الحاجة ثنيا .......
لقد كانت تعيش في قريتنا ختيارة معطاءةً تبدو على ملامحها علامات العبقرية ؛ لقد كانت مهندسة بمعنى ألكلمه ؛ ولقد أغدق ألله تعالى عليها من خزائن علمه ؛ فكانت تتمتع بذكاء خارق ولم تكن تجتمع مع العجائز إلا نادراً ؛ لقد كانت تتمتع بمخ نضيف وكانت صاحبة فكر وسياسةتوظفها في إختراعاتها ؛ وقد تحايلت على أليهود بالتكنولوجبا حيث قامت
بتدشين مفاعلاً نووياً أسرياً يعمل بالطاقة النظيفه - طبابيع (الجله) - في مدة لاتزيد عن أربعين يوم ؛ حيث كانت تجلب مادة ( الحزر يا ) التي هي من أهم مكونات قبة المفاعل- الفرن ؛ وكانت تقوم بتصنيع قطع وملحقات المفاعل من نفس المادة بطريقه هندسيه رائعة ؛ والتي
تتألف من ( ألصمامه والصنور ) وكانت وبعدما تضع لمساتها على جسم المفاعل تقوم بفحصه قبل تسليمه للمشترين بمقابل 4 دنانير؛ والذين كانوا بدورهم كانوا قد دشنوا بما يسمى -بقبة المفاعل ( ألخٌشه )ليستقربها إيذاناً لبدء التشغيل وإنتاج الخبز البلدي الرائع والأكلات الرهيبى التي ينتجها . ولكن لم يكن هذا المجسم الجميل يعمل
على البترول ولا اليوارانيوم ولا بطريقة الطرد المركزي ؛ ولكنه كان يعمل على نفس نظام المفاعل الحديث ؛ فالمفاعلات ألحديثه تعمل على اليورانيوم حيث يقوم المهندسين بتركيب القضبان النووية في جوف المفاعل ليقوم بالعمل ؛ ولكن مفاعل جدتي كان يعمل بطاقة أنظف من اليورانيوم وأقل خطراً وهي مادة ألجله ؛ وهي على شكل طبابيع وليست قضبان مشعه ؛ وهذه المادة العالية الحرارة والتركيز عبارة عن مخلفات الأبقار الغنية بغاز الميثان ولها رائحة متحفه وعديمة التكلفه ؟؟ لقد كان لوجود ذلك الفرن بالبيت قدر وقيمه وأهميه " فكان موفراً للطاقة رغم إنتاجيته العاليه ؛ وكانت النساء يخبزن أطيب وأجمل أنواع الخبز ؛ فالذين
تذوقوا ماكان ينتج من خبز من تلك الأفران لايمكن لهم ليهنئوا بأي نوع خبز ينتج هذه الأيام ؛ علاوة على أطيب وأزكى ألأكلات القديمة التي كانت تُطجن فيه مثل ألألغام الموقوته - المكامير وصواني الصيصان ومختلف أنواع - العبوات الناسفه كالبرغل - عدى وشوي الباذنجان والبطاطا ؛هناك من يتغنى الناس يتغنى بالماضي الجميل ؛ ولكن هؤلاء غفلوا عما كانت تعانيه ألأسر من مصاعب في تسيير أمورها المعيشية ؛ فلقد كانت البنات تجُبن ألأودية بحثاً عن - كعكة المفاعل الخضراء (طبوع ألجله) من أجل تشغيل تلك المفاعل البغيض ؛ ومنهن من يذهبن لمسافات بعيده من أجل جلب ( سطل الماء ) لقد كانت لاتهدأ لرجل أوإمرأة أوبنتاً شكيمه فالجميع في شغل شاغل ؛ لقد كان هم
الفرن هو هم الأسرة عموماً فالمرأة العاثرة الحظ تقوم بتزبيل الفرن ليلا ؛ ثم القيام باكراً من أجل تحميته بحيث تقوم بوضع طبا بيع ألجله في أحد زواياه ثم تقوم بإشعال النار فيه وبعد كل هذا الجهد تقوم بإحضار ألعجين لتقوم بترتيبه وشوائه ليخرج بتلك ألصوره الفتانة التي لم نعد نراها اليوم ؛ لقد كانت ألأعمال كثيرة منها غالباً ما تكون شاقه ؛ لم تكن بتلك ألأيام كهرباء ولا مواسير ماء وكانت البنانير والسرُج تشكل مشكلة عويصة وكانت بحاجه لإصلاحات مستمرة وصيانة لتعطي نوراً خالي من السنى والروائح ؛ ولقد كان في إربد طبيبان عامون(نشأت ؛ والشرايري) يعالجون كل أنواع
ألأمراض بالأسبرين ومادة البراهم ؛ ولم يكن أحداً يعرف مالجلطات ولا ألسكري " وكان هناك رجل ذا شنبات فارهه أسمه بدوان يعالج الكسور "ولم تكن هناك أقسام ولادة فكانت الحاجة زغنده داية بارعة ولكنها لم تكن تعرف بأن ربما تكون هناك مشاكل ستستجد أثناء أوبعد الولادة ؛ لقد كانت متخذة من التوكل على الله منهاج عمل ؛ هناك ماهو أسوأ من كل ذلك ؛ لم نكن نسمع بطبيب أسنان فكان بعض الختياريه يستعملون أشياء وأدوات بدائيه كالكماشات الحديديه ومنهم من كان يربط سنه بخيط قوي وبالطرف اللاخر - عيارة الرطل ثم قذف الرطل بعيدا مقتلعا تلك السن ؛ ومنهم من كانوا يخلعون أسنان بعضهم بحيث كان يُسمع أنين الرجل الذي يعاني ألألم أثناء اقتلاع أحد أسنانه من مسافة بعيده أو يتهيأ له بأنه في قسم الولاده بمستشفى ألأميره بسمه ؛ على من يدعي بأن أيام زمان كانت جميله فهو غيرمنصف
أوربما لم يعاصرها أوقام البعض بإقناعه بأنها كانت أجمل من هذه ألأيام ؛ كثير منا لم يسمع بأكلة أسمها ( الزقاريط ) والمكناة (برصاص عزرائيل ) وهذه الأكلة الرهيبة ذات مفاعيل مدمره حيث كان آكلها يستحضر لتياسه والجحشنه بسبب انتفاخ البطن وزغللة العينان وتعتريه أحياناً أعتى الإنفجارات ؛ وهناك ماهو أسوأ فالأكلة ألمسماه ( بالصحيحه ) وهي عبارة عن طبخ العدس الحب بالطوس ثم تزويدها بالثوم والزيت ؛ أن أكلة العدس الصحيحة أشد خطراً من القنابل ألعُنقوديه ؛ بحيث كانت تنفجر حيناً وتهدأ حياً مدمرة الخواصر والقولون والجهاز الهضمي برمته " وهناك ماهو أقوى مفعولاً وأشد رُعباً مثل ؛ المقطعة والبرغل والكعاكيل وغيرها من المُهلكات ؛ لم تكن ياساده حياة
الناس قبل 60 عام كما هي اليوم ؛ لقد أصبحت مطابخنا تعج بالأدوات الكهربائية من ثلاجة مايكروويف وشوايات وخلاطات وأصبح الشباب يلبسون الجينز ويتحفون رؤوسهم بالجل بعيداً عن - القمل - وأصبحا نرى أل : ب ؛ م ؛ في الشارع ولكن لم نكن نرى بتلك ألأيام غير الماكنه العجيبة المسماه ب( الحمار سيدس ) ألخلاصه لقد كانت الناس تعيش في العصور الوسطى فكانت أرهاط الفئران تختفي نهاراً تحت الكوائر؛ وكانت فرق الصراصير تتحفنا بأصواتها من سقف القصيب؛ عدي عن الفش والقمل والبق وكل أنواع العلوج والطنافس وما شابه ؛ على من يدعي بأن التكنولوجيا والتقدم والإتصالاات لها سلبيات فهو أيضاً يعلم بأن سلبياتها أفضل من إيجابيات عصر مفاعل ألجله مفاعل الحاجة( ثنيا ) جدتي المر حومه .......
ساحة النقاش