نحن قوم لا نأكل حتى نجوع وإذا اكلنا لا نشبع .. حديث نسب للنبي ( ص ) ولا ندري ما مدى صحته إلا أن فيه من ألحكمة الكثير ؛ وألمقصود به هو أن لا يملاً الإنسان معدته بالطعام ليترك مسلكاً للماء والهواء " ومن المفروض قياس ذلك على مراحل عمر لإنسان – مراهقه – شباب – رجوله وعطاء ثم شيخوخه يعني التفرغ للعباده لا ألموت على كرسي العمل ؛ أنا سأتجاوز كل مراحل حياة لإنسان وسأكتب عن موضوع الشيخوخة تحديداً..!! إن مرحلة الشيخوخة تبدأ من سن الخمسين وقيل أكثر من ذلك ربما الستين فهي آخر مرحلة في حياة الإنسان فكلها ضعف وخرف وهرم وعجز وتأتي بعدها مرحلة الموت ..!! كما وإن مرض ألشيخوخة تلك التهمة الملصقة بشبابنا
هذه الأيام سببه طفرة جينية وليس وراثياً ولا مفتعلاً والدليل وهذا ألمرض يصاب به الأطفال حصريا لا ألشباب كما يعتقد ألبعض ..!! أما ما يقال عن أن شبابنا كهله فهذا شأن آخر لا علاقة له بمرض ألشيخوخة أصلاً بل هناك أسباب كثيرة منها سياسية إقتصادية ونفاق مجتمعي ..!! إن ألخمول الذي يكتنف شبابنا هذه الأيام سببه قلة العمل ليس حباً بالجلوس أمام شاشات ألتلفاز؛ فمن ألناحية السياسية فلا أحد ينكر أن سياسة ألدولة المتبعة من زمن بعيد هي بقاء ابن ألفلاح فلاحاً وابن المسئول مسئولا ...كما أن للمحاباة والواسطة والرشوة دوراً بارزاً في تفشي ظاهرة ألبطالة لدى ألشباب تحديداً أبناء ألأرياف " أبناء ألحراثين ؛ كثيراً ما نسمع بعض مسئولينا يتحدثون عن العدالة الاجتماعية من حيث توزيع ألوظائف وفرص العمل
والحصول على مقاعد جامعية وما هذه التصريحات إلا عبارة عن " هراء " ولم يدلوا بها إلا للدهزة علينا ثم لتلميع صورة ألدوله ألقبيحة ...!! .نحن وعندما نتحدث عن كهلنة الشباب وشبشة الكهلة يجب أن نتوخى الدقة والمصداقية وإثبات ألوقائع بعيداً عن ألرقص على حبال الدوله ؛ توجد أسر أردنية لديها " ستة شباب " معظمهم متعلمين وكلهم عاطلين عن ألعمل .. بينما توجد في ألمقابل أسر كثيرة لديها نفس ألعدد كلهم موظفون أما في الشركات وإما في ألجيش وأما في الجامعات ومؤسسات الدولة والسبب واضح ليس بحاجة شرح .. فعندما تعلن القوات المسلحة عن حاجتها لألف شاب لتجندهم تشترط حصولهم على الشهادة الثانوية " ناجح " فيهرول شبابنا بالآلاف لمراكز التجنيد ولكن وللأسف ألشديد يقال للذين لم يوفقوا "
فرصة سعيده " فيرفض حملة الثانوية ألناجحين ويعين الذين لا " يفكون المكتوب " والسبب بسيط ليس بحاجة لشرح أيضاً ...أما من ألناحية الاجتماعية فيعود سبب كهلنة هؤلاء الشباب لأنانية ألشباب ألكهلة .. نصف موظفينا تزيد أعمارهم عن الستين عام وربما وصل بعظهم ألسبعين ودخل بعظهم ( الثمانين ) - هل يعقل أن يعمل المرء أكثر من ستين عاماً بصورة متواصلة بينما لا يجد من هو اقدر وأجدر منه فرصة عمل " ماذا أبقيت لغيرك أيها الكهل الشباب " وماذا تنتظر بعد أن ولجت في ألثمانين غير زورت ملك ألموت ؛ لماذا لم تأخذ عبرة من " طلال مداح ؛ نحن في الأردن نعاني من بطش ألدولة وتشريعاتها التي سمحت للموظف ازدواجية التقاعد ثم العمل بعقود لفترات طويلة أخرى ..!!
أما مؤسسة ألضمان الإجتماعي تلك ألمؤسسة ألتي يعود رأس مالها للموظفين المشتركين فتسيطر عليها ألدولة سيطرة تامة ؛ ومن يدعي أن شركة الضمان الإجتماعي مستقلة - فليصحح معلوماته ؛ إن من مصلحة شركة الضمان إبقاء ألموظفين " الكهلة الشباب " على رأس عملهم لأسباب مالية ؛ فكلما ازأدت سنين خدمتهم كلما ازداد مجمل راتبهم ؛ وبالتالي فهم يدفعون للمؤسسة مبالغ شهرية اكبر من المشتركين الجدد - إستغباء وغباء واضحين .....!! معادلة بسيطة ليست بحاجة مجهود فكري – نحن نتحدث عن عشرات الألوف من الموظفين " الكهلة المتشببين وليس عن أفراد ؛ وهؤلاء لو تمت أحالتهم على ألتقاعد المطلق ومنتعهم الدولة من
ممارسة أية أعمال أخرى ورفضت إخضاعهم للضمان الاجتماعي لكانت قد أنصفت أولئك ألكهلة ألشباب وإنعشت الألآف من الأسر الفقيرة ..!! نحن في مشكلة مع الدولة ثم مع ألمجتمع المبني على الأنانية والنفاق ؛ لأن معظم شبابنا أل ختيارية هم من ألمتعلمين الذين بلغت أعمار معظمهم الأربعين ولا يزالون ينتظرون غيثاُ من ديوان الخدمة المدنية يبعث....إن شبابنا هم اللوحة التي تنعكس عليهم صور مجتمعهم شراً كان أم خيراً وبالتالي نحن وعندما نتهمهم بالفشل وقلة الحيلة فهذا يعني أن مجتمعنا فاشل وقليل ألحيلة مثله كمثل الدولة التي تتحدث عن ألتنمية في ضل تنامي أعداد ألعاطلين عن ألعمل ...!!.نحن موقنون بأن ليس هناك ما تسمى بالعدالة الاجتماعية فهل
منكم من سمع عن عدالة اجتماعية بعهد حكومة " حكلي تحكلك" يجب علينا ألتسليم بالأمر ألواقع وهو أننا نواجه مشاكل عديدة تتمثل بالواسطة والمحسوبية التي يمارسها ألمتنفذون والمتغولون" والمحاباة التي أبتكرها ألشعب " والأنانية ألتي نمارسها بحق بعضنا ؛ فالكل يركض وراء مصلحته منهم من يدير شركة ولديه " مزرعة " ولديه محل أجهزة كمبيوتر – ومكتب سفريات ووووو؟؟؟ نحن نتهم شبابنا جزافاً بدل أن نخفف من معاناتهم ونعمم عليهم بدل الإشارة للفئة الضالة التي لا تمثل 10% من شبابنا ونغض الطرف عن الجهات المسئوولة وهذا ليس عدلاً ولا إنصافاً .......
ساحة النقاش