<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"جدول عادي"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0in 5.4pt 0in 5.4pt; mso-para-margin:0in; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman";} </style> <![endif]-->

الهجرة النبوية من أعظم المناسبات التي أحدثت نقلة نوعية ومنعطفا كبيرا في تاريخ المسلمين وأسست لدولة إسلامية حضارية. هذه المناسبة التي ينبغي أن نستحضر دوما معانيها ودلالاتها في حركتنا نحو الله تعالى، وأن نعي الدروس والعبر المستخلصة منها وأن لا تبقى مجرد مناسبة عابرة نحتفل بها كما يحتفل النصارى برأس السنة الميلادية.

معاني الهجرة النبوية

- لم تكن هجرة النبي (صلى الله عليه وسلم) انتقالا ماديا من بلد إلى آخر فحسب، ولكن أيضا انتقالا معنويا من حال إلى حال، انتقالا من حال الضعف إلى القوة، ومن القلة إلى الكثرة، ومن التفرقة إلى الوحدة، ومن الخوف إلى الأمن، ومن القيد إلى الحركة.

- الهجرة كانت فيصلا بين مرحلتين من مراحل الدعوة، مرحلة الاستضعاف (المرحلة المكية) ومرحلة إعداد القوة وبناء الدولة (المرحلة المدنية).

- الهجرة كانت بحثا عن مركز آمن تنطلق منه الدعوة بحرية من أجل بناء المجتمع المسلم والدولة الإسلامية التي ستحمل مشعل الرسالة والهدى إلى كل الناس في العالم، ولم تكن الهجرة فرارا من البطش والأذى ونجاة بالنفس من كيد المشركين.

الهجرة نوعان:

أولا: هجرة مكانية واجبة على المسلم حسب الأحوال والشروط. يقول تعالى متوعدا الذين فضلوا أموالهم وديارهم ومصالحهم على الهجرة: (إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيما كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا)، (والذين آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شيء حتى يهاجروا وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق).

أما قوله (صلى الله عليه وسلم): "لا هجرة بعد الفتح، ولكن جهاد ونية" فالمراد بها أن لا هجرة واجبة بعد الفتح. وقد زاد مسلم: "وإذا استنفرتم فانفروا"

ثانيا: هجرة نفسية شعورية واجبة في كل الأحوال، وهي رديفة للتزكية، وتعني هجرة المعاصي، واجتناب ما لا يرضي الله في القول والفعل وإنكار المنكر بالقلب، والحب في الله والبغض في الله. ورد في صحيح مسلم أن مجاشع بن مسعود السلمي جاء بأخيه إلى رسول الله ليبايعه على الهجرة. فقال (صلى الله عليه وسلم): قد مضت الهجرة بأهلها. قال مجاشع: فبأي شيء تبايعه؟ فقال (صلى الله عليه وسلم): على الإسلام والجهاد والخير)، وقال (صلى الله عليه وسلم): " لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة، ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها". ويقول عليه الصلاة والسلام فيما رواه البخاري: "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه"، وفي رواية ابن حبان: "المهاجر من هجر السيئات، والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده"، وبمعنى آخر، فالهجرة النفسية هي انتقال بالنفس الإنسانية من النفس الأمارة بالسوء إلى النفس اللوامة ثم إلى النفس المطمئنة.

والتلازم بين المعنى الحسي والنفسي لا يزال قائما ما دام المؤمنون مستضعفون في الأرض. ويقول (صلى الله عليه وسلم): "الهجرة خصلتان، إحداهما أن تهجر السيئات، والأخرى أن تهاجر إلى الله ورسوله، ولا تنقطع الهجرة ما تقبلت التوبة".

ــــــــــــ

nassimbishra

اصبر على كيد الحسود فإن صبرك قاتله

  • Currently 36/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
13 تصويتات / 348 مشاهدة
نشرت فى 4 ديسمبر 2010 بواسطة nassimbishra

ساحة النقاش

نسيم الظواهرى بشارة

nassimbishra
موقع تعليمى إسلامى ، نهدف منه أن نساعد أبناءنا الطلاب فى كافة المراحل التعليمية ، وكذلك زملائى الأعزاء من المعلمين والمعلمات ، وموقع إسلامى لتقديم ما يساعد إخواننا الخطباء بالخطب المنبرية ، والثقافة الإسلامية العامة للمسلمين ، ونسال الله سبحانه وتعالى الإخلاص فى القول والعمل ، ونسألكم الدعاء »

تسجيل الدخول

ابحث

عدد زيارات الموقع

1,063,737

ملحمة التحرير