جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
|
السعودية
|
|
|
|
|
بسم الله الرحمن الرحيم الإخوة والأخوات القائمين على الموقع، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . أبعث لكم باستشارتي هذه وهي متضمنة لشقين: الشق الأول متعلق بابني الأول عبدالرحمن البالغ من العمر خمسة أعوام وأربعة أشهر.وهو متابعة لاستشارة سابقة بعنوان الاتفاق على إدارة الاختلاف.
حيث سألتموني عدة أسئلة ولم أجب عليها في حينها على أمل أن تؤتي الحلول الأخرى ثمارها ولكن ما جعلني أعاود الكتابة هو أن الأمر ازداد سوءا بخصوص علاقة عبد الرحمن ووالده. ويكفيني أن أذكر لكم عبارة قالها الطفل حتى تلمسوا بأنفسكم تفاقم المشكلة.
إذ إن عبد الرحمن وقبل أربعة أيام بالتحديد سألني إن كان والده سيتأخر في المجيء؟ فعندما أجبته بالإيجاب قال لي أنا أريده يتأخر بل أريده أن يسكن في بيت آخر وحده ونبقى نحن هنا. وعندما سألته لماذا يا حبيبي؟ قال لأنه يضربني طول الوقت. وكيف لا يقول ذلك وقد تطور عقاب الأب البدني مرحلة القرص إلى مرحلة جذب الابن من تلابيبه وضرب رأسه في خزانة الملابس أو الباب. وعند معاتبتي له يقول إن ذلك ليس بمؤلم. ولم يلتفت إلى حجم الألم النفسي الذي إذا ذكرته به قال لم يؤثر مثل هذا على نفسياتنا من قبل.
والأمر لا يتوقف عند هذا الحد فالطفل لا يجد متنفسا حتى في لعبه؛ فوالده يتدخل في كيفية لعبه وطريقة تسيير اللعبة ويزجره وينهره إذا لعب بطريقة مخالفة بل حتى في مدينة الألعاب يريده أن يقوم باللعب في الألعاب التي يختارها له؛ مما يضطرني إلى التدخل بينهما في تلك المواقف أمام الطفل أحيانا مع علمي بخطئي في هذا التصرف, أحيانا يستمتع باستفزازه حيث يقوم برفض ما يريد أو يطلب لا رفضا جازما وإنما ليستثير غضبه وانفعاله مما يجعل الصغير يثور ويبكي ويأتي إلي شاكيا باكيا.
والآن أصبحت معلمته هذا العام (مرحلة تمهيدية) تشكو من عنفه مع أصدقائه خاصة الإناث حيث يقوم بدفعهم وضربهم أحيانا أو محاولة مد ساقه في طريقهم لإسقاطهم مما جعلهم ينفرون من اللعب معه. وقد سألتموني عن شخصية الأب وعن علاقتي معه فأقول: شخصيته ما شاء الله لا قوة إلا بالله جدا رائعة مع جميع الناس والأطفال ما عدا عبد الرحمن مع أنه يحبه ويعاتبني أحيانا إذا قسوت عليه مع أن قسوتي لا تعادل شيئا إلى جانب قسوته هذا إن صدر مني قسوة أو عنف في أندر الأحوال.
وعن علاقتي به فهي أيضا ممتازة فأستطيع أن أقول لك إننا بفضل الله تعالى نشكل ثنائيا رائعا وبيننا توافق شديد في كثير من الأمور والاهتمامات، وكل واحد منا بفضل الله تعالى بالنسبة لرفيقه الزوج والصديق والحبيب. وهذا فضل الله تعالى الذي أسأله تعالى أن يديمه علينا، ولكن مشكلتي معه هو تعامله مع هذا الطفل أو بعض المشكلات العادية العابرة التي لا يخلو منها بيت والتي سرعان ما نحتويها بفضل الله أولا ثم بفضل حنانه ورفقه وحنكته وحلمه. تناقض عجيب أليس كذلك؟؟!!! فماذا أفعل في هذه المشكلة؟ وهل ينبغي لي بالضرورة أن أطلع معلمته على هذا الأمر؟ أم يمكنني حل ذلك دون إطلاعها؟
الشق الثاني متعلق بشقيق عبد الرحمن الأصغر: البالغ من العمر عامين وشهرا: حيث إنه شديد الانفعال حتى إنه إذا طلب شيئا ولم أقم بتنفيذه أو منعته من شيء يأخذ في الصراخ والبكاء وقد يلقي بنفسه على الأرض أو يقوم بحذف الأشياء علي أو يضربني أو يضرب أخاه. فإذا ما نهرته وعاتبته وأشحت عنه جاء يتحبب إلي ويطلب مني أن أحمله. مع أنه لا يقوم بمثل هذا التصرف مع والده فهو أكثر انضباطا والتزاما مع والده حتى إني إذا طلبت إليه أمرا يبادرني بقوله لماذا؟ مع أن نموه ما شاء الله من الناحية الجسدية واللغويه والعقلية جدا ممتاز؟ وعصبيته الزائده هذه تجعلني أخفق أحيانا في تدريبه على ترك الحفاظ حيث إنه عند البكاء والصريخ يقوم بقضاء حاجته في ملابسه. فما هي الطريقة المثلى للتعامل مع طفلي هذا واحتوائه وتعديل سلوكه
جزاكم الله كل خير وعذرا للإطالة ولكن المشكلة تحتاج للتفصيل لبيان أبعاده.
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
الأخت الكريمة السلام عليكم ورحمة الله و بركاته فى البداية أعتذر عن تأخري فى الرد عليك.. و لقد طالعت استشاراتك السابقة جميعها لرغبة مني في تتبع سير مشكلة عبدالرحمن؛ واسمحى لى أن أقول إنه ليس من المستغرب أختي الكريمة أن تسير الأمور نحو الأسوأ ؛ فعند سن 3 سنوات كان لدينا تأخر فى كالكلام ؛ مع عنف ؛ مع كثرة حركة مترافق مع تعرضك لبعض التعليقات السلبية من الأمهات الأخريات؛ أو الاقارب و الصديقات ؛ ثم أرسلت تشكين فى الاستشارة التالية من عنف الأب مع عبدالرحمن ؛ و هنا أضع خطا ثقيلا ؛ و كأنك تردين عن السبب فى عنف عبدالرحمن نفسه الذى كنت وما زلت حتى هذه اللحظة يمثل شكوتك الأولى من عبدالرحمن ؛ علما بأن أحسب بشكل كبير أن التدريب على المهارات الإجتماعية لم يحظ باهتمام حقيقى وسط هذه الخضم من موجات العنف المتتالية على عبدالرحمن ..
الحقيقة أننى أتعجب جدا من موقف الأب الذى تذكرين فى حقه ما يحتم بالتبعية أن يكون مثال الأب الناضج الحنون الرؤوف؛ ولدي سؤال هام : هل يتعامل الأب بنفس الطريقة مع الطفل الثاني أيضا؟
أعتقد انه لن يفيدنا كثرا أن نتعجب؛ فلنحاول معا التفكير فى بعض الحلول لمشكلة الأب و ليس مشكلة عبدالرحمن:
أول ما سأطلبه منك ألا تتوقفى عن الدعاء أن يبث فى قلب هذا الأب الرفق و الحلم والأناة تجاه ولده ؛ و أن يبصره بأثر ما يفعه الآن على علاقة ابنه به التى بدأت تظهر ملامحها . بل ظهر أثر العنف مع عبدالرحمن عنفا مماثلا مع أصدقائه الأمر الذى سيجعل علاقاته الإجتماعية مهددة ؛ مما سيزيد من مشكلاتنا .. بالله أخبري زوجك بذلك .. سبب كبير من أسباب عنف عبدالرحمن الذى تشكو منه معلمته ؛ و أنت بالطبع هو العنف المتبع معه. فاكسري هذه الدائرة: كفوا فورا عن العنف معه .
النقطة الثانية : حاولي أن تبحثي وسط الأصدقاء أو الاقارب ممن تثقين به و تثقين فى قربه للوالد ؛ واطلبي منه أن يحدثه فى الأمر. فعلينا واجب التذكير .
إضافة لتذكيرك أنت له و لكن دعينا نفكر فى كيفية هذا التذكير : حاولى أن تغتنمي موقفا لاطف فيه الأب عبدالرحمن ؛ أو لاعبه وأدخل عليه البهجة ؛ و عامله برفق و حب .. المهم اغتنمى موقفا مما تتمنين تكراره ؛ اثن ثناء وصفيا على هذه الموقف: " ما شاء الله لعبك اليوم مع عبدالرحمن أدخل الفرحة على قلبه ؛ جزاك الله عنه خيرا " .. مع عدم ذكر أى شىء آخر عن مواقفه السابقة ؛ حاولى أن تهيئى فرصة لتكرار هذا الأمر عدة مرات وأن تحكى للأب كيف سعد عبدالرحمن بلعبه معه ؛ كيف أنه يحبه ويحب المكوث بجانبه...
كذلك حاولي أن تطلبي مساندة الأب - دون اتهامه - فى تدريب عبدالرحمن على مهارات ضبط النفس ؛ والمهارات الاجتماعية الضرورية .. فأحسب بإذن الله تعالى أن قيامه بدور المدرب سيقرب إليه فكرة ضرورة الهدوء مع الطفل و معاملته معامل رفيقة .
تبقى النقطة الأخيرة و هي الهامة جدا : حدثي طفلك عن أبيه حديثا طيبا؛ واذكري له أنه يحبه وأنه قال عنه كلاما طيبا؛ وأنه ... حاولي توفير فرص للعب المحبب بين كل أفراد الأسرة . واختاري الوقت المناسب لذلك واتفقى مع زوجك أن الهدف من هذا اللعب هو تعويد الطفل على وضع قوانين للعبة و الالتزام بها . و كأن الأب مرة أخرى يدرب الطفل على أمر ما مما يصعب إهماله هو شخصيا له .
هذا عن محاولة تطوير العلاقة بين الطفل و الأب .. يبقى لنا أن نتحدث عن مشكلة العنف لدى عبدالرحمن : أحسب أنه من المفيد العوامل التى تؤدي لعدوانية الأطفال : فمن الممارسات الوالديه التى نجدها غالبا مترافقة مع الطفل الذي ننعته بالعنيف؛ أو العدوانى: - إشراف ضعيف على الطفل . - تربية عنيفة تتبع العقاب الجسدي . - عدم توافق فى التربية . - رفض للطفل . ( وهو أكثر ما يؤدي بالطفل لمحاولة إيذاء رفاقه ) - عدم مشاركة الطفل بدرجة كافية فى أنشطتة و أموره الحياتية . - افتقاد التشجيع و الثناء الكافى و عدم تعزيز السلوك الإيجابى الذى يظهر من الطفل . - ملاحظة الطفل في أثناء سلوكه السلبى بدرجة أكبر بكثير من ملاحظته في اثناء السلوك الإيجابى . - - عدم تدريب الطفل على مهارات اجتماعية : الطلب ؛ الاستئذان ؛ أخذ الدور ؛ المشاركة ..
الأمر الذى يجعل الهدوء مع الطفل ضرورة على قمة الأولويات ؛ إضافة لبدء تعزيز الطفل على سلوكياته الإيجابية ؛ و مد جسور العلاقة الطيبة بينه و بين الوالدين ليستشعر الدفء و الحب الذى يحتاجه بشدة ؛ و الذى سيظهر بطبيعة الحال بعد فترة هدوءا فى سلوكه .. الحب مفتاح عبدالرحمن فبالله عليكم غذوه به فهو يحتاجه يحتاجه يحتاجه ..
كما يحتاج لأن يشعر أنه طفل جيد؛ حاولي أن تعلقي على إيجابياته ؛ حاولي أن توصلي إليه أنه طفل محبوب مقبول ؛ بل طفل تسعدين بأنه ابنك .. وإن كان الأب فى بعد عنه لأى سبب ؛ فامنحيه أنت ما يحتاج حتى يعود إليه الأب الذى يحتاجه .
إضافة لضرورة تدريب الطفل على ثلاث نقاط هامة : - المهارات الاجتماعية . - التعاطف . - التحكم فى الغضب . وهو ما يمكن مطالعة بعض أفكار عنه فى بعض الموضوعات، التي ذكرتها لك بالسابق إضافة لتدريب لدى أحد الإخصائيين النفسانين المتعاملين مع الأطفال لتعديل السلوك .
دعديني أجملها لك فى جملة : الحب والتعزيز الإيجابي و التدريبي على السلوك المرغوب . وفقك الله و أرجو تتابعينا
|
نيفين عبدالله
مدير مركز أجيال للاستشارات و التدريب الأسري
ساحة النقاش