<!--
<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin-top:0cm; mso-para-margin-right:0cm; mso-para-margin-bottom:10.0pt; mso-para-margin-left:0cm; line-height:115%; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-fareast-font-family:"Times New Roman"; mso-fareast-theme-font:minor-fareast; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin; mso-bidi-font-family:Arial; mso-bidi-theme-font:minor-bidi;} </style> <![endif]-->
سكيزوفرينيا المغرب العربى :
" Unis , unis , unis pour l'Algerie " .. جملة سمعتها فى أحد الأفلام الفرنسية ، على لسان ممثل جزائرى يلعب دور جزائرى يهودى انتقل للعيش فى فرنسا رغما عنه لأسباب لا أعرفها لأنى لم أتابع الفيلم من بدايته J . و لكن الهتاف لبلده "العربى" باللغة الفرنسية ، استوقفنى مدة جعلتنى أضيع مشهدا آخر من هذا الفيلم الشيق .. لأى درجة كان الإستعمار الفرنسى متوحشا حتى أنه جعل كلمات فى حب الموطن "العربى" .. بلغة الاستعمار !! باللغة الفرنسية ! نعم ، اللوم لا يقع على الشعب الجزائرى لأنه وقع عليه الإختيار للإبادة و الإحتلال من عام 1830 إلى الجلاء فى 1962 ، و لكنه – فى نظرى – مجرد "جلاء" .. و لم يكن استقلالا !
إذا رجعنا إلى دوافع هذا الإستعمار ، نرى أنه كان – فى المقام الأول - دفعا لثمن مساعدة الجزائر للحكومة الفرنسية بعد حصار الدول الأوروبية لفرنسا إثر إعلانها الثورة الفرنسية ، و قدرت ديون فرنسا للأيالة الجزائرية ب20مليون فرانك . و لكن طبعا لم تكن هذه هى المبررات "الإعلامية" التى أعلنت للشعب الفرنسي و العالم ، و لكنها كانت حادثة المروحة كما أطلق عليها ، و التى دارت بين السلطان التركى الداى حسين ( فقد كانت الجزائر آنذاك تحت وطأة الحكم العثمانى ، و لكن عمليا لم تكن تابعة لها ) و القنصل الفرنسي الذى جاء لدفع هذه الديون عن الحكومة الفرنسية ، فرفض السلطان و طرده و لوح له بالمروحة هكذا ، و لن ندخل في تفاصيل تاريخية أكثر و لكن هذا توضيح أن دائما المساعد "العربية" غالبا ما تقابل بالغدر ..
ثم يأتى دور تونس فى الإستعمار بعد فرض فرنسا نفسها و حمايتها لها ، من خلال معاهدة باردو ، ثم اتفاقية المرسي، ثم انقضوا على المغرب انتهازا لفرصة ثورة بعض القبائل على سلطان المغرب آنذاك السلطان عبد الحفيظ ، فأرسلت فرنسا قواتها إلى فاس العاصمة وقتها إلى الجلاء فى 1956 , و 1955 فى كل من البلدين على التوالى . وكحال أى بلد مستعمر ، فقد عانى المغرب العربى من الإستعمار و تدخله فى الشئون السياسية و الإجتماعية – وذلك بخلاف "تحابيش" الإستعمار من تعذيب و نهب و اغتصاب وقتل و الذي منه – بالإضافة إلى التدخل فى الشئون .. اللغوية !!
و لكن الجزائر كان لها نصيب الأسد من هذا التدخل ، فقد شن الفرنسيون حملة للقضاء على المساجد و المدارس و كل ما يحيى اللغة العربية ، و جعل اللغة الفرنسية هى اللغة الرسمية للبلاد ، ولا مكان للغات العربية ولا الأمازيغية (لغة السكان الأصليين) و لا التركية ، بعد أن كانت اللغة العربية فى أوج ازدهارها بسبب الفتح الإسلامى و حتى بعد تعاقب الأسبان و الأتراك عليها . و بمقتضى الإحتلال و تعنته ، لم يكن بيد الجزائريين شيئا إلا الإستسلام حتى الإستقلال .. ولكن للأسف ، فقد غادر الفرنسيون الأرض العربية ،تاركين اللغة الفرنسية بديلا عنهم ، ولهذا أقول ، إنه فقط جلاء ، وليس استقلالا فعليا ، فقد نجح الإحتلال فى إحداث متغيرات على المجتمع الجزائرى "العربى" ، فبالرغم من أنه "دستوريا" ، اللغة العربية هى اللغة الرسمية للجزائر ، و لكن هذه المادة لا تفعل ، لأن – بحسب الجمعية الوطنية لحماية اللغة العربية فى الجزائر – اللغة الفرنسية تسيطر على المجتمع المدنى و الإدارة و حتى فى السلطة السياسية !! أليست هذه كارثة حقيقية تهدد عروبة هذا الوطن ؟ّ! أليست هذه سكيزوفرينيا فى أجل أعراضها ؟! فكيف طالب هذا الشعب الإستقلال و عانى من أجله ، أفقط طالب برحيل الزى الفرنسى من أرضهم ، ولكن اللسان الفرنسي لا قلق منه ؟ّ!
هذه السكيزوفرينيا ، يجب أن تعالج ، ولكن فى هذه الحالة ، لا حاجة لنا بالطبيب ، فقد حاول كل الأطباء مثل الجمعية الوطنية لحماية اللغة العربية ، و الصفحات المنتشرة على الفيسبوك ، ولكنهم فشلوا ، نظرا لمتلازمة نقص الإرادة لدى الجزائريين و بقية بلاد المغرب العربى !! لا أعلم إذا كان شعب المغرب العربى راضيا أم لا عن ظلمه للغة العربية ، و لكن ما أعلمه أنه فعلا يظلمها ، و يجب عليه أن يبدأ هو بتوعية نفسه ، و يكفى خطابات إعلامية عن جمال لغة الضاد ، و إعجازها و أن اللغة العربية هى لغة القرآن الكريم ، وأنها كنز لا يجب تضييعه ، الخ الخ الخ ، فكل هذا معروف ، و من كثرة ما قيل ، فقد أصبح فاترا لا يمس العقل و لا يثير الحماسة لدى الشعب للتغيير ، فيجب تغيير محور هذه الخطابات ، لعلها تأتى علينا بنفع .
هذه "المأساة" ، و أقصد مصطلح المأساة ، يجب أن تنتهى وبسرعة ، لأننا الآن فى مفترق طريق ، يا إما أن نثبت تمسكنا بعروبتنا ، يا إما أن نعترف أننا نشعر بالضآلة أمام المجتمعات الغربية ، و للأسف ، ما نحن بصدد إثباته هو الأخير .. فنحن – العرب – قوتنا و سلاحنا ، وخاصة بعد الربيع الذى يخص وحده "العرب" ، هى العروبة ، والتى تتمثل فى العادات والتقاليد والأفكار المعتدلة التى تدل على الإصالة ، والتاريخ الذى ارتوى بدماء شهداء إستعمار البلاد التى نحاول أن نتقرب إليها سياسيا ومجتمعيا !! و لغتنا ، اللغة العربية بجميع لكناتها ، فلما لا نحافظ على كل هذا و أوله اللسان العربى ؟! فإننى على يقين تام أننا إذا شعرنا بالقوة بالحفاظ على لغاتنا سنتوقف عن التقليد الأعمى للبلاد التى تحاول ، وباستماتة ،على الشخصية العربية بكل جوانبها ، و تترك نسخ ماسخة من حضاراتها الشابة إذا ما قورنت بحضاراتنا ، نسخ لا تفكر و إذا فكرت ، فإنها تفعل بعقل غربى لا يتناسب مع معتقداتنا ..
نداء للشعوب العربية الغير ناطقة للعربية ، حافظوا على عروبتكم J ...