ترجمت رواياته إلى لغات العالم

القاهرة : نهى جمال طاهر - خاص " فنون الخليج "

صدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب ، كتاب بعنوان « يوميات فيلم القاهرة 30 » بقلم هاشم النحاس ، الجزء السادس من ( سلسلة نجيب محفوظ ) والتى تسعى إلى نشر دراسات وأبحاثاً عن المشروع الروائى والقصصى لنجيب محفوظ كتابة ونشراً وقراءة وتلقياً ، والتناول النقدى له ، وتحويل رواياته وقصصه لأشكال فنية مغايرة ، سينما ومسرح وتليفزيون ، وترجمتها للغات العالم ، وما كتب عنها فى مدارس النقد الإنجليزى والفرنسى والإسبانى والروسى وغيرها ، وتطور الرواية العربية منذ أن نشر قصته الأولى فى منتصف ثلاثينيات القرن الماضى ، وحتى رحيله فى منتصف العقد الأول من قرننا الحالى ، مع إلقاء أضواء كاشفة على حياة نجيب محفوظ وأساتذته وجيله والأجيال التى جاءت بعده .

ويسعى المخرج والناقد السينمائى هاشم النحاس فى دراسته الميدانية إلى توثيق عملية الإبداع السينمائى لرواية « القاهرة الجديدة » تعتمد على أدوات الملاحظة والمشاركة والمقابلة ( المفتوحة والمغلقة ) ، حيث تم التسجيل على أساس المنهج الوصفى لمتابعة عملية إبداع أحد الأعمال السينمائية بكل مشكلاتها الفنية والإنتاجية ، وبناءً على ذلك فإن ترتيب الكتاب – فى مجمله – هو سلسلة إجراءات العملية الإبداعية فى الفيلم : ما قبل التصوير ، وأثناء التصوير ، وعمليات ما بعد التصوير ، من مونتاج ومكساج إلى طباعة النسخة النهائية للفيلم ، واللقطات المتميزة وعلاقتها بنص السيناريو / الحوار بالإضافة إلى محاولة استكشاف العملية الإبداعية وتشابكها ومردودها النقدى / الثقافى .

النحاس قال فى مقدمة الكتاب : فى أحد أيام صيف 1965 علمت أن صلاح أبو سيف يستعد لإخراج فيلمه الجديد « القاهرة 30 » وكانت شركة القاهرة المنتجة للفيلم قد أعدت له مكتباً بمقرها فى شارع عرابى ، فوق مطعم التابعى للفول . ذهبت إليه فى مكتبه ، وطلبت منه أن أعمل معه مساعداً ، وذلك للتدريب على الإخراج السينمائى . استقبل الأستاذ صلاح طلبى بترحاب كما توقعت باعتبارى أحد تلامذته المقربين فى معهد السيناريو الذى أنشاه وأدراه وشارك بالتدريس فيه عامى 1963 و1964 . كما سبق له اختيارى عضواً فى لجنة قراءة النصوص العامة للإنتاج السينمائى التى كان يرأسها .

طرحت فكرة الكتاب على صلاح أبو سيف فوجدته مرحباً . وبعد عدة أيام جاء ليقول لى أنه اتفق مع دار الهلال على نشر الكتاب . وهو ما أشعل حماسى لمزيد من التدقيق فى المتابعة والملاحظة والتسجيل والسؤال عن كل ما فاتنى أو انغلق على فهمه .

وبعد أن انتهى العمل فى الفيلم وقبل أن يعرض أسرعت بمحاولة تبيض المسودات التى سبق إعدادها على أمل أن يصدر الكتاب عند عرض الفيلم فى دور العرض . وما أن انتهيت من تبييض ما يقرب من نصف ااكتاب حتى عرضته على صلاح أبو سيف للإفادة برأيه ، وفوجئت فى اليوم التالى بغضب صلاح أبو سيف الشديد وهو يعيد لى ما كتبته فى الفيلم ، واعتبره كلاماً فارغاً ويحتوى على معلومات لا يصح ذكرهت على الفيلم . وبالطبع فقد وعده بنشر الكتاب .

أصانبى موقف صلاح أبو سيف من الكتاب بإحباط شديد ، وتوقفت عن الكتابة فيه لمدة أسبوع إلى أن طرأ على ذهنى أن أعرض الكتاب على صديق لى أثق فى موضوعيته ، وله علاقة وثيقة بالثقافة السينمائية . وكان هذا الصديق هو الأستاذ أحمد الحضرى الذى بدأت علاقتى به فى النصف الثانى من الخمسينيات بندوة الفيلم المختار ، ثم اشتركنا معاً فى تأسيس جمعية الفيلم ( 1960 ) ، وكانت له عدة دراسات سينمائية قيمة نشرها فى مجلة " المجلة " ناولته الكتاب وقلت له : " أسألك أن تجيبنى بعد أن تقرأه ، هل يستحق هذا العمل أن أواصل إنجازه أم لا ؟ " وجاءنى أحمد الحضرى بعد أن قرأ ما كتبته ليؤكد لى ضرورة الاستمرار لإنهاء هذا الكتاب ورد إلى الاعتبار ، حيث قال بحماس واضح إن ما كتبته يفيد من يتهتم بصناعة الفيلم ، وإن المكتبة العربية فى حاجة لمثل هذا الكتاب .

وما أن وضعت آخر كلمة فى الكتاب حتى أسرعت بتقديمه إلى دار الهلال على أمل نشره كما سبق أن وعدوا بناء على ما وصلنى عن طريق صلاح أبو سيف . لكنى فوجئت برد الكتاب مع الإعتزار ! لأن الكتاب سبق أن عرض عليهم باعتباره كتاب دعاية للفيلم ، ولا يمكن قبوله الآن باعتباره كتاباً ثقافياً عن الفيلم . وشعرت باليأس يتسلل إلى نفسى ، ولكنى وقد أنهيت الكتاب فكرت أن أقدمه لدار نشر آخرى مختلفة . وإن قل أملى فى نشره , وقدمته للمؤسسة المصرية العامة للتأليف والنشر ، وفوجئت بعد عدد أيام بمكالمة تليفونية تستدعينى للحضور إلى مقر المؤسسة بشارع الدواوين ، والتقيت بالأستاذ لطفى فطيم الذى أصبح صديقاً عزيزاً منذ هذا اللقاء ، فقد أخبرنى أنه قد قرأ الكتاب وأنه شديد الإعجاب به وقادنى إلى مكتب العقود لكتابة العقد الخاص بنشر الكتاب .

كتب نجيب محفوظ قصة « القاهرة الجديدة » عام 1938 ولم تنشر إلا عام 1945 ، وهى القصة التى حولها صلاح أبو سيف فيلماً باسم « القاهرة 30 » ويتحدث صلاح أبو سيف عن بداية اهتمامه بالقصة فيقول : بدأ اهتمامى بالرواية منذ نشرها عام 1945 وقدمتها للرقابة للحصول على تصريح بها ، لكن الرقابة رفضت ، وكررت تقديمها للرقابة أربع مرات . وتكرر الرفض ، رفضتها الرقابة قبل الثورة لأنها تكشف عن عفونة الوضع الاجتماعى وتنذر بانهياره . كما رفضنها بعد الثورة لبشاعة تصرف شخصياتها . ثم اقتعنت بضرورتها فنياً فوافقت عليها فى المرة الأخيرة ... كانت المرة الخامسة .. وكان ذلك عام 1964 . أى بعد حوالى 20 عام من إصدار الرواية .

وبعد أن حصل صلاح أبو سيف على تصريح الرقابة قام بكتابة السيناريو بالاشتراك مع السيدة وفية خيرى .

فى فيلم القاهرة 30 اختار صلاح أبو سيف تيمة نشيد « اسلمى يا مصر » لتصاحب على طه . ونشيد اسلمى يا مصر من أحسن الأناشيد الثورية فى العشرينيات ولما اقترح فؤاد الظاهرى لحن « بين الجناين وأنا ماشى » – وهو لحن شعبى قديم – ليستخدم تيمة حب بين على طه وإحسان ، وافق صلاح أبو سيف وذكر أنه كان يبكى عندما كان يسمع هذا اللحن .

كان رجاء النقاش أول من كتب عن الفيلم عبر مشاهدته له فى حفلة ما قبل العرض الأول ، وذلك فى مجلة « الكواكب » بتاريخ 27/ 9 /1966 تحت عنوان « انتهازية وعشاق » ، وقد أشاد بقدرة صلاح أبو سيف على جذب المشاهد فى أفلامه ، حتى " إنه يستطيع أن ينتزعك من نفسك لتعيش فى العالم الذى يصنعه لك على الشاشة " .

وقد وصل عدد المرات التى كتب فيها عن الفيلم بالصحف خلال هذه المدة – ما بين مقال رجاء ومقال سمير – إلى ما يقرب من 50 مرة ، وهو عدد كبير من المرات يزيد كثيراً عن المتوسط ما يكتب عن أى فيلم عربى ناجح .

وقد تنوعت الكتابات عن الفيلم ما بين المخاطرة أو اللاحظات أو الأحكام السريعة ، والمقال الصفحى وأهمها فى نظرى مقالات ثلاث أعرضها فيما يلى :-

المقال الأول : كتبه عبد القادر القط بمجلة روز اليوسف فى 24 / 10 / 1966 تحت عنوان « القاهرة 30 أم القاهرة 50 » ، وأهميته – فى نظرى – ترجع إلى أن كاتبه أحد أساتذة الأدب بالجامعة .

المقال الثانى : كتبه فتحى فرج بمجلة « الفكر المعاصر » عدد نوفمبر 1966 وترجع أهميته فى نظرى إلى سببين ، الأول : أنه أطول ما كتب عن الفيلم من مقالات ( 1925 كلمة ) والثانى : أنه تضمن أعنف ما وجه للفيلم من انتقادات .

المقال الثالث كتبه سمير فريد بالجمهورية فى 20 / 10 / 1966 تحت عنوان « القاهرة 30 مأساة الصعود فى مجتمع طبقى » وترجع أهميته فى نظرى إلى أن كاتبه هو الوحيد من بين من كتبوا عن الفيلم الذى تخصص فى النقد السينمائى .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 295 مشاهدة
نشرت فى 14 يناير 2012 بواسطة nohagamal

ساحة النقاش

noha gamal

nohagamal
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

151,609