<!--

<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin-top:0cm; mso-para-margin-right:0cm; mso-para-margin-bottom:10.0pt; mso-para-margin-left:0cm; line-height:115%; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin; mso-bidi-font-family:Arial; mso-bidi-theme-font:minor-bidi;} </style> <![endif]-->

الليلة الكبيرة

 

الكل خائف من هذا من هذا اليوم .. الكل يتمم ما لديه من أعمال، ويقضى ما لديه من التزامات ،الكل يصالح من أغضب فى يوم ،ويعيد الحق الذى نهبه من أحدهم ،حتى ينام مرناح الضمير ..

فى صباح 20\12\2012 ، ذهب الأستاذ "إبراهيم" إلى المدرسة كعادته- فهو مدرس ثانوي فى المدرسة الثانوية بالقرب من بيته – و طلع إلى الفصل بعد أن كان قد جمع التلاميذ ، وقال لهم أنه سيقول شيئا مهما ، وخطب فيهم خطبة طويلة ،وموجزها :"أعلم أننى لم أكن مدرسا جيدا لكم ، ولم أفيدكم كما فادكم مدرسوكم فى الدروس الخصوصية ،ولكن ماذا بوسعى أن أفعل ؟! أولادى يجب أن يعيشوا حياة جيدة ،وأن يتعلموا ويجب أن أنفق على بيتى وزوجتى ،كان يجب على أن أوفر مجهودى للدروس الخصوصية ..سامحونى يا أولاد،إن شاء الله (إن كان لينا عمر) ،يوم السبت سأعوضكم عما ضاع ..

"عم محمد"، الملتحى ،صاحب أكبر عدد من المواعظ الدينية بين ندماءه ،وفى نفس الوقت صاحب اللسان الزفر!! ، الذى لا يكف عن السباب والشتيمة،و كان فى تصرفاته أبعد ما يكون عن التدين ،لا يصلى الفروض ولا الجمعة ، وفى شهر رمضان ،إذا كان وحيدا لا يصوم بحجة أنه مريض ، فإذا انقضى شهر رمضان ، دبت فيه الروح ،ولم يعد مريضا ، ولكن – سبحان الله - قد تغيرت أحواله ، فواظب على الفروض وراح يصلى الجمعة ، حتى إنه صار له أسبوع صائم ، لعله يعوض ما فاته ويسامحه الله ...

الأستاذ "أمين" ،الصحفى بجريدة "الخبر" ،الذى يفبرك الأخبار ، ويختلق الحكاوى والحوارات الصحفية ، ويسرق من زملاءه الأخبار ، وينافق رؤسائه فى العمل حتى يتنصب الأماكن المرتفعة ، فجأة ، نزل فى قلبه خوف الله ،وكف عما يفعله من عدم أمانة مهنية وخلقية ، وأعلن استقالته فى مقال ، واعتذر فيه لكل من أساء فى حقه ، وفبرك عليه الأخبار ولم يخف من رأى ردود أفعال ، فالكل فى انشغال تام عما حوله تلك الأيام ..

وهناك من سدد ديونه ، ومن عدل بعد ظلم وغير ذلك العديد من مشاهد التقوى والتراجع عن الخطأ وخوف الله ، حتى أنهم كانوا ينظرون إلى المدينة فى حالها الجديد ,المتدين ،المستقيم ،ويتحسرون ،يتحسرون على ما يفعلوه لتنهض بلدهم ،ولكن ماذا بوسعهم أن يفعلوا وقد انتهى كل شئ ؟! وكل هؤلاء باتوا ليلتهم يستغفرون الله ويسبحونه ومنهم من قضى الليلة فى المسجد والآخر فى الكنيسة يعترف بما ارتكب ،حتى تسلم أرواحهم نظيفة ..

استيقظ الجميع فى يوم الجمعة ،انتظروا قليلا ،ثم ذهبوا ليصلوا الجمعة وهم منتظرين تلك اللحظة المهيبة ،ولكن لم يحدث شئ ،أذن المغرب وبعده العشاء ،والكل متربص ومنتظر حتى جاء منتصف الليل ،ولم تقم القيامة !! فارتاح الجميع بعد أيام  رهيبة عاشوها ،وعادت ريما لعادتها القديمة ،ولم يذهب المدرس لتلاميذه يوم السبت ،وكف عم محمد عن الصلاة مرة أخرى وعاد للسب والشتيمة ،وتراجع الأستاذ أمين  عن استقاته .... وزالت المدينة الفاضلة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 90 مشاهدة
نشرت فى 22 يوليو 2013 بواسطة pointofview

Salma Al-Bahey سلمى البهى

pointofview
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,750