كما أن للنساء سن يأس، فللرجال أيضاً سن يأس، فلا تتفاجئي سيدتي إذا مرَّ زوجك بهذه المرحلة، التي تختلف في طبيعتها عنكنَّ معشر النساء، ولا تنزعجي إذا بدا على زوجك الخمول والكسل والضعف، أو شعر بالإحباط النفسي، الذي يؤثر في مقدرته الجنسيَّة، وكل ذلك بسبب قلة إفراز معظم هرمونات الجسم، فيبدأ بسؤال نفسه: «هل حصلت على كامل حقوقي وحبي لأكون سعيداً؟»، خلافاً للمرأة التي تسأل نفسها: «هل قدمت لأسرتي وزوجي الحبّ والألفة والنجاح؟».

«سيدتي» التقت ببعض المتخصصين؛ ليطلعونا على حقيقة سن اليأس لدى الرجل وأعراضها، وكيف بإمكان الزوجة التعامل مع زوجها في هذه المرحلة؟
بداية أوضح الدكتور محمد حبوس، استشاري أمراض الذكورة والعقم بمراكز علاج الطبيَّة، أنَّ هذه المرحلة تعد طبيعيَّة في حياة كل رجل، إذا جاز لنا تسميتها بسن اليأس، وفيها يحدث نقص في معظم هرمونات الجسم لدى الرجل، ما يصيبه بالخمول والكسل والإحباط النفسي، وبالتالي يؤثر في مقدرته الجنسيَّة.
أخاف ألا أُحسن التعامل معه
(نسرين. أ)، التي تجهل تماماً أنَّ الرجل يمرُّ بسن اليأس، ولم تسمع عن هذا الأمر من قبل، قالت: «من خلال حديثكم عن أنَّ الرجل هو أيضاً يمر بسن اليأس، كما نحن، خطرت ببالي بعض التصرفات التي لاحظتها على زوجي، وأخاف ألا أحسن التعامل معها. وترى نسرين ضرورة تثقيف النساء بهذا الأمر؛ من أجل المحافظة على الاستقرار الأسري والزوجي».

مرحلة مجنونة
أما (تمام.م) فقالت: «زوجي مصاب بالسكري منذ فتره طويلة، لكنَّه الآن يمرّ بمرحلة لا أستطيع وصفها إلا بالمجنونة، فهو كثيراً ما يتضايق من نفسه وممن هم حوله، وأصبح عصبي المزاج، ومتقلباً، وعندما تجمعنا جلسة صفاء أستشف أنَّه فعلاً متخوف من تغيرات جسمه، خاصة أنَّه يتضايق من عدم استطاعته إكمال علاقتنا الحميمة، ولا أستطيع فعل أي شيء سوى أن أهوِّن عليه، وأقنعه بأنَّ ذلك ليس ذا أهميَّة بالنسبة لي، وأنَّ سعادته وراحته كل همّي».

الخوف من المجهول
وتخوفت حنين عبد الله (26 عاماً)، التي لم تسمع عن هذه المرحلة من قبل، من عدم استطاعتها التعامل مع زوجها عندما يصل إلى هذه المرحلة، خاصة أنَّ خطيبها يكبرها سنَّاً، وأوضحت أنَّه من الأهميَّة بمكان أن تلم كل امرأة بهذه التغيرات التي تحدث مع الرجل؛ حتى لا تتفاجأ بتصرفات زوجها التي قد تدمر أسرتها.

كما التقت «سيدتي» المستشار النفسي والتربوي «نزار رمضان»؛ ليبيِّن لك كيف تحتوين زوجك في هذه المرحلة:
1ـ لا بد أن تكون هناك حوارات على مستويات متنوعة، وبأوقات مختلفة، لتثقيف الرجل والمرأة قبل الدخول في هذه المرحلة وفي أثنائها.
2ـ زيارة طبيب واستشاري أسري وجنسي؛ لدراسة كل حالة بخصوصيتها.
3ـ يجب على المرأة أن تعيش حالة عميقة من الحبِّ أو تصنعه مع الزوج في هذه المرحلة لاحتوائه.
4ـ ضرورة عمل تحاليل للهرمونات؛ لمعرفة الطاقة الهرمونيَّة والنشاط الحيوي لكلا الطرفين، حتى قبل ظهور علامات سن اليأس.
5ـ على الزوجة أن تُشعره بالرجولة والقوة، وأنَّه مازال حيوياً ومناسباً لتلك المرحلة في عمره، وأنَّها مستمتعة به.
6ـ يجب على المرأة أن تتفهم الرجل في هذه السن، فهو أحياناً قد يطلب منها أن تنجب؛ ليُشعر المجتمع ونفسه بطريقة غير دقيقة أنَّه ما زال شاباً، وقد يطلب بعض الغرائب في العلاقة الحميمة.
7ـ عدم الالتفات للوصفات الشعبيَّة، وحديث المجالس، أو تناول أدوية من المقويات أو المهدئات، من دون زيارة الطبيب.

كيف تعرفين أنَّ زوجك وصل إلى سن اليأس:
1- الوقوف أمام المرآة على غير المعتاد.
2- شراء ملابس شبابيَّة غير مناسبة لعمره.
3- الاهتمام المفاجئ بشعر الحبِّ والعشق والغرام.
4- الدندنة بأغانٍ غراميَّة تصف حالة من الهيام.
5- السرحان وعدم التركيز في أعماله اليوميَّة الروتينيَّة.
6- تسريحة شعر جديدة وصبغ الشعر.
7- التوتر في العلاقة الجنسيَّة والحديث عنها كثيراً وضعف في الأداء والتكرار.
8- اصطياد الخطأ للزوجة، خصوصاً في العلاقة الحميمة.
9- المكالمات التليفونيَّة في أوقات غير مناسبة أو غير معتاد عليها.
10- البحث عن قصة حبٍّ وغرام أحياناً، وأحياناً يميل إلى الجنس الهاتفي أو عبر «الشات» بأنواعه مع زوجته.