لا جدال أن حوار إبراهيم عيسى الأحدث مع عبد الفتاح السيسى قد لعب دورًا جذريًا فى إضاءة شخصية الرجلين، وفضح خبيئة كل شخصية بدرجة من الانكشاف أزالت كل الأصباغ والمساحيق تقريبًا، وبددت للرأى العام أية مناطق شاحبة.
 بدا من حديث المرشح، أن الديمقراطية، بقيمها ومسارها ليست فى أولوياته أو أجندته، فى المدى القريب على الأقل.
 وبدا "إبراهيم عيسى" باستخذائه وتراجعه فى البؤر الصدامية من الحوار، التى تتعلق بقانون التظاهر أو استيطان المؤسسة العسكرية للمشهد السياسى، مجرد باحث عن سلامته الشخصية أو إبقاء المنبر الإعلامى الذى يخاطب الناس من خلاله فى أضعف الأحوال.
وتبددت إلى غير رجعة فى تحول مذهل، شخصية الشقى الثورى النزق الذى لا يبالى بالعواقب، وهى الصورة النمطية التى رسخها إبراهيم عيسى لذاته فى عهدى "مبارك" و"مرسي".
 بل إن نهج "عيسى" أماط اللثام عن اللعبة الكبرى التى تقوم على التحالف غير المعلن بين الميديا والأنظمة الشمولية بخلق مناطق "محسوبة" للمعارضة الديكورية التى تسمح بهامش المناورة وتصدر "للداخل والخارج" صورة تسويقية لدمية ديمقراطية تفتقر إلى دبيب الحياة! تذكرت حوارًا تلفزيونيًا؛ بينى وبين إبراهيم عيسى فى أولى حلقات "بلدنا بالمصري"، قبل أكثر من ثلاثة أعوام، حيث أصر على "علمانية" ثورة 1919 مؤكدًا أن دور شيوخ الأزهر آنذاك محض أوهام!
 وحين ذكرته بأدوار "الزنكلوتي" و"أبو العيون" وغيرهما من شيوخ الأزهر المستنيرين فى الدفاع عن الحريات والمسار الثوري، مرر أصابعه على حمالاته باستياء، ولم يعقب!
 وأيقنت أنه يلعب، ضمن منظومة إعلامية، دورًا مرسومًا لاستبقاء الشق بين التيارين الإسلامى والليبرالى لمصلحة الدولة الشمولية التى ترى فى تحالف التيارين نهايتها المحتومة!

المصدر: د.حسام عقل / أنصار بورسعيد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 103 مشاهدة
نشرت فى 13 مايو 2014 بواسطة news2012

صحافة على الهواء

news2012
نتناول الموضوعات السياسية والعلمية والدينية والإجتماعية على الساحة الداخلية والخارجية وتأثيرها على المجتمع المصرى »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

122,711