جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
عفوا لا تفهموني خطأ .. من منا لا يحتاج لأن " يعمل دماغ " بالمعنى الجيد طبعا . المخ أو " الدماغ " أحد أهم موضوعات البحث التي تمطرنا بجديد - لا أقول يوميا – بل لحظيا .. فالأبحاث بكافة مجالاتها تقف في العالم أجمع على قدم و ساق للبحث عن الجديد في مجال المخ و تنميته و كيفية عمله و الاستفادة القصوى منه .. و لهذا أسباب كثيرة و جذور بالطبع ..
و لعلك تتساءل ما الذي يفيدنا من هذه الأبحاث في ممارساتنا اليومية .. دعني أذكر بعض من هذه الإفادات : ابحاث المخ لها تطبيقات كثيرة في كافة المجالات التي تخص الإنسان : " تنمية – تعليم – صحة نفسية " فهذ الاكتشافات تخبرنا كيف نتعلم أفضل ؛ كيف نستفيد الاستفادة القصوى من طاقااتت البشر و الأطفال ؛ كيف نهيء البيئة الأمثل للحياة ؛ كيف يفكر البشر ؛ كيف نحافظ على صحة عقلية و نفسية للبشر , البشر هنا " كبار و صغار "..
و بابكم هذا محاولة لعرض الجديد في هذا المجال و الذي نعرضه بطبيعة الحال آملين أن تتغير ممارساتنا مع أنفسنا و أولادنا .
و أول ما أود طرحه الرد على التساؤل القديم المتجدد يوميا : هل ذكاء الإنسان مسألة تتحدد و تثبت في سنوات العمر الأولى ؟ أم أن المخ قادر على التغيير و التشكل لاحقا في مراحل العمر المختلفة ؟
تشكل مسألة مرونة المخ و قابليته للتشكل أحد أهم الاكتشافات للمخ و هو الأمر االذي يعطي الكثير من الأمل " العلمي " في قابلية عقولنا و ذكاءنا الإنساني على النمو و التطور . ما تؤكده أبحاث ماريان دايموند و التي أوضحت حقيقة أن المخ عضو مرن لا يتوقف عن التغيير من خلال الإستثارة و التعلم .
و مرونة المخ plasticity of brain يقصد بها قدرة المخ على التغير تبعا للتعلم و الإستثارة المتعرض لها ؛ و هذا التغير يحدث بالأساس بين وصلات المخ . فتنمو هذه الوصلات الجديدة بين الخلايا المختلفة مطورة وظائف كثيرة بالمخ ؛ و قدرات لا حدود لها . فنمو وصلات جديدة هو ما يعد محددا فاصلا فيما يتعلق بكفاءة عمل المخ و الذي يمكننا أن نطلق عليه مجازا " الذكاءه" أو " القدرة " على استخدام هذا المخ ..
و لعل المقولة الشهيرة التي سمعناها مرارا و تكرارا : " استخدمه أو افقده " " use it or lose " - تشكل أحد القوانين الهامة في التعامل مع المخ .
و من المثير للدهشة كمثال على ذلك ما أوجدته الدراسات عن نمو منطقة معينة في المخ لدى سائقي التاكسيات في لندن ؛ و هي المنطقة المسئولة عن القدرات الفراغية " تلك المتصلة بإدارك الطرق و الإحساس بالاتجاهات " .. حيث يحتاج هذا السائق فعليا لاستخدامها بشكل دائم أثناء تأدية وظيفته مما جعل هذه المنطقة أكبر نوعا لدى السائقين عمن سواهم ..
الأمثلة على إمكانية النمو المستمر للمخ كثيرة جدا و كل ما علينا الآن أن نصدق أننا بإمكاننا تطوير كفاءة الدماغ ..
و ها أنا لازلت أدعوكم " تيجوا نعمل دماغ " ,, إن كنتم راغبين فاستمروا معنا !
المصدر: نيفين عبد الله
نيفين عبدالله
مدير مركز أجيال للاستشارات و التدريب الأسري
ساحة النقاش