سنين القحط .....
لقد كانت يباع " شوال " الباذنجان في سوم ببداية الخمسينات ب " خمسة قروش " وكانت تباع " ألثلاث بيضات – بقرش واحد " وكان الكوسى يباعا " بالبلاش " بلا ثمن – كما وكان رطل البندورة يباع ب- 1- قرش " كما كان ألفقوس والبامية والفواكه كالتين والعنب لا تباع أصلاً بل يتم تفريقها على الذين لا يملكونها " ولقد كان سعر الحليب واللبن متدنياً جداً لكثرة الأبقار والأغنام في ألبلد فكانت تعد بالألف ؛ فكان سعر لتر الحليب لا يتجاوز ألقرشين ..!! ولكن وبعد أن داهم ألقحط وسيطر وبلغ الجوع مبلغه قامت ألدولة بتزويد القرية بالقمح ذات الصنف ألمتردي ليباع للناس بأسعار زهيدة إلا أن الناس لم تكن تمتلك ثمن ألقمح فاشترى الكمية كاملة ألمرحوم " محمد ألنهار وباعها للناس بسعر " ثلاث دنانير للمد ألواحد ديناً " ففي عام 1957 كانت ألناس تعتمد على نفسها من حيث تأمين معيشة أبنائها وتدريسهم بمنء عن الدولة التي لم تصل ميزانيتها بتلك الفترة إلى مليوني دينار فما بالكم بميزانية أسرة لا تملك مصدراً سوى ما تنتجه أرضها من محاصيل متنوعة وبالتالي فقد كانت ألناس تلجأ للتدين من الدكاكين ما نحتاجه من مؤن حيث كانت ثقافة " للبيدر" سائدة ؛ لقد شهدنا فترة قحط بأواخر الخمسينات أدت إلى زيادة تردي وظعنا المعيشي واضطرت الناس لأكل خبز الشعير بل ووصل الأمر بالبعض لشراء ما تسمى " كناسة " محلات بيع الحبوب ؛ وكثيراً ما كانت تنام ألناس بغير موعد نومها جراء ذلك ....!! يتبع .
ساحة النقاش