نيفين عبدالله - مستشار و مدرب شخصي و أسري !

موقع يهتم ببناء الإنسان " وجدانيا - عقليا - إجتماعيا - روحيا - أخلاقيا "

قد لا يعرف البعض الظرف الذي يجعل من القوة حلما ؟ لم أتصور يوما أني قد أدعو الله بهذه الدعوة : القوة و التمكين .. و لم أتصور أني أمقت الضعف لهذه الدرجة .. فالضعف يكره ؛ و يكره أكثر حين يلبس أثوابا أخرى و مسميات أخرى فيلتبس ليضل الناس بل و يضللون أحيانا عمدا و قصدا ..

فالضعف يلبس ثوب الورع أحيانا و التسامح و العفو أحيانا ؛ و نتغنى بالاحتساب أحيانا أخرى .. و نتناسى أن العفو مقرون بالقدرة فالعفو لا يكون إلا عند المقدرة .. و التسامح لا يكون إلا لذي قدرة على أن يختار اختيارات أخرى ..

و الاحتساب لا يكون إلا إن اخترت طوعا و رغبة هذا الاختيار مع قدرتك على أن تختار غيره ..

أظنها هذه هي القوة التي يريدها الله لنا دون أن يضللنا أحد و دون  أن نضلل أحد ..  فالمؤمن القوي خير و أحب إلى الله من المؤمن الضعيف " .. أظن لا يمكن لضعيف أن ينصر حقا أو يناصر مظلوما أو حتى يقوى أن يعيش حرا ..

أظن أنا بحاجة للتفكير في كل المعاني التي تقوم عليها حياتنا ليل نهار . نحتاج أن نعرف " أبناء آدم " الأسماء كلها .. فلدينا خلل في فهم الأسماء .

الطيبة قصة أخرى من فصول الكتاب الذي يحتاج لإعادة كتابة : كثيرون هو الطيبون الذين أخدوا فصلا واحدا من فصول الطيبة " السذاجة " و أحسب فرقا كبيرا بين الطيبة و نقاء القلب و السذاجة التي تسطح الأمور و ضغط زرا واحدا للتعامل مع كل ما يعترضها من أمور ..

أشعر و كأن العقل لم يأخد حقه كافيا حين عرض المبادىء و القيم على الناس فلم نعمل عقولنا بدرجة كافية في تعريف المعاني أو فهمها فهما حقيقيا يؤهلنا للعمل بمتقضى هذا الفهم .

ما  المقصود بالتمكين في الأرض ؟ و هل يمكن لضعيف قليل الحيلة ؟؟ هل يمكن لقليل الكفاءة

ربما يلطمنا الواقع على وجوهنا بإجابة " نعم " يمكن رغم أنفك لقليل الكفاءة أن يعلو فوقك و يمد رجليه ليدفعك بعيدا و بعيدا عن كل احترام لنفسك .. أتدري لماذا . أحد الإجابات أنه  " صاحب مال " أو كما يقال اليوم " ممول " فمن حقه أن يحكم و يأمر و بمجرد جره قلم يقبض أرواح فكر الكثيرين و عمل الكثيرين ..هذا ما أفهم أنه حدث في إسلام أون لاين .. هذه المؤسسة الرائعة التي تجسد حلما للكثيرين  ؛ لكل من وضع جهده و عقله و ووقته – لأنه عديم المال – في بناء هذا الصرح العظيم و هو ما جعله عظيما .. كل نبض من هؤلاء رفع مقام هذه الصرح لبنة ..فكيف أعقل أن يدفع هؤلاء خارجا بجره قلم من ممول !!!

أعتقد أنها أحد تداعيات الفهم المغلوط أحيانا و عدم امتلاك أدوات التمكين أحايين .

حلم القوة حلم مشروع قد يخشى على  الحالمين به .. و أحيانا يخشى منهم .. و لكن ربما يكون من الأصوب أن نتمكن من أدوات القوة و ندعو الله ألا نطغى ؛ أن يحمينا من ضلال أنفسنا و افتقادنا للبصيرة أحيانا ..

نربي أبناءنا على التسامح و العفو و الصدق و كل المعاني " الطيبة " و نتناسى بل و قد نقع في فخ السير على رجل واحدة فلا نعلمهم القوة و الدفاع عن الحق و القدرة على طلاقة اللسان في الحق و التمكن من كل مفردات القوة في عصرنا .. بل قد لا نعلمهم حدود العفو و حالاته ..

نقع غالبا في فخ إطلاق الحكم العام و التعامل معه دون الدخول و المكوث في فقة الحالة ..

لدينا حالات و حالات و حالات لابد و أن نعلم أن لكل حالة وقائعها و بالتالي حكمها  فالعفو ليس مطلقا ؛ و لا غيره من القيم .. أظن أن الاصل في الحياة النسبية ؛ و لابد أن نعلم الناس أن النسبية لها تداعيات يومية في واقعنا .. قد نجهل و يصعب على عقول الكثيرين التعامل مع النسبي لأنه يتطلب " تشغيل للدماغ  " و أظنه صار عسيرا على الكثيرين منا .. نعاني من الكسل الذهني .. كسل كسل بغيض ..

لدينا مشكلة في تجزئة الأمور تجزئة مخلة توقعنا في جحيم ثنائية هذا/  أو .. فإما طيب و إما خبيث .. و كأنه لا يجوز للطيبة أن تأخذ مكانها لقلب و ووجدان الناس مع مزيد و مزيد من رجاحة العقل و الفطنة التي تقتضي معاملة الناس و التعامل مع المواقف بحسب ما يقتضيه .. فالطيبة لا تتنافى مع الحكمة و لا تقف وحدها كسمة وحيدة لدى الناس ..

يتدفق لدي العام و الخاص مترافقين فيغطي وعي مشكلات البشر الذي أتعامل معهم ؛ في ذات اللحظة التي تبرق فيها أوجاع " القضاء على إسلام أون لاين و فصل العالم العلامة من منصبه !!!

لم أتصور يوما جهلا بهذا الحجم و تبجحا بأدوات التمكين بهذا الحد .. سبحان صاحب الملكوت !

أهناك إجابات بعيدة عن الجهل و بجاحة " أدوات التمكين " ؟؟؟ !!!

nevenabdalla

نيفين عبدالله مدير مركز أجيال للاستشارات و التدريب الأسري

  • Currently 75/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
25 تصويتات / 505 مشاهدة
نشرت فى 1 إبريل 2010 بواسطة nevenabdalla

ساحة النقاش

نيفين عبدالله

nevenabdalla
زوجة و أم لثلاثة أبناء اعمل مدير مركز أجيال للاستشارات و التدريب الأسري و مستشار القسم الإجتماعي بشبكة أون إسلام .. و مصمم برامج تدريبية و إثرائية لكل الأعمار .. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

262,419