<!--<!--<!--<!--

الجمال قيمة من القيم الأساسية بحياتنا والواقع بكل آلمه ومراراته قد يجعل الروح تألف القبح وقد تغفل أوتتغافل عن الجمال بالحياة الجمال حتى في الأزمة حتى في المرض لو أرادت النفس ان ترى الوجود جميلاً فسيكون جميلاً لو أرادت النفس عكس ذلك لكان .

إن الجمال ثبوت عقل
قلب كبير منظم النبضات
إن الجمال تجمل يصور
الجرداء روضة في قمة الجنات
ليس الجمال يُرَى بعين ليكون
للأعمى نصيب من النظرات
ليس الجمال أسير دهر
ليزول بالشهور والسنوات

إن الجمال نوع من اللغة سواء كانت لغة انفعالية،أو لغة رمزية. يمكن ابتكارها وتوليدها داخل النفس قال بركلي(إننا لم ننس أن نهيئ لنفوسنا المتعبة كثيرا مما يسلبها من عناء الأعمال.) فيمكن أنشعر بلذة الأبناء وحلاوة الإيمان وروعة النجاح وعظمة الإصرار فقط إرادة لرؤية الجمال والتفاعل مع الجمال (أفلَم ينظروا إلى السـماء فوقهم كيف بَنيناها وزيّناها ومالها
من فُروج * والأرضَ مَددْناها وألقينا فيها رواسيَ وأَنبَتْنا فيها من كل زوجٍ
بهيج )..والطفل مبدع فمنذ حركاته الأولى يمكنه أن يخربش خطوطا على الورق، أو الجدار أو الثرى. وهذه الخربشات لا تخلو من جمال ولكن قد نوأد هذا الجمال بكلامنا وأفعالنا فقد نحرص على الجدران  ولا نحرص على روح الإنسان  قد نحرص على الأوراق ولا نحرص على جمال الأخلاق قد نحرص على الأقلام ولا نحرص على الآلام. فالطفل محب للجمال عن طريق الحاجة. وهي حيوية ونشاط لنموه، تعمل لخدمة ذاته.
,ليس كل إنسان قادراً أن يصبح شاعرا فحلا أو ملحنا مخضرما ، أو كاتباً فذاً، أو رساماً مبدعا، ولكنه يستطيع أن يفهم ويحب الجميل، فالحاجة إلى الجمال والانسجام مغروسة في طبيعة الإنسان ذاتها.

والأطفال منذ نعومة أظفارهم ينجذبون إلى كل ما يبدو لهم جميلاً، ساطعاً، جذاباً بشكله ولونه، فالقدرة على الإحساس بالجمال تجعل الإنسان أغنى روحياً، وأنقى قلباً، وأطيب نفساً، يحرص الآباء على تعليم الأبناء المشي والكلام وننسى أن نعلمهم الحب الجمال فالجمال يتعلم الرفق  يتعلم الود يتعلم الصداقة يتعلم المواطنة يتعلم الانتماء . نعلمهم كيف يكون الصبرُ جميلاً, وكيف يكون الهجر جميلاً, وكيف يكون الصّفح جميلاً) ؟!.
الجمال دعوة إلى الحب .. والحبُّ دعوة إلى الخير .. والخيرُ دعوة إلى الإيمان ..
و"الله جميل يحبُّ الجمال"إن الطبيعة مملوءة بمناظر الجمال والجمالُ بمعناه الواسع العميق ففي جمال الربيع يقول اللهُ عزّ وجل : (فانظرْ إلى آثارِ رحمةِ اللهِ كيفَ يُحيي الأرضَ بعد موتها )، ومناهجنا وتربوياتنا  لم توقظ في أطفالنا هذه العاطفة.فالتربية إذاً لا تقتصر على تزويد الطفل بالمحفوظات والتمسك بالعادات الصالحة المرغوب فيها فحسب، ولكن مهمتها أيضاً أن تنمِّي القدرة على التقدير، والتمتع بكل ما هو جميل سواء أكان ذلك في الأدب، أو التصوير، ولا يكفي أن يكون الإنسان قادراً على كسب لقمة العيش بل ينبغي أن يتمتع بالحياة ويستمتع بها وهناك ثلاثية بناء ومبادئ للقيمة الجمالية : -

1 - القيمة الجمالية مكتسبة لا يولد طفل بجينات تحمل قيمة الجمال ومعرفة الفن والتخطيط والتمتع بالحياة ولكن من خلال الخبرات الشخصية والتجارب التي يمر بها يتم اكتسابها .

2 – القيم الجمالية قابلة للتغيير : ما دامت القيم الجمالية مكتسبة إذن يمكن تغيير القيم غير المناسبة التي اكتسبت بفترات سابقة ( البخل – الأنانية ) وذلك بالتعلم والتدريب وتوفير المواقف التعليمية المناسبة.

3 – القيم الجمالية  تنمو وتزهر بالبيئة المناسبة  كلما تم توفير بيئة مناسبة وخبرات مخطط لها تساعد الابن على اكتساب خبرات جمالية جديدة ومفيدة فمثلاً بيئة الأسرة التي فيها الوالدين كل منهما  لا يتكلم ألا بجمال بحب برفق  ويريا الجمال بالحياة أقوالا وأفعالا فهذا الجو المفعم بالقيم الجمالية يساعد على نمو المفاهيم الجمالية بسهولة ويسر لدى أطفالنا  .و تلعب الأسرة الدور الأكبر في تنشئة الأطفال على الجمال وحب الجمال  فيتجسد أمام الطفل ما يسمى "القدوة الجمالية" من خلال سلوك الأم وسلوك الأب .  والتربية عملية شاملة تحتوي الأخلاق والإيمانيات والحلال والحرام وكذلك القيم الجمالية وكلما تم غرس القيم الجمالية  مبكرا كانت أثبت وأنفع لدى الأبناء فالتربية في الصغر كالنقش على الحجر ومن شَبَّ على شيء شاب عليه .و عند ممارستنا لغرس السلوكيات الجمالية في واقع أطفالنا لا بد أن نمر بخماسية ضرورية .

1 -  الهدف  2—التعريف 3—العرض 4—التطبيق 5—التعزيز

1- الهدف الخطوة الأولى لتعليم أي قيمة شخصية أو مهارة أو سلوك  أو عقيدة أو جمال هي معرفة الهدف مثلاً الهدف من الجمال والتركيز على قيم جمالية لمدة لا تقل عن 21 يوماً عن طريق ملصق (إنَّ الله كتب الإحسان على كل شئ)أو نشيد تذكيري وهذا مهم جدا لماذا نكلم بجمال لماذا نلبس بجمال لماذا......... ؟

2 -  التعريف وهو وصف الحاجة إلى قيمة الجمال   ومعناه ويتم ذلك بشرح القيمة تاريخياً وعقائدياً وما تعنيه فليس من المفترض معرفة  لما تعنيه قيمة الجمال حتى لو كان يقوم البعض به من قبيل العادة وفقط ولكن لا بد أن يتولد بعد المعرفة سلوك إيجابي مترجم لواقع  وتكويناتجاه سالب نحو السلوك القبيح.

3 - ا لعرض ليست هناك طريقة مثالية لتعليم القيمة والسلوك الجمالي  ولكن هناك طرق مقترحة لعرض القيمة مثل تجسيد القيمة مظهراً وواقعاً  مجسم- حوار - ملصق - مجلة – كتاب-حدوتة- فيديو كليب وعرضها على الأبناء تحديد شخصيات تحتك بالابن تتميز بقيم جمالية والارتباط بها  .

4 - التطبيق إن إظهار وتعريف وعرض وحده لا يكفي ولكن ينبغي التدريب لمدة لا تقل عن 21 يوم أو تنظيم ثنائيات بين الأقارب أو الإخوة لممارسة القيم والسلوكيات الجمالية  مثل التأمل – رحلة تفكر قمرية-زيارة لحديقة – رحلة بحرية وتدريب الابن  على الأناقة ومشاهدته للعناية الأسرية بمظاهر الجمال، وحثه على حسن ترتيب أدواته المدرسية والعناية بمظهره، ومشاهدته آثار الجمال في البيت في هندسته وألوانه وحديقته، وفى اللوحة الفنية في البيت والمشاهدات التليفزيونية والمجلات، وفى حديقة البيت وفى الطيور التي ترى فيها، في تصفيف الفاكهة في الإناء وتنظيم مائدة الطعام،وتصطحب الأسرة الأبناء في السفر ليتمتع الابن بمشاهدة الطبيعة الخلابة وتوعيته ولفت نظره إلى مواطن الجمال، وتعبير الأبوين عن التأثر بالمظاهر الجمالية والثناء على اهتمامه بمظهره وعنايته بترتيب أدواته وتحسين خطه الكتابي، وتشجيعه على الرسم والخط وعمل التشكيلات الفنية وغيرها من التطبيقات .

5 - التعزيز الخطوة الأخيرة  والضرورية من خطوات بناء القيمة الجمالية  تتمثل في تعزيز الجماليات الملائمة وتصحيح غير الملائمة بسرعة وتشجيعهم على استخدام هذه القيمة في حياتهم مثل الحديث مع الابن على فائدة الصبر الجميل الرد الجميل  ؟ وهكذا مع إعطائه هدايا عند الممارسة السلوكية الجمالية السليمة هيا هيا للجمال هيا هيا لتربية أبنائنا على حب الجمال هيا هيا لوضع برامج ومشاريع عملية للجمال .

مع تمنياتي بتربية راقية

أ . نزار رمضان

 محبكم دوماً الخبير التربوي والكاتب الصحفي بجريدة عكاظ

مجلة رؤى - مجلة الدعوة الإسلامية

والمشارك التربوي بقنوات دليل - الرسالة- السعودية الأولى

فور شباب - عيون جدة -إذاعة جدة -الشباب

مدرب تنمية بشرية ومستشار أسري

مخطط استراتيجي أسري ومعالج سلوكي للطفل والمراهق 

بانتظار أفكارك وآرائك

 للتواصل التربوي والاستشارات

المملكة العربية السعودية

شمال جدة حي الشاطئ

 ج  السعودية/    00966508705124                          موبيل مصر /0020124277270

 ايميل / [email protected]

[email protected]

[email protected]

 

المصدر: حواري مع مجلة الدعوة
  • Currently 31/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
10 تصويتات / 619 مشاهدة

ساحة النقاش

نزار رمضان حسن

nezarramadan
مدرب تنمية بشرية بالمملكة العربية السعودية / مدرب معتمد في الكورت من معهد ديبونو بالأردن / متخصص رعاية موهوبين وهندسة التفكير/ مستشار في حل المشكلات الأسرية والشبابية / معهد اعداد دعاة / عضو شبكة المدربين العرب /مدرب في نظرية سكامبر/مدرب في نظرية تريزمن معهد ديبونو بالأردن / دبلوم برمجة لغوية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

391,445