حكاية قصيرة: بقلم محمد مسعد البرديسي
انطلق في الكلام بحماسة واضحة عبر هاتفه المحمول وكأنه يجلس بمفرده في حجرته الخاصة أو مستلق على سريره لاأحد يستمع أو يلاحظ أويعلق غير أن الزحام أدعى أن يجعل كل فرد يقف لايلقي بالا لذاك أو هذا
يحاول أن يخفض من صوته تارة ثم يعلو الصوت تارة أخرى رغما عنه لعله يتذكر لحظة أن هناك من يسمعون حواره المتدفق مع خليلته ؟ خليلته لايبدو من الحوار أنها خليلة لتكن خطيبته مثلا ؟! أجل غير متأكد
والحوار ينطلق طبيعيا فالمحطة التي يريد النزول عندها لم تحن بعد وقد يكون المترو مسلي خاصة اذا استمعت فقط لحوار بين اثنين أو أكثر ربما يحلو لك الموضوع الذي يتحاورون فيه فتلق السمع حتى ينتهيالحوار وتصل محطتك واحيانا كثيرة لايروق لك فلا شيئ يهمك منه عندها فقط تظل تتحرى وصول المترو للمحطة التي تريد
توقف سمع العجوز فجأة حين سمع الشاب وهو يؤكد لخليلته قولاهكذا
ـ سوف أخطفه ! أتعتقدي أني مازحًا! أقول لِك والمصحف هاخطفه!!
أحس العجوز قلقًا وريبة وظل يدور في ذهنه كلام كثير هل من الممكن أن تحدث جريمة ما بدأت مقدماتها حين أقسم قسمه ذلك أنه سيخطفه هل هو منافس الخليلة أم زوج سابق أم عشيق يرد أن يمحوه من طريقه؟؟
وتابع العجوز يستمع الحوار فقال الشاب : انت تزوجتي وانت في الكلية !
وتأكد للعجوز عنئذ أنها خليلة أغيرانه لم يستمع الى ردها اذن هي خطيبة أم خليلة اذن لايعرف ثم أعرض عن طريقة التفكير وعاد ليعيش حاله والمترو
الزحام يزداد والناس تتدافع مع قرب كل محطة رئيسية والحوار بين الخليلة والشاب لم ينتهي والعجوز مشغول بفكره وأسئلة معلقة في داخله ما الذي ينوي فعله هذا الشاب كيف يوقف العجوز جموح الشاب ؟
فكر أن يتدخل في الحوار بعدما ينتهي فعلا و من ثم يستفسر ويهدأ روع ما سمع ثم تذكر كتيبات أو كتب صغيرة بها نصائح في الدعوة ونظرات في المشاكل الاجتماعية يحملها معه في حقيبته فقرر أن يهدي اليه كتابا منها لعله بذلك يحاول وبطريقة غير مباشرة اقناع الشاب أن يراجع نفسه فيما ينويه حيث لاقبل للعجوز أن يتدخل في الحوار مباشرة ويعرف أصل الحكاية ولماذا التهديد بالخطف وارتكاب جريمة بالتالي !!
وكان قدر الله مع العجوز كريما للغاية فاسرع يفتح حقيبته ووجد مصادفة كتيب يحمل عنوانا والعجيب انه العنوان المقصود والمعنى الذي يريد العجوز إيصاله وكان العنوان "أثر المعاصي" ! قدر ساقه القدر
سبحان الله كأن العجوز وجد ضالته كي يلجم مانوى عليه الشاب لأجل خليلته وبالفعل أخرج الكتاب وأهداه للشاب و الذي كان يجاوره في مقعد المترو وأثار العنوان الشاب فالقى بنظرة تكاد تعقدها الدهشة الى العجوز أخفت خلفها االكثير الكثير
ساحة النقاش