بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على خير خلق الله.. محمدبن عبدالله.. عليه أفضل السلام، وآله، وصحبه، ومن والاه وبعد...
يقول الحق جل في علاه {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ{1} خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ{2} اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ{3} الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ{4} عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ}سورة العلق
بهذه الآية الكريمة بدأ الوحي الإلهي الكريم للنبي صلى الله عليه وسلم في الغار، فنقطة البداية ، ومحور ارتكاز الفهم هي في (اقرأ).
إخواني الأعزاء : نحن أمة اقرأ، فبالقراءة تحصل العلوم، ومن خلالها تبنى العقول، وبها ترتقي الأمم وتتحضر الشعوب.
سأخوض معكم - بدون أطالة في المقدمة - رحلة ماتعة ناجعة نستنير ببعض المعلومات ونستفيد من بعض التقنيات ونطور الكثير من المهارات بهدف الوصول بالقراء إلى أفضل الدرجات بإذن رب البريات .
قبل الخوض في التقنيات والمهارات دعونا نبدأ بهذه الأسئلة :
س / لماذا لانقرأ ؟ س / لماذا نشعر بالنعاس والسرحان أثناء القراءة ؟
س / لماذا نشتري الكثير والكثير من الكتب ثم نودعها أحضان الرفوف ؟
س / ماهي خدعة المجتمع التي انطلت على الكثير منا ؟
أسئلة كثيرة سوف نوجد لها حلولا بإذن الله شافية كافية. فأرهفوا مسامعكم ، واستحضروا أفئدتكم ، فأني ناصح لكم .
عند إحصاء مشكلات القراءة ، وجد أنها تتفرع من ثلاث أصول :
- مشكلات ما قبل القراءة.
- مشكلات أثناء القراءة.
- مشكلات ما بعد القراءة.
سيكون محور حديثنا في أول نقطتين ، وسأفرد بأذن الله موضوعا مستقلاً عن المشكلة الثالثة ؛ لتشعبها وكثرة فقراتها .
أولا : مشكلات ما قبل القراءة : وهي تقريبا تنحصر في أربع نقاط ،
وهي على سبيل الإيجاز .
v خدعة المجتمع :
ماهي هذه الخدعة ؟؟ هذه الخدعة تكمن في القالب الذي وضعنا به القراءة ، حيث أنها ( القراءة ) أصبحت من بند الهوايات !! هل يعقل أن تكون القراءة هواية !! أيها الأحبة إن القراءة ضرورة وضرورة قصوى لكي نعود إلى قممنا الشماء ، فيجب علينا أن نعيد للقراءة بريقها عن طريق وضعها في إطارها الحقيقي وأن نصحح هذا المفهوم حتى للأجيال من بعدنا .
v عدم اختيار الكتاب المناسب :
عندما يقع بين أيدينا كتاب ما، مالذي يجب علينا فعلة لكي نعلم أن هذا الكتاب يناسبنا أم لا ؟؟ إليك الحل:
1. تعرف إلى المؤلف: فكأنك تحني ركبتيك أمام هذا المؤلف لتنهل من نبعه.
2. العنوان : ولا تخدعك بعض العناوين البراقة فلابد من مقاومة الإغراء التسويقي لبعض الكتب ، ومن أمثلتها (كيف تصبح غنيا في خمس عشرة يوما ، تعلم الانجليزية في ثلاثة أيام ، ... الخ) .
3. تأريخ النشر: فعلى ضوء هدفك من الكتاب تكون أهمية معرفة تاريخ النشر، إن كنت تبحث عن كتب التاريخ أو الأنساب أو المخطوطات، أو كنت تبحث عن العلوم الحديثة من جهة أخرى.
4. الغلاف الأمامي والخلفي : غالبا ما يحتويان على نبذة عن الكتاب .
5. قائمة المحتويات أو الفهرس: فكأنك ترى خطة سير رحلتك التي تنوي القيام بها مع الكتاب الذي بين يديك.
6. المقدمة : هل تعلم أن المقدمة هي آخر ما يكتبه المؤلف على الأغلب فتراه يكتب المقدمة بصيغة الماضي فيقول على سبيل المثال :( وقد قمت بتقسيم كتابي إلى أبواب ... ثم إني اشكر كل من ساعدني على إتمام هذا الكتاب.... الخ ).
7. الخاتمة : فهي كبسولة المعرفة التي يقدمها لك المؤلف .
8. أخيرا ابدأ بقراءة الكتاب متوكلا على الله .
v عدم التهيئة المناسبة :ولا يمكن لك عزيزي القارئ أن تدخل في محيط الكتاب ، وفي أعماق الكتاب الذي بين يديك إلا إذا تهيأت أنت شخصيا بأن اخترت الوقت الذي لا يتعارض مع أعمال مهمة يجب عليك انجازها الآن . أو أن تكون في مكان ضوضاء وإزعاج ينعدم معه التركيز . أو على سبيل المثال أن تكون الإنارة غير جيدة إما خافتة جدا أو قوية بحيث تسبب لك إجهاد العين وبالتالي تصاب بحالة من الانزعاج تمنعك من مواصلة القراءة.
ثانياً : مشكلات تواجهنا أثناء القراءة : وقد اختصرتها في أربع نقاط وهي :
v القراءة بلا هدف: لا يخفى عليك أخي القارئ أختي القارئة أن تحديد الهدف من القراءة يساعدك بصورة كبيرة في استيعاب هذا الكتاب والاستمتاع بما فيه.
v نطق الكلمات أثناء القراءة: والمقصود بها أن القارئ يلفظ الكلمات التي يقرأها بصوت مسموع. وهذه من أكثر معوقات الانطلاق في القراءة ، بل إنها تعيقك بنسبة الثلث تقريبا إذا ما قورنت مع باقي المشكلات ، ولتجاوز هذه المسألة يجب عليك أن تقرأ بدون أن تحرك شفتيك ، ولمن يصعب عليه ذلك بإمكانه استخدام لبان أو حتى إن يضع القلم بشكل أفقي ويغض عليه إلى أن يمتلك هذه الموهبة وهي القراءة الصامتة .
v السرحان والشرود الذهني :
v الارتداد (إضاعة السطر ):
أما السرحان والشرود الذهني فلا يكاد يخلو منه أحد ، وهو نتيجة حتمية لمن لم يسخر ما وهبه الله من طاقات وإمكانات فمعلوم أن القراءة تتعامل جزئ من العقل ، ولكن هناك الجزء الآخر من العقل لم يستخدم ولأنه لا يحب الفراغ ولا يمكن أن تمر عليه لحظة فراغ فإنه سيشرد وينطلق في مساحات لا أفق لها من الخيال .
وأما الارتداد فهو نتيجة متوقعة للسرحان ، فعندما تسرح فأنت تتخطى أسطراً وصفحاتٍ دون أن تشعر بما تعمله ، ثم إذا تذكرت أن أمامك كتابا كنت تقرأه قطعا ستبدأ بالبحث عن آخر سطر كان ضمن استيعابك . ودواليك دواليك حتى يمضي عليك الوقت وأنت لم تخرج بالفائدة المرجوة التي تبحث عنها .
أما الحل : فقد يكون هناك إجماع تام من قبل رواد القراءة السريعة على أن حل هذه المشكلة يكمن في استخدام إصبعك أثناء القراءة بتمريره على السطر الذي تقرأه ، سمه أن شئت المؤشر أو المنظم
وبهذه الطريقة أنت سوف تشغل فصي الدماغ الأيمن والأيسر، وستتخلص من أهم مشكلتين تواجهك أثناء مطالعتك للكتب.
ومن اراد الاستزادة فعليه الذهاب إلى المكتبة وشراء الكتب التي تصب في قالب القراءة السريعة .
وفي الختام : قد نثرت أمامكم بضاعتي المزجاة ، فمن رام معناها فليأخذ بها ، ومن رد فحواها فليصد عنها ، والفضل بعد الله لكم .
*** أود أن أنوه إلى مسألة مهمة وهي: أن قراءتك للقرآن يجب أن تكون بتدبر وتروٍ، فلا يناسبها بعض هذه التقنيات.***
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شكرا للأخ / صديق صالح من السعودية ـ الرياض
ساحة النقاش