نيفين عبدالله - مستشار و مدرب شخصي و أسري !

موقع يهتم ببناء الإنسان " وجدانيا - عقليا - إجتماعيا - روحيا - أخلاقيا "

 

دنيا الاسم
القدرات لا تحدد بالدرجات العنوان
العمل والبطالة الموضوع


بسم الله الرحمن الرحيم،
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

الحمد لله تخرجت منذ 6 أشهر في كلية تعتبر من كليات القمة في بلدتي، وقد مر على تخرجي 6 أشهر. مشكلتي هي الفراغ والتخبط، لا هدف لي ولا يوجد ما أجيده ولا حتى مهنتي؛ فأنا لا أحب هذا المجال أصلا مع العلم أنني حاولت كثيرا أن أحبه أو أتعلمه ولكن هذا كان صعبا علي، وحتى عندما بحثت عن عمل فإن أصحاب العمل عندما يرون أن تقديري مقبول أرى بأعينهم نظرة استهزاء ويطلبون كشفا بالدرجات، وتكون النتيجة نحن آسفون لست ملائمة لهذه الوظيفة.

لا ألومهم فهم يريدون المتميزين لا أمثالي وبحثت عن عمل آخر في غير مجالي عمل يقوم به الدبلومات في بلدي ولكن بعد أسبوعين تخلوا عن خدماتي لتعيين أخرى لديها واسطة أعلى وخبرة أكبر، وليس لدي واسطة، أشعر بالضياع ولا أملك هدفا ولا حتى أعرف ما هي قدراتي وكل ما أشعر به أن لدي طاقه هائلة أريد أن أضعها في شيء مفيد حتى لا أكون زائدة على هذه الحياة وجئت فقط لأكلف أهلي عبء مصاريفي وحل مشاكلي.

أهلي يتعجبون مني ويشعرون بأني ضعيفة عديمة الفائدة لا أملك عقلا ولا قدرة على التصرف وهذا ليس إحساسا، وللاختصار هذا كلام سمعته بشكل مباشر منهم. بعض الناس يقولون لي إنني سأكون ناجحة وبعضهم الكثييييييير يهزأ بي أشعر وكأني في دوار دائم وهستيريه دائمة في لحظه أضحك كثيرا وفي لحظااات أخرى أموت من البكاء إلى أن يتورم وجهي ويحمر ولا أشعر أحدا بهذا. أكتفي بالتلميح لأسأل عن حل لمشكلتي.

تعبت.. كل من حولي يتعجبون من حالتي إلى أن قالوا إنه عمل من الأعمال وبدأت رحلة القطر والدجالين ولكني أوقفتها بشدة أريد أن أقرأ وأن أكون مثقفة وأن أعرف ما هي قدراتي التي على أساسها أحدد هدفي. حاولت في مجالي ولا يقبلني أحد أن أعمل عنده وفي غير مجالي لدي طاقه كبيرة. من يستطيع أن يدلني على الطريق؟ ومن أين أبدأ لا أستطيع التركيز وثقتي منعدمة في نفسي أتشبث بأقل كلمة لكي أخرج من هذه الحالة ولا فائدة.

أنا حمل ثقيل على الجميع، هل حالتي هذه تحتاج إلى دواء للاكتئاب مثلا للوسواس القهري مع العلم بأني استشرت طبيبا منذ 3 أعوام فقال لي إنني طبيعية؛ عندي صداع دائم ودوخة وأحلامي مزعجة ولكني أفضل النوم الكثير على الواقع وفي أحيان أخرى لا يأتيني النوم أبدا فماذا أفعل؟؟ من أين أبدأ أذكر كلمة تقول إن الرياح دائما غير مواتية إن كانت السفينة لا تعرف وجهتها؟؟ ليس لدي وجهة ولا أعرف ما هي قدراتي؟؟ أشعر وكأني كائن هلامي لا ملامح له فما أنا ومن أين أبدأ؟؟

المشكلة
02/01/2005 التاريخ
نفين عبدالله اسم الخبير
الحل
 


أختي الكريمة
كم هو مؤلم أن تجدي نفس الأزمة ونفس المشكلة بحالات مختلفة وشخوص مختلفة وأماكن مختلفة بل وأشكال وأعراض مختلفة...

لن أدخلك في فوازير، فما أقصده أزمة أمتنا عند كثير من أفرادها في تقديرهم المتدني لذواتهم.. الشباب؛ الأمهات؛ الآباء؛ الأزواج؛ الأطفال... جميعا في نفس الهم سواء!!

والمسببات غالبا واحدة: تربية ضد تقدير الذات؛ أضيفي إليه مجالا ضيقا للحركة وتكوين الخبرات؛ مفاهيم مغلوطة عن معنى الإنجاز ومعنى القدرات ومعنى النجاح.. بل ورؤية لطريق واحد للنجاح؛ وشكل واحد للنجاح؛ والهدف بالطبع ضائع حيث إنه منطقي جدا أن الجاهل بقدراته جاهل بكل تأكيد بكيفية توظيفها، خاصة إذا ما كان النظر للنجاح مقصورا على كليات القمة؛ والدرجات العالية والوظيفة المحترمة... والناتج النهائي ما نراه من تدن في الإنجاز وتدن في الرضا وتدن في السعادة.. وضياع كثير جدا من قدرات أبناء أمتنا التي يمكن أن تبني مستقبلها ومستقبل أمتها؛ بدلا من أن توجه لندب حظوظها وقلة حياتها وجهلها بإمكانياتها التي أودعها الله فيها لأنه سبحانه خلقها وكلفها خلافة الأرض وعمارتها؛ وهو العدل الذي وكل المهمة على قدر العطية.. فما كلف إلا بعد أن استودع كل نفس خلقها قدرات لتقوم بدورها في هذه المهمة: الخلافة!

حبيبتي..
الأدوار لعمارة الأرض كثيرة جدا جدا؛ أكثر بكثير من أن تحويها مسميات وظائف؛ وأكثر بكثير من أن تؤهل لها كليات القمة وغيرها..

البدائل كثيرة حقا لو نظرنا لقدراتنا وحاولنا أن نضفرها معا بأكثر من طريقة لنوجد أكثر من دور.

وها أنت وجدت بنفسك أن هناك من المهن التي تحتاج لمؤهل أقل من مؤهلك ولم تنجحي فيها؛ هل تعرفي لماذا؟

لأنك ببساطة اخترت ما لا يناسب قدراتك للمرة الثانية. فليست الدرجات والتقديرات والمؤهلات الدراسية هي المحدد الحقيقي للقدرات، بل الصواب أن تسير العجلة بطريقة عكسية فنختار من الدراسات ما يلائم قدراتنا؛ ونختار من الأعمال ما يلائم قدراتنا؛ وتكون هذه الدراسة وهذا العمل هو ما يصب في الدور الذي اخترنا أن نلعبه في هذه الحياة.

أول الطريق حبيبتي:
فكرى في دور تودين القيام به في هذه الحياة؛ ولا تفكري في وظيفة أو مهنة.. فربما كان دورك مهنة أو وظيفة وربما كان شيئا آخر ليس له مسمى وظيفيا وغير مدرج على كشوف المهن الموجودة حاليا.
اعرفي قدراتك وفكري في بدائل لتوظيف هذه القدرات في إطار دور وليس مهنة.

حتما ستسألين كيف؟

ما رأيك أن نبدأ في معرفة مبدئية لمجالات قدراتك عن طريق اختبار الذكاءات المتعددة والموجود على صفحة معا نربي أبناءنا؛ وأعتبر هذه نقطة مبدئية لنعرف تقريبا ما هي قدراتك الأعلى والتي تمثل ذكاءاتك الأعلى.

يجيء بعد ذلك دورنا في التواصل معًا مرة أخرى لأذكر لك ما المجالات المناسبة لكل من هذه القدرات الأعلى. وما البدائل الممكنة التي يمكن أن تنتج عن تضفير ذكاءاتك الأعلى معا.

ومن ثم ننطلق لنخطط للبدء في القيام بالدور الذي تجدينه أفضل لك. بل ومتاحا لك.

فالتفكير في بدائل يساعدنا على اختيار المتاح؛ الممكن؛ المناسب لنا...

فهل توافقين على السير معا؟
هيا فأمتنا تحتاج لكل نفس!!
والله المستعان..

ويمكنك الاطلاع على هذه الموضوعات أيضا:
اعرف نفسك لتحقق رسالتك في الحياة
إبدأ رحلة التغيير!

nevenabdalla

نيفين عبدالله مدير مركز أجيال للاستشارات و التدريب الأسري

  • Currently 120/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
40 تصويتات / 694 مشاهدة
نشرت فى 15 نوفمبر 2009 بواسطة nevenabdalla

ساحة النقاش

نيفين عبدالله

nevenabdalla
زوجة و أم لثلاثة أبناء اعمل مدير مركز أجيال للاستشارات و التدريب الأسري و مستشار القسم الإجتماعي بشبكة أون إسلام .. و مصمم برامج تدريبية و إثرائية لكل الأعمار .. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

262,702