نظمي القواسمة “أبو راتب” وقمة فوق عظام العراقيين
نحن كشعوب عربيه ومنذ سنين طوال كنا نترقب انعقاد مؤتمرات القمة العربية متوقعين لها النجاح وأنا كمواطن عربي كنت انظر للقمم العربية كلقاءات مجامله ومجادله بين الوروار اللبناني والجاموس المصري والفيل القطري والبطريق العربستاني وإقامة الولائم الفاخره وطقطقة الكؤوس والابتسامات الصفراء لكاميرات المراسلين لنراها نحن لاحقاً ولم اذكر أن أكثر من قمتين نجحتا طيلة
خمسين عام وتعود الأسباب ربما تكون اقل من أن نوصفها بالصبيانية كون الأسد لايطيق أن يرى البقرة الضاحكة والفيل يتشاءم من منظر الزراف والحوت يكره رؤية منظرا لقرش وفلان يخشى أن يتلقى صاروخ على شكل منفضة سجاير أو صحن فاكهة طائر وفلان لم يحضر متحاشياً سلاطة لسان ألقذافي والبعض يرًسل القطروز نيابة عنه كونه مشغول بالسياسة الكونية ويساهم بنهم في حلحلة مشاكل الأوزون وحرب النجوم.
البعض يدعي أن القمة لا تتعدى الملف الفلسطيني الذي قضمته ألقرضه والذي رُكن قرابة القرن في مستودع كراكيب الجامعة العربية ولا يظهر إلا على جدول أعمال القمة والذي يرى فيه البعض احد مسببات النكد وعدم الرضا لدى البعض بل البعض
كان يحتج قائلا أن أبا عمار حاط ملف فلسطين تحت أبطه وكأن لا قصة لنا غير قصة فلسطين ولكن ألم يكن هناك من كان يهتف في القمم كلها عندما كان يمثل بلاده فيها بـ عاشت فلسطين وعاشت ألامه العربية هنا لابد للقارئ أن يتساءل بل وليراجع بعض ماكان يجري؟ ومن الذي هتف بـ عاشت فلسطين؟ ..
لقد انعقدت القمة العربية في بغداد قبل عشرين سنة ولا يمكن لنا أن ننسى صاحب الضحكة العربية والابتسامة العريضة العراقية والذي كان شماعة الشهامة العربية الذي لم تقبل غير العباءة العراقية لتعلق عليها ، لقد رفضت أن تُعلق عليها فروة الأسد الذي تخفي تحتها شخصية آكل النمل ورفضت أن يتعربش بها الشماغ البسام الخاذلستاني أخي القطروز وسيدي الرئيس وجلالة السلطان وفخامة كاكا جلال لكم منا كل الإكبار والإجلال ولكن أريد أنا المواطن العربي المتواضع التعليم أن أسألكم جميعاً بعض الاسئله وأرجو منكم عدم الإجابة كونكم لن تجيبوا عليها أصلا:
1. عندما كانت تحط بك الطائرة قبلا بمطار بغداد؛ هل لك أن تتذكر ذلك الرجل العربي صاحب الضحكه العربية الذي لم تعد تراها صادقة اليوم، وهل أشجار نخيل بغداد الرائعة الذي كانت تؤدي لك التحيات من خلال سعفها الذي كانت تشابه ذرعان ذلك العربي عندما كان يحييك" وهل الملايين من العراقيين الذين كانوا يبتسمون لك هل ستجدهم اليوم وهل بقي ما يبتسمون من اجله وهل هم في بغداد ألم تعلم انك تركتهم مهجرين ببلادك وهل تضن انك ربما تنعم بجلسة ليلية على النهر لتأكل السمك العراقي المقمر لا فلم يبقي في النهر من ماء عذب ولم تعد لتسمع
خريرامواجه كما كنت تسمعه قبلا" ولم تعد مياهه صالحة لتسبح فيها اسراب البط الاعرج وطيور مالك الحزين واللقلق ذي السيقان المعوجة والمسرفة بالطول والهبل.
2. وهل تضن أن فندق فلسطين الذي كنت تجلس على شرفاته لتتغزل بساحة التحرير والسعد ون لازال يحمل الاسم نفسه وهل فندق الرشيد يعرف اليوم بفندق الرشيد وهل ستدوس قدماك صورة بوش الأب " وهل ستشاهد تمثال صديقك وأخيك العربي بساحة الفردوس وهل تضن أن الهوية العراقية لاتزال عراقيه وهل لك أن تتذوق حبة من التمر العراقي البرحي والإبراهيمي الذي كان يقدم لك سابقاً خالياً من الإشعاعات المالكية والامريكيه " وهل بمقدورك مغادرة المنطقة الجهنمية لتتفرج
على العراقيات اللاتي لوحن لك سابقا بالسلام وهل تظن أنهن سيستقبلنك كما كنا حتى وإن سمح لك المار ينز بالخروج فإلى أين ستذهب؟ هل لتتفرج على الأرامل والأيتام والمعاقين والبائسين أم تتفقد الإسطبلات البشرية في أبي غريب أم ستذهب لقراءة الفاتحة على روح الرئيس صدام حسين أم ستزور تماثيل علي بابا والأربعين حرامي في الكراده وهل ستسأل أين عدي وقصي ومصطفى وهل ستتذكر ساجدة ورنا ورغد ألا تتساءل أين طارق عزيزالمكنى بالثعلب الأبيض الذي أعيا السيايه الامريكيه بأي إسطبل ينام أين طه ياسين أين تمثال الرشيد أين هو أبو تمثال نواس ومعروف الرصافي أين ألعراقيين
لا لا لا ياسيدي أهلا بك في جمهوري كاكا جلال كهرماني "ولكن أريد أن أقول لفخامتك ولسيادتك أنت تعرف مسبقاً أن العراقيات لن يسلمن عليك بل سيقلن لك " أين كنت عنا يا سمو الكبش ولماذا تركتنا لنموت أين إباؤنا أين رموزنا أين علماؤنا أين ضباطنا وطيارونا أين شرفنا وكرامتنا أين عراقنا أين عروبتنا فخامة المستتيس لماذا أوكلتم أمرنا للعجم والتتر الذين فعلوا مافعلو وكيف لكم لتتعانقوا مع ركاب الهمرات المغتصبين البنين والبنات لماذا تسمعون للذين جزأوا العراق وعددوا إعلامه ولونوها ولم يبقوا في العراق أمان ولقد جفت الأنهر ويبس النخيل ولم تعد الأسماك طيبة كما كانت…
لقد كانوا يقدموا السمك المشوي مع التوابل العراقية واليوم يقدمونها باليورانيوم المنضب بالنكهة الإيرانية، لقد كنا نرى على كل بوابة حدود شعار للراحل صدام حسين يقول (من لاينتج لا يأكل)…، ورغم ما كان يعانيه من مصاعب وحصار اقتصادي عربي وعجمي كانت قلة قليلة من العراقيين تحمل البطاقة التموينية وأما اليوم فكل الشعب العراقي يحملها ولم يبقَ ما ينتجون ليأكلوا أصلا.
ها هي القمة العربية تنعقد اليوم فوق عظام وجماجم العراقيين وبحماية المخنثين الأمريكيين وبرعاية كريم شهبوري وهو شياركردبوري والعتل الكبير الذي أجهز على القيادة العراقية…
قد يشد الفضول بعضكم لزيارة المنكس سره " مقتدى لتهنئته بوفاة صدام حسين وتشكره على ألطريقه الذي اغتيل بها بيوم الأضحى ولكن ربما يتعثر الموكب جراء تواجد قطاع الطرق وانعدام الأمن وجراء عبوة ناسفه ومشابه وعلى الذين كانوا يذهبون لسماع المقامات العراقية أن لا يحاولوا فلم تبقَ مقامات ليتغنى بها سعد الحلي وسعدي توفيق على ضفاف دجلة وبيوت البتاوين التراثية والتمتع باستكانة الشاي العراقية ألفاخره فالذي يريد أن يسمع فليسمع من خلال المسجل هناك الجديد لكاظم الساهر" بغداد يا بغداد لا تتألمي " عساه أن يتألم ..أو يتحسس رقبته التي من الممكن لها يوماً أن يُلف حولها الحبل ليرينا عنتريته آنذاك كما رأينا الذي قال عاشت ألامه العربية وعاشت فلسطين لحظة الإعدام والاغتيال..
أيها الوطن العربي الكبير الذي تم تقزيمك وتجزئتك والذي تزداد أعلامك وتتلون بكل زمان ومكان أيها الوطن المعروض للبيع بجراجات أمريكا وسوق الجمعة في باريس والذي تعقد صفقات بيعك حول طاولة البوكر وساحات ملاعب الغولف والنوادي الليلية ، فقد ذهبت فلسطين والجولان ثمناً لثراء الشحاذين، جيوبهم على عتبات البيت الأبيض ومائدة مجلس الأمن ليحثوا بعد الصفقات…، الكؤوس وهم الذين يحلفون بأباريق الفوتكا الروسية والسنزانو الإيطالي "من يتوقع عدم فنائنا وبيعنا كقطع غيار بشريه إذا بقينا هكذا" فهل من المعقول لهم بناء الكروش على حساب جوع الأمم ويلبسون الربطات الباريسية والبذل على حساب مراييل بنات مدارسنا وتعري معظمنا ..
ألم يأن الأوان لنكبل مسترقي السمع ثم نلجمهم؛ أيها المبجلون..، نحن لا نشبهكم بحصيرة كذا ودنا ديك دبابير فُلان الذي تقرصنا والجراد الذي يقضم اقتصادياتنا على طريقة قضم قصب السكر المصري والعراقي والشمندر السوري، نحن نناديكم بحكام الأمم ورموزها لقد مللنا من دفن الشهداء ومللنا مناظر الدمار والجنائز ومللنا الكذب والنفاق وانتم لا تهتز بكم تُرقوة …، لماذا كُتبت على جباهكم الهزيمة وقلة العزيمة؟!!!
إن الشعوب تريدكم ولو مرة واحدة أن تكونوا منتصرين "فلماذا تحول بعضكم لذئاب بشريه لتفتكوا بنا، ولماذا أوهمتمونا لنصف قرن بأنكم صناع أمجاد ألامه ليتضح لنا عندما سُحل بعضكم انه كان عميلا وبائعأ وزنديقاً وسكيرا هل كان سبب دوام بقاء بعضكم على الكراسي ولعقود كان بمثابة انتحال لشخصيات تتقي الله وتصلي صلاة العيد في المسجد، أم هو غباء أو استغباء للشعوب !!
ماذا نسمي الوضع العربي الراهن هل نسميه بالقاصر لنطلب من لقيط كبوش وزنيم كاوباما ونقول لهم (رفقاً بالقوارير) هل تسمعني كونداليزا لتستعر مني أو المتغطرسة هيلاري أو السفيرة الامريكيه في بغداد المنتصرة عليكم والتي سولت بغزو الكويت فهل ما زلتم تثقون بالأمم المتحدة ومجلس الأمن !!.. ، ماذا كان دوركم في هذه المحافل الحافلة بقرارات إدانتكم وتفويض خليل زاده بإعدام خيرتكم
كيف لكم أن تبينوا لنا لو سألناكم ما هذا التناقض …، أأنتم هنا متحكمون برقاب الشعوب وتفعلون ما تؤمرون بشأننا وشؤون أوطاننا ..، لماذا تنتقدون من كان يأخذ الجزية من ا
لمارقين على الدين وها أنتم تستوفونها من الفقراء والمساكين بالشمال وباليمين …
لقد أضقتم علينا الأوطان واستقدمتم لبلادنا الشيطان وساهمتم بقهرنا مع الزمان ولابد لنا من أن نصرخ في قمتكم أين شهامتكم وأين سياستكم وأين جُرأتكم وأين نزعتم عمامة عروبتكم أين لغتكم وأدبكم وتاريخكم وبأي دُرج سنجد عقود بيع مقدراتنا وإرثنا وآثارنا وتراثنا، ولماذا تستوردون الاسلحه إلا لتقتلون الشعوب وتدمروا البيوت، ولماذا تأتون بالمرتزقة هل من اجل تغيير ألوان الأطفال ومزاجاتهم وتحسين نسل الأجيال القادمة…
لن نستسغ الكلام إلا بلغتنا العربية ولن نرضى أن تقض الحميرالوحشيه مضجع اصائلنا كما في ليبيا وسوريا ولن نسكت على ظلم ما دامت فينا أمم تقول لا إله إلا الله" ولقد قال في مجلسكم الراحل العظيم الحسين يوماً "
"تُباً لمجلس أجُرت فيه الذمم" وقال عبد الرزاق عبد الواحد ليستفز مروءتكم..
دَمعٌ لبغداد.. دَمعدمع بالملاييني
مَن لي ببغدادَ أبكيها وتبكيني
من لي ببغداد؟.. روحي بَعدَها يَبسَت
صَوَّحتْ بَعدَها أبهى سنا ديني
والشعرُ بغداد، والأوجاعُ أجمَعه
فانظرْ بأيِّ سهام ِالمَوتِ ترميني؟
عدْ بي إلى الكرخ.. أهلي كلهُم ذُبحُو
فيها.. سأزحَفُ مَقطوع َالشرايينِ
خذني إليهم.. إلى دامي مَقابرِهم
للأعظميةِ.. يا مَوتَ الرَّياحينِ
يا أُمَّ هارون ما مَرَّتْ مصيبتنا
بأُمةٍ قبلنا يا أُمَّ هارونِ!
أجرى دموعي وَكبرى لا يُجارين
كيفَ ألبكا يا أخا سبْع ٍوَسبعينِ!؟
ساحة النقاش