جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
كلما زاد تفاعلي مع الناس ؛ كلما زاد يقيني أنه " رب كلمة تغير مصير " .. فالكلمة فكرة و الفكرة سلوك و السلوك عادة و العادة مصير ..
أتفاعل مع الناس فنكشف سويا أن أوجاعنا أيا كان نوعها – نفسية ؛ إجتماعية ؛ زواجية ؛ تربوية .. ما هي إلا حصاد مفهوم يحتاج تصويب أو مفهوم غائب أو مفهوم يكتنفه الغموض أو ربما صراع بين مفهومين أو عدم فهم لحدود كل منهما و موقعه اللازم له ..
مثلا :
قد نجد من يجعل الضرب طريقة في التربية معتمدا على " رخصة الرسول بالضرب في موضعين حين تدريب الصلاة ؛ و حين النشوز من الزوجة " .. و نقع في مغالطات كثيرة لعدم الفهم المنضبط لموقع الرخصة ؛ و لما يقع قبلها من ممارسات ؛ و موقع وجوبها ؛ و اختلاف مفهوم الرخصة عن الإباحة عن الأمر ..
نتحاور في مسألة كالتوقعات فنكشف عن فكرة " لا داعي للتوقع كله بأمر الله " ... و نتعمق قليلا أو كثيرا في النقاش لنقف أمام حتمية إعادة التفكير و المعرفة بمفاهيم مثل : التوكل ؛ حسن الظن بالله ؛ الأخذ بالأسباب ..
فأجده مازال ملتبسا موقع كل منهم .. فبداية الرحلة نحو هدف يستوجب تفعيل " الأخذ بالأسباب " ثم تأتي مرحلة انتهاء العمل و توقع النتائج التي تستوجب " حسن الظن بالله " ؛ و إذا ما خالف ما نتمناه ما حدث يأتي مفهوم " الرضا "..
ترى ما الذي يمكن أن يحدث لو أنا أبدلنا الرضا بالأخذ بالأسباب مثلا ؟!!
و لنوقع المفاهيم مواقعها السليمة نحتاج أمرين :
أولها أن يكون لدينا من المعرفة ما ييسر لنا فهما حقيقيا صحيحا متكاملا غير مجتزىء.. و هو ما أعبر عنه بتوافرمحتوى " inputs " أي معرفة حقيقية عميقة تصل لدرجة الفقة الذي عبر عنه شيخنا الجليل القرضاوي حين جعل الفقة أعلى درجة من العلم . .. حيث يستخدم الأول العقل و القلب معا ؛ بينما يستخدم الثاني العقل فقط . حيث العلم معرفة بالظاهر فقط بينما الفقة معرفة باللب و الظاهر معا .. و جعل هذه المرحلة الفقة هي الموجبة لإرادة الله بالخير " من أراد الله به خيرا يفقهه في الدين " .. أي المعرفة للظاهر و الباطن معا ؛ إعمال العقل و القلب معا .. أما كما يقول علماء التربية و التعليم : تحقق الأهداف المعرفية و المهارية و الوجدانية جميعا .. فلا تتحقق المعرفة إلا بمحتويات " معلوماتية " و تحقق قدرة على تطبق ما نتعلم ؛ و تحقق قناعة عقلية بأهمية ما نتعلم و نصل لمرحلة الحكمة فندرك موضع التطبيق اللازم لما فتح الله به من معرفة .
ثانيهما : أن تكون لدينا أدوات التفكير التي تيسر لنا درجة الحكمة والبصيرة لأن ننزل المفهوم مكانته و مكانة .
علينا جميعا إن أردنا العيش الأفضل أن نسعى سعيا حثيثا لأن نعب بكل طاقتنا " فقها حقيقيا ؛ في نفس الوقت الي نمكن فيه أنفسنا من أدوات التفكير ..
نيفين عبدالله
مدير مركز أجيال للاستشارات والتدريب
نيفين عبدالله
مدير مركز أجيال للاستشارات و التدريب الأسري
ساحة النقاش