إن المواطن العربي أصبح يتساءل ما الآلية التي سيعمل بها ثوار سوريا بعد هذه المجزرة الرهيبة التي شهدها العالم الخانع المتخاذل ونظام الأمم المتحدة الجوار ؛ لقد تفرد النظام اللئيم بالشعب السوري بترخيص من المجتمع الدولي ومجلس الأمن الذي يكيل بمكيال جحا ويعمل بألف معيار .!! هل يكفي ما يتحدث عنه الثوار من معارك وهجمات تشن هنا وهناك فيدمرون دبابة بحمص وعربة في حلب والنظام يبيد الآلاف من البشر في كل مكان وزمان ؛ مشهد بلغ مبلغه من الرهبة والجمال في آن واحد ؛ أما الرهبة في الموضوع وهي أن معظم الشهداء من ألأطفال الذين قضوا بصمت وغادرت معهم براءتهم ووجوههم الجميلة ..!! وأما موضوع الجمال فلم نشاهد نقطة دم واحدة
على أجسادهم وأكفانهم ؛ منظر أدهش المواطنين أليهود والبوذيين ولو كان هتلر على قيد الحيات لخجل واستنكر ما يفعله ابن تلك العائلة النذلة بالبشر ..!! مناظر أرعبت العالم وهزت أبدان المجتمع الإنساني وتسارعت نبضات قلوب المسلمين رعبا وغضباً وسخطاً..!! لابد من تغيير آلية عمل الثوار لأن الرهان على المجتمع الدولي سيكلفهم المزيد من الوقت والكثير من الشهداء والتدمير ؛ كما أن الرهان على أمريكا وأوروبا ربما يكون خاسراً ؛ لقد نشرت الصحف الأمريكية إثناء حرب الخليج أكثر من خبر وتحليل وأكدت على لسان عسكريين أمريكيين بأن يمكن للأقمار الصناعية لأمريكية تحديد نوع وشكل كرة بحجم البرتقاله وبالتالي فهي قادرة على رصد رجل يطلق النار من مسدس وتحديد ملامحه عن بعد 40 ألف كيلو متر . ولكنها لم تستطع للأسف الشديد من تحديد مكان إطلاق صاروخ يحمل شحنة كيميائية يزيد طوله على أل - 12 متراً ..!! إن الموضوع السوري عبارة عن صراع دول عظمى ولكل مصلحته
وهدفه وحصته والكل يصب الزيت على النار في سوريا ثم لتشمل دول المنطقة..!! إذا بقي الوضع على ما هو فسينفق الشعب السوري بمجمله تحت مرأى ومسمع صناع الكذب ولن يتوانى النظام على تحويل سوريا لمحرقة شاملة تأتي على البشر والشجر والحيوانات ؛ نحن لا نريد من الثوار الانصياع لرغباتنا ربما نكون خاطئين ؛ ولكن نحن نحبذ تحسين ادآئهم من خلال ضرب النظام في المقتل من خلال استهداف باقي المطارات العسكرية ومستودعات التموين ومراكز القيادة والسيطرة للجيش بكل الوسائل من تفجيرات واغتيالات ؛ إن أسلوب شن الهجمات القاتلة ليلاً على مثل هذه الأماكن قد يتسبب في زعزعة النظام وإرهاقه ..!! لن تستطيع الأردن ولبنان وتركيا استقبال المزيد من الوافدين في ضل تخاذل المجتمع الدولي من دعم هؤلاء وتقديم الدعم لهم والذي ستتضاعف أعدادهم نهاية العام..!! لا يمكن
للنظام السوري التراجع عن أسلوبه الدموي الذي لم يعد يكتفي بمائة شهيد يومياً بل يريد رفع وتيرة القتل بكل ما هو متاح من ادوات ليرفع أعداد الشهداء للألوف ؛ وهو يعي بأن لغة الإدانات والاستنكارات في ضل دعم الموقف الروسي والصيني والإيراني التخاذل الأممي وعجر الغئتلاف عن فعل ماهو مطلوب منه لن تجدي معه نفعاً وربما سنشهد في الأيام القادمة مذابح تتعدى أرقامها عشرات الألآف من الشهداء لأن النظام اعتاد منظر الدماء وتحول الأسد لكلب مسعور..
ساحة النقاش