جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
التنمية الذاتية: بداية ملف! |
العنوان |
الاغتراب والهوية |
الموضوع |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أرجو منكم إفادتي كيف أتعامل بطلاقة مع الناس وبدون تكلف، وكيف أجعل كل الناس تتقبلني وتحبني، حيث إن لي تصرفات غريبة "فأنا أقتنع أن رأيي دائما صح وهو فعلا هيك، وحتى لو طلع غلط لا أقتنع وأمشي الموضوع".
شخصيتي ضعيفة وحساسة وذات وجوه متعددة، فمع التقي أتقى منه، ومع الصايع صايع مثله، وأنا أصبحت هكذا لكي أصبح أكثر تقربا من الناس.
لا أحد يعرف شخصيتي الحقيقة؛ فأنا مع أهلي شيء ومع رفاقي شيء ومع غيرهم شيء آخر، أحس أن شخصيتي ضعيفة، وأريد أنا أنميها وأكون واثقا من نفسي، وأعرف كيف أكلم الناس، قد يبدو سؤالي غبيا، لكن هذا الواقع.
|
المشكلة |
06/12/2004 |
التاريخ |
نفين عبدالله |
اسم الخبير |
|
|
|
الأخ الكريم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
حين تمر بي لفظة النصر أتصور رابطا عجيبا بين هذه الكلمة وثقافتنا التربوية الشائعة التي هي في حقيقة الأمر ضد النصر بكل مقاييسه.. ولا أدري أي نصر نتحدث عنه، ونحن في مثل هذه الحال من تدني تقدير الذات لدى شرائح المجتمع كله ما بين أب أو طفل أو شاب، كيف يتحقق هذا النصر، ونحن في غيبة عن أهدافنا الفردية، فما بالنا بأهدافنا الجماعية؟
أي نصر نريد ونحن نتجرع يوميا جرعات لا نهائية في كل مؤسسات التربية -من مدرسة وبيت ومحاضن شباب إن وجدت- جرعات ضد النصر، ودعني أحصي ما يصعب حصره من هذه الجرعات: الحط من شأن أنفسنا والنظرة الدونية التي ننظر بها لهذه النفس التي كرمها الله تعالى وسخر لها ما يعزها ويرفع من شأنها.. تربية على الخنوع والطاعة العمياء التي يصعب علينا بعدها التمييز من تلقاء أنفسنا بين الصواب والخطأ ما لم يكن مقرونا بالعقاب والألم.. عجز عن اتخاذ القرار والاختيار.. ضعف إرادة وعدم القدرة على المثابرة.
وتتردد في عقلي دائما هذه المقولة: "تعرف البذرة من الثمرة، فهل آن الأوان لنفتش عن بذورنا المعطوبة، فالثمرة جلية واضحة وضوح النهار في كل ما يمر به الشباب من أزمات نفسية؛ واجتماعية بل واقتصادية أيضا.. والله الصورة أوضح بكثير من أن أحاول البرهنة والإثبات والتدليل.. فربما صحيح أن شدة الوضوح تلد الخفاء".
معذرة على هذا التمهيد الطويل، ولكني فقط أردت أن أقول لك: لست وحدك، أخي أزمة تقدير الذات أزمة المجتمعات العربية عامة، بل وللحق إنها أزمة الشعوب الشرقية بصفة عامة، فمما عرفت أن اليابان -وما بالنا باليابان- يعاني أطفالها أيضا من تدن لتقدير الذات؛ وإن اختلفت أسبابه عن أسبابنا نحن هنا في منطقة العرب.
أردت أن أقول لك بأنك لست وحدك فكلنا في الهم سواء؛ ففي نفس اليوم الذي وصلتني فيه مشكلتك وصلني تقريبا أربع أو خمس استشارات تحمل نفس الألم ونفس المضمون: تقدير الذات، بل إني في كثير.. بل كل ما أقوم به من محاضرات ودورات تربوية يطالعني نفس المشكل بوجهه القبيح المستكين: تقدير الذات.. هل تعرف أخي لم أنعته بالمستكين؟
لأنه في حقيقة الأمر الكثير جدا لا يدري أن معاناته الأصلية سواء على صعيد العلاقات الشخصية، الأسرية، علاقات العمل، تنبع غالبيتها من نفس المعين: التقدير المتدني للذات، بل إن استكانته تظهر جلية إذا ما حللت مشكلة لتجد خلفها هذا القبيح: تقدير الأم والأب المتدني للذات.. واستمر لتجد أن هذا التقدير ينفذ للأبناء على غير وعي من الآباء أنفسهم.. إنها البيئة المتشبعة بالتقدير المتدني والتي تنعكس على أفرادها، وتعاملهم مع المحيطين بهم.
أخي.. هذا الشخص ممن لديه هذا التقدير المتدني لذاته يكون في نمط علاقاته أحد اثنين: انسحابي متنازل؛ لأنه يرى جميع الآخرين أفضل منه، أو عدواني؛ لأنه يرى نفسه بالقوة أفضل من كل الآخرين، وكلاهما مر على الجميع يتجرع مرارته الشخص نفسه وكذلك المحيطون به.
ولن أسترسل أكثر من هذا في عرض مدى انتشار المشكلة ولا الدراسات المدللة المثبتة لتلبث العرب بتقديرهم المتدني لذواتهم؛ بل أكثر ما يعنيني أمران: - آثار نتائج هذا التقدير المتدني للذات؛ وعكسه أيضا نتائج التقدير الصحي للذات.
- ما الأحجار الأساسية لبناء تقدير صحي لذواتنا، حيث إنها حالة غير قدرية، وإن تسبب فيها غيرنا إلا أننا نحن من علينا علاجها في أنفسنا، ولن تجد أقدر من نفسك على ذلك إذا ما رغبت في ذلك بصدق.
وأعراض التقدير المتدني التي تظهر في مساحات كثيرة جدا من حياة الإنسان سواء العلاقات مع نفسه أو الآخرين، سواء الإقدام على التجربة وتقبل الخطأ، سواء المثابرة والإصرار للوثوق من النجاح، التوقعات الإيجابية والتفاؤل، الاتجاه الإيجابي والمبادأة بما يتبع ذلك من نجاح وسعادة وسلام.
وأراها في حالتك التي ذكرت تظهر بوضوح في علاقاتك مع الآخرين، حيث اتباعك لهم دوما راجيا الحب والرضا، أو العدوان ولو كلاميا وفكريا على الآخرين لتحقر أو تهون من أفكارهم.. هل ترى الآن مربط الفرس أخي؟ تقديرك لذاتك.
أرجو أن تعلم أن الأمر بيديك أنت وحدك.. نعم وحدك فإن أردت أن تغير نفسك فلن يحك جلدك مثل ظفرك. كن مؤمنا بأن الله عز وجل معك في تغييرك نحو الأفضل، فما نحن بصدده وضع تمهيد التربة للأخلاق الجماعية التي يبنى عليها المجتمع المسلم.
قد سألت كيف يمكنني التعامل بطلاقة مع الآخرين: اسمح لي أن أصوغها في نقاط: - يمكنك التعامل بطلاقة مع الآخرين إذا استطعت أن تتعامل بطلاقة مع نفسك: كيف؟ اعرفها أولا لتتعامل معها؛ أعني: ابن وعيا بذاتك وصفاتك ومحفزاتك، قيمك ومواطن التأثر والتأثير لديك.. اعرف نفسك أخي لتتعامل معها.. هل يمكنك أن تتعامل مع من لا تعرفه؟
- لا يمكنك أن تضع معيار حب الآخرين لك هو مقياس صحة عملك أو محفزك للإقدام على عمل.
أخي، المعيار الوحيد الذي يمكنك الوثوق به وعدم تبديله أو تغييره هو: رضا الله عن هذا العمل أو عدم رضاه.. هذا يستدعى منك دوما الوقوف لتفكر: هل ما أفعله يرضى الله ورسوله؟ هل يقبله الله؟ هل يحبه؟ وإن لم يحبه الناس فالصالح من هؤلاء الناس سيقبل العمل الصالح وما دون ذلك أدنى من أن نضعه في الاعتبار.
أخي.. الشخصية القوية التي تتحدث عنها لا يمكن أن تكون قوية إلا بقوة المعيار الذي تستند إليه في تحكيم أعمالها؛ وفي قوة الوجهة التي تتوجه إليها.. فهل لنا غير الله وجهة؟!!
- فهم الآخرين. وهو كما أسلفت لا يتحقق إلا بفهمك لنفسك أولا؛ وعليه تبني توقعات في فهم الآخرين؛ فحين ترصد مشاعرك يمكن أن تتوقع أن الآخرين من الممكن أن يشعروا مثلك أو قريبا من مشاعرك، أي أنك تكون أحد أنماط المشاعر التي يمكنك البناء عليها، والاستناد إليها لفهم تقريبي لمشاعر الآخرين، وكذلك طريقة تفكيرهم: إذا رصدت كيف تفكر، كيف تتعاقب الأفكار لديك، كيف تستثار أفكار معينة لمشاعر معينة.. يمكنك حينها أيضا أن يكون لديك نمط في التفكير واضح تقيس عليه تقريبيا طرق تفكير الآخرين.. فلتفهم أي نمط، لا بد أن تكون واعيا أصلا بنمطك الشخصي لتقيس تقريبيا عليه.
- مما يعيننا على فهم الآخرين كثيرا: الاستماع إليهم، الاستماع بنية الفهم ليس بنية الرد وما يستدعيه ذلك من توجيه الأسئلة لاستيضاح المزيد مما يقوله الآخر لتحفيزه لمتابعة ما يحدثك عنه، خاصة إذا كان يتحدث عن مشاعره أو أفكاره أي يتحدث من الداخل وعن الداخل.. صدقني لا يمكنك أن تهدي لشخص ما أفضل من استماعك له بالعقل والقلب معا. وهذا مما يقربنا كثيرا من الآخرين، فإن استطعت أن تلمس شخصا ما من داخله فقد وصلت إليه وأصبح في منطقة الحب والتفاهم والتأثير أيضا.
- مما يحبب الناس فيك أن تقضي بعض حوائجهم، وأن تكون لديهم تشاركهم في السراء والضراء، وأن تهدي إليهم، وأن تفسح لهم في المجالس، وأن تبتسم في وجههم، وأن تعطيهم من نفسك ووقتك واهتمامك ومالك، وأن تتعاطف مع آلامهم، وأن تدرك محفزاتهم وتحاول أن تدفعهم للصالح من الأعمال مستفيدا بنقاط التحفيز التي تعرفها عنهم.
- أكثر ما تنال به حب الآخرين وتقديرهم، هو القوة: قوة العقيدة، سلامة الأخلاق، النزاهة والالتزام بقيمك الشخصية وإن اختلف معك الآخرون.. تأكد أن هذا مما يورث احترامك في قلوب الآخرين والاحترام كثيرا ما يجيء بالحب، وقلما يحدث العكس.
- في علاقتنا الصحية بالآخرين تكون العلاقة كما يقول ستيفن كوفي: win – win وأرجو أن تقرأ كتابه: العادات السبع للناس الأكثر فعالية وتجده في مكتبة جرير، معنى هذا أن ندخل في أي علاقة لا بد أن نقرر تماما ونصر أننا لا يمكننا إلا أن نحقق مكاسب مشتركة وما أعنيه ليس مكاسب مادية بالطبع وإنما مكاسب الحب والود والعطاء المتبادل. بمعنى أوضح لا نقبل أن ننسحب أو نفرط في قيمنا، أو رغباتنا ليقبلنا الآخر، ولا أن نعتدي لنفرض ما نريد على الآخر.
خذ مثلا على ذلك: في علاقات الحب مثلا بين الزوجين: لو أن أحد الأطراف كان دائم الإصرار على رأيه حتما ستفشل الزيجة؛ ولو أن أحدهم أيضا كان دائما متنازلا عن التعبير عن مشاعره وآرائه وأفكاره حتما أيضا ستمرض العلاقة بينهما.. العلاقة الصحية لا تقبل أن يكون بها ضحية ولو باختياره.. هذا الوضع الصحي يحدث إذا تعلمنا كيف نعبر عن مشاعرنا وآرائنا وأفكارنا بلا خوف، وكذلك كيف نستمع (بالقلب والعقل) لمشاعر الآخر وأفكاره.. بعد هذه المرحلة من الوضوح يجيء التفاهم بشأن الاختيارات التي ترضينا معا؛ أو على الأقل التفاهم بشأن التنازل الضروري لهذا الموقف.. أخي يمكننا أحيانا أن نتفاهم فعلا على التنازل.. لو أننا على ثقة بعدم جور الآخر، ولو أننا أيضا على ثقة بأن المواقف دولة بيننا، مرة أختار أن أعطي ومرة أختار أن آخذ...
- من المهم أيضا أن نعرف أن العمل دوما لصالح كسب الآخر أكذوبة كبرى.. فليس منا إنسان يمكنه أبدا إرضاء كل من حوله في وقت واحد، وهنا يجيء دور المعيار الثابت الذي نقيس عليه العمل.. هل هو مقبول لله ورسوله؟ ثم بعد العرض على المعيار والتأكد من صحته وقبوله يمكننا أن نفكر في أولوياتنا فدائما وأبدا أنت ملزم بالسير على الصراط، والاختيار بين عدة بدائل واختيارات فهكذا الحياة. يسهل عليك الاختيار وضوح رؤيتك وترتيب الأفكار في ذهنك.. فمعرفتك التامة بأولوياتك: ما الذي تريده تحديدا، ما الذي تهدف إليه تحديدا.. يساعدك كثيرا على أن تختار في كل موقف من بين متعدد.
- علاقتنا الصحية بالآخرين المبنية تستلزم تزكية أنفسنا وتعويد أنفسنا الكثير من الأخلاق الجماعية: التعاطف، الشجاعة، الرفق، الحلم، الأناة.. انظر لعلاقتنا وحاول أن تلمس أثر غياب هذه الأخلاق فيها، والأهم هو كيف يمكننا أن نثبت هذا الأخلاق في أنفسنا؟ خذها واحدة فواحدة، اختر أهمها أو أيسرها لك، ثم فصل في معناه: ما الذي يعنيه أن أكون متعاطفا؟ ماذا يفعل المتعاطفون؟ الآن في كل موقف فكر لو أني متعاطف كيف يمكنني أن أتصرف؟ تخيل أثر هذه العادة في شعورك بنفسك، تخيل أثرها على المحيطين والمتعاملين معك، تخيل الثواب الكبير والأجر العظيم الذي يمكنك تحقيقه بتمسكك بهذه العادة.
تصور الأثر صوتا وصورة.. تصوره تماما في كل موقف قبل أن تمر به حتى يمكنك أن تدخله وأنت مستعد بسيناريو التعاطف الذي تريد.. هذا التصور هو طريقة لإعادة بناء تفكيرك ونمط تصرفك.. لا يمكننا أخي تحقيق ما لا نتصوره، بتصورك تعطي عقلك طريقة العمل.. ألزم نفسك بأن تفعل أفعال المتعاطفين لفترة حتى تصبح عادة وتصبح جزءا أساسيا من نسيج شخصيتك.. انتقل بعدها لعادة أخرى.. وتلمس أثر هذا العادة في علاقاتك بالآخرين.
- علاقتنا الصحية تستلزم منا بعض المهارات في التواصل كالتعبير عن مشاعرنا، الاستماع، التفاوض أيضا، فض الخلافات بطريقة سلمية...
- العلاقة الصحية تستلزم منا تقديرا صحيا لذواتنا، وسأذكر لك في عجالة الأحجار الأساسية لبناء تقدير الذات: 1 - الحب والأمن والاحترام (أي أن تشعر أنك مقبول محبوب محترم مهم).
2 - تعدد الأدوار التي تعرف بها نفسك (كلما زادت هذه الأدوار زيادة معقولة زاد تقديرك لذاتك وهذا لأمرين: بما يعني هذا من تعدد انتماءاتك لجماعات مختلفة والإنسان يعشق أن يكون أحد أفراد جماعة فهو كما خلقه الله اجتماعيا؛ والأمر الثاني أنه يعني عدة مجالات للإنجاز من خلال تعدد الأدوار).
3 - النقطة الثالثة والمهمة جدا: وعيك بذاتك وهو ما ييسر لك التعامل مع نفسك (ماذا تحب؟ ماذا تكره؟ ما الأشياء المهمة لك؟ ما الذي يستثير حوافزك الداخلية؟...) هذا الوعي بالذات يتيح لك التعامل بوعي مع نفسك كما يتيح لك كما أسلفت بناء نماذج يمكنك القياس التقريبي عليها في علاقاتك بالآخرين؛ والأهم أنها تتيح لك معرفتك جيدا بنواحي القوة والضعف في نفسك فمتى مسكنا بأيدينا نقاط ضعفنا أمكننا التعامل معها.. والسعي لتنميتها بل قبولها.. كما يمكننا أيضا الحفاظ على نقاط القوة؛ واستثمارها.
4- الإنجازات (سواء تنمية عادة جديدة؛ أو إنجاز عمل؛ أو تحسين أي جزء من حياتك.. أهم ما يحفزنا ويزيد ثقتنا وتقديرنا لذواتنا تلك الأعمال والإنجازات التي نؤتيها؛ ولكن أرجو ألا تقلص الإنجازات في نجاح مادي هنا أو تقدم دراسي هناك.. فالنجاح والإنجاز أوسع بكثير من هذا الحيز الضيق الذي يحصر البعض فيه أحيانا. فإنجازات البشر أوسع من ذلك وأول بقاعها إنجازك مع نفسك بتزكيتها وتنميتها واستقامتها.. فابدأ من حيث نفسك؛ ابدأ من داخلك تجد ثمارا لم يخطر ببالك أن تجنيها من هذا الطريق، ولكن صدقني من لم يقدر على نفسه فلن يقدر على أي شيء.. فابدأ من حيث استقامة عقيدتك وإسلام وجهك وعملك لله؛ وما يوازي ذلك من تزكية لخلقك وسلوكك (عاداتك؛ تصرفاتك)...
5- وأحسب أنها شاملة لكل ما قبلها وإن لم أطالعه في أي من الدراسات والأبحاث التي قرأتها؛ إلا أنى أحسب أنها بيت القصيد؛ هذه النقطة هي الصلة بالله؛ فأي شيء يمكن أن يثبت الإنسان ويجعله مقدرا لقدره الصحيح أكثر من صلته بالله وتقديمه أعماله قربى إليه فيثق في صحتها مادامت مرضية لله تعالى؛ ويثق في فاعلها من بعد.. ولهذا استرسال كثير لا يتسع المقام له.. ولكن أذكرك ونفسي بأن الثقة في خالقك تنعكس دوما في ثقتك في نفسك بوصفك مخلوقا لهذا القادر العظيم.. ثبتك الله وإيانا على الصراط المستقيم...
حدثتك عن تقدير الذات من زاوية علاقاتك مع الآخرين.. وإن كان التعامل غير الصحي مع الآخرين عرض ومجرد عرض لتقدر الذات المتدني إلا أني آثرت أن أحدثك في بعض الخطوات القصيرة التي تساعدك على تحسين جزئي في علاقاتك.. يبقى الأهم بكل تأكيد هو العمل على بناء تقدير صحي للذات. حتما ستسألني: كيف؟ أعلم.. ودعني أذكر نقطة مهمة جدا في مسألة التنمية الذاتية: هذه التنمية تراكمية ومتشابكة؛ الأمر الذي لا يمكنني أن أغطي جميع النقاط في استشارة واحدة فأعطيك في سؤالك جزءا وتبقى بقية الصورة أحاول استكمالها في إجابات أخرى.. لهذا بعض العيوب وبعض المزايا.. ولكنه حتى الآن هو ما تسمح به المساحة وما تسمح به طريقة العرض التي أتمنى تغييرها لتتسع لذكر كل ما يعين فعليا على هذه التنمية بالتعريف بالمفاهيم؛ خطوات العمل؛ البرامج المتكاملة.. وأتعشم أن تسهم هذه المتناثرات في بعض أثر وإن لم يكن على مستوى الطموح والأمل ولا الاحتياج الملح لدى الناس.. ولكن الله المستعان.
وأنتظر عددا من الاستشارات القادمة التي سأحاول جهدي أن أضمنها خطوات عمل وأدوات لبناء تقدير الذات.
أرجو أن تتابعنا بأخبارك التفصيلية فهذا مما يثري ما نعرض بل يتيح لنا بكل تأكيد البناء على الخبرات التي يعرضها المتعامل مع صفحتنا.. أود أن أعرف ما بدأت تجربته فعليا.. ما عوائق تنفيذك لأي من مقترحاتنا؛ ما نتائج ما؟...
دورنا هنا في بداية ملف التنمية الذاتية أن نوضح لك التشابكات في الصورة التي تصلنا؛ ونحاول التعرف معا وتحديد ماذا تريد أنت؛ ثم محاولة رسم بعض الخطى للوصول لما تريد؛ ومتابعة هذه الخطى سواء استقامت أو تعثرت...
فكما أسلفت: التنمية تراكمية لا تتم إلا بمتابعة فهلا بدأنا البناء معا؟ هيا فنحن معك والله معنا جميعا.
أرجو أن تطالع: الخطة.. الجدولة.. بل الهدف أولا!
|
نيفين عبدالله
مدير مركز أجيال للاستشارات و التدريب الأسري
ساحة النقاش