نيفين عبدالله - مستشار و مدرب شخصي و أسري !

موقع يهتم ببناء الإنسان " وجدانيا - عقليا - إجتماعيا - روحيا - أخلاقيا "

 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أولاً: يبلغ الولد من العمر ثمانية أشهر وعشرين يومًا، تحرك في بداية الشهر الثالث وكان شديد الانتباه لمن حوله، والآن يحبو ويمشي على الجدار وعلى العربة بسرعة مشي الرجل الكبير، يعرف كيف يفتح المذياع ويغلقه، وكذلك يستطيع رفع صوت المذياع وخفضه وأشياء أخرى لا أتذكرها الآن، ويميز أني أرغب الخروج من البيت عندما ينظر أني أرتدي العمامة والثوب. كذلك يسمع طرق الباب فيأتي إليه على عربته مسرعًا لينظر من الطارق.. السؤال: كيف أستطيع أن أنمي قدراته حتى يستفيد منها؟ ثانيًا: في حالة حصوله على أي شيء ضار أو نافع ومحاولة أمه أو أنا أخذه منه فإنه يعبر عن غضبه وانزعاجه بصراخ أو بضرب نفسه بالأرض أو ما شابه ذلك، فما العلاج؟ ودمتم بخير، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


الإجابة :

 الأخ الكريم: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،، بارك الله لك في طفلك، فباسم الله ما شاء الله عليه. ودعنا ندخل في الموضوع، فقد ذكرت في بداية رسالتك بعض ما يقوم به ابنك -رعاه الله- وسألتنا بعض ما يمكنك القيام به حتى تنمي قدراته. إن ما يتوجب عليك القيام به أمران: الأول: وهو مستمر وأساسي في عملية التربية المتكاملة، وهو معرفة طبيعة المرحلة التي يمر بها طفلك، وأكرر بصورة دائمة ومستمرة لتقف دائمًا على تطوره وتعلم أولاً فأولا نقاط القوة والضعف في ابنك. وسأعرض عليك بعض حقائق النمو: 1 - أن كل مناحي النمو لها حد أقصى وحد أدنى، وإذا ما تحدثنا عن طبيعة مرحلة ما فإننا نتحدث في هذا الحيز، وبالتالي فإن تدخلنا لتنميتها واستثمارها إنما يكون محاولة لنصل بقدرات أبنائنا إلى حدها الأقصى داخل الحيز الممكن. أعني بذلك ألا نكون مفرطين في توقعنا، وألا ندفع الطفل لتعلم ما لم يستعد بعد لتعلمه. 2 - أن هناك اختلافات فردية بين كل طفل وآخر (داخل المرحلة العمرية الواحدة، مع اشتراكهم في سمات نمو واحدة تفرضها طبيعة المرحلة العمرية وهو ما يعرف بالفروق الفردية)؛ فلا يكون مرجعيتك في حكمك على الطفل مقارنته بطفل آخر، وإنما تكون المرجعية بمعرفة طبيعة المرحلة بمناحي النمو المختلفة ومعرفتك بطبيعة طفلك وقدراته. وسأذكر لك بعضًا من طبيعة هذه المرحلة وأترك لك البحث عن المزيد، أذكرها لك في نقاط يأتي تفصيلها في معالجات سابقة سنرفقها لك بنهاية الرد: · التغييرات الكبيرة في القدرات البدنية والذهنية. · بداية ظهور علامات التذكر والتفكير، مما يدفعك لمزيد من التفاعل مع الطفل. · يبدأ الطفل في الوقوف بمفرده والسير مستندًا إلى الحائط. · وكذلك يبدأ في الثرثرة ببعض المقاطع الصوتية، ودورك هنا لفت انتباه طفلك لك، ومحادثته بلغة سليمة مبرزًا حركات الشفاه ومخارج الحروف؛ ليقلدك طفلك شيئًا فشيئًا. · يصبح لدى الأطفال في هذه السن تحكم أفضل في الحركة، فيقلد بعض الحركات، كما يمكنه أن يصل عن عمد لمكان لعبه أو ينقل الأشياء بين يديه الاثنتين. وبالطبع ضرب المنضدة وغيرها بما يقع في يديه من أشياء، فضلاً عن قدرته في مسك الأشياء الصغيرة بين إصبعيه. · ينشغل الطفل في هذه المرحلة بتنمية إدراكه بعالمه المحيط. ويبدأ الوعي لمفهوم اختفاء الأشياء، ويدرك أن اختفاءها عن مجال نظره لا يعني اختفاءها كلية. · ويمكنه أن يقذف الأشياء عن عمد ليتابع ويلاحظ إلى أين تذهب. ويبدأ بالبحث عن لعبته التي اختفت؛ ولهذا فلعبة الاختفاء تنمي قدرات الطفل العقلية وتنمي إدراكه. · يبدأ الطفل -أحيانًا- بالخوف من الغرباء في هذه الفترة. كما يتضايق لخروج أمه أو أبيه عن حجرته. · يمكنه الاعتماد على نفسه ليتسلى بعض الوقت بمفرده إذا ما أعطي شيئًا ما ليكتشفه، ولكن يبقى التفاعل جزءاً أساسيًّا وحيويًّا من استمتاعه. · الحركة بالنسبة له مثيرة جدًّا؛ ولذا حاول رفعه لأعلى في الهواء أو أرجحه على الساقين، ولكن تابع رغبته في ذلك وتوقف مع أول إشارة بإثارة زائدة. وبالتالي يمكنك القيام بالأشياء التالية مع طفلك: - أعطه لعبة واحدة في كل مرة. - أعطه الفرصة لاستخدامه ألعابه الجديدة واستكشافها فعلاً. - دعه يلعب بطريقته، وإن كان ما يفعله هو مجرد وضع اللعبة في فمه، فقد تأكد من نظافتها. - كل ما حول الطفل يعتبر ألعابًا له فدعه يستكشف منها الآمن. - طفلك يستكشف يديك ووجهك وشعرك؛ فسمِّ له هذه الأعضاء وشاورْ لربط المسمى بالاسم. - وفِّر لطفلك عددًا مناسبًا من الكتب في أرجاء البيت، ودعه يستكشف الكتب ذات الغلاف السميك بنفسه، مع توفير وقت مناسب كل يوم لمطالعة الصور الملونة والقراءة له، فالوقت الآن مناسب للتعرف على الكتب والصور. - الطفل يفهم معنى الكلمات من السياق فكلمة "لا" العابسة تعني بوضوح أنه من الأفضل أن يتوقف عما يفعله. وبشاشة الوجه مع كلمة "رائع" تعني استمر، وهكذا... - ويمكنك تجربة بعض هذه الألعاب وتطويرها بنفسك فقط تذكر: أن تقف عند إشارة ابنك بذلك. - كما أسلفنا يبدأ الطفل باقترابه من العام الأول في حل المشكلات، ويبدأ في تعلم أن الاختفاء من حيز الرؤية لا يعني الاختفاء التام: · فلعبة الاختفاء والظهور (الاستغماية بالمصرية) لعبة جيدة لطفلك. خبئ رأسك واسأل طفلك "أين بابا" ودعه ينزع الغطاء ليجدك، ثم ضع الغطاء على رأسه، وهكذا... · بدّل الغطاء بآخر كبير زيادة في الاختفاء. · اختبئ خلف الكرسي أو الباب أو غيره، واترك جزءاً من جسمك ظاهرا ليدله عليك.. إذا لم يعرف فاخرج له. · خبئ وجهك خلف الكتاب ارفع الكتاب واخفضه، ثم لليمين واليسار مع تغير تعبيرات وجهك في كل مرة يظهر فيها من خلف الكتاب. - فرق مجموعة من الوسائد على الأرض لعمل بعض التلال لطفلك ليصعد عليها أو ليحبو حولها. ضع واحدة أو اثنتين في مواجهة الأريكة، ودع ابنك يقفز عليها وساعده لينزل على بطنه أو يخطو أولى خطواته لينزل على قدميه. - أجلس طفلك إلى المنضدة، وابدأ في الطرق على المنضدة، ومع التوقف ارفع يديك لأعلى.. لن تستغرق الوقت طويلاً حتى ترى طفلك يقلدك. · نوع الطرق من حيث شدته وسرعته. · ثم ابدأ في الطرق الملحن. - اصنع بعض الكرات من الجوارب القديمة بإدخالهم بعضهم في بعض، والغرض أن تكون كرات سهلة المسك وكذلك في حجم اليد، ولا تنزلق من طفلك الصغير. · شارك ابنك في قذفها في سلة. حرك السلة بعيدًا لمزيد من التحدي. · تبادلا قذف الكرة والإمساك بها. - ساعده ليصب الماء في الأكواب البلاستيكية ويفرغ من كوب لآخر. - يمكنك استخدام مصفاة المكرونة لتعطي ابنك الدرس الأول في الصيد.. نعم حاولا اصطياد الألعاب البلاستيكية من حوض الاستحمام. - ميّز نبرات صوتك تبعًا لحالتك المزاجية أو تبعًا للموقف الذي تمر به ليميز التعبيرات المختلفة والأحاسيس المختلفة. - دعه يميز أن هناك أحداثًا مختلفة ويمكن لنبرات صوتك وتعبيرات وجهك القيام بذلك. - عرضه للموسيقى.. فهناك حقيقة علمية مفادها أن الأطفال الذين يتعرضون للموسيقى في وقت مبكر تكون لديهم قدرة رياضية جيدة، وأنشد له دائمًا. - تحدث إلى طفلك كثيرًا كثيرًا كثيرًا.. - اصطحب طفلك وكأنك "معلق رياضي" اشرح كل ما تقوم به، ما الذي يحدث، وماذا سيحدث، ماذا تصنع، لماذا، كيف... - اقرأ لطفلك حتى ولو بدا لك أنه لا يفهمك.. لا يهم المهم أن تقرأ له. فطفلك يمتص الموسيقى التي في اللغة، خاصة إذا اخترت الكتب التي تعتمد على السجع والموسيقى اللغوية كالبدايات الواحدة والنهايات الواحدة التشابه/ الجرس، وهكذا... - ارفق وقت القراءة بخبرة ممتعة سيحب طفلك هذا الوقت الدافئ معك وهذه الخبرة الممتعة ستصبح أساسًا هامًّا في تكوين عادة القراءة لديه.

المصدر: نيفين عبد الله
nevenabdalla

نيفين عبدالله مدير مركز أجيال للاستشارات و التدريب الأسري

  • Currently 266/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
90 تصويتات / 2254 مشاهدة
نشرت فى 27 أكتوبر 2009 بواسطة nevenabdalla

ساحة النقاش

nezarramadan
<p>أتمنى لكم مزيد من التوفيق أرجو التواصل معي للأهمية عبرملفي الشخصي بكنانة أونلاين المستشار التربوي بجريدة عكاظ السعودية</p>

نيفين عبدالله

nevenabdalla
زوجة و أم لثلاثة أبناء اعمل مدير مركز أجيال للاستشارات و التدريب الأسري و مستشار القسم الإجتماعي بشبكة أون إسلام .. و مصمم برامج تدريبية و إثرائية لكل الأعمار .. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

262,469