المخترع الأمريكي (توماس أديسون) عندما كان صبياً أخبره معلمه أنه غبي جداً في تعلم أي شيء وكان مستوى تحصيله يعتبر دون المتوسط، وصاحب النظرية النسبية (البيرت أنيشتاين) بلغ من العمر سن الرابعة دون أن يستطيع الكلام وبلغ سن السابعة دون أن يستطيع القراءة ويظهر الضجر من دروس قواعد اللغة وعانى من مشكلات مع زملائه في المدرسة، والعالم الرياضي والفيزيائي الإنجليزي (اسحاق نيوتن) كانت علاماته المدرسية ضعيفة وأن أمه أخرجته من المدرسة بعد أن شكا معلموه قلة اهتمامه بما يقولون وتوقعت له أن يكون ملاحاً أو نجاراً لما أظهره من براعة فائقة في استخدام يديه .
ولكن ماذا حصل لهؤلاء؟ هل استسلموا لهذه السلبيات التي كانت تلفهم في المراحل الأولى من حياتهم أم أنهم انتفضوا عليها وغيروها باراداتهم وأصبحوا رموزاً والبشرية تدين لهم بأعمالهم وأفكارهم الجبارة الكبيرة التي خدم الإنسان والحركة الإنسانية .
أصبحوا ناجحين متميزين ومبدعين، اخترعوا ما عجز عنه غيرهم، فتوماس أديسون اخترع الطاقة الكهربائية التي هي من اساسيات الحياة المعاصرة، والشئ الذي دخل في كافة مجالات الحياة ولا يستغنى عنه، وأنيشتاين أصبحت نظريته النسبية اللبنات الأساسية للتقدم والتطور، وكذلك نيوتن صاحب نظرية الجاذبية .
وصل الأمر بأحد الكتاب الأمريكيين المشهورين كتب كتباً بعنوان العظماء المائة في العالم أن يرتب "نيوتن" في المرتبة الثانية بعد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فكيف وصل نيوتن وغيرهم الى هذه المستوى؟
هذا السؤال الذي يحاول النجاح أن يجيب عنه، وان يوضح الخطط والطرق التي وصلت هؤلاء الى هذه المرتبة العلية في المجتمع وأنجزوا أعمالاً خدمت البشرية، وأن يتحلى الذي يريد النجاح بصفاتهم .
وقبل الشروع في ذكر بعض هذه الصفات جدير أن نشير الى الطاقة البشرية الكامنة والقوى الخفية للإنسان، اذا استطاع تنقيبه واكتشافه ومهَّد له السبل والطرق لكي يأخذ مجراه وطريقه أوصل صاحبه الى العلى وألحقه بالمنجزون، فالذي نؤكد عليه في هذه المقالة هي النقطة التي تقول بأن لدى كل إنسان موهبة خفية كامنة في أعماقه ينتظر الوقت والسبب لكي يظهر على صاحبه .
هذا جيد، فمادام كل انسان لديه موهبة، فلماذا لا نرى هذا الأمر في الواقع مجسداً؟ والجواب هو في عدة أمور أن الإنسان يجهل موهبته ولا يعرف طريق الوصول اليها وانبعاثها، أو أن المعوقات قد أخمدت جذوة النجاح والموهبة داخله، وجعل من القالب المادي قبراً لهذه الموهبة والنجاح ولم يتسن الفرصة الملائمة للظهور، من هنا يظهر أمامنا أهمية النجاح ودراسة حالة الناجحين في الدنيا .
مما يلي نذكر بعض الصفات الناجحين المبدعين علنا نأخذ منهم هذه الصفات فنكون من الناجحين، ونزيد شيئاً للدنيا بدل أن نكون أنفسنا زائداً عليها، وجدير بالملاحظة أن هذه الصفات كثيرة ومتنوعة ولكننا نكتفي بجملة منها :
1. يبحثون عن الطرق والحلول البديلة ولا يكتفون بحل أو طريقة واحدة. فهم ينظرون الى الحدث أو الأمر من كل جوانبه، ويوصلون كل خيوطها ويضعون أكثر من حل أو طريقة للحل، ويعرجون في الحلول، فهم متعددوا الأفكار والأطروحات وهذه سمة قوتهم في الأفكار ووضع الحلول .
2. لديهم تصميم وإرادة قوية، لأن الأمر عندهم يخرج من الأعماق وعن قناعة ثابتة وهذه تعطيها قوة الدفع والإرادة الفولاذية القوية التي تهز أمامها كل الأشياء الثابتة التي يظن فاقدوا الإرادة القوية أنها لا تتحرك ولا تزول .
3. لديهم أهداف واضحة يريدون الوصول إليها، فالذي لا هدف له كاللاعب الذي يدخل الملعب وليس في الملعب هدف فيتعب نفسه دون أن يسجل هدفاً واحداً، لذلك فوجود أهداف مرحلية وإستراتيجية يجعلهم متميزين وناجحين، والسمات الضرورية في الهدف (SMART ) الحروف الولى لهذه السمات وهي :
• SPECIFIC محدد.
• MEASURABLE مقاس.
• ATTAINABLE محقق.
• REALISTIC ممكن.
• TIMED مزمّن.
4. يتجاهلون تعليقات الآخرين السلبية، فهم دائماً على أهبة الإستعداد لحذف ومسح كل الرسائل السلبية التي تصل لهم من الأصدقاء والمجتمع بكل مكوناته، والتعليق السلبي لا يلتفتون اليه في طريقهم نحو النجاح، لأن الناجح ينظر الى الأمام وهدفه واضح ويتحرك بعزام ويحمل بين أضلوعه ارادة قوية .
5. لا يخشون الفشل، فهم لا يسمونه فشلاً بل محاولة غير ناجحة، والفرص تتهيأ بعد ذلك لكي أخطط للنجاح وأستفيد فيما أخفقت فيه من قبل، وقصة توماس أديسون خير مثال في هذا المضمار (أديسون جرب 1800 تجربة قبل أن يخترع المصباح الكهربائي)، فماذا كانت النتيجة النهائية؟ هي النجاح الباهر الذي خدم البشرية وأصبح من الناجحين المبدعين .
6. لا يحبون الروتين، بل جديون في كل أمر، ويحترمون الوقت بل يقدسون لأنه آية من آيات الله ويسألون عنه يوم القيامة، والوقت هو الحياة، وقد حكى لي أخ عزيز على قلبي عند زيارته لدولة يابان في ذكرى فاجعة هيروشوما، وكان ضمن وفد، فقال أن طوكيو هي من المدن الكبيرة في العالم ويعيش فيها 27 مليون شخص، ولكن قمت بتعداد الذين ترونهم يصعب عليك هذا الأمر لأنك لا ترى إلا بضعة آلاف من الناس، والآخرون منهمكون في العمل، وأغرب شئ رأوه اليابانيون منا هو وقوفونا في جماعات على الشوراع لأن هذا أمر غريب بالنسبة لهم .
7. يبادرون، عندهم الجرأة والقدرة على تفعيل عقولهم وقراءة الواقع ثم المبادرة بالأفكار الجديدة والجيدة، ولا يرضون بالمحاكاة والتقيد بالخطط التي أكلتها الأردة منذ زمن، فالناجحون هم مبادرون .
8. إيجابيون ومتفاؤلون، التفاؤول هو سمة فكرهم وقولهم، ويرسولن رسائل إيجابية للآخرين لكي ينعم الناس بما أنعم الله عليهم من التفاؤول والإيجابية، وهم على قناعة تامة بأن المتفائل هو الناجح تصديقاً لقول الرسول صلى الله عليه وسلم (تفاءلوا بالخير تجدوه)، والحياة عندهم أمل وبدون الأمل تضيق الحياة، وهذا يؤكدها قول ابن ساعاتي (ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل) .
ما سبق كان جملة من صفات الشخا ص الناجحين والمبدعية في الحياة، فلنتحلى بهذه الصفات الإيجابية ولنكن ناجحين، ولنسير مع في قافلة الناجحين وبيدنا النجاح وشعار النجاح .