نيفين عبدالله - مستشار و مدرب شخصي و أسري !

موقع يهتم ببناء الإنسان " وجدانيا - عقليا - إجتماعيا - روحيا - أخلاقيا "

 

أود أن أشرككم معي التفكير في سؤال  وجهته لى  ليس ذات يوم صحفية بمركز الإعلام العربي -  مجلة الزهور و كان نصه:

أرجو من سيادتكم توجيه كلمة للشاب الرافض للعمل و كيفية التغلب على الكسل والسلبية .. و ما الذي عليه أن يتجنبه للخروج من هذه الحالة ؟

 

و كانت إجابتي السريعة على سؤالها كالآتي:

السلام عليكم و رحمة الله

لفتت انتباهي كثيرًا كلمة " رافض للعمل " .. ترى هل هناك فعلا من يرفض العمل أم أنه يرفض أعمالا محددة لا تتماشى مع طموحه ؛ أو ميوله ؛ أو قدراته؟

والفرق بالطبع كبير بين الحالتين؛ فالحالة الأولى والتى في الحقيقة لم أرها إلا نادرًا جدًا - ربما تكون مؤشرًا لدخول الشاب في اكتئاب .. فليس من الطبيعي أبدا بشريا أن يرفض الشاب أن يحقق أحد أهم الاحتياجات الإنسانية طواعية ألا و هي الاحتياج للإنجاز .. فالاحتياج للإنجاز احتياج أساسي جدًا و يسعى له الإنسان و إن كان على غير وعي به ..

ولذا المرجح في رأيي أن الشباب لا يجدون فرص العمل التي يحلمون بها ويتوقون إليها .. و هنا أوجه لهم عدة كلمات قليلة :

أخي

"في كل ما تحب بعض مما لا تحب " 

هذه أول كلماتي إليك ؛ و لذا احرص على أن تجد أقرب ما يناسبك من المتاح ؛ حيث إن الحركة " بركة " كما يقولون ففعلا الحركة في مجال ما أى كان بسيطا أو متواضعا لابد و أنه سيوصلك لغيره  ؛ على اعتبار أن فرص العمل لا تأتي للبيوت .. و إنما تلوح فى الأفق في أماكن العمل و جميع من يعملون يعرفون جيدا جدا أنه يمكن أن تقبل بعمل لا يرضيك بالكلية أملا في أن يوصلك للعمل الذي تتمنى .. و حسب لغة سوق العمل " كل خبرة تضاف لرصيدك و سيرتك الذاتية " أو السي في" كما تسمى .. و لذا احرص على ألا تفوت أي فرصة لتضيف لرصيد خبراتك و إن لم يتوافق مع ميلك وحلمك ..

لا أميل كثيرا لاتهام الشباب بالسلبية فهذه من وجهة نظري ليست حقيقة ؛ فالشباب كله أمل و طموح و رغبة في التواجد و إثبات الذات .. النقطة الفاصلة أن هذه الرغبة بحاجة لتوجيه و  بحاجة للاقتران بأدوات و مهارات مختلفة التي تؤهلة فعلا للعمل ..

و أجد دورا كبيرا على كل متعامل مع الشباب للقيام بهذا الدور الإرشادي المساند و الداعم ..و الخطوة الاولى للقيام بذلك أن نتخلى عن نظرتنا لهم بالسلبية  ؛ثانيا أن نساعدهم على التعرف على نقاط قوتهم الحقيقية مبكرا جدا قبل ان يلتحق بدراسة أو عمل لا يناسبة و هنا يكون العمل بالنسبة له " شربة " لا يمكنه تجرعها و بالتالي لا يمكنه التميز أبدا فيعه ..

عالم اليوم يفرض فكرة التميز فرضا قويا ؛ فلم يعد يكفي أن نلتحق بالجامعات أو المعاهد العليا لنعمل ؛ بل كل صاحب عمل يبحث كثيرا كثيرا كثيرا عن أشخاص أكفاء ليعملون ؛ و أقولها بصدق من موقعي كمدير لأحد المركز التي تعمل في مجال التنمية الأسرية أضنانا البحث عن كفاءات للعمل ؛ و لكن للأسف الشديد جدا الكفاءة نادرة فعلا ..

إذن المسألة ليس مسألة بطالة كما نتشدق أحيانا و ندعي إنما كما ذكر دكتور مصطفى الفقي من قبل في أحد مقالاته ؛ المسألة نقص حقيقي في الكوادر و الكفاءات .. و لذا عليك أخي من قلبي أقولها " انتهز كل فرصة للتعلم ؛ انزل لعالم العمل حتى تراه و تحتك به و تفهم متطلباته فتسعى للتزود بها و تذكر دوما طريق النجاح يبدأ بخطوة .. فلتكن أولى خطواتك أن تبحث و تبحث و تبحث عن " أي " عمل .

الآن .. ماذا ترون ؟ و هل تتفقون أم تختلفون فيما طرحت؟

المصدر: نيفين عبد الله
nevenabdalla

نيفين عبدالله مدير مركز أجيال للاستشارات و التدريب الأسري

  • Currently 155/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
49 تصويتات / 696 مشاهدة
نشرت فى 27 أكتوبر 2009 بواسطة nevenabdalla

ساحة النقاش

نيفين عبدالله

nevenabdalla
زوجة و أم لثلاثة أبناء اعمل مدير مركز أجيال للاستشارات و التدريب الأسري و مستشار القسم الإجتماعي بشبكة أون إسلام .. و مصمم برامج تدريبية و إثرائية لكل الأعمار .. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

263,570