الحرس الحديدي هو اسم من اسماء كثر تواترت وتعاقبت علينا بتعاقب الازمان والحكام اختلفت المسميات ولكن لم تختلف الاهداف ولا حتي طريقة الفكر .
      ففي ماض ليس ببعيد اطلق عليه العسس وفي روايات اخري البطانه - بطانه الملك - ثم اطل علينا اسماً لذات المفهوم في عهد الملك فاروق وهو الحرس الحديدي ومن قبله قلم البوليس السياسي حتي عرف في العصر الحديث باسم امن الدوله الي ان تغير الان واصبح الامن الوطني .
     واخترنا عنواناً لمقالتنا من ضمن تلك الاسماء جميعها متحده الاهداف الا وهو الحرس الحديدي 
      صناعه حاكم من اجل ارساء وترسيخ دعائم حكمه وملكه وفي اغلب الاحيان هم المقربين دائما من الحاكم يمثلون عيوناً له يبصر بهم واذنه التي يسمع بها ولسانه اذا ما اراد ان يتحدث

     وما الحرس الحديدي الا بطانه في الغالب الاعم لا تري سوي مصالحها الشخصيه طوال مده قربها من الحاكم بامره لا يهمها سوي إرضاء الحاكم ولو علي حساب الرعيه .
     يصنع الحاكم حرسه كي يحاط بهم في كل محفل ولقاء في كل مناسبه واحتفاء وجها لا تتغير تزعم حبها واخلاصها لولي نعمتها وسيدها ولكن اللهم الا قليلاً منهم اللذين يكونوا بمثابه الناصح الامين واذا اصروا علي نصحهم لمليكهم لا يجدون سوي المؤامرات والدسائس التي تحاك ضدهم حتي يخلو لهم العبث بمليكهم وضلاله وقد يصل الأمر إلي الغي وما لبثوا في في عبسهم يعهمون حتي إذا ما وجدوا ضالتهم في تحقيق أطماعهم علي حساب مليكهم
     وعندما يصل الأمر مبلغه من طوفان الغضب الذي لا يبقي ولا يذر إنفضوا من حوله ولاذوا بالفرار تاركين مليكهم في غياهب الجب وحيداً لا يسمع سوي صدي صوته أو في أعماق البحار تلاطمة الأمواج العاتيه دون منقذ أو معين
ليكون من صنعهم من أجله هم من قوضوا وأنهوا حكمه من أجل مصالحهم .
     وليس بالضرورة أن يكون هذا الأمر علي مستوي الحكام والملوك والأباطره والرؤساء فالأمر ينطبق أيضاً علي المنشأت والمؤسسات والشركات وكل من يسمح بإلتفاف أصحاب المصالح عديمي الخبرة وفاقدي الأهليه .
     فنصيحتي إلي كل أولي الأمر إحذر من بطانه السؤ وإعمل عقلك وإختر من يخلص لك لا أن يطنطن لك ويسبح بحمدك