✍️بناء العقل النقدي ج ١ ✍️
قصة مبكية وحزينة هزت الأوساط الجماهيرية شرقاً وغرباً وشغلت الرأي العام وحركت مراكز الدراسات أليس لهذا الأب من قلب ولا عقل ولا روح يدمر ولده بتلك البشاعة والفظاعة
بغداد. وكالة انباء الحقيقة. كتب محمد الجابري. ألقت شرطة أبو ظبي القبض على أب انتحر بينما كان ينظف سيارته الجديدة، حيث فوجئ الأب بأن ابنه البالغ من العمر سنتين أخذ مسمارا وبدأ يخدش جانب السيارة، فقام الأب بضرب يد ابنه بغضب شديد دون أن يشعر بأنه كان يضربها بمقبض المطرقة !!
انتبه الأب متأخرا لما حدث وأخذ ابنه الى المستشفى. فقد الابن إصبعا بسبب الكسور التي تعرض لها! وعندما رأى الابن أباه مهموما منفعلا قال ،له مندهشا باكيا: متى سينبت إصبعي يا أبي؟
وقع السؤال كالصاعقة على الأب فخرج وتوجه إلى السيارة وقام بضربها عدة مرات، ثم جلس أمامها وكله ندم على ما حدث لابنه، ثم نظر إلى مكان الخدش على السيارة وقرأ: «أحبك يا أبي».
في اليوم التالي انتحر الأب لانه لم يحتمل هول ما حدث !!!
🙏🙏انتهت الحكاية 🙏🙏
وتبقى تساؤلات نقدية وكيف يلعب بنا البعض الكرة كلعب الصبيان . ما دخل بغداد بأبي ظبي وكيف لولد صغير يكتب أحبك وكيف للقبض على ميت و...... ألخ
العقل النقلي بالقصة برز لأن تحكمه العواطف والمشاعر المغلوطة في غير ما وضعت له أما العقل (النقدي) موزون حكيم يقابل المعطيات السابقة بتحويل العقل إلى آلة ذات وظيفة مزدوجة، تقوم على (تنقية وغربلة) الأفكار القادمة من العالم الخارجي، كما تقوم على (تأمل) الكون والطبيعة الإنسانية وعالم النفس الداخلي، وطالما قامت بوظيفة (المراجعة الدؤوبة) فإنها تتحول إلى نسق فكري منهجي مرتب ، وأداة وعي حادة، تشارك في بناء تراكمي للمعرفة.
هذا التكوين (الساذج) للعقل من خلال تأسيس (العقلية النقلية)، والمحافظة عليها ونشرها في المجتمع، وتربية الجيل عليها في (الجامع) و(الجامعة) له آثار اجتماعية مدمرة، فإذا اختلف السياسيون تراشقوا بتهم العمالة والخيانة، وإذا احتدمت المناقشة بين متبايني الآراء كفر بعضهم بعضا وقذف كل فريق بالآخر إلى سقر، إما إذا ملك الشباب السلاح؛ فنموذج (كابول) والصومال جاهز، فلا يُتْعب أحدهم ذهنه؛ في إمكانية أن الطرف الآخر مجتهد، وأنه قد يكون (مخطئا) لا أكثر، كما نقل عن الإمام ابن تيمية أن من عادة أهل البدع أنهم (يُكَفرون) ومن عادة أهل العلم أنهم (يُخَطئون)، ويتولد من نموذج العقليتين إما فتح الطريق للحوار عندما يُفترض (الخطأ)، أو الطريق للحرب عند التكفير .
إن القرآن لم يردد عبثا وفي صور شتى، مصيبة مرض (الآبائية) التي تعني بكلمة أخرى تعطيل العقل عند مواجهة الحقائق الدامغة، فما لم ينكسر التقليد؛ لا يبدأ العقل في النبض والخفقان والحياة، فضلا عن الإبداع، وما لم يتخلص العقل من ضغط البيئة، عند مواجهة الكوارث والمصائب، بتحرير منهج (الشك) فإنه لن يصل إلى شاطئ اليقين، لأن هناك متلازمة بين الأسباب والنتائج، فاللعقلية النقدية تقوم على الربط المحكم بين السبب والنتيجة، فلنا أن نربي على التفسير والتحليل والإستدلال والتقويم لكل موقف حياتي أو خبر متداول فأمة محمد هي أمة التبصر ورائدة التفكير و قائدة التفكر أمة التأمل أمة البرهان . فلها ميراث من ( أرأيتم إن أصبح ) و تركة من ( ففهمناها سليمان ) و كنز من (لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا ) و فقه من ( أفلا ينظرون ) فأمة كتابها المقدس والمتعبد به تتنقل بين جوانب كيف ولماذا ومن وماذا ؟ وتأمل وتبصر وتدبر وانظر و .... لجديرة بأن تكون أمة البصيرة وبانية العقل النقدي بامتياز وجدارة.
✍️خدمة✍️الواتس✍️كتب نزار رمضان
م / 00966508705124
ساحة النقاش