<!--<!--<!--<!--<!--<!--

 

 

الخطبة الأولى :الجامعة الرمضانية (6)

 

الحمد لله، وبحمده يستفتح الكلام، والحمد لله، وبحمده يتألق البدء والختام، والحمد لله، وبحمده تختتم مواسم العبادة العظام، أحمده تعالى حمدا يستدعي مزيد الإنعام، وأشكره شكرا يرقى بقائله إلى أسمى مقام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك القدوس السلام، من على من شاء من عباده بحسن الصيام والقيام، وأشهد أن نبينا محمدا عبد الله ورسوله سيد الأنام، صلى الله عليه وعلى آله البررة الكرام، وصحبه الأئمة الأعلام، والتابعين ومن تبعهم في التبجيل والإكرام، وسلم تسليما كثيرا على الدوام،أما بعد: أما بعد: فأوصيكم ـ أيها الناس ـ ونفسي بتقوى الله عز وجل ؛ فإنها عروة ليس لها انفصام، وجذوة تضيء القلوب والأفهام، وهي خير زاد يبلغ إلى دار السلام،  فاتقوا الله رحمكم الله، واغتنموا مواسم الأرباح فقد فتحت أسواقها، وداوموا قرع أبواب التوبة قبل أن يحين إغلاقها. الغفلة تمنع الربح، والمعصية تقود إلى الخسران. الواقف بغير باب الله عظيم هوانه، والمؤمل غير فضل الله خائبة آماله، والعامل لغير الله ضائعة أعماله. الأسباب كلها منقطعة إلا أسبابه، والأبواب كلها مغلقة إلا أبوابه. النعيم في التلذذ بمناجاة الله، والراحة في التعب في خدمة الله، والغنى في تصحيح الافتقار إلى الله.

أيها المسلمون : لقد عشنا وإياكم خلال هذا الشهر المبارك أيام مباركة في رحاب الجامعة الرمضانية الإيمانية وتعلمنا فيها الدروس، التحقنا بها كما التحق بها جميع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها رغبة و أملاً في الحصول على شهادة هذه الجامعة: )لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (يترتب عليه تحديد هدفٍ ، أو أهداف يسعى الإنسان لتحقيقها0 وتعلمنا فيها أنجع الدروس وأبلغ المواعظ، تعلّمنا كيف نقاوم نزغات الشيطان، تعلمنا كيف نقاوم هوى النفس الأمارة بالسوء، تعلمنا كيف ننبذ الخلاف وأسباب الفرقة. تعلمنا الانتصار على الشهوات، فللبطن والفرج واللسان والعين والأذن شهوات قد يعتقد صاحبها أن لا خلاص منها فيأتي رمضان مفنداً هذه الحيلة الشيطانية والأكذوبة النفسية ويقول للناس: ها قد صبرتم ساعات وأياماً فمتى تقلعون عما حرم الله؟ ومن الناس من يستفيد من دروس هذه الجامعة وينهل منها الأخلاق ، لكن يضعف عن المواصلة بعد ، وربما فهم خطاء أن ترك الحرام ، أو عدم التقصير في الواجبات من سمات رمضان فقط فإذا انتهى رمضان عاد إلى ما كان عليه من ترك الواجبات كالمحافظة على الصلوات مع جماعة المسلمين0

أيها المسلمون : وحين تهم هذه الجامعة الإيمانية بتوديع روادها من طلابها ،حينما تهم بإغلاق أبوابها يحرص نبهاء الطلاب على الالتصاق بها حتى لا يفوتهم منها لحظة ليظفروا منها بعلم غزير وفضل كبير 0وهكذا هذا الشهر الأجَّل فلا تزيده الأيام إلا روحانية يتفطن لها الموفق ويغفل عنها راغم الأنف. فيستفاد من علمه وآثاره ويقتبس من أدبه وإشراقاته ولا يفوت التأكيد على أن رمضان فرصة لطلابه لينفضوا عن أنفسهم غبار كل مخذل ومرجف وينطلقوا في أرض الله الواسعة وفضاءه الرحب لتعليم الخلق ودعوة الناس إلى الله والدار الآخرة؛ ففي النفوس إقبال وفي الأرواح تآلف وإن كان النداء لباغي الخير لنفسه مرة واحدة فهو للعاملين لدينهم ألف مرة

 

 أخي المسلم : رأيت يا أخي إلى الطالب الذي يتقدم لامتحان ما، بعد الامتحان ينتظر النتيجة فإن كانت النتيجة تعني نجاحاً سيفرح هذا الطالب وسيُسَر، وكذلك الصائم القائم يفرح يوم الجائزة، يوم العيد وكل إنسان يعلم ما فعل فإن كنا في رمضان قد حَسُنَ صيامنا، وإن كنا في رمضان قد حسن قيامنا فما علينا إلا أن نعلن الفرحة 0 والناس بعد رمضان فريقان ، فائزون وخاسرون، فيا ليت شعري من هذا الفائز منا فنهنيه ، ومن هذا الخاسـر فنعزيه ؟! ورحيله مر على الجميع .. الفائزين والخاسرين .. . كيف لانحزن ولا نبكي على رحيله ونحن لا نعلم أمن المقبولين نحن أم من المطرودين ؟!كيف لا نبكي على رحيله أيها الأحبة ونحن لا ندري أيعود ونحن في الوجود أم في اللحود ؟!اللهم بقدر فرحنا بعيدنا ، بقدر حزننا على فراق شهرنا فلا تحرمنا من الفرح برحمتك ، والدخول في جنتك ، والفوز برؤيتك ، يا ذا الجلال والإكرام0

أيها المسلمون :وقبل  أن تغلق الجامعة الرمضانية أبوابها  ونودعها وتودعنا ، إنها مناسبة مناسبة من أجل التغيير والتصحيح والإصلاح في حياة الفرد وفي حياة الأمة، إنها فرصة للمحاسبة وفرصة للإصلاح وفرصة للتغيير، ومن أجل مزيد من التأمل واستشعار جاد للمحاسبة وإدراك عميق لهذه الفرصة السانحة هل تأملتم في دعاء يردده المسلمون في هذا الشهر الكريم، وبخاصة في مثل هذه الأيام حين تبدأ أيام الشهر في الانقضاء وهلاله بالأفول، ويستشعرون فراقه ويعيشون ساعات الوداع ومشاعر الفراق، دعاء يصاحبه دفق شعوري مؤثر من القلوب الحية والنفوس المحلقة نحو السمو بشعور إيماني فياض، يرفعون أيديهم مناشدين ربهم ومولاهم: "اللهم اجعله شاهدا لنا، لا شاهدا علينا". هل تأملتم هذا الدعاء؟! وهل فحصتم مضامينه وعواقبه وحقيقته ونتيجته؟! لقد كنتم تدعون الله تعالى أن يبلغكم رمضان ، فها قد بلغكموه ، فما عساكم فاعلون . ها قد فتحت أبواب الجنة ، فهل نحن داخلون ؟ ها قد غلقت أبواب النار ، فهل نحن منتهون ؟ ها قد فتح سوق العتق من النار فهل نحن معتقون ؟ يا لله ، لو أن أحدنا قد علم بأنه من العتقاء ، كيف تكون حاله ؟ ويا لله ، لو أن أحدنا قد علم أنه فاتته الفرصة ، ولم يعتق ، كيف تكون حاله ؟ إذا كان بعض الناس يموت كمدا ، وربما أصيب بنوبة قلبية ، حين يصاب في ماله بخسارة ، مع إمكانية تعويضها ، فكيف يهنأ أناس بحياتهم وهم عن ربهم غافلون ، وعن عطاياه معرضون ، يفتح لهم أبوابا للسباق فيتثاقلون ، ويفتح لهم زادا إلى الجنة فيستغنون ، ثم إلى حطام الدنيا يسارعون ، ومن أجلها يتقاتلون ، مع اليقين من كل واحد منهم أنهم ميتون ، وعنها راحلون ، ويوم القيامة  )يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ*إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ( الشعراء:-88-89 ، فأين القلوب تتفكر في هذا العرض المغري ، كل عمل ابن آدم له ، الحسنة بعشر أمثالها ، إلى سبعمائة ضعف ، قال الله تعالى : ( إلا الصوم ، فإنه لي وأنا أجزي به ) . وأين هي القلوب الحية من تلك البشارة النبوية : (إن لله تبارك وتعالى عتقاء في كل يوم وليلة ، يعني في رمضان ، وإن لكل مسلم في كل يوم وليلة دعوة مستجابة) . رواه البزار من حديث أبي سعيد رضي الله عنه . ألا إن المحروم من حرم في هذا الشهر فلم تزك نفسه ، ولم تعتق رقبته ،ولم يقبل على مولاه ، فلم يقرأ ، ولم يسجد ، ولم يقترب 0ثم اعلم رحمك الله ياعبد الله أن منزلة شهر رمضان مع بقية الشهور كمنزلة يوسف عليه السلام مع إخوانه الأحد عشر، وأن يعقوب عليه السلام لم يرتد بصره بشيء من ثيابهم، وارتد بقميص يوسف عليه السلام بصيرا، فكذلك المذنب إذا شم روائح رمضان وجلس فيه مع الذاكرين وقرأ القرآن فإنه يرتد إليه قلبه وتحيى فيه نفسه المطمئنة،ويا لله ما أسعد من وفقه الله لقيام ليلة القدر التي هي خير من ألف شهرعبادة تعادل ثلاثة وثمانين عاما. ألا إن ) ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ( الحديد: 21

فياأخي المسلم حق على كل صائم أن يسأل نفسه : وماذا بقي له من أثار الصيام ، وماذا سيخلفه في حسن الأخلاق وكريم الخلال  اختبر نفسك في الإخلاص في رمضان وبعد رمضان وصارح نفسك عن المراقبة والحياء والحلم والكرم والجد والجهاد والبر والصلة ، والذكر والدعاء والتوبة والاستغفار ونحوها   ما حالها في رمضان وما بعد رمضان فبعد أن تراصَّت الصفوف في رمضان كالجسد الواحد، فينبغي أن لا تتناثر بعد رمضان، لقد سكبت العيون الدموع في رمضان، فاحذر أن يصيبها القحط والجفاف بعد رمضان، لقد اهتزت جنبات المساجد، ولهجت الألسن بالتهليل والتحميد والدعاء، فليدم هذا الجلال والجمال بعد رمضان، لقد علا محياك في رمضان سمت الصالحين، ذلٌّ وخضوع، إخباتٌ وسكينة، وقارٌ وخشية، فلا تمحه بعد رمضان بأخلاق الزهو والكبر والبطر والسفه، لقد امتدت يداك في رمضان بالعطاء، وأنفقت بسخاء، فلا تقبضها بعد رمضان.

عباد الله:الاستغفار ختام الأعمال الصالحة، تختم به الصلاة والحج وقيام الليل والمجالس، وكذلك ينبغي أن يُختم به الصيام، لنُقَوِّم به غمرات الغفلة والنسيان، ونمحو به شوائب التقصير والانحراف، فالاستغفار يدفع عن النفس الشعور بالكِبر والزهو بالنفس والعجب بالأعمال، ويورثها الشعور بالتقصير،وهذا الإحساس يدفع لمزيد عملٍ بعد رمضان، فتزداد الحسنات ويثقل الميزان، يبين ابن القيم رحمه الله حاجةَ الطائعين إلى الاستغفار فيقول: "الرضا بالطاعة من رعونات النفس وحماقتها، وأرباب العزائم والبصائر أشدُّ ما يكونون استغفاراً عقب الطاعات، لشهودهم تقصيرهم فيها، وترك القيام لله بها كما يليق بجلاله وكبريائه، وأنه لولا الأمر لما أقدم أحدهم على مثل هذه العبودية ولا رضيها لسيده" انتهى كلامه.

فيا أخي المؤمن :إذا أردت تكميل عملك وترقيع خطئك فعليك فاختم بالاستغفار  كل عمل تؤديه ، فقد ختم به في الصلاة ، والحج ، وقيام الليل ، والمجالس ، وبه ختم عمر محمد rوجهاده )فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ( النصر: من الآية3  وبه يختم شهر رمضان ، فقد كتب عمر بن عبد العزيز رحمه الله إلى الأمصار يأمرهم بختم شهر رمضان بالاستغفار وصدقة الفطر "  إن الاستغفار يسير بلفظه عظيم في مدلوله وأثره ، فقد جمع الله بينه وبين التوحيد كما في قوله تعالى )فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ (محمد: من الآية19 " قال شيخ الإسلام ومن هنا روى أبو هريرة رضى الله عنه قال : (ما رأيت أحدا أن يقول : استغفر الله وأتوب إليه من رسول الله   r)فهذا أكمل المؤمنين إيمانا أكثرهم استغفارا 0ويروى من وصايا لقمان لابنه " يا بني عود لسانك الاستغفار ، فإن لله ساعات لا يرد فيها سائلا " وقال قتادة رحمه الله : إن هذا القرآن يدلكم على دائكم ودوائكم ، فأما داؤكم فالذنوب  ،وأما دواؤكم فالاستغفار "   ألا فأكثروا من الاستغفار معاشر المسلمين ليرقع أخطائكم ، وأكثروا من الاستغفار معاشر الصائمين ليرقع ما انخرم من صيامكم ، وبذكر الله عموما تطمئن القلوب ، وبالاستغفار تنصرم الذنوب .يقول ابن تيمية رحمه الله : شهادة التوحيد تفتح باب الخير والاستغفار يغلق باب الشر " ويروى عن أبي هريرة رضى الله عنه قال : (الغيبة تخرق الصيام والاستغفار يرقعه فمن استطاع منكم أن يأتي بصيام مرقع فاليفعل) فاختموا شهركم بالتوبة والاستغفار وسؤال الله العفو فالمحروم من أدرك رمضان فلم يغفر له . اللهم أنا نستغفرك ونتوب إليك من جميع الذنوب والخطايا0 فاستغفروا ربكم انه كان للأوابين غفورا0

الخطبة الثانية :الجامعة الرمضانية (6)

الحمد لله قاهر المتجبر ومذله ، ورافع المتواضع ومجله . أحمده سبحانه ، على أجل الإنعام وأقله . وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، شهادة موحد له ، معترف بمنته وفضله ، غير مخالف قوله بفعله . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وأهله ، وسلم تسليما . أما بعد  فاتقوا الله أيها المسلمون ، واعتصموا بحبله ، وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الرسول لعلكم ترحمون 0واستودعوا شهركم عملاً صالحًا يشهد لكم عند الملك العلام، وودعوه عند فراقه بأزكى تحية وأوفر سلام، قلوب المتقين إلى هذا الشهر تحِنّ، ومِن ألم فراقه تأسى وتئِنّ، كيف لا يجري للمؤمن على فراقه دموع، وهو لا يدري هل بقي له في عمره إليه رجوع، إن قلوب المحبين لألم فراقه تشقَّق، ودموعهم للوعة رحليه تدفَّق، فالله المستعان وهو وحده الموفِّق.       

أيها الإخوة المؤمنون: انه مما ينبغي على المسلم معرفته من الأحكام هو مايتعلق بنهاية هذا الشهر الكريم من العبادات وهي كالتالي:

أولا:   مايتعلق بزكاة الفطر وهي فريضة على كل مسلم تلزمه مؤنة نفسه إذا فضل عنده عن قوته وقوت عياله يوم العيد وليلته: صاع، والأصل في ذلك ما ثبت عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: (فرض رسول الله r زكاة الفطر صاعاً من تمر أو صاعاً من شعير، على العبد والحر والذكر والأنثى والصغير والكبير من المسلمين، وأمر بها أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة) متفق عليه، واللفظ للبخاري. وما روى أبو سعيد الخدري رضي الله عنه قال: (كنا نخرج زكاة الفطر إذ كان فينا رسول الله r صاعاً من طعام أو صاعاً من تمر أو صاعاً من شعير أو صاعاً من زبيب أو صاعاً من أقط) متفق عليه. ويجزئ صاع من قوت بلده مثل الأرز ونحوه.

و يبدأ وقتها من غروب شمس آخر يوم من رمضان، وهو أول ليلة من شهر شوال، وينتهي بصلاة العيد؛ لأن النبي r; أمر بإخراجها قبل الصلاة، ولما رواه ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي r; قال: (من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات) ويجوز إخراجها قبل ذلك بيوم أو يومين لما رواه ابن عمر رضي الله عنهما قال: (فرض رسول الله r صدقة الفطر من رمضان..)، وقال في آخره: (وكانوا يعطون قبل ذلك بيوم أو يومين). فمن أخرها عن وقتها فقد أثم، وعليه أن يتوب من تأخيره وأن يخرجها للفقراء. و يجوز دفع زكاة الفطر عن النفر الواحد لشخص واحد، كما يجوز توزيعها على عدة أشخاص. وإذ أخذها الفقير المستحق لها جاز له أن يبيعها أو يهديها أو يتصدق بها لأنها تعتبر من ضمن أملاكه التي له حق التصرف فيها ، واعلموا رحمكم أنه لايجوز توزيع زكاة الفطر نقدا على الصحيح وهو قول جمهور العلماء . وزكاة الفطر تخرج في المكان الموجود به الشخص ، لكن لو أخرجها عنه وكيله أو وليه في بلد غير البلد الموجود بها الشخص جاز.

ثانيا : ومن العبادات المشروعة في نهاية هذا الشهر الكريم : التكبير وصفته :الله أكبر الله أكبر لااله الا الله ، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد . وأما وقته فقد قال ابن المنذر " وسائر الأخبار عن الاوائل دالة على أنهم كانوا يكبرون يوم الفطر إذا غدوا إلى الصلاة وكان يفعل ذلك ابن عمر رضي الله عنهما "وقال ابن القطان (وعليه عوام أهل العلم). ومن تمام ذكر الله عزَّ وجلَّ حضور صلاةَ العيدِ فقد أمَرَ رسولُ الله r بها أمَّتَه حتى النساءَ لقول أم عطية- رضي الله عنها-: (أمرنا رسول الله rأن نخرجهن في الفطر والأضحى: العواتق والحُيَّض، وذوات الخدور، فأما الحُيَّض فيعتزلن الصلاة، ويشهدن الخير ودعوة المسلمين )،ويسن أن يأتي لمصلى العيد من طريق ويرجع من آخر0 واعلموا رحمكم الله أن السنة في يوم العيد أن تأكلوا تمرات وترا قبل الذهاب إلى المصليات كما فعل رسولكم عليه الصلاة والسلام 0

إخوة الدين والعقيدة : ونحن في آخر جمعة في هذا الشهر المبارك وبعد ساعات قليلة بإذن الله تعالى ونودع شهرنا ،نقول لكم  إلى  اللقاء في عام قابل ، أو إلى غير لقاء فقد يحال بين بعضنا وبينه . فمن أراد النجاة من هذه النار ، والفوز بتلك الجنة فليغتنم ما بقي ، فلله في كل ليلة من هذا الشهر عتقاء من النار ، فزاحم لترقم اسمك في سجل العتقاء ، وابذل لتكون مع الفائزين ، فقد والله فتح مزاد الآخرة ويوشك أن يغلق ، فزايد فإنك إن تشتر مقعدا في الجنة بالدنيا وما فيها فأنت الرابح ، ومن لم ينل مقعده هناك فهو المغبون ، فإن كنت من العتقاء فأبشر ورب البيت بخيري الدنيا والآخرة ، وإن كانت الأخرى فاحث على رأسك التراب ، ونح على نفسك فوالله لن تبتلى بأغلى منها . )هَـذَا بَلاَغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُواْ بِهِ وَلِيَعْلَمُواْ أَنَّمَا هُوَ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ( إبراهيم52 نسأل الله عز وجل أن يتقبل منا جميعًا صيامنا وقيامنا ودعاءنا، وأن يمن علينا بالقبول والمغفرة والعتق من النار بمنّه وكرمه، وأن يجبر كسرنا على فراق شهرنا، ويعيده علينا أعوامًا عديدة، وأزمنة مديدة، وعلى الأمة الإسلامية وهي ترفل في حلل العز والنصر والتمكين، وقد عاد لها مجدها وهيبتها بين العالمين، إنه خير مسؤول وأكرم مأمول. ألا وصلوا -عباد الله- على رسول الهدى، فقد أمركم الله بذلك في كتابه فقال سبحانه : )إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً (اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد، وارض اللهم عن الخلفاء الأربعة الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن الآل والصحب الكرام، وعنا معهم بعفوك وكرمك وإحسانك، يا أرحم الراحمين. اللهم أعز الإسلام والمسلمين, اللهم أعز الإسلام والمسلمين, اللهم أعز الإسلام والمسلمين, وأذل الشرك والمشركين ودمّر اللهم أعداءك أعداء الدين, واجعل اللهم هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين. اللهم إنا نسألك فواتح الخير وخواتمه وجوامعه، وأوله وآخره، وظاهره وباطنه، ونسألك الدرجات العلا من الجنة يا رب العالمين. اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل، اللهم إنا نسألك من خير ما سألك منه نبيك محمد r، ونعوذ بك من شر ما استعاذك منه نبيك محمد r، اللهم إنك عفو تحب العفو فأعف عنا،اللهم اجعلنا ممن صام رمضان إيمانًا واحتسابًا، واجعلنا ممن قام رمضان إيمانًا واحتسابًا، واجعلنا ممن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا، اللهم اجعلنا ممن وفق لقيام ليلة القدر يا رب العالمين. اللهم اختم لنا بخير واجعل عواقب أمورنا إلى خير، اللهم يا حي يا قيوم إن كان في سابق علمك أن تجمعنا في هذا الشهر المبارك فلتجمعنا فيه يا حي يا قيوم وإن قضيت بقطع آجالنا وما يحول بيننا وبينه فأحسن الخلافة على باقينا وأوسع الرحمة على ماضينا اللهم تقبل منا رمضان واعفُ عنا ما كان فيه من تقصير وغفلة اللهم اجعلنا فيه من الفائزين اللهم ارحم ضعفنا وتقصيرنا وأعنا على ذكرك وشكرك وعلى حسن عبادتك لا حول لنا ولا قوة لنا إلا بك فلا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ، اللهم اعتق رقابنا ورقاب آبائنا وأمهاتنا من النار، يا رب العالمين. اللهم لا تحرمنا خير ما عندك بسوء ما عندنا يا أرحم الراحمين.ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين. اللهم إنا نسألك النعيم المقيم الذي لا يحول ولا يزول، اللهم إنا نسألك نعيمًا لا ينفد، وقرة عين لا تنقطع، ونسألك لذة النظر إلى وجهك والشوق إلى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة. اللهم اغفر لنا ولجميع المسلمين يا رب العالمين، اللهم اغفر لجميع موتى المسلمين الذين شهدوا لك بالوحدانية ولنبيك بالرسالة وماتوا على ذلك، يا أرحم الراحمين.اللهم انصر من نصر الدين واخذل اللهم من خذل الإسلام والمسلمين. اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك وعبادك المؤمنين، اللهم انصر المجاهدين لإعلاء كلمتك في كل مكان، ، اللهم ثبت أقدامهم ووحد صفوفهم، واجمع كلمتهم على الحق يا رب العالمين.اللهم من أرادنا وأراد الإسلام والمسلمين بسوء فأشغله بنفسه واجعل تدبيره تدميره، يا سميع الدعاء. اللهم وفق إمامنا لما تحب وترضى، وخذ بناصيته للبر والتقوى، اللهم وفقه لهداك واجعل عمله في رضاك يا رب العالمين،. اللهم وفق جميع ولاة أمور المسلمين للعمل بكتابك وتحكيم شرعك، يا رب العالمين.ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. اللهم أعد علينا رمضان أعوامًا عديدة وأزمنة مديدة، ونحن والمسلمين في صحة وعافية وإيمان وحياة سعيدة، برحمتك يا أرحم الراحمين.                           

عباد الله: )إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ( النحل:90، فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون 0

 

 

 

 

 

 

nassimbishra

اصبر على كيد الحسود فإن صبرك قاتله

  • Currently 30/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
10 تصويتات / 294 مشاهدة
نشرت فى 31 يوليو 2011 بواسطة nassimbishra

ساحة النقاش

نسيم الظواهرى بشارة

nassimbishra
موقع تعليمى إسلامى ، نهدف منه أن نساعد أبناءنا الطلاب فى كافة المراحل التعليمية ، وكذلك زملائى الأعزاء من المعلمين والمعلمات ، وموقع إسلامى لتقديم ما يساعد إخواننا الخطباء بالخطب المنبرية ، والثقافة الإسلامية العامة للمسلمين ، ونسال الله سبحانه وتعالى الإخلاص فى القول والعمل ، ونسألكم الدعاء »

تسجيل الدخول

ابحث

عدد زيارات الموقع

1,020,703

ملحمة التحرير