أغلى ما يملك الإنسان على تلك الأبسيطة المشاعر والاحاسيس فإذا جرحت تلك المشاعر فإنه يصاب في مقتل فجرح النفس والشعور أشد وأفتك من جرح البدن ، ومن هنا لا بد على كل مربي واعي أن يراعي المشاعر فيمن يوجهه ويربيه .فبعض الأمهات يتفنن في جرح مشاعر أولادهن وبعض الآباء حاصل على الامتياز مع مرتبة ....... ! الأولى في الإيذاء المعنوي كلمات تم الاعتياد عليها أقلها- عفوا- ( يا غبي - انقلع - أنت حمار ) قاموس لغوي محبط ومدمر يمتلكه الكثير من الآباء والأمهات وأحب أن أسوق لكم دراسة تبين حجم الرسائل المحبطة والمدمرة لمشاعر الأبناء .فالطفل منذ ولادته إلى بلوغه العشرين عاماً يتعرض لأكثر من 150 ألف رسالة سلبية مبرمجة وإلى حوالي 400 رسالة إيجابية ..

وأحب أن أركز على نقاط مهمة منها : -

-تجاوز الخطأ وتذكر الإيجابيات
إن الاستعجال في إصدار الأحكام على الأبناء أمر مهين وممقوت ويخالف المنهج النقلي الصحيح الثابت والمنهج العقلي العمي المجرب  . روي عن علي رضي الله عنه أنه قال‏:‏ بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا والزبير والمقداد، فقال‏:‏انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ فإن بها ظعينة معها كتاب فخذوه منها، فائتوني به، فخرجنا حتى أتينا الروضة، فإذا نحن بالظعينة، فقلنا‏:‏ أخرجي الكتاب‏.‏ قالت‏:‏ ما معي كتاب‏.‏ قلنا‏:‏ لتخرجن الكتاب أو لتلقين الثياب، فأخرجته من عقاصها فأتينا به النبي صلى الله عليه وسلم فإذا فيه من حاطب بن أبي بلتعة إلى أناس من المشركين بمكة يخبرهم ببعض أمر النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ما هذا يا حاطب‏؟‏ قال‏:‏ لا تعجل علي يا رسول الله، إني كنت امرأ ملصقا من قريش، ولم أكن من أنفسها، وكان من معك من المهاجرين لهم‏:‏ قرابات يحمون بها أهليهم وأموالهم بمكة، فأحببت إذ فاتني ذلك من النسب فيهم أن أصطنع إليهم يدا يحمون بها قرابتي،وما فعلت ذلك كفرا ولا ارتدادا عن ديني فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ صدق، فقال عمر‏:‏ دعني يا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأضرب عنقه، فقال إنه شهد بدرا وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال‏:‏ اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم. " الله ... الله .... الله . مشهد تربوي فذ . فقد أخطأ حاطب بن أبي بلتعة ، وهو خطأ لا يقصد منه صاحبه خيانة الله ورسوله , لكن انظر كيف تعامل النبي عليه الصلاة والسلام مع هذا الخطأ غيرالمقصود ، فلم يجرح صاحبه ، ولم يذكره بالسيئات ورصيده السابق ، بل ولم يعنفه .  وفي فتح مكة – أيضاً- كان سعد بن عبادة قائداً من قادة الجيش فلما نظر إلى مكة وسكانه. وتذكر فإذا هم الذين حاربوا رسول الله –صلى الله عليه وسلم..وضيقوا عليه..وصدوا عنه الناس..وإذا هم الذين قتلوا سمية وياسر..وعذبوا بلالاً وخباباً,,كانوا يستحقون التأديب فعلاً..هز سعد الراية..وهو يقول:

اليوم يوم الملحمة * * * * * اليوم تستحل الحرمة

سمعته قريش فشق ذلك عليهم ..وكبر في أنفسهم..وخافوا أن يفنيهم بقتالهم..فعارضت امرأة رسول الله – صلى الله عليه وسلم- وقالت:

يا نبي الهدى إليك لجائي ‍* * * قريش ولات حين لجاء
حين ضاقت عليهم سعة ‍* * * الأرض وعاداهم إله السماء
إن سعداً يريد قاسمة الظهر ‍* * * بأهل الحجون والبطحاء

فلما سمع رسول الله –صلى الله عليه وسلم-..هذا الشعر..دخله رحمة ورأفة بهم..وأحب ألا يخيبها إذ رغبت إليه..وأحب ألا يغضب سعداً بأخذ الراية منه بعد أن شرفه بها..فأمر سعداً فناول الراية لابنه قيس بن سعد..فدخل بها مكة…وأبوه سعد يمشي يجانبه..فسرت المرأة وقريش لما رأت يد سعد خالية من الراية..ولم يغضب سعد لأنه بقي قائداً لكنه أريح من عناء حمل الراية وحملها عنه ابنه ( حمكة في علاج المواقف بدون جرح المشاعر ).بل في صيام ئقول الله عز وجل مراعياً مشاعر الآخرين  "الصيام جُنّة، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابَّه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم"(متفق عليه).بل أمر النبي صلى الله عليه وسلم ألا يؤذي المسلمين عند تقبيل الحجر الأسود ( مرعاة للمشاعر) . والمواقف كثيرة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم . وللحديث تتمة

مع تمنياتي بتربية راقية

 محبكم دوماً الخبير التربوي والكاتب الصحفي بجريدة عكاظ 

 أ . نزار رمضان

 للتواصل التربوي والاستشارات

المملكة العربية السعودية

شمال جدة حي الشاطئ

 ج /               00966508705124                          

 ايميل / [email protected]

[email protected]

[email protected]

  • Currently 193/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
64 تصويتات / 404 مشاهدة

ساحة النقاش

نزار رمضان حسن

nezarramadan
مدرب تنمية بشرية بالمملكة العربية السعودية / مدرب معتمد في الكورت من معهد ديبونو بالأردن / متخصص رعاية موهوبين وهندسة التفكير/ مستشار في حل المشكلات الأسرية والشبابية / معهد اعداد دعاة / عضو شبكة المدربين العرب /مدرب في نظرية سكامبر/مدرب في نظرية تريزمن معهد ديبونو بالأردن / دبلوم برمجة لغوية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

388,483