صفحات الكاتب نظمي محمد القواسمه

من بلدة سوم في المملكة الاردنية الهاشميه

عهد ألفرسان ألبغيض ....   

لقد كان المرحوم " راضي عناب " هو قائد الدرك في منطقة اربد في أربعينيات القرن ألمنصرم ؛ وكان المركز الرئيس للدرك والذي كان يسمى " بمخفر البلدة " بجانب " أوتيل غازي " بجانب محل العلاونه للصرافة حالياً " وكان لديه كوكبة من الفرسان الدواهي ما يكفي لإرهاب منطقة اربد وعجلون رغم عددهم المتواضع ؛ أنا سأتحدث عما شاهدته من أعمال الفرسان الإرهابية وفي بلدنا عندما كنت ببداية أيام عمري ؛ ورغم صغر سني في تلك الفترة إلا أنني أتمتع بذاكرة نضيفه وأستطيع تصوير ألمشهد لكم بكل دقة ؛ لقد كانت " سوم " من أكثر بلدات قرى ألمحيط إجراماً ؛ كما وكانت تمارس ألسرقات بشكل ملفت ؛ وكان في فترة ألخمسينات " صعلوكاً " من ألصعاليك ألمحترفين

بسرقة ألغنم  اسمه " سليم ألدله " لقد كانت تبيت في سوم " 33 " شلية أغنام ؛ وأذكر أن بعضها كانت تعود إلى ؛ محمد ألحمد ؛ وعوض الزيد ؛ والناجي ألمعابره ؛ رحمهم ألله وغيرهم من أصحاب ألحلال ؛ ولقد كان سليم ألدله متسلط على أغنام سوم ؛ وكان بين الفينة والأخرى يسرق شلية فلان وبقرات علان ؛ وكانت عناصر الفرسان تأتي للتحقيق في الجرائم وكانوا يبيتون في بمضافة ألمرحوم " أحمد ألشيخ " أبي عوده ؛ يأكلون ويشربون وكأنهم في فندق وكانوا يقضون يومين وربما ثلاث أيام ؛ أما وعندما كانت تحصل جريمة قتل أو إيذاء شديد فكانوا يتقاطرون عن طريق وادي البارحة متجهين إلى سوم ؛ وكانوا يمكثون في فندق ألحاج " أحمد ألشيخ " أياماً ..!! لقد شاهدت أول سيارة في حياتي تعود للدرك والتي حضرت إلى سوم وكانت والدتي ضمن ألنسوة

ألمنتشرات بقرب " ألمجنه " تحديداً أمام بيت ألمرحوم " شتيوي ألبدران ؛ وكنت أجلس في حضها ؛ وكنت أول من شاهد سيارة ألدرك وقلت لوالدتي رحمها الله يمه هضيك سيارة " عنكر" وكان ألمتوفى ألمرحوم " مصطفى الأحمد ألطعا منه " عندما حضر الفرسان إلى سوم هرب معظم رجال سوم إلى منطقة " ألكروم " ألشمالية خشية من بطش ألدرك بهم وكانوا يبيتون فيها ؛ ولقد كانوا عناصر الفرسان يبحثون ويقبضون على كل رجل يجدوه أمامهم ؛ لقد كانت " مجنة " سوم ألقديمة : ألمقبرة : موجود مكان مسجد عمر بن الخطاب ( ر) ولقد قام بعض الفرسان بالقبض على " خادم جامع سوم ألقديم ألمرحوم " ألحاج خليل " شقيق الحاج خالد رحمه الله أبو محمد زكي وكانوا يسكنون في دار الحاج

محمود ألقديمة ؛ لقد كان الدر كي يسوق ألرجل كالبهائم وكان يمشي ورائه في المقبرة القديمة وكان الرجل " ضعيف النظر " فقام برفع ثوبه ليتمكن من الركض أمام ألفرس وتحت ضرب ألخيزرانة إلا أن ألدركي أمره بتنزيل ثوبه لكي يتعثر بنصائب القبور؛ وقال له : بس ارفع عن عصاقيلك ليضربه على أزرار قدميه وقد كان الرجل يبكي ويردد " حسبي الله ونعم الوكيل " إرهاب بلا حدود وعنجهية ثقفيه بامتياز ؛ لقد كان بعض عناصر الدرك يبحثون أيضاً عن أخمام الدجاج ليوجهوا لها تهم عدم الإبلاغ عن سكانها المتسترين من ديوك وصيصان وأرانب فهي ضمن ألمطلوبين ألخطرين أيضاً ؛ وكانوا يمسكون بنا نحن الصغار لنرشدهم  على  أي بيت يوجد به " خم " لقد قام أحد ألصبية بالإبلاغ عن أحد الأخمام ألتي لم يكشف عنها لدى أحد رجال البلد وتوجه أثنين منهم قبل العصر ونادوا " صاحب الدار الذي خرج إليهم مستفسراً ؛ فقالوا له : أين دجاجك ؛ فقال ليس لدي دجاج ؛ فقالوا له : حسناً سنفتش الدار فقال : لا تفتشوا ولا على بالكوا " شو المطلوب فقالو : نريدك أن تدخل للخم وتفرج عن كل الديوك والدجاج التي في الخم فقال : أن باب الخم صغيراً ولكن سأحاول أن أفرج عن كل دجاجة تطالها يداي فلم يقبلوا وانهالوا عليه بخيزران اتهم

وأجبروه على حشر نفسه بالخم مما أدى إلى انهيار الخم عليه وعلى ما فيه من دجاج ..!! إنه ألقهر ولغة ألعنف ألمفرط فكان أسلوبهم أشبه بأسلوب أليهود الذين يجمعون أهالي ألبلدات ألفلسطينية عندما كان أحدهم يقتل إسرائيلياُ ويعاقبوهم عقاب جماعي بداية ثم محاولة القبض على الفاعل فيما بعد ...!! رغم قلة عددهم وإمكاناتهم فكانوا مسيطرين سيطرة تامة على الوضع الأمني في ألبلد رغم سلبياتهم ؛ فكان أثنين منهم يتحكمون ببلدة كبيرة وكان ألحرامي يحسب لهم ألف حساب قبل الشروع بارتكاب جريمة أو سرقة أو ما شابه ؛ لقد كان الكثير من الرجال وعندما يتم  تبليغم عن بالذهاب للدرك يصابون أما " بزنطاريا أو إسهال شديد أو يمضون ألليل يحكون مؤخراتهم ...!!

أما عن مخفر فرسان وادي ألعرب فكان عبارة عن مفرزة صغيرة يتم من خلالها تبليغ أهالي صما والطيبه ومخربا ودير السعة وإشعارهم بضرورة مراجعة مخفر ألبلدة فضلاً عن متابعة جرائم ألسرقة والتعاركات والجنح وغيرها والتي كانت تتم بتلك ألمناطق " أما عن مخفر ألبارحة فقد كان موجوداً بالقرب من مقبرة البارحة من الجهة الشرقية إلى أن تمت إزالته في مطلع ألستينيات من القرن ألمنصرم ..!!

المصدر: http://kenanaonline.com/posts/new --------- بقلم - نظمي محمد القواسمه ..
nazmimuhammad

حرر بقلم نظمي القواسمه

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 68 مشاهدة
نشرت فى 16 فبراير 2014 بواسطة nazmimuhammad

ساحة النقاش

نظمي محمد القواسمه

nazmimuhammad
الكاتب نظمي محمد القواسمه من بلدة سوم في المملكة الاردنية الهاشميه وله عدة كتابات اجتماعية تم نشرها على صفحات هذا الموقع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

200,392

كلمات بين السطورعن سوم

 نظمي محمدالقواسمه


اتمنى ان يلاقي قلمي اعجابكم 

نظمي القواسمة 2

سوم هي إحدى قرى محافظة إربد في الأردن. يبلغ عدد سكانها قرابة 9 آلاف نسمة وتقع إلى الغرب من مركز ‏الالمحافظة وعلى بعد 6 كيلو متر من مركز المدينة، ضمن بلدية غرب إربد (كفر يوبا، بيت يافا،ناطفة، هام، جمحا، ‏كفر رحتا، زحر، دوقرة، ججين، سوم). ويوجد بها مقام الصحابي الجليل "أبي الدرداء" الذي روى بعض الأحاديث عن النبي ‏.‏

يتسم سكان البلدة بالبساطة ويشتهرون بزراعة الزيتون والمحاصيل الصيفية والتجارة. ويتجه الشباب إلى التعليم فقد حققت أعلى ‏نسبة خريجين من الدراسات الأكاديمية على مستوى محافظة إربد.‏

إن العشائر الموجودة في سوم هي كل من عشائر الشناق والمعابرة والخمايسة والقديسات والمراشدة والطعامنة والدغيمات ‏والكيلاني والقواسمه, وكل هذه العشائر ترتبط براوبط المصاهرة والنسب مع عشيرة الخمايسة التي تعتبر أول من سكن قرية سوم ‏في العصر الحديث.‏