<!--[if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]-->
<!--<!--<!--[if !mso]> <object classid="clsid:38481807-CA0E-42D2-BF39-B33AF135CC4D" id=ieooui> </object> <style> st1\:*{behavior:url(#ieooui) } </style> <![endif]-->
<!-- /* Font Definitions */ @font-face {font-family:Tahoma; panose-1:2 11 6 4 3 5 4 4 2 4; mso-font-charset:0; mso-generic-font-family:swiss; mso-font-pitch:variable; mso-font-signature:-520077569 -1073717157 41 0 66047 0;} @font-face {font-family:Verdana; panose-1:2 11 6 4 3 5 4 4 2 4; mso-font-charset:0; mso-generic-font-family:swiss; mso-font-pitch:variable; mso-font-signature:-1593833729 1073750107 16 0 415 0;} /* Style Definitions */ p.MsoNormal, li.MsoNormal, div.MsoNormal {mso-style-parent:""; margin:0cm; margin-bottom:.0001pt; text-align:right; mso-pagination:widow-orphan; direction:rtl; unicode-bidi:embed; font-size:12.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-fareast-font-family:"Times New Roman";} @page Section1 {size:612.0pt 792.0pt; margin:95.75pt 29.25pt 72.0pt 26.25pt; mso-header-margin:36.0pt; mso-footer-margin:36.0pt; mso-paper-source:0; mso-gutter-direction:rtl;} div.Section1 {page:Section1;} -->
<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"جدول عادي"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->مشاهد حية من حرب أكتوبر 73
مشاهد حية من حرب أكتوبر 73
أنا مهندس زراعي / عمر الدجوى من مواليد 1949 وتخرجت من الجامعة في يونيو 1972 وتم تجنيدي في أكتوبر 1972 بالجبل الأحمر بسلاح الإشارة بصحراء مدينة نصر ، وبعد تدريب أولي وفني وعملي كثيف لشهور طويلة شاقة مضنية تم ترحيلي إلي الجبهة بقيادة الجيش الثالث الميداني ، وفور وصولي تم تسليمي سيارة لاسلكي نقل كبير عهدة ، وأنا في ذهول من كثرة الأجهزة بها وأنا حكمدار أي رئيس العاملين بهذه السيارة والسيارات المتصلة بها سلكيا ولاسلكيا ، ولاحظ من يقوم بتسليمي السيارة ذهولي فقال لا تندهش أو تذهل يا مجند فمن قبلك كان مثلك وقد ابتكر أساليب تشغيل جديدة وأنت يا عمر ستبتكر مثله ، ومن العجب أن تحقق حدسه وفي وخلال شهور قليلة كنت مبتكر لأساليب جديدة أخري لأداء أعظم في وقت أقل
وفي نهاية نوفمبر 1973 صدرت الأوامر بالتحرك ليلا في الظلام الدامس بالسيارات والمعدات والمطابخ المتحركة و .... إلخ
وكانت رحلة ليلية شاقة جدا وسألت قادتنا ألي أين فقالوا إلي موقع تبادلي وسالت لماذا قالوا نحن قي مشروع تدريبي إستراتيجي تعبوي ، ووصلنا إلي الموقع الجديد و فوجئنا أن بة سلالم تهبط لأسفل وكثيرا ، وسألنا ماذا يعلونا قالوا 3 متر أسمنت مسلح ، وقلنا لماذا ، قالوا حتى تكون قيادة الجيش في أمان كامل من تدمير الطائرات من العدو ، وحفرنا بالخارج بالصحراء ملاجئ للسيارات والأسلحة والمعدات وكان مبيتنا أسفل سيارات اللاسلكي ، وتم توزيع معلبات غذائية من شركة قها وقالوا لنا دة تعين قتالي احتفظوا بة لحين القتال ، وبلاهة منا فتحنا العلب ووجدنا بها خضروات وأرز ومكرونة وخلافة ، ومعظمنا أكل التعين القتالي قبل القتال لأننا مش متوقعين قتال ، وكمان إنتقلنا للموقع الجديد ومعانا المطبخ بتاعنا ، ولقينا بالموقع الجديد مطبخ آخر وبقينا نصرف في الوجبة قبل الحرب وجبتين من مطبخين دة طبعا غير التعين القتالي .
والمفاجأة أن بعد السحور قبل فجر العاشر من رمضان أوقظونا من النوم وأصدروا إلينا الأوامر بحفر حفر برميلية ، وكانت الصعوبة أن الأرض صخرية ووجدت مشقة رهيبة في حفر الحفرة وبصعوبة حفرت بعمق شبر وناديت علي جاري الشاويش حمدان الذي يحفر حفرته بجواري ولم أجدة فوجدت صوته بلهجته الصعيدية ينبعث من داخل حفرة وهو مازال يحفر بهمه ، وسألته مندهشا إزاي قدرت تحفر متر وأنا لسه محتاس في حفر ربع متر ، فقال أنا حضرت حرب الاستنزاف وعارف قيمة الحفرة دي في الحرب وأنت يا عمر الحفرة بناعتك تساوي حياتك في الحرب عشان هي اللي حتحميك من شظايا القنابل وقلت له بإيمان وثقه وبسخرية المصري ياعم القنبلة مش حتصيبني إلا إذا كان مكتوب عليها عمر الدجوي ، فقال أنت حر ومر علينا الضابط / جعفر وسألناه انتم بتتعبونا بالحفر ليه ، فقال بكرة فرح سيناء ، وانطلقنا جميعا نسخر علي مين عريس سينا وحتلبس فستان لونه إيه وكل واحد يقول نكتة ولا قفشه ، وأتاري الموضوع بجد أن العروسة سينا عرسانها جنود مصر وان المهر الدماء الغالية والفرح في الروح المعنوية العالية إلي عنان السماء السابعة
- وجلسنا علي أجهزة اللاسلكي بعد الانتهاء من الأعمال الشاقة التي تم تكليفنا بها منذ أن أوقظونا من النوم بعد سحور التاسع من رمضان وأشرقت الشمس علينا ونحن نرسل ونستقبل من القيادة المركزية بالقاهرة وإلي القيادات المتقدمة علي شاطئ قناة السويس رسائل مشفرة لا نعلم عن مضمونها شيئا
- وفجأة مرت فوق رؤوسنا ثلاث طائرات مصرية متجهة ناحية الشرق ، قلنا دة تدريب ، وحيرجعوا تاني لكن كنا محتارين لأن فيه طيارة من الثلاثة كانت ثقيلة في طيرانها ، وقبل الثانية والنصف أستقبلنا علي اللاسلكي بالمكشوف سقوط طائرة مصرية وثلاث طائرات يهودية وقلنا الطيارة الثقيلة هي اللي أوقعها اليهود ، وبعد ذلك علمنا أن أول بيان عسكري مصري أعلن سقوط ثلاث أو أربع طائرات مصرية وسقوط طائرة يهودية ، يعني إحنا نبلغ القيادة المصرية المركزية بالخسائر الحقيقية للطرفين والقيادة في بياناتها العسكرية تقلل من خسائر العدو وتزيد من خسائرنا ، وطبعا وإحنا في المعمعة كنا محتارين ، وسألنا فقالوا لنا دي قرارات سياسية لا دخل بالعسكرية فيها وحنفهم بعدين
- أما الرائع والذي صعب أن أجد له وصفا ، فهي المعارك الجوية التي كانت تدور ببراعة وإقدام ولا يوجد وصف في القاموس يقدر يصف بسالة الطائرة المصرية ، ورعب الطائرة اليهودية ، وطبعا باقول طائرة لأن اللي باين لنا من الأرض الطائرة ، وكنا بنعتبرها أي الطائرة كائن حي أنا كنت باحس بمشاعر الطيار بتنتقل إلي جسم الطائرة من الخارج
- والمنظر الذي لا أستطيع كذلك وصفة الروعة والإبداع والجمال والحلاوة و إلخ من عبارات لم يصفها قاموس أو شاعر من قبل هو منظر الصاروخ المصري بسرعته الصوتية وهو يخترق ككتلة لهب جسم الطائرة اليهودية ، ثم يتمايل الطيار اليهودي بالباراشوط ، ونحن جميعا نغني له من الأغاني الشعبية وهو يسقط رويدا رويدا مثل تعالي تعالي تعالي ، ويتباري الجنود لأسرة ، وقد رأيت منظر الصاروخ وهو يخترق جسم الطائرة في السينما لكن التصوير ليس مئل الواقع ، لأن الواقع كان رافع معنوياتنا للسماء
- أما الغارات اليهودية علي موقع قيادة الجيش فكانت بكثافة لدرجة إننا كنا لا نعرف للنوم طعما يعني يدوبك الواحد منا ينام عدة دقائق وأحيانا ننام ونحن جلوس علي الأجهزة ، ويبقى الهنا كله لو عرفنا ننام أكثر من ساعة ، والأصعب أن الماء كان وقت المعمعة قليل جدا ، يدوبك يكفي للطهي والشرب ، وكلمة إستحمام إتلغت من قاموسنا اليومي ، وأقصي نظافة أن نمسح عيوننا عند الاستيقاظ بنقط ماء
- ووسط هذه الظروف البيئية القاسية والتي لم يتذمر احد منا منها ، بل كنا نقابل تلك القسوة بالسخرية المصرية المعهودة وقفشات ونكت وإحنا في عز البهدلة .
- أثناء ذلك رأيت بعيني وعشت الخيال وخوارق العادات حين تم تكليفي بمهمة علي الأقدام مع عدة جنود في موقع قريب منا وأخذت الجنود وسرنا علي الأقدام ، في العراء وكنا مكشوفين لأي غارات جوية من العدو ، وفجأة تسمرت مكاني وجميع الجنود يسابقون الريح خلف الجندي العادة الأمي السائق الصعيدي / هلال وهو يسبقهم بمسافة ويصيح بصوت يبلغ مداه أكثر من كيلومتر ، وأنا متسمر مكاني من اللي بيحصل وانتقلت عيني للسماء ولم أجد طيران ، وظللت أصيح في الجنود مطالبهم بالعودة إلي والي موقعهم ، وكنت متأكد أن صوتي لن يصل إلي أي منهم ، وإندهشت أنهم أستقروا في حضن تبة تقيهم غارات العدو وفور إستقرارهم ظلوا يصيحون في أن اجري نحوهم عشان الطيران جاي يضرب ، وأثناء تبادل الصياح والأوامر مني إليهم والرجاء منهم إلي وجدت طيران العدو مقبل ولا أدري كيف علت ساقي عن الأرض وأنا باجري في اتجاههم ، وألقيت جسمي علي الأرض بجوار هلال ووجدته جالس القرفصاء يحتضن بيديه ركبتيه وجميع خلايا بدنه تنتفض ، ترتعش ، تتزلزل مع صياح واحد عنده صرع أو لدغة ثعبان ، وأنا أتصبب عرقا من الجري سألت هلال إيه اللي خلاك تعرف أن الطيران كان جاي يضربنا ، فبادر جندي آخر بالإجابة ما تسأ لهوش دلوقتي يافندم أسأله بعد الغارة ما تخلص ، فسألتهم جميعا أنتم حضرتم الموقف دة مع هلال قبل كده ! أجابوا أبوة يافندم ،،،، وانتهت الغارة وطبعا ونحن متوارون عن طائرات العدو لم يكن بيننا أي إصابة وكنت أركز نظري وقلبي وكياني مع هلال والغريب والمذهل أن فور انتهاء الغارة الجوية وجدت هلال عاد إلي حالة وطبيعته التي أعرفها يدوبك هلال مسح وجهة بيديه كأنة صاحي من النوم ، وسألت هلال إيه اللي خلاك تعرف أن الطيران جاي يضرب ياهلال ! فرد بلهجته التي أعرفها جيدا : ما خابرش يعني ما أعرفش كل اللي خابره أن الطيارات أول ما تنوض (يعني تطلع ) من مطار تل أبيب رجلي تجري ولا الريح ولساني يصوت ولا البرق طيران طيران طيران وأروح لوحدي لمكان يحميني من قنابل وشظايا الطيارات ، وظللت اردد سبحان الله وأحتضنتة وأنا ألتمس منة شوية بركة
وأنهيت مهمتي مع الجنود الموكولة إلي وعدت إلي قيادتي لأبلغهم بتنفيذ المهمة ، ثم أبلغتهم بما رأيته من هلال من كرامة فكان الرد ، دة أشد من الأواكس دة جهاز إنذار مبكر ، وأخبرت هلال وتم تكليفه بمهمة واحدة أن يطلق صياحه عندا يحس بغارة العدو علينا ، والغريب أنة كان يصحي من أحلي نوم لو فيه غارة ، وعدت لموقعي وفي لحظات الهدوء لا يغيب هلال عن بالي هلال ولا والدي رحمة الله علية الذي علمني منذ الصغر أن جميع الأحداث منذ الخلق إلي قيام الساعة مسجلة في كتاب الله العزيز الكريم وقال لي زمان إذا حدث حدث قديم أو حدث حدث حديث أمامك فقلب في كتاب الله وستجد الحدث مسجل وحتي الإحداث المستقبلية فمسجل حدوثها في كتاب الله تعالي لأنة المبرهن ( ما فرطنا في الكتاب من شيء) وتذكرت والدي عندما بشر في الستينات بالفساد الذي نعيش فيه حاليا وأكد أن السبب الرئيسي سيكون لخروج المرآة للعمل وأنها ستعلو علي الرجل بعملها ومرتبها وأنها سترفض الزواج لأنها ستضع شروط في العريس غير واقعية ، وبشر أن القليل منهن اللاتي تزوجن ستكون حياتهن الزوجية غير مستقرة لتطاولها علي زوجها بما تصرف بالمنزل وان أطفالها سيكون بدون تربية لأن الأم في الشغل مش فاضيه تحضنهم ، وبشر أن الزنا سينتشر في المصالح والمصانع وكل مكان لوجود الرجل بجوار المرآة والشيطان ثالثهما ، وأن الطلاق سيزيد وكذلك العنوسة ، وأعود بعقلي وقلبي إلي هلال وحدثت نفسي متسائلا ! الله يصطفي من عبادة الرسل و الأولياء والصالحين والعارفين والعلماء فلماذا أصطفي الله هلال وفضلة علي عشرات الألوف من زملائه الجنود ن وعدت بالذاكرة إلي موقعنا السابق بقيادة الجيش قبل التحرك وإلي الموقع التبادلي الجديد رجعت الحياة اليومية لجميع أفراد السرية التي أنتمي إليها ، فوجدت هلال بسذاجته وأميته ملكة المولي عز وجل فطرة سليمة أكتسب بها صفة لم تكن موجودة في وفي كل أفراد السرية أنه هلال فور إستماعة للنداء بالصلاة كان فورا يصلي وكان يعلم موعد الصلاة وكان قبلها بدقائق يبادر بالوضوء ، ومهما كانت ظروف السرية أو الكتيبة أو حتي قيادة الجيش من شد أو تدريب أو فرش متاع أو أو كان هلال الوحيد الذي يبادر بالصلاة في وقتها ولا يقبل أي تأخير، وأنا وجميع قيادته كنا مسرورين منة وكنا نسمح له بلا انقطاع عما نحن فيه من مهام وأن نسمح له بالصلاة بل كنا عندما يتم جمع السرية قبل موعد الصلاة بدقائق ولا نجد هلال فنردد زمانه بيتوضىء ، إذن هلال إصطفاه رب العباد لأنة صدق فيه العمل بقول الله في كتابه الكريم ( إن الصلاة كانت علي المؤمنين كتابا موقوتا ) وصدق محمد رسولنا صلي الله علية وسلم عندما أعلمنا أن أحب الأعمال إلي الله الصلاة في وقتها ، وخلال تعاملي مع هلال في العمل أو السمر وجدت نفسي بتلقائية تحبه رغم سخرية واستهزاء معظم أفراد السرية منة لسذاجته ، وكانت إجابته في الأمور الدينية رغم جهله تؤكد أن فطرته سليمة وأن إتصاله برب العباد بقلب سليم ، وحمدت الله أن هداني للفهم الصحيح لأحد أولياء الله ( هلال( أو قل الهلال وتمنيت من الله أن يكون لي قلب سليم مثل قلبه وفطرة سليمة
وقد تحققت أمنيتي لكوني ومن حولي نتعرض لمواقف فريدة تنتهي بأن من حولي يصفونني ب أنت فيك حاجة لله يا عمر ، خاصة أن وقت المعمعة ودوي القنابل والطائرات وبعد إنتهاء الحرب وتوقف القتال تعرضت للموت ، ونجوت بأعجوبة أو الأصح بفضل الله ، ففي أحد المواقع لإهمال مجند مستهتر كاد يدمر السرية بدون قصد وألهمني المولي عز وجل أن أنقذت السرية من دمار محقق وأصبت في كلتا يدي ، وأخجل من ذكر التفاصيل
- ومن الأحداث الغريبة التي حدثت لي أن قبل إكتشاف خوارق العادات والكرامة والبركة للهلال ) هلال ) وفي غارة جوية تصرفت خطأ وجريت صاعدا هضبة صغيرة لألقي بجسدي في الجهة الأخرى لأكون بعيدا عن الشظايا التي لا حصر لها وقت إنفجار القنبلة زنة ألف رطل التي تلقيها طائره اليهود لكن القنابل إنفجرت قبل أن أصل للجهة الأخرى للهضبة وأرتميت علي بطني وأنا غير مصدق أني حي ومش قادر أنزل أو أتحرك من هول ما حولي ، وناداني الشاويش حمدان أن انزل وأنا لا أجيب فصعد علي وفرح أني حي وذهل من كم الشظايا التي حولي ولم تقتلني وقال فعلا كلامك صح مفيش ولا قنبلة مكتوب عليها أسمك ، دا إحنا كلنا حفرنا حفر برميلية وحمتنا من الشظايا وقت الغارة لما بنرمي أجسامنا فيها وأنت من غير حفره حماك الله
- أما الغارة الجوية فدوما نجد طائرتان للعدو الأولي خلفها الثانية بعدة أمتار يكونا بارتفاع شاهق نراها من أسفل في حجم سيارة صغيرة ثم فجأة تنحرف مقدمتها لأسفل بزاوية شديدة ثم تهبط لأسفل بسرعة رهيبة لدرجة إننا نظن أنها سترشق في الرمل لكن فجأة كذلك تعتدل الطائر وتكون أفقية وموازية لسطح الأرض تماما وتكون بإرتفاع حوالي عشرة أمتار أو قل بإرتفاع عمود نور ، ونري أسفلها القنبلة زنة ألف رطل والكلبشات التي تمسكها يتم فكها لتسقط القنبلة بثقل وزنها علي الهدف المراد تدميره ، وما الهدف أنة المحصن الذي بة قادة كل الجيش وكما قلت هذا المحصن أسفل الرمل وله سقف أسمنت مسلح حسبما أخبرونا بأرتفاع ثلاثة أمتار وقالوا لنا لكي يتم تدمير الأسمنت المسلح علي رؤوس من فيه لابد أن يلقي علية قنبلتان زنة ألف رطل وكل قنبلة تحملها طائرة إذن لابد من أن تليهما طائرتان للعدو متتابعتان ، وكانت السيارة اللاسلكي التي أنا بها علي بعد حوالي 50 متر من باب الدخول للمحصن وهذه هي الجهة المفضلة لطائرات العدو لضرب القيادة أي المرور فوق رأسي ، والغريب أن الطائرات اليهودية كانت تلقي قنابلها بعد المحصن أي في الرمال الجرداء وكانت تحدت حفرة متسعة و عميقة كنا نطلق عليها استهزاء حمام سباحه ، لدرجة أننا جميعا نسخر أثناء هبوط الطائرتان لإلقاء حمولتهما نسأل بعضنا البعض ، هما حيرموا قنابلهم فين فيرد الآخر في الرمل بعد المحصن عشان يعمل حفرة تصلح حمام سباحه
- وفي أحد الغارات وأثناء هبوط الطائرتان بالسرعة الرهيبة للضرب لن أنسي ما حييت هذا المنظر الطائرتان ترتعشان أثناء الهبوط ، مش معقول حديد بيرتعش لدرجة أن قلت أنا كده صدقت أنهم ربطوا الطيار بالطائرة وان شدة خوفه بتنقل لجسم الطائرة ، وكالمعتاد تم إلقاء الحمولة علي الرمل بعيدا عن الهدف الواضح لهم ، وصعدت الطائرات بلا قنابل ، وأنا في شرود وترديد ، للآية الكريمة ( ترهبون به عدو الله وعدوكم ) قلت هذا هو الإرهاب يكون وقت القتال ، العدو يرهب ويخشي ويخاف ويرتعد من جند الله ، وعاد عقلي يخاطب قلبي ، الحكومة والجيش المصري ماذا أعدوا من قوة ، ليهبوا به عدو الله وعدوهم اليهود ، أعدوا القليل من القوة طلمبات مياه أمام جبل بارليف ، صواريخ تحمل علي الكتف رخيصة لمواجهة دبابات حصينة غالية جدا في ثمنها ، وصواريخ سام 7 تحمل علي الكتف لمواجهة طائرات العدو أثناء هبوطها لضرب أهدافنا وغير من الأسلحة البسيطة لكن السلاح المرعب هو حامل السلاح( الجندي المصري ) الذي هو خير أجناد الأرض الجندي الهلال البسيط الجاهل الأمي الفقير شبة المعدم الذي نطلق علية جاي من ورا الجاموسة يعني عايش مع الجاموسة في غرفة واحدة والغريب أن ذلك الجندي بتاع الجاموسة عندما يسخر منة لا ينكر أن تربي مع الجاموسة بل يعترف بفضل الجاموسة علية التي صرفت علية من بيع لبنها
- وقد رأيت بعيني هذا الجندي الفقير له صحة حديد من كثرة ما تدرب علي الضرب بالفأس في الأرض وكثره تعرضه لقيظ الشمس أثناء عملة في الحقل أو عملة في حمل قصعة الأسمنت بالمعمار كفواعلي ( عامل بناء) ، وكنت أقارن بين صحتي وصحة الجنود الصعايدة الأميين ، فأجدهم ما شاء الله علي صحتهم القوية ونحن كحملة مؤهلات عليا تربينا علي الرفاهية من المراتب والأسرة والأكل الشهي ومعيشة الفقير علي فرشة علي الأرض وبين جدران من الطوب الني ، وأكلة جبنه قديمة وقريش وفجل وجرجير وبتاو ، وملابسة جلباب عفا علية الزمن ولما تكثر فيه الرقع يلبسه تحت الجلباب الجديد في الشتاء ، ورأيت الجنود العادة أي بلا مؤهل فرحين بملابس الجيش الكاكي الجديدة لأنهم في الغالب محرومين من الجديد ، وفرحين بالبيادة أي الحذاء الميري والملابس الداخلية التي يصرفها لهم الجيش ، ورأيتهم فرحين بالطعام الذي يقدمه لهم الجيش من لحوم وحلاوة وأرز وخضار وبيض وخلافة ، وسبحان الله الفقير صحته أعظم من صحة متوسط الحال من أمثالنا وصحة الأثرياء ، فحياتهم في الطبيعة ، ولهذا أري أن هذا المصري البأس في معيشته من فقر مدقع غرس الله في قلبه الرضا بالواقع ولذلك أدخره رب العباد للدفاع عن الإسلام ، والتاريخ خير شاهد ، الجندي المصري قهر التتار بقيادة قطز ، وقهر الصليبين بقياده صلاح الدين الأيوبي ، وٌهزم اليهود بقيادة اللواء الجمسي ، والمصري لا يقبل إحتلال أرضة ولذلك لم يقدر أي عدو أن يغتصب شبر واحد من أرضة ، لذلك حدود مصر لم يحدث لها تغير علي مر العصور مثلما حدث لسوريا باغتصاب الإسكندرونة والمغرب باغتصاب سبته ومليلة من أرضها وغيرها
وكنت أدرس أثناء تجنيدي بمعهد الدراسات الإسلامية للحصول علي دبلوم مدته عامان ، وأروع ما شدني في العلوم الإسلامية ، التاريخ الإسلامي
- وأروع ما فيها المعارك الرهيبة التي فاز فيها خير أجناد الأرض بالنصر المبين ، ولهذا تيقنت أن الرئيس السادات بكل مساوئه لكنة تيقن أن شعبة بة خير أجناد الأرض لذا وثق من النصر علي العدو اليهودي ، ونعود لقيادة الجيش ، تمكن اليهود من إختراق خطوطنا بما يسمي الثغرة ، وكان الوقف عصيبا فلا نعلم ، القوات المجاورة لنا مصرية ولا يهودية ، وجاءتنا إمدادات من الدول العربية بسياراتهم ومعداتهم وقالوا دي سرية جزائري ودي كويتي ودي مش عارف آية وكنا نندهش من إمكانيات الترفية اللي جابينها معاهم من مغاسل ومكاوي ومطابخ وغرف عيادات ميدانية ، وكنا نحدث بعضنا كجنود مصريين ، هم اللي جابين يساعدونا ما كانش عندهم حرب استنزاف زينا ، هم أخر مرة حاربوا عدو من كام سنة و و و و فجأة زاد الضرب علينا بكل الأسلحة ووجدنا السرايا اللي جايا تساعدنا ركبت مركباتها وخدت إتجاة القاهرة وإحنا ننادي عليهم العدو وراكم أرجعوا ليه ، وفي عز المعمعة علت كثافة دخانية لموقع لنا قريب منا وكان من الواضح أن الهدف تم تدميره بالكامل واستلمت إشارة أن الهدف اللي تم تدميره هو مخزن الدقيق ، وأول ما عرف الجنود أن المخزن أتضرب هللوا فرحين مخزن الدقيق أتضرب ورقصوا وهللت معهم مخزن السوس أتضرب ، وكان ذلك أول هدف مصري يتم تدميره ويفرح له المصري ! طيب ليه أصل قبل الحرب كان بيصرفوا لنا الجراية أي الخبز وعلي وجهة سمسم أسود يعني سوس ، وتظلمنا من أكل السوس مع العيش وكنا نرفع السوس من العيش قبل الأكل ، وأعتذروا لنا آن دي دفعة دقيق بالسوس لما تخلص حيكون الدفعة اللي بعدها من غير سوس ، نعود للثغرة فجأة وجدنا إشارة إن أحدي سرايا الصواريخ المضادة للطائرات بتنسحب من موقعها بدون سلاحهم وان الأوامر صدرت بتدمير سلاحهم عشان العدو ما يستو لاش علية وكانت المأساة أنة تم إطلاق الصواريخ في بهيم الليل الدامس بلا توجيه أرضي فكانت تنطلق مثل البالونة التي تم نفخها ثم يتم إطلاقها في الهواء فتنطلق بعشوائية لكل الاتجاهات ثم تهبط مهدودة هزيلة إلي الأرض ، وده اللي كان بيحصل للصواريخ وسط دموعنا ، وقل الإمداد بالماء والغذاء ، وكان لما يقرصنا الجوع نروح نبحث في الحفر اللي كنا بنرمي فيها الجراية والأكل الزيادة أيام العز ، فكنا نجد جراية جافة قد تكون تبولت عليها الكلاب وكنا نمسحها بملابسنا ونأكل بتلذذ وابتسام ساخرين دي أحلي من الزبدة والشهد كمان ، وطبعا أمعائنا إتبهدلت وجهازنا الهضمي بقي مرتع لكل أنواع الميكروبات ، ما بين دوسنتاريا وقولون ومغص و لكن أصوات الدانات كانت أقوي من صوت المغص فكنا مشغولون بالدانات مش المغص ، وكان قبل الثغرة وبعد خطاب السادات في مجلس الشعب أن إنها لت علينا هدايا من الدول العربية ما بين كولونيا وصابون وسجائر وكلها أجنبية مالبورو ورو ثمان وكانوا بيوزعوا علينا كثير ، دي من ليبيا وده من الكويت وده من اليمن وحاجة فل وبعد يومين لقينا الهدايا الأجنبي بقت مصري ما بين كولونيا 3 خمسات برائحة الليمون البايت وصابون عايز صابون ينضفة وسجاير سوبر مشروبة قبل كده مختزنة من حرب المعيز وسألنا القادة ! أمال فين الهدايا المستوردة ، قالوا لنا تم بيعها في شارع الشواربي ويتمنها بيبعتوا لكم هدايا مصري ، وكانت الهدايا دي معانا وقت الثغرة وبقينا نضحك ما كانوش قادرين يبعتوا لنا قراقيش ولا بسكويت ينفع في أزمة الجوع اللي إحنا فيها دلوقت والبسكويت الأبيض ينفع في اليوم الغامق .
- وانتهت الحرب ، ومع ذلك كنا منتبهين حيث كانت مباحثات الكيلو 101 ترمي بظلالها علينا ، وصدرت الأوامر للانتقال إلي موقع آخر لعدة أيام ثم العودة إلي موقعنا الأول اللي تحركنا منة إلي التدريب بخدعة حرب .
- وفي ليلة عمل حتى بعد الفجر وأنا في إرهاق يقتلني ، وسلمت الوردية إلي زمليى وجررت قدماي ألي أقرب مكان أجدة لأنام فيه ووجدت سيارة كبيرة أسفلها بطاطين دخلت تحتها وأنا أمني نفسي بالنوم فور أن أغمض عيناي ، وشددت البطانية لأغطي بها رأسي لأحجب بها نور النهار والشمس فسمعت صوت دبانة داخل البطانية قرب أذناي ، فرفعت لها البطانية لتخرج ولكن فجأة سمعت صوت الذبابة بداخل إحدى أذناي ووجدت نفسي اصرخ بعنف ، وهرول إلي زملائي متسألين ما بي فقلت دبانة دخلت ودني والتقطت أقرب حجر ورفعته بيدي لأهوي به علي ودني لأقتل الدبانة لأتخلص من العذاب الرهيب ، وأمسك يدي زميلي / مصطفي وطلب ماء وطلب من الجميع أن يكتفوني وأن يثبتوا رأسي علي الأرض وصب قليل من الماء في ودني ، وثواني وراحت صوت الدبانة وشكرته لذكائه وسرعة بديهته أن منع الهواء عن الدبانة فقتلها ، وانتقلت إلي مشكلة أخري وهي إخراج الدبانة ، فأحضروا لي خطاب للتوجه إلي المستشفي الميداني وذهبت مسافة كبيرة سيرا علي الأقدام وشرحت للأطباء ما حدث فحضر طبيب الأذن ووضع في أذني مقدمة حقنة ماء ودفع الماء وأستقبله في إناء أسفل الأذن ، ووجدت فيها جثة الذبابة الشاردة ، وتنازعت أنا والطبيب علي من منا له حق ملكية الذبابة وفي الأخر أهديتها له .
- وعدنا إلي موقعنا السابق قيادة الجيش الثالث وكنا في مرحلة انتظار الدور للنزول في أجازة مدتها ليلة واحدة ، وقلت لزميلين لي نزور السويس وكان بيننا وبينها كيلومترات قليلة وأستئذنا وركبنا القطار الحربي للسويس وقضينا وقت طيب وسط الدمار للمدينة الكامل والتقطنا بعض الصور وعدنا بالقطار نفسه ووقف في المحطة الموصلة للقيادة ووجدنا أبوابة من جهتها مغلقة فنزلنا من الباب بالجهة الأخرى وانتظرنا حتي يمشي القطار لنعبر القضبان للجهة الأخرى ونواصل مسيرنا للقيادة ، ولما طال الوقت أعلنت لزملائي أني سأعبر زحفا من أسفل القطار وزحفت وناديتهم من الجهة الأخرى أن يزحفوا ، وأستمد الأول الشجاعة مني وزحف ووجدته وهو أسفلة يصيح مين بيرمي مية وزحف الثاني ووجدته بيصيح إيه القرف اللي بترموة علية دة ، ووصلوا إلي ووجدت روائحهم قذرة ، وكانت المفاجأة أنهما زحفا من أسفل دورة مياه بالقطار وكان وقتها جندي بدورة المياه يتغوط ونزل قرفة علي كتفي زملائي عمر ومحمد وكانت ليلة ليلاء لهما .
المشاهد الحية لحرب أكتوبر أعلاه تم نشرها بنهر الحكمة بمنتدى موقع أبن النيل علي شبكة الإنترنت
وفيما يلي تعليقات وردود أعضاء المنتدى
أشكرك أيها البطل
وبارك الله فيك
فانتم جيل أكتوبر العظيم
سنظل نتذكركم ما حيينا
أشكرك على ما قدمت لنا من تضحيات من اجل حريتنا
وكرامتنا وكبريائنا
معلومة
أنا كنت مجند منذ خمس أعوام في نفس سلاحك سلاح الإشارة
شكرا وبارك الله فيك
yaso
رجاء لو عندك صور لك أثناء الحرب مع زملائك أو بعدها أثناء فرحتكم ضعها لنا
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى ال سيدنا محمد
سبحان الله عيشتنى الحرب بكل أبعادها عشتها معاكم لحظه بلحظه سردك رائع
أما عن خوارق العادات وما سردت من كرامات
فأقف أمامها مذهولة مسبحه راجيه الرحمن
فسبحان الله
شخصية هلال شخصيه رائعه جذبتنى فيها روح الفطرة النقيه الطاهره المتصله بالله
لا اله إلا الله
لا اله إلا الله
لا اله إلا الله
إلهي أسكنتنا داراً حفرتَ لنا فيها حُفَر مكْرِها ، وعلّقتنا بأيدي المنايا في حبائل غدرها ، فإليك نلتجئ من مكائد خدعها ، وبك نعتصم من الاغترار بزخارف زينتها ، فإنّها المهلكة طلاّبها ، المُتلفة حُلاّلها ، المحشوّة بالآفات ، المشحونة بالنكبات.. إلهي فزهّدنا فيها وسلّمنا منها بتوفيقك وعصمتك ، وانزع عنا جلابيب مخالفتك ، وتولّ أمورنا بحسن كفايتك.. .
وأخيرا لا يسعني إلا أن اشكر لك صنيعك ومعروفك الذي لا يجزيك عنا إلا من هو أهل الخير الجزاء
فجزاك الله عنا خير جزاء هو أهل له
تقديري
ذكريات
نعيش اليوم أحرار
والسبب الرجال الأبطال
*************************
كان أبى رحمه الله يحكى لى ما حدث أثناء الحرب وأخذ لنا بعض أجزاء من الأسلحة ـ أحتفظ بها للذكرى
دعونا ندعوا بالرحمة لكل من استشهد في حرب أكتوبر المجيد ودفع حياته ثمناً لهذا النصر ــ ونفتخر بكل من عاش منهم وانتصر لمصر
المهم دورنا نحن الآن ...
دورنا أن نحافظ على هذا النصر
دورنا أن نهتم ببلد تعيش في سلام
كيف يكون حال البلد بهذا الشكل ونحن لسنا فى حالة حرب
أعتقد أنه لو كل واحد حب لأخيه ما يحب لنفسه وبدأ بالإصلاح الحقيقي وبمبدأ (أبدأ بنفسك أولاً) أكيد أكيد حال البلد هيتغير للأحسن.
تحية عطرة لشهداء أكتوبر
تحية عطرة للبطل عمر الدجوى وكل الأبطال الذين شاركوا في الحرب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك وحفظك
فانتم من رفعتم رأس الامه العربية عاليا شامخا
وقهرتم القردة والخنازير
تقبل محبتي واحترامي <!--<!--
<!--<!--
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
ما شاء الله ..
حقا لنا جميعا الفخر بان ينضم إلينا بطل مثلك ..
بطل عاصر وزملائه كل هذه الويلات .. لنخرج نحن جيل ينعم بالسلام ويشعر بحريته وكرامته وقد ردت إليه ... بعد أن عانى من افتقادهما أبائه ...
فجزاكم الله عنا كل خير ..
<!--<!--
الأخ الفاضل عمر الدجوي
أسلوب سرد بسيط و رائع و غير مفتعل
و هذا ما جعلني معجب بما كتبت
و الذي أعتقد الأخوة بالمنتدى انه تجربة شخصية
فهل هو تجربة شخصية أم أنها سيرة ذاتية عن سيادتك ؟
فإذا كانت مؤلف فهو أكثر من رائع و إذا كان تجربة حضرتك الشخصية فهذا أكثر من رائع بكثير
و بالمناسبة أن سيادتكم مهندس زراعي فهل لي في سؤال يؤرقني
: أين القطن و القمح المصري ؟
: المصري في الأساس فلاح بحكم وجود النيل في مصر
أين الفلاح المصري في الخريطة العالمية للسكان ؟
أهلا وسهلا بك أخي الكريم في منتداك وبين أخوانك
نورت وشرفت المنتدى وأنت رمز مشرف لكل الامه العربية وللإسلام والمسلمين
وفقكم الله لما فيه الصلاح وجزاكم كل خير
وفي انتظار تواصلك معنا بما هو جديد ومفيد ان شاء الله
تمنياتي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحييك استاذى الفاضل على هذه البطولات أنت حاربت الفساد الخارجي
فواجب علينا نحن ان نحافظ على هذه البلد من الفساد الداخلي
شكرا لك استاذى الفاضل
بسم الله الرحمن الرحيم وحق الله الذي لا اله إلا هو كل شئ هالك الا وجهه له الحكم واليه ترجعون إني لا أقرب ولا أدنو من علق عليه هذا الحجاب ولا أضره في أهله ولا ولده ولا ماله ولا أضره في لحمه ولا دمه ولا شعره
لا اله إلا الله محمد رسول الله
السادة / زوار مقالتي مشاهد حية من حرب أكتوبر
السادة / زوار مقالتي مشاهد حية من حرب أكتوبر
أعذروني لتأخري في الرد لسببين
مشاغلي العلمية والعملية الكثيرة ، والسبب الأهم أن الإطراء الشديد الذي وجدته في شخصي المتواضع ، وكثرة وصفي بالبطل ، أنا لا بطل ولا حاجة أنا مجرد منفذ لتعليمات القيادة بعد تدريب علي اللاسلكي مكثف ، وكثرة الإطراء قتلني وجعلت عيني تغرورق بالدموع . وأنا تربيت أن لا فضل للبشر في شيء وكل الفضل لله رب العالمين ، ولابد أن نعيد الفضل لرب البشر ثم لرب قرار العبور ، والفضل الأكبر لرب قرار تجنيد المؤهلات العليا حين أنهم كانوا العقل ، والجنود العادة كانوا العضلات ، لقد تدربنا علي اللاسلكي 6 شهور ، وعند ترحيلي للجبهة بقيادة الجيش الثالث وعند تسليمي سيارة زل لاسلكي تتحكم في عدة سيارات أخري ، أصابني الإندهاش من كثرة ما بها من أجهزة سلكية ولاسلكية ، ومن ضخامة المسئولية الملقاة علي عاتقي ولاحظ الشاويش مجند / عبد الرحمن ما بي من توهان وحيرة ، فقال لي بثقة وابتسامه كل اللي إستلموا المجموعة اللاسلكية دي قبلك عملوا زيك كده وقبل ما يمشوا للمواقع الأخرى ابتكروا سبل لاسلكية جديدة ، وأنت حتكون أحسن منهم وحاتبتكر أفضل من اللي أبتكروة ، وزال مني الإندهاش بهذه الكلمات وحل محلها الثقة لأني بطبعي لماح ولحوح ولدي إصرار غريب ، وأتذكر أنه بعد شهور قليلة وجدت نفسي أبتكر مما أدهش من معي وحولي .
لذلك كان قرار جيد استغلال الطاقة العلمية للمؤهلات العليا ، ومعني ذلك أن العادة ليس مبتكر بل ما لدية من عبقرية فطرية تجعله يحسن توظيف ما يعطي له من إمكانيات ، وانطبق علي القوات المسلحة المصرية كلها مقولة { النجاح حسن استخدام المتاح }
فتم استغلال الكثرة العددية للجندي المصري بتحميله سلاح رخيص مضاد للدبابات آر بي جي وأصبح مقابل كل دبابة متحصن بها جبان يهودي عدد أكبر منها من جنود عادة لا يهابون الموت ، ونفس الشيء صاروخ يحمل علي الكتف سام 7 ينتظر الطائرة عند هبوطها لأرتفاع عمود نور للضرب ليطلق عدد أكبر من الجنود صواريخ رخيصة بالنسبة لثمن الطائرة { بروج مشيدة } يحتمي بداخلها جبان يخاف الموت يسمي يهودي ، ونفس الشيء في البحر زوارق طوربيد رخيصة دمرت مدمرة ضخمة تسمي إيلات ، وشوية سلالم حبال وطلمبات مياه رخيصة دمرت خط بارليف وصعد الجنود علي سلالم حبال ، وخلاف ذلك كثير .
وأما الأخ الذي طلب ذكر لبعض من خوارق العادات التي حدثت بالحرب فنذكره بقول الصحابي الذي اخبر محمد رسولنا الكريم { صلي الله علية وسلم } أنه وقت القتال كان يضرب بالسيف رقبة الكافر فيجد رأسه تسقط قبل أن يصل السيف إلي رأس الكافر ، فكان رد سيد البشرية صلي الله علية وسلم كان الملك أسبق منك إلي رقبة الكافر ، وهذا نفس ما حدث للضابط احتياط الذي أسقط طائرة يهودية وطلب الطيار الأسير مقابلة من أسقط طائرته ، وقابلت القيادة الضابط بالطيار الأسير فسأله الأسير ، <