⬅️ الدراسة والتجديد

مع إطلالة كل عام دراسي جديد، تتجدد أمامنا صورة الحياة في أبهى معانيها: أوراق بيضاء تنتظر أقلامًا، وفضاءات معرفية تستقبل عقولًا، وأحلام أجيال تتهيأ لتخطو نحو المستقبل. ليست بداية الدراسة حدثًا إداريًا يكرَّر في التقويم، بل هي رمز للتجدد، ورسالة مفادها أن التربية والتعليم هما أساس التنمية الحقيقية للأمم.التعليم كمعنى للتجدد فالإنسان كائن يتوق إلى البدايات، والبداية الدراسية ليست مجرد انتقال من صف إلى آخر، بل هي ميلاد جديد للذات. الفيلسوف الأمريكي جون ديوي عبّر عن هذه الفلسفة حين قال: “التعليم ليس إعدادًا للحياة، بل هو الحياة ذاتها.” وهذا ما يجعل كل عام دراسي فرصة لتجديد الفكر، ومراجعة التجارب، وصياغة مسار أكثر وعيًا.

التربية والتنمية: وجهان لعملة واحدة

التربية الحقيقية لا تُختزل في نقل المعارف، بل في صناعة إنسان قادر على النقد والإبداع والمشاركة في التنمية. فالتعليم هو المدخل الأعمق لنهضة المجتمعات، والتنمية الاقتصادية لا تتحقق إلا حين ينهض الإنسان بالعلم.تشير تقارير اليونسكو (2023) إلى أن الاستثمار في التعليم يمكن أن يرفع الناتج المحلي للدول النامية بنسبة تصل إلى 2% سنويًا، وأن كل دولار يُستثمر في التعليم يعود على المجتمع بما يعادل 10 دولارات من النمو المستقبلي. وهذه الأرقام ليست مجرد إحصاءات، بل شواهد على أن التربية والتنمية وجهان لعملة واحدة. ومع البدايات غرد كإليا بن أبي ماضي 

“كنْ مثلَ الزهرِ مُبتسمًا وإنْ جفَتِ الغيومُ

فالنورُ لا يمحوهِ عُمرٌ من الغيومِ”

بهذه الروح يواجه الطلاب عامًا جديدًا، حيث التفاؤل ليس ترفًا، بل ضرورة تضمن الاستمرارية في التعلم.

إن بداية العام الدراسي هي لحظة حضارية تختزل معنى الحياة في التجدد المستمر. هي فرصة للأمم كي تراجع خياراتها، وتعيد استثمارها في الإنسان بوصفه رأس المال الحقيقي. وبين دفاتر الطلاب وأحلام المعلمين، يُكتب فصل جديد من التنمية، ويظل التعليم الطريق الأسمى للارتقاء. فالتعليم في مطلع كل عام يهمس لنا:

“ابدأوا من جديد، فالحياة لا تعرف الجمود.

المستشار التربوي 

معلم الفيزياء 

مدرسة عبد المنعم رياض 

كتب نزار رمضان 

شبين الكوم 

01018573602📲