نيفين عبدالله - مستشار و مدرب شخصي و أسري !

موقع يهتم ببناء الإنسان " وجدانيا - عقليا - إجتماعيا - روحيا - أخلاقيا "

تستخدم كلمة التنمية الذاتية بالتبادل مع غيرها من الكلمات مثل : المساعدة الذاتية self help  ؛ التطوير الذاتي self improvement    ؛ علم النفس الشعبي popular psychology   ؛ التنمية الشخصية personal development  .. و تعبيرات أخرى أقل شهرة و إنتشارا .

و للأسف الشديد صارت التنمية الذاتية مزحة سخيفة بالنسبة لعدد من الناس ؛ حيث تستدر كلمة تنمية ذاتية " لديهم أفكارا تلقائية ترتبط  للمتحدثين و المحاضرين الذين يمارسون التحفيز بالكلمات الساخنة جدا و المعسولة جدا ؛ و يتكسبون ملايين من الأموال تاركين الناس فارغي الأيدي من شيء حقيقي ينفعهم أو يغيرهم ..

نتفق في أهمية زراعة الأمل في النفوس و التحفيز بإتجاه التغيير ؛ إلا أن هذا ما لم يتبعه تعليم الناس لكيفية التغيير مع القيام بتعديل و تغيير القناعات المسئولة عن ذلك – يصبح الأمر فعلا تضخيم في غير موضعه  لقدرات الناس على التغيير الحقيقي .

 

و للأسف الشديد ظهرت موجة كبيرة من التحفيز الفارغ ؛ و التنمية الفارغة إنطلاقا أيضا من وهم " الحرفية " الذي يسعى كثير من رجال الإدارة و المبيعات له عن طريق تعلم مهارات للتحدث ؛ التواصل ؛ الإقناع و غيرها دون بث القناعة الداخلية التي توجد هذه المهارة " أوتوماتيك ".

و هو ما أسماه ستيفن كوفي – التغيير من الخارج للداخل في كتابه " العادات السبع للناس الأكثر فعالية – حين نقد فكرة التغيير المظهري لطريقة الكلام ؛ التصرف ؛ التفاعل ... و هو بالفعل أمر – أحسب أنه مما لا يرضاه ديننا حين أمرنا بالعقيدة يتلوها العمل ..

فالإيمان كما تعلمنا " تصديق بالجنان ؛ و عمل بالأركان ؛ و قول باللسان " في توازن و تتابع و توازي أيضا لا يقبل بأحدهم دون الآخر .

في الواقع فإن التنمية الذاتية أمر يمارسه الأشخاص الأكفاء منذ عقود مضت و أزعم أن الإنسان الأول حين عاش بتخيل للمستقبل لشىء خارج حدوده الراهنة ؛ هو في الحقيقة كان يعطي إشارة البدء للتنمية الذاتية للإنطلاق .

و من حينها يختبر الناس العديد من الأدوات و الطرق و العمليات التي تساعدنا على مواصلة التنمية الذاتية . 

الأمر الآخر الذي الهام جدا هو ضرورة ألا يفوتنا أن  مراعاة الخصوصية و الأولوية لكل حالة تسعى نحو التنمية  .  فالسعي نحو التحسين و التطوير و التنمية يأخذ بعدا عاما ؛ و بعدا خاصا و ذاتيا .

أما عن البعد العام فهو بناء وتعلم و تنمية الخطوط العريضة التي اصطلحت مدارس التربية المختلفة على أهميتها للإنسان مثل : مهارات التفكير بأنواعه ؛ مهارات التواصل المختلفة ؛ ..

و البعد الخاص يتمثل في  خصوصية الدور التي تحدد ما اللازم لكل فرد ليكتسبه ليساعده على بلوغ أهدافه .

و بناء على ذلك فاحسب أنه من الأوضح و الأدق وضع تعريف إصطلاحي لما نعنيه بالتنمية الذاتية ليسنى من بعدها الإنطلاق للعمل على أسس واضحة.

و تعريفنا الإصطلاحي للتنميةالذاتية أنه :

" بناء كل ما يساعد الفرد من مفاهيم و مهارات و أدوات تؤهله للقيام بأدواره في الحياة بكفاءة وفق مبدأ : ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب " .

فهنا كل معتقد ؛ مهارة واجبه للقيام بواجبنا المحدد لنا في الحياة - بعمارة الأرض – فهو واجب نسعى لإكسابه و اكتسابه  .

فليس هناك تغيير ؛ تطوير ؛ تنمية دون بناء قناعات و إتجاهات التنمية ثم إمداد الفرد بالمهارات و الأدوات اللازمة . علما بأنه ليس هناك وصفة سحرية للتغير و التنمية بل هي فتح من الله مع جد و إصرار ..

 

و الله المستعان

المصدر: الكاتب : نيفين عبد الله - مدير مركز أجيال للاستشارات و التدريب - مستشار القسم الاجتماعي بشبكة إسلام أونلاين
nevenabdalla

نيفين عبدالله مدير مركز أجيال للاستشارات و التدريب الأسري

  • Currently 204/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
67 تصويتات / 1358 مشاهدة
نشرت فى 24 أكتوبر 2009 بواسطة nevenabdalla

ساحة النقاش

نيفين عبدالله

nevenabdalla
زوجة و أم لثلاثة أبناء اعمل مدير مركز أجيال للاستشارات و التدريب الأسري و مستشار القسم الإجتماعي بشبكة أون إسلام .. و مصمم برامج تدريبية و إثرائية لكل الأعمار .. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

254,347