء معصومين من الخطأ و فوق كل ذلة ..                                                 

اللهم آمين ...

 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 160 مشاهدة

Salma Al-Bahey سلمى البهى

pointofview
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,748