العودة لعصربني عجلان ....
تمر الأيام سراعاً للخلف واصبخت تجري أسرع بكثير من جريان الماء في الأنابيب " فمنذ انتهاء فصل الشتاء الكريم لم نرى المياه تنساب من الحنفيات ؛ ولقد كان فصل الشتاء الفائت من أكثر ألفصول السابقة كرماً وسخاءً وكان الفضل لصاحب الفضل " إذا نحن اليوم نواجه مشكلة لم تمرينا من قبل " ففي ألأعوام السابقه كانت توزع الماء على الأرياف يوم واحد في الأسبوع ؛ وأصبحت بهذا العام منقطعة تماماً " فلوكانا هناك شُح بالمياه لكانتتأتينا الماء أسبوع بعد أسبوع ؛ أما أنها تنقطع فجأة وبصوره نهائيه فهذا مالا نفهمه "
يفسر البعض بأن انقطاع الماء ناتج عن تواجد أكثر من سكان الأردن ضيوف ؛ ولا توجد وفرة في المياه أصلا ولم تكن تكفي سكان البلد الأصليين ؛ وربما يكون ذلك صحيحاً فلا توجد في الأردن أنهار ولا غدران ولا شلالات لتكفي الضيف الثقيل الضل والمضيف ؛ كلنا نشاهد مايدور بغابات أفريقيا ؛ أرتال الجواميس تُهاجر من مواطنها بحثاً عن الماء والعشب ؛ فعندما توجد المياه توجد الحياة " ولكننا كبشر نختلف عن الحيوانات ؛ فالحيوان لايعرف الحدود الكينية من الحدود العاجية فكل البلاد التي توجد فيها المياه يعتبرها موطن ؛
لقد كانت الناس وقبل نصف قرن تبحث عن الماء في ألآبار الرومية القذرة وتجلب منها الماء الغير صالح للشرب وكانت لاتبالي في شربه لتتدارك العطش لأن لم تكن سلطة مياه بتلك الفترة " ولكن غالباً ماكانت المياه متوفرة فكانت المياه تجري في وادي جرش ووادي شعيب والسخنه ووادي العرب وكانت العيون تتدفق والمواصي تدر الماء العذب " ولكن كل هذه النعمة تلاشت بسبب الزيادة المرعبة في عدد السكان ؛ أنا كمواطن أطالب ألدوله ومن دون دجل بحقي من مياه بلدي وليس لي علاقة بالضيوف ولا
المهاجرين ؛ هناك المهم وهناك الأهم فمن واجب ألدوله أن تعطي اهتماما للأهم ؛ لقد أصبح المواطن بحاجة لوقفة مع النفس " فالدولة ليست وأصحه ولاصريحه وهي تأتي بمبررات لأاتجدي نفعاً " أنا أريد أن أشرب وأستحم وبيتي بحاجة للماء وأريد لحياتي لتستمر ؛ لايوجد اليوم غُدران وعيون وآبار روميه لنستعين بمياهها على ألجرب والعطش الذي ينتظرنا " ولا بمقدور المواطن المُهدد برفع سعر الغاز والخبز ليشتري 5 صهاريج من الماء بمائة دينار" ولا ننسى هناك فقراء وهناك عائلات مستورة وهناك أرباب أسر وشباب عاطلين عن العمل " وهؤلاء لايقدرون
على دفع مايحصلون عليه من صندوق التنمية ليدفعوا به ثمناً للماء " هناك أمور يجب أن تفهمها ألدوله فالمواطن لم يعد يسأل عن ألاحتجاج والمطالبة في الإصلاح ؛ هوبحاجة للماء وتوازن الأسعار مع دخله المادي ...............ماسبب انقطاع المياه المتواصل ؛ وهل سكان العاصمة تنقطع عنهم المياه كباقي سكان الأردن " وهل هم مواطني الدرجة الأولى وألريفي أصبح لايتمتع بالعاشرة " ومالذي يدع الضيوف للبقاء هنا وهم
يعرفون الوضع الصعبالذي أصبح كل سكان الأردن يعانون منه " إلى متى سيبقى الأردن يستضيف مما هب ودب فهل نحن بحاجةلزيادة عدد السكان والمواطن أصبح بحيرة من أمر أبنائه " ألم يئن الأوان لتتصرف ألدوله بجديه لتنصف مواطنها المنهك ماديا ونفسياً وأصبح مُهدد بالظفر والجرب والعطش
ساحة النقاش