عندما يجد المواطن نفسه قابعا تحت خط الفقر عاجزا عن فعل شيئا تجاه أفراد أسرته فليتوقع منه فعل أي شيء وكل شيء في سبيل إنقاذ أسرته أو نفسه )( قد يتنازل عن كرامته ؛ وربما يتخلى عن مبادئه ويصبح منحرفا مجرما صعلوكا أو مرفا أو تاجر مخدرات – تلك هي الخيارات المتاحة على طاولته ....
كان في إحدى قرى اربد في عشرينات القرن الماضي رجلا صلفا اجتاحته وفود الفقر والعوز والقلة ؛ لم يبقي بابا إلا وطرقه بحيث لم يصل لنتيجة سوى التهكم والفشل ,,,
لقد دفعت به ظروفه الخارجة عن نطاق سيطرته " للتصعلك – فتحول إلى حرامي مذكوا ؛ وقاطع طريق مشهورا ؛ وقاتلا مسعورا – فصار يهاجم البيوت يعفش محتوياتها ؛ ويقطع الطرقات ويسلب الناس أغراضها واموالها تحت تهديد السلاح ؛ فضلا عن مهاجمة مخافر الأتراك وسرقة أرزاقهم وسلاحهم – لقد صار يشكل مصدر خطرا على الناس وعلى أفراد الجند رما الأتراك لدرجة انه صار المطلوب رقم واحد لدى الحاكم العسكري التركي ؛ لقد قاموا بعمل الكمائن ؛ والقيام بالمداهمات ‘لا أنهم فشلوا - فأيقنوا أن عملية القبض عليه صارت في حكم المستحيل ؛ فقرر االحاكم العسكري التركي المسئول عن المنطقة إبلاغ الحاكم الإداري عن الرجل وما يفعله بالآخرين ؛ فقام الحاكم بإصدار أمرا للظابط المسئول باستنفار عشرات الجنود وأمرهم بالقبض عليه " حيا – لقد استطاعوا بعد جهد جهيد من القبض على ذلك البطل القومي وقدموه للحاكم لإداري ؛ وعندما مثل أمام الحاكم قام الحاكم بتوجيه سؤال للرجل : لماذا أنت تقطع الطرق وتسلب الناس وتقتل كل من يعترض طريقك ؛ فأجاب – إنه الفقر يا سيدي الحاكم )( لقد توقعوا يقوم الحاكم بالحكم بإعدام الرجل إلا أن كان للحاكم رأيا مختلفا – لقد أصدر فرمانا لمعاونه بعدم مساءلة الرجل بل يمنحه فرصة عملا يعاش وأفراد أسرته من ريعها – فقام بتعيينه حارسا –" على جسر وادي العرب - مقابل " عصمليتين " كراتب شهري ؛ لقد بدأ بمزاولة عمله بعيدا عن الصعلكةة والإجرام وووو لحين وجدوه متوفيا في مكان عمله – دمتم سالمين .....
ساحة النقاش