جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
كثير من الآباء يرون أن الدراسة هما ؛ و قد يكون في هذه النظرة جزء من الصحة لا ريب ؛ و لكن الهم يزيد و يثبت إذا ما فكرنا فيه بهذه الصورة . إلا أن هناك زوايا أخرى يمكننا منها رؤيةأمر بشكل مختلف ؛ فلم نعتبر الدراسة رحلة نمضي فيها كثير وقت أو قليل في مرافقة و تربية أبنائنا . يقضي الأبناء فترات طويلة جدا في الدراسة بما يجعل الدراسة تمثل حياتهم الحقيقية التي يعيشونها و بالتالي هي المجال الذي يمكنهم تعلم كل مفردات الحياة من خلالها ..
فكروا معي مثلا متى يتعلم الطفل العمل الجاد ؛ المثابرة ؛ وضع أهداف ؛ المسئولية ؛ الحب التعلم ؛ متى يتعلم مهارات الحياة المختلفة : مهارات التفكير؛ والتواصل ؛ والعمل في جماعة ..
متى يلمح الإبن شعور الفخر بعيني أمه أو كلمات التشجيع على لسان أبيه.. متى يعرف أنهم داعمه الأساسي و سنده الحقيقي في طريقه لما يحلم به من طموحات و أهداف .
متى أعلم إبني التنظيم ؛ و مهارات التخطيط ؛ و القدرة على التفكير .. ألا يتم هذا جميعه من خلال رحلتنا مع أبنائنا للتعلم .
نبذل جهدا ووقتا و مالا و أعصابا شئنا أم أبينا ؛ ألم يجدر بنا أن نستثمر هذه الموارد المذكورة فيما يجدي ؛ فنجعل من رحلة مرافقتنا لأبنائنا رحلة تعلم و تعليم حقيقية ؛ نركز فيها على أهدافنا من التعلم ؛ و نربي أبنائنا بما يحقق هذه الأهداف .
كثير ما يغيب عنا أن النجاح الدراسي جزء من نجاح كلي في الحياة . و أننا حين نربي للنجاح فغالبا ما يصب هذا في خانة النجاح الدراسي بالتبعية . يتبع هذا أن ندرك أن كل تفصيلة من تفاصيل الحياة تصب في هذا النجاح . فمثلا الطفل الذي يتمتع بصورة إيجابية عن نفسه يمكنه النجاح بصورة أكبر .. و إذا ما فكرنا من أين تأتي له هذه الصورة الإيجابية نجدها نتاج تفاصيل يومية قد نستهين بها :
- ثناء إيجابي أثناء تنظيف الأطباق مثلا .
- نجاح أو إنجاز في رياضة أو هواية يحبها تولد لديه صورته عن نفسه بأنه شخص يمكنه النجاح ؛ يمكنه الإنجاز .
- قدرة على تكوين أصدقاء .
و يمكننا التدقيق بشكل أكبر في تفاصيل اليوم الذي يعيشه الطفل لأن هذه التفاصيل هي التي ترسم نجاح الطفل أو فشله .. و لذا سأسرد شروحط النجاح في محاولة للتفكير في مدى تحققها على مدار اليوم و الليلة مع أبنائنا .
شروط النجاح :
- قدرات وجدانية و إجتماعية : كالمثابرة ؛ القدرة على بذل جهد ؛ التعامل مع الآخرين ؛ و تكوين الصداقات ؛ التعامل مع المشاعر السلبية خاصة إذا ما وعينا أن المشاعر السلبية من الكدر حتى الإكتئاب و الخوف – يحجم القدرات العقلية بما يعني أن بعض الأطفال لا يستفيدون من قدراتهم العقلية الفطرية في النجاح الدراسي بسبب الخوف أو القلق أو صورتهم السلبية عن ذواتهم أو أي من العوامل الوجدانية و الإجتماعية الأخرى .
و هو ما يتحقق عن طريق معاملة والديه يومية جيدة و مثمرة ؛ و أيضا عن طريق ما يؤديه و يعيشه الطفل يوميا من خبرات . و للأسف كثير من الأطفال تقتصر خبراتهم على الخبرات الدراسية فقط ؛ فلا هوايات تمارس ؛ و لا تعلم خارجي عن طريق كتب أو مجلات أو تلفزيون ؛ و لا أي من مسارات تحقيق أي إنجاز في الحياة . و تكون النتيجة الطبيعية لذلك ضعف القدرات الأساسية المسئولة عن النجاح سواء القدرات العقلية أو الوجدانية أو الإجتماعة .
- قدرات عقلية و معرفية : كالقدرات البصرية ؛ المنطقية ؛ اللغوية ؛ الإنتبه و الذاكرة و يفيدنا في هذا الإطار ذكر ما بات معلوما من أن وصلات المخ الي تعد مسئلوة عن أداء و كفاءة عمل المخ إنما تنمو بالإثراء أي بما ير به الطفل من خبرات كاللعب ؛ الأنشطة ؛ التعلم ؛ القراءة.. و غيره بما يعد إثراءا .
و بالطبع هذه القدرات لا تنمو في فراغ و دون ممارسة فعلية للحياة . و حياة الأطفال أغلبلها لعب و نشاط و أصدقاء و حوارات و أحاديث و غيره . و هو ما يحتاجه الطفل بشدة لتنمية قدراته و التي تصب بالتبعية في النجاح ؛ فأي نجاح يبتغى دون قدرات تدفعه؟!
أتمنى أن يجىءاليوم الذي ننظر فيه للتعلم و التعليم نظرة كلية نرى كل ممارساتنا اليومية لبنة في بنائه .. و نوسع رؤيتنا لما هو تعلم و ما هو تعليم ليصبح الجهد و المال و الوقت في موضعه ؛ و ليصبح التعلم تعلم بحق .
و الله المستعان .
نيفين عبدالله
مدير مركز أجيال للاستشارات و التدريب الأسري
ساحة النقاش