محاور الزواج العرفي

من وجهة نظرك كمستشار اسري متخصص في قضايا الاسرة هل يعتبر الزواج العرفي صحيح مستوفي الاركان؟

الزواج العُرفي : له  نوعان :1 - باطل ؛ وهو أن يكتب الرجل بينه وبين المرأة ورقة يُقر فيها أنها زوجته ، ويقوم اثنان بالشهادة عليها ، وتكون من نسختين ؛ واحدة للرجل وواحدة للمرأة ، ويعطيها شيئًا من المال ! وهذا النوع باطل ؛ لأنه يفتقد للولي ، ولقيامه على السرية وعدم الإعلان .2-شرعي جائز ؛ وهو أن يكون كالزواج العادي ؛ لكنه لا يُقيد رسميًا عند الجهات المختصة ! وبعض العلماء يُحرمه بسبب عدم تقييده عند الجهات المختصة ؛ لما يترتب عليه من مشاكل لا تخفى بسبب ذلك . وهذا لا أؤيده من الناحية الواقعية والذوقية ولفقه المصلحة 

ما لذي يعاب على مثل هذا النوع من الزيجات وغيره من الزيجات المنتشرة في الاونة الاخيرة كزواج الوناسة والمسيار والنهاري او الليلي والمسفار؟

 

1 -  الاستهتار بكينونة الزواج وانتشار الزواج العرفي على نحو ما رأينا بحجة سهولة إجراءاته وقلة تكاليفه ، في حال اقره المجتمع وتعارف عليه سيؤدي إلى تقلص الزواج المشروع والحد منه هربا من قيوده وإجراءاته الطويلة وتكاليفه الباهظة الثمن على حد زعمهم وعلى المدى البعيد يؤدي ذلك إلى الاستهانة بأحكام عقد الزواج المشروع نفسه : من ضرورة الولي وحضور شهود والإعلان ولا شك أن في ذلك نشر للفوضى والاضطراب.
2 -  انتشار حالة الانشقاق المجتمعي :
فالزواج العرفي يشيع العداوة والبغضاء بين الأفراد في المجتمع كما يوقع العداوة والبغضاء بين أسرة الفتاه التي تزوجت عرفيا وأسرة الشخص الذي تزوجها .وبالتالي يهدد بشكل مباشر قوة النسيج الاجتماعي والترابط المطلوب حدوثه بين أفراد المجتمع كما يهدد الأمن الاجتماعي المطلوب داخل كل إنسان من الممكن أن يتزوج عرفياً .
3 -  إشاعة الشك ورمي الناس بالحرام:
الزواج المشروع زواج يقوم على الصدق والصراحة والوضوح ويعقد في النور وعلى مرأى ومسمع من الجميع لان أصحابه يقصدون الحلال ويرغبون في الطيبات وتقشعر أبدانهم من الحرام ويغلقون بذلك ألف باب وباب فراراً بدينهم وسمعتهم من أن تلوث أو تلوكها الالسنة .
4 - أضرار مادية وذوقية ونفسية:
فالزواج العرفي وسيلة إلى حصول أضرار مادية وأدبية ونفسية عديدة وبالرجوع إلى وقائع الزواج العرفي التي نشرت في المجلات الاجتماعية والصحف اليومية ومن خلال اعترافات النساء نجد أنهن جميعاً يقلن أنهن أصبن بالاكتئاب النفسي بسبب الوضع الخطأ الذي وضعن أنفسهم فيه فصارت الواحدة منهن تتصرف تصرفات لا تدري حقيقتها ولا تدري أثارها ، و الاكتئاب النفسي كما نعلم هو أول مراحل الجنون .
5 - ضياع الحقوق:
في الزواج العرفي أو السري تكون الحقوق في مهب الريح فالزواج غالباً يتم دون مهر وإنما مقابل مبلغ رمزي من المال لا يفي بأي غرض من أغراض الزوجة أو حاجه من حاجاتها .

من المستفيد ومن المتأثر من هذا الزواج الرجل ام المرأة؟

الأضرار هنا أكثر من المنافع والكل متضرر المجتمع في مجمله من تفكك أسري واستهتار بكيان الأسرة وبالتخفي والخوف مما شرع الله من إعلان وفرح وسكن ومودة ورحمة أطفال مهملين ضياع حقوق محاكم اثباتات والواقع المؤلم يؤكد أن المرأة هي الأكثر ضررا وتأثراً وذلك عند حدوث أول مشكلة نظراً لحساسية المرأة وتكوينها العاطفي الرقيق فتنهدم كل آمال الحب والاستقرار التي لجأت إليه خداعاً من قلبها وصدامها مع عقلها كما  أن الزواج العرفي ينتج عنه نوع من أنواع الاختباء الاجتماعي، و فقدان لقيمة الذات و أهميتها بالنسبة للأنثى ومن الأضرار التي تترتب على الزواج العرفي وأخواته من الزيجات أن تمارس الفتاة أو المطلقة أو إي إنسانة حياة لا ترى النور كما ينبغي، وان سيكولوجية الاختباء قد تمتد لتنال من إيمان الفتاة بذاتها و قدرتها، و قد تدفعها رغبتها في الارتباط بشخص أخر في الخفاء قد تدفعها إلى المزيد من التنازلات، تنازل عن حقها في اعتزاز الآخرين بها و سعادتهم بزواجها الموثق و المشهر، تنازل عن حقها في أن تسير في الطريق بجوار زوج يفتخر بوجودها و شخصيتها و للأسف قد يتفاقم الأمر و يصل إلى مرحلة يختبأ فيها الفتاة تحت غطاء كثيف من الملابس لكي لا يعرفها المارة في الطريق و قد يتولد عن زواجها العرفي حمل تضطر إلى كتمانه ، أو نحاول التخلص منه بالإجهاض غير القانوني والشرعي وسرية الزواج العرفي تحول دون حصول الفتاه علي الخدمات الصحية المتعلقة بأمراض النساء و التوليد خشية أن يفتضح الأمر.والمتزوجون عرفيا لا يرغبون في الإنجاب ، و هذا يستلزم استخدام وسائل تنظيم الأسرة والمتزوجون عرفيا يلتقون في سرية و يمارسون العلاقة الزوجية في ظروف نفسية غير مواتية ومن هنا أكد أن هناك أضرار صحية متعددة جراء الزواج العرفي و التي تعاني منها الفتاه ، و إذا لم تعالج في الوقت المناسب قد تتفاقم و تؤدي إلي مضاعفات وخيمة قد تصل إلي العقم أو أورام الجهاز الإنجابي.

 من هي الفئية الاكثر اتجاها له هل الشباب صغار السن العاطلين عن العمل او المتزوجين ام الشخصيات المعروفة ؟

 مع الأسف الشديد رغم أن القضية مشكلة كبيرة تهدد كيان الأسرة والمجتمع إلا أن الفاحص والدارس لا يجد احصائيات دقيقة وموثقة توضح العدد وتوضح تطور المشكلة فقط يوجد رصد لأسباب ومحاولات للحل وهي دعوة من خلالكم للاهتمام بالدور الاحصائي الذي يمثل حجر الزاوية لحل المشكلة

 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 86 مشاهدة
نشرت فى 13 يناير 2013 بواسطة nezarramadan

ساحة النقاش

نزار رمضان حسن

nezarramadan
مدرب تنمية بشرية بالمملكة العربية السعودية / مدرب معتمد في الكورت من معهد ديبونو بالأردن / متخصص رعاية موهوبين وهندسة التفكير/ مستشار في حل المشكلات الأسرية والشبابية / معهد اعداد دعاة / عضو شبكة المدربين العرب /مدرب في نظرية سكامبر/مدرب في نظرية تريزمن معهد ديبونو بالأردن / دبلوم برمجة لغوية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

376,400