جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
تختلف أسبابها بين العادات والتقاليد والغزو الفكري...
لاشكّ أن ظاهرة العنوسة أصبحت تؤرق مؤسسات المجتمع في الفترة الأخيرة لما ينجم عنه من آثار سلبية على كيان الفتاة ومستقبل المجتمع، فقد أضحت العنوسة شبحاً يهدد كثيراً من فتياتنا، خاصة مع ارتفاع نسبتها التي وصلت إلى مليون عانس، فما أسباب هذه الظاهرة؟ وما الحلول المقترحة للقضاء عليها؟ هذا ما يجيب عليه هذا التحقيق فإلى التفاصيل...الغزو الفكري
في البداية عدّت المستشارة الاجتماعية والنفسية الدكتورة/ نادية نصير أن الظروف المعيشية والتغيرات الاقتصادية باتت خطراً يهدد الشباب من الجنسين، فالفتيات يعانين من العنوسة والشباب منشغل بأشياء أخرى، وأشارت في هذا الصدد إلى الآثار الخطيرة للغزو الفكري على أوضاع المجتمع، وأرجعت أسباب مشكلة عنوسة الفتيات في الخليج العربي عامة والمملكة العربية السعودية خاصة للآتي:ــ خروج الفتاة للعمل بعد استكمال تعليمها.ــ ارتفاع تكاليف الزواج في المجتمع السعودي بالرغم من محاولة الشيوخ تحديد المهور وحث الأهالي على الاقتصاد في نفقات الزواج.لافتة إلى التزام بعض العائلات بالقبلية ورفضها زواج الفتاة من خارجها، فإذا كانت نسبة الفتيات أكثر من الشباب تحدث العنوسة.وأضافت نصير: كذلك فكرة الشباب عن الزواج أنه قيد يكبل حريتهم، وما ينجم عنه من إقبالهم على مواقع التعارف عبر النت ودخول المواقع الإباحية، ورأت أن حل هذه الظاهرة في تقوية البناء العقدي في الأمة الإسلامية، وإعادة النظر في التربية الصالحة، مشددة على الجهات المسؤولة في المجتمع ضرورة تثقيف الشباب والفتيات عن منظومة الزواج وأهميته في بناء الأسرة, وتعميد الأوطان, فضلاً عن الاهتمام بنشر التوعية الدينية والأخلاقية عن الأسرة ومعالجة الأزمات والخلافات الزوجية التي تهدد كيان المجتمع.أزمة الوعي
وترى الكاتبة/ أسماء المحمد أن من أسباب ظاهرة عنوسة الفتيات أزمة الوعي لدى الشباب بأهمية مؤسسة الزواج وأهمية تربية الأبناء، ولفتت أن الشباب يبحث في اختياره للفتاة على جمال المظهر والقشور الخارجية دون الاهتمام بالأهمية الاجتماعية لمؤسسة الزواج، وأشارت في هذا الصدد للآثار السلبية الناجمة عن سوء الاختيار مثل: تفشي ظاهرة الطلاق، العنف الأسري، محذرة من تخلي الآباء عن تربية الأبناء وعدم توجيههم خاصة في مرحلة المراهقة. ولحل هذه المشكلة اقترحت " المحمد" ربط المنح السكنية ذات الوحدات الصغيرة بعقد الزواج حتى نشجع الشباب على الزواج، والحصول على قطعة صغيرة لبنائها أو تسليم مشروعات ذات وحدات صغيرة في مناطق البلاد لحل أزمة السكن للمتزوجين الجدد، وعدم ترك خيار الإيجار شوكة في خاصرتهم؛ لأن مردود ذلك وانعكاسه على المجتمع لن تتجلى خطورته الآن، بل لاحقاً سنحصد ما يتمخض عن هذه المعاناة، وتطرقت لدور الشيوخ الأفاضل والنُخب السياسية والاجتماعية في السعي لإيجاد حلول جذرية من خلال التعرف على جذور المشكلة، والتحرك الجاد والملموس لردم الفجوة ودعم تجربة الزواج بأقل التكاليف، موضحة ضرورة خلق حالة من الوضوح وتبديد الغموض والهالة التي تحيط بمرحلة ما قبل الزواج، مثلا " الخطبة تحتاج دراسة متأنية ورؤية شرعية ووضوح في الهدف من الزواج، بالإضافة إلى التثقيف والوعي بأهمية الشراكة في الحياة الزوجية لمد جسور التفاهم وتدريس ذلك في إطار مناهج التعليم.هزة نفسية
أما المستشار الأسري/ نزار رمضان فيرى أن العنوسة تمثل هزة نفسية للفتاة، وعلل ذلك أن الفتاة تريد أن تكون صاحبة كيان مستقل، بيد أن أحلامها تضيع هباء عندما تصطدم بالواقع وتقع فريسة لشبح العنوسة، وحذر أن ظاهرة العنوسة قد تجعل الفتاة تهرب إلى شبح آخر، فقد تقبل الفتاة على عمل دون المستوى من الناحية العلمية والمهنية والطموح، أو تقبل الفتاة بزواج آخر غير مقبول اجتماعياً كالزواج السري أو زواج المسيار، موضحاً أن بعض الفتيات قد تهرب من شبح العنوسة بالإقبال على حب العمل التطوعي ورعاية الأيتام والفقراء.وأبان رمضان الجانب الإيجابي للعمل التطوعي في إشباع عاطفة الفتاة من خلال البعد عن الأحقاد والضغائن بين أفراد المجتمع بين المتزوجات وغيرهن، والبعد عن الفساد والرذائل والانحرافات التي تندفع إليها بعض الفتيات في ظل بعض الدوافع النفسية اللاتي يعانين منها، كذلك البعد عن ممارسة بعض عادات الجاهلية كالسحر والشعوذة، ظنًّا من بعضهن أن هذا قد يؤدي إلى الزواج.تيسير الزواج
من جهته أفاد نائب رئيس مجلس الإدارة بالجمعية الخيرية للزواج بجدة الشيخ/ عبد الله بن دخيل الله المحمدي أن الجمعية الخيرية للزواج تضطلع بدور حيوي وفاعل في تيسير أمور الزواج للشباب والفتيات، موضحا أن التيسير عنصر رئيس في رسالة وقيم الجمعية التي تسعى بشتى الوسائل لنشرها وجعلها إحدى ثقافات المجتمع لما يترتب عليه من تيسير أمور الزواج, ومن ثمّ مضاعفة عدد العرسان من الجنسين.وأبان المحمدي: أهم برامج الجمعية مثل: ( برنامج التوفيق لراغبي الزواج) حيث تقوم الجمعية بدور الوسيط من خلال برنامج متخصص للتوفيق, يديره فريق عمل رجالي ونسائي بأسلوب دقيق ومنظم يراعى الخصوصية والأمانة ويشترط الجدية في المتقدم والمتقدمة بطلب الزواج وذلك للمساهمة في الحد من ظاهرة العنوسة وتيسير سبل وطرق الزواج، وبين أن عدد الطلبات التي تلقاها قسم التوفيق بين الراغبين في الزواج قد بلغ أكثر من 2100 طلب خلال عام واحد فقط، مشيرًا إلى برنامج المساعدات المالية حيث تقدم تلك المساعدات المالية على شكل قروض ميسرة السداد تسهم وبشكل كبير في بناء عش الحياة الزوجية السعيدة وتأسيس أركانه. وهذا البرنامج استفادة منه في عام واحد 3900 شاب وفتاة، مؤكداً أن الجمعية تشترط التحاق الشباب والفتيات ببرنامج تأهيل قبل الزواج كشرط أساس للحصول على المساعدة للحفاظ على الأسر الصغيرة وخاصة في بداية تكوينها الأسري.وأضاف: كذلك من برامج التيسير التي تقدمها جمعية الزواج بجدة للشباب والفتيات برنامج تأثيث بيت الزوجية, وبرنامج التخفيضات, وبرنامج مستلزمات ليلة الفرح سواء من بشت أو فستان الفرح وملحقاته، وكشف أن الفتيات يشكلن 65% من طلبات الزواج، معتقدا أنّ ذلك عاملٌ مهم لمضاعفة الجهد, وضرورة تكاتف شرائح المجتمع مع جمعيات الزواج بالمملكة لعلاج ظاهرة عزوف الشباب عن الزواج والعنوسة لدى الفتيات.وحول شروط الحصول على المساعدات المالية من أجل الزواج قال المحمدي:إن عمل جمعيات الزواج بالمملكة عمل تكاملي, إذ تحرص كل جمعية على مساعدة الشباب والفتيات على الزواج في منطقتها, فنطاق مستفيدي الجمعية هم سكان محافظة جدة، مشيراً لأهم الشروط الواجب تحققها للحصول على المساعدات المالية من أجل الزواج في النقاط التالية:ــ أن يكون الزوج قبل الزواج من سكان محافظة جدة أو المراكز الإدارية التابعة لها.ــ أن يكون العمل الدائم للمتقدم بمدينة جدة أو ما يتبعها إدارياً, وأن لا يزيد راتبه الأساس عن 6000 ريال.ــ ألا يكون قد مضى على المتقدم أكثر من سنة, وأن تكون الزوجة الأولى.ــ ألا يزيد المهر عن 30.000 ثلاثين ألف ريال، شاملاً الذهب وموضحاً ذلك في العقد، مؤكدًا على تعهده بعدم مخالفات شرعية في حفل الزفاف.
ساحة النقاش